دبي تعزز مكانتها الاستراتيجية مركزاً لربط الاقتصادات وصياغة
مستقبل التجارة العالمية
- معالي عبدالله بن طوق المري: من المتوقع نمو اقتصاد دولة الإمارات بنسبة 3.6% هذا العام، مدفوعاً في الغالب بالقطاع غير النفطي وإن التزامنا بالإصلاحات والحوافز الداعمة للأعمال يواصل تعزيز ثقة المستثمرين
- معالي سعيد محمد الطاير: تلتزم هيئة مياه وكهرباء دبي التزاماً تاماً بالاستدامة بوصفها حجر الزاوية في جميع خطط التنموية والاقتصادية والاجتماعية التي تمضي بها، وتعمل على دعم جهود الدولة بما يتعلق بالحياد الكربوني بحلول العام 2050 وتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة للعام 2050.
- سعادة هلال سعيد المري: دبي تأخذ بعين الاعتبار الاتجاهات العالمية ضمن خططها التنموية والتي تُظهر قطاعات جديدة متنامية تتمثل في الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرقمنة
- جان كلود تريشيه: “على الدول الأخرى الاستفادة من النموذج الإماراتي، حيث يمثل السلام والاستقرار هنا ضماناً لازدهار الأعمال، إضافة إلى دور الحكومة في العمل على استقطاب أفضل الشركات الناشئة.”
دبي، الإمارات العربية المتحدة – انطلقت اليوم فعاليات منتدى دبي للأعمال، الذي تنظمه غرف دبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بمناقشة العديد من القضايا الملحة في مجالات العولمة والاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وخلال كلمة رئيسة لمعالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، سلط فيها الضوء على الدور المحوري لدولة الإمارات في تعزيز الشراكات التجارية الإقليمية والنمو الاقتصادي المحلي، أشار معاليه قائلاً: “واصلت دولة الإمارات دورها في دفع عجلة نمو التجارة مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية عالمية المستوى. ومع توقيع اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة مع أبرز الدول النامية، مثل الهند وإندونيسيا وتركيا، تظل دولة الإمارات بوابة أساسية إلى الأسواق الإقليمية والعالمية. ونتوقع أن يزداد إجمالي حجم التجارة هذا العام مع قيامنا بتوسيع نطاق الاتفاقيات التجارية”.
وأضاف معاليه: “يشهد الاقتصاد العالمي اليوم تحولات سريعة اختبرت مرونة البلدان في جميع أنحاء العالم وقدرتها على التكيف، كما فرضت تحديات كبيرة على مختلف اقتصادات العالم. ومع ذلك، فقد أظهرت دولة الإمارات مرونة استثنائية في مواجهة هذه التحديات، وحافظت على التزامها بمبادئها المتمثلة في التنويع الاقتصادي والانفتاح والاستدامة”.
وتابع معاليه: “حقق اقتصاد دولة الإمارات نمواً قدره 3.7% بالقيمة الحقيقية في النصف الأول من عام 2023. ويمثل هذا نمواً قوياً في ظل حالة عدم اليقين العالمية والإقليمية، ولا يزال أعلى من أي نمو مسجل في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. علاوة على ذلك، سجل القطاع غير النفطي معدل نمو مذهل بلغ 5.9%. ولا شك أن النمو الاقتصادي الذي تشهده دولة الإمارات ما هو إلا دليل على مرونتنا وتنوعنا والتزامنا بالانفتاح والتعاون الدولي”.
ولفت معاليه إلى أهمية الاستثمارات الاستراتيجية لدولة الإمارات في القطاعات غير النفطية وفي مجالي الابتكار والتكنولوجيا، والتي جعلت الدولة تتبوأ مكانة رائدة إقليمياً في مختلف القطاعات. وقال في هذا السياق: “لقد تجاوز أداء الاقتصاد الوطني جميع التوقعات، مدعوماً بالإصلاحات الهيكلية مثل إتاحة تملك الأجانب بنسبة 100٪، وسن قانون المعاملات التجارية، وتحديث نظام الإقامة. وإن التزامنا المستمر بالإصلاحات والحوافز الداعمة للأعمال يواصل تعزيز ثقة المستثمرين وفقاً لصندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية الأخرى. ونتوقع أن يبلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي 3.6% هذا العام، مدعوماً في الغالب بالقطاع غير النفطي”.
أجندة دبي الاقتصادية
وأعقب ذلك حوار جانبي مع سعادة هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، استكشف فيه الأطر الداعمة لأجندة دبي الاقتصادية D33 وكيف يبدو مستقبل الإمارة. وقال سعادته: “تمثل أجندة دبي الاقتصادية خارطة طريق للإمارة على مدار العقد المقبل من أجل ضمان تحقيق الصدارة ضمن أفضل المدن الثلاث الأولى اقتصادياً على مستوى العالم، والتي تهدف من خلالها إلى مضاعفة الناتج المحلي عبر خطة واضحة وضعتها القيادة الرشيدة للإمارة، والتي تُعزز التعاون والشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان توفير واغتنام كافة الفرص لتحقيق رفاهية وسعادة سكان دبي”.
أوضح سعادته أن دبي تأخذ بعين الاعتبار الاتجاهات العالمية ضمن خططها التنموية والتي تُظهر قطاعات جديدة متنامية تتمثل في الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرقمنة، بالإضافة إلى أن الكثير من الشركات تتوسع في أسواق العالم مستفيدة من توفر المواهب والخبرات في دبي وفي كافة القطاعات، حيث سيشهد العقد المقبل انضمام 65 ألف إماراتي لسوق العمل ممن يركزون على وظائف المستقبل.
وأكد سعادته أن دبي تركز حالياً على تعزيز مفهوم الاستدامة عبر الاستفادة من التكنولوجيا الجديدة على مستوى البيئة وما نراه اليوم من مشاريع وسياسات ضمن هذا الإطار، حيث تلتزم الإمارات بمحايدة الكربون والعمل على تعزيز الفرص والاستثمارات المستقبلية بمجال الطاقة النظيفة. أوضح سعادته أن دبي هي مركز لوجستي مهم في العالم يُقدم الحلول المبتكرة للصناعات بمواجهة تحديات سلاسل التوريد مما يُوفر قدرة وفعالية للمصنعين، إلى جانب توفر الطاقة النظيفة.
وقال سعادته إن قطاع السياحة يؤثر بشكل كبير في استدامة الأعمال في دبي لكون الإمارة سوق سياحي مستقر يتميز بالتنوع الكبير واستقباله للكثير من الجنسيات من الزوار الذين يكررون زيارتهم للإمارة، بالإضافة إلى تركيزه على نوع محدد من السياحة وهو السياحة العائلية والذي يتماشى مع مستقبل دبي، كما أن دبي مركز حيوي لسياحة الأعمال والمؤتمرات والسياحة الصحية، وهي الأولى على مستوى العالم في العمل الافتراضي. كما لفت إلى أهمية قطاع الطيران مع وجود أهم شركة طيران في العالم وهي طيران الإمارات.
صياغة المستقبل الأخضر
وفي جلسة حملت عنوان “هيئة كهرباء ومياه دبي: صياغة المستقبل الأخضر”، تحدّث معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب، الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، عن التزام الهيئة بتبنّي أعلى معدلات الاستدامة وتحقيق مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة للحياد المناخي بحلول عام 2050، عبر الاستفادة من التقنيات المتقدمة والبحث والتطوير وأدوات الثورة الصناعية الرابعة.
وتناول الطاير في كلمته أهمية المنتدى في تعزيز فرص الأعمال والاستثمار في الإمارة مؤكداً أن تنظيم هذا الحدث ينسجم مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان، رئيس الدولة، حفظه الله؛ وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”؛ الرامية إلى قيادة جهود التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر وتحقيق رؤية الدولة في توفير بيئة مستدامة للأجيال القادمة.
وقال الطاير: “تلتزم الهيئة التزاماً تاماً بالاستدامة بوصفها حجر الزاوية في جميع الخطط التنموية والاقتصادية والاجتماعية التي تمضي بها، وتعمل على دعم جهود الدولة بما يتعلق بالحياد الكربوني بحلول العام 2050 وتحقيق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة للعام 2050، وتسريع وتيرة التحوّل الأخضر لهذا تدعم الهيئة مؤتمر الأطراف كوب 28 والأهداف العالمية المشتركة”.
مرونة المنطقة
كما تطرق المنتدى إلى مناقشة مرونة المنطقة وقدرتها على التعافي خلال فترة ما بعد الجائحة. حيث تم إجراء حوار نقاشي مع جان كلود تريشيه، الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي، تم خلاله استكشاف أنجع السبل لإعادة تفعيل اقتصادها في مواجهة حالة عدم اليقين العالمية”.
ونوّه تريشيه بالعوامل الرئيسية التي تسهم في ترسيخ مكانة المنطقة قائلاً: “يتمتع الاقتصاد الإماراتي بمرونة استثنائية، خاصة بالمقارنة بما تواجهه الأسواق العالمية من تحديات واسعة وصعبة. وأضاف: “باعتبارها الوجهة الأولى للاستثمار الأجنبي المباشر في منطقة غرب آسيا، فإنه من اللافت النظر إلى حجم الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات وكيفية نموه بثبات. إن التركيز الذي توليه القيادة الإماراتية للتطوير والابتكار جدير بالملاحظة، لاسيما وأنه يمثل أولوية رئيسية لازدهار الأعمال في هذه المنطقة”.
وقال تريشيه: “على الدول الأخرى الاستفادة من النموذج الإماراتي، حيث يمثل السلام والاستقرار هنا ضماناً لازدهار الأعمال، إضافة إلى دور الحكومة في العمل على استقطاب أفضل الشركات الناشئة. ومن خلال استضافة الإمارات لمؤتمر الأطراف (COP28)، فإنها ترسل إشارة قوية للعالم بأهمية التركيز على الاستدامة والطاقة الخضراء”.
يجمع منتدى دبي للأعمال، الذي ينعقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه االله”، أصحاب المصلحة الرئيسيين من القطاعين الحكومي والخاص من جميع أنحاء العالم لاستكشاف فرص عقد شراكات اقتصادية استراتيجية جديدة، وتطوير شبكات دولية أقوى، وفتح آفاق جديدة للأعمال والتجارة والاستثمار.