بقلم :جرار شاه، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ 24SEVEN
SEVEN المنصة المتخصصة في تكنولوجيا متاجر البقالة التي تهدف إلى تمكين محلات البقالة والتجزئة من خلال الرقمنة والابتكار ودعمهم بحلول تكنولوجية من خلال علامتها التجارية24SEVEN Optima، المتخصصة بأجهزة نقاط البيع وحلول الدفع وإدارة العمليات بهدف خدمة ملايين العملاء يوميًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا. يناقش أهمية التحول الرقمي بالنسبة للمتاجر الصغيرة ولأصحاب البقالة.
تمثل المتاجر الصغيرة المتعارف عليها بإسم “البقالة” جزءًا أساسيًا من نسيج مجتمعات الشرق الأوسط. حيث تبلغ مبيعات المواد الغذائية بالتجزئة والبقالة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وحدهما أكثر من 100 مليار دولار، أي تتراوح النسب بين 44% و 58% من إجمالي الإنفاق على تجارة التجزئة1. ومن أجل دعم هذا السوق الضخم ورقمنة تجربة البيع بالتجزئة طورت الشركات حلول تقنية ولكن الكثير منها تستهدف محلات السوبر ماركت والمتاجر الكبرى. وبالرغم من امتلاك هذه الأنظمة قدرة كافية للعب دور حيوي في السوق إلا أنها لا تُعتبر مثالية للشركات الصغيرة والمتوسطة.
وبينما تقوم المتاجر الصغيرة بعمليات البقالة بشكل كبير مثل توفير الاحتياجات اليومية للمستهلكين في جميع أنحاء المنطقة، إلا أن العديد منهم يعتمدون على استلام الدفعات النقدية فقط من المستهلكين، مما يجعلهم يتخلفون في تقديم الكثير من الخيارات المتوفرة، وذلك بسبب التكنولوجيا الضخمة التي تستخدمها المؤسسات والتي لا تناسب احتياجاتهم حتى وإن توفّر خيار الدفع الرقمي لأنها غير مترابطة بجمع البيانات وأتمتة العمليات الخاصة بالجزء الخلفي لعمليات المتجر. مما يعني أن هناك فرص كبيرة ضائعة، لأن التحسينات والخدمات في هذا المجال يمكن أن تؤدي إلى زيادة الإيرادات بشكل كبير وتقليل هدر الوقت الضائع لفرق عمل المتاجر.
وإذا أردنا أن نعرف المزيد عن حجم المشلكة؟ هناك أكثر من 5000 متجر بقالة في دولة الإمارات وحدها، وتشير أرقامنا أن 7 من أصل 10 متاجر لا يملكون جهاز نقطة بيع (POS) متكامل ومترابط بنظام الدفع كما هو الحال أيضًا مع محلات البقالة في بقية دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتماشيًا مع رؤية دولة الإمارات واستراتيجية التحول الرقمي من الضروري إيجاد طرق لمواكبة السرعة باستخدام تكنولوجيا سلسة وسهلة.
التجارة المجتمعية مركز البيانات.
بينما تدعم عمليات البقالة في جميع أنحاء المنطقة احتياجات المجتمعات بأكملها وغالبًا ما لديهم جميع البيانات المرتبطة بسلوك المستهلكين إلا أن هذه المعلومات تتلاشى بسبب عدم القيام بجمعها بشكل رقمي. وتتمتع متاجر البقالة أيضًا ومنذ القدم بتوفير الأئتمان للعملاء الدائمين وتدوينها في دفتر الحسابات اليومية. ومع مواكبة التحول الرقمي لن تختصر خدماتهم على العملاء الذين قدموا لهم الائتمان فحسب، بل يمكنهم أيضًا تقديم مجموعة من الخدمات المالية الأخرى، مثل خدمة اشتري الآن وادفع لاحقًا (BNPL)، و إعادة تعبئة رصيد الهاتف المحمول، ودفع فواتير الخدمات مثل المياه والكهرباء، وتحويل الأموال.
وفي 24SEVEN لدينا قول مأثور مفاده أن متاجر البقالة لا يمثلون “نقطة بيع فقط” فحسب، بل “نقطة لبيع كل شيئ” حيث يمكن الحصول على جميع ما ترغب به والقيام تقريبًا بجميع مهامك في أصغر المتاجر التي تعتبر جوهر التجارة المجتمعية، حيث يصبح المزود التقليدي لاحتياجاتك اليومية من البقالة هو مركز جميع الأنشطة التي توفر مجموعة من الخدمات بدءًا من التمويل والمدفوعات إلى خدمات الطرف الثالث مثل التأمين وإدارة الهواتف المحمولة والاشتراكات.
خدمات مفيدة لمحلات البقالة وأصحاب المتاجر
من الواضح أن إضافة هذه الخدمات المذكورة أعلاه يمكن أن تساعد في تحقيق المزيد من الإيرادات، ولا يقتصر الأمر على توفير تجارب رقمية مرتبطة بأعمال البقالة لتحقيق أموال إضافية فحسب، بل أيضًا راحة أكبر لأصحاب المتاجر وسلاسة في إدارة عملياتهم. وقد تكون نقطة البيع الرقمية البسيطة قادرة على قبول الدفعات ولكن إذا لم تكن مرتبطة بالعمليات بشكل متكامل هذا يعني أنه لا يزال يتعين على موظفي المتجر تدوينها يدويًا. وأما بما يخص التحقق من العناصر، فإن العديد من المتاجر تمتلك خاصية الباركود والمسح الضوئي الرقمي، ولكن في حال الدفع نقدًا لا يمكن تكوين صورة واضحة في المستقبل عن السلع التي يشترونها والتي تثير اهتمامهم.
لذا تُعد أحد أهم عناصر التجارة المجتمعية ضمان تجارب سلسة ومترابطة للمشغلين، لأن القدرة على استخدام البيانات للتنبؤ باحتياجات العملاء وتخطيطها والتوقع المسبق يمكن أن تعزز التجارب وتحقق المزيد من الدخل، حيث تضمن الإدارة الفعّالة لعمليات البيع بالتجزئة عند شراء المستهلك عنصرًا ما من المتجر نقل المعلومات تلقائيًا إلى الواجهة الخلفية للعمليات، الأمر الذي يساعد في إتخاذ قرار بشأن إعادة طلب المخزون إما بواسطة شخص ما أو التواصل تلقائيًا مع الموردين.
ومن خلال البيانات المُجمعة رقميًا يمكن لأصحاب البقالة الذين في الغالب يعرفون عملائهم الدائمين تخصيص تجربتهم، مثل توفير عروض على السلع التي يشترونها باستمرار ولأن هذه البيانات أيضًا مفيدة للغاية للعلامات التجارية والموزعين من حيث تتبع الطلبات ومعرفة شعبية العناصر المُفضلة لدى المستهلكين، فضلاً عن توحيد عمليات التوصيل. وبالتالي يمكن لهذه التكنولوجيا المتكاملة أن تساعد الشركات على الإرتقاء لكي يكونوا جزءًا من مستقبل التجارة الرقمية.
الاستنتاجات الرئيسية
تمثل المتاجر الصغيرة ومحلات البقالة جزءًا أساسيًا من الإرث الثقافي لمنطقة الشرق الأوسط، ودعمهم بحلول البيع بالتجزئة المدعومة بالتكنولوجيا رؤية أساسية ضمن إطار التجارة المجتمعية الرقمية. إن التاريخ الغني للعلاقات المجتمعية جنبًا إلى جنب مع المنصات الرقمية الأكثر كفاءة تساعد في ضمان احتفاظ هذه المتاجر بأهميتها وتعزيز قدرتها التنافسية مع محلات السوبر ماركت الكبيرة والمتاجر الإلكترونية خلال السنوات المقبلة.