بقلم توماس جينسن، الرئيس التنفيذي، مايلستون سيستمز
في سعينا نحو مستقبل أكثر استدامة، يساهم دمج التكنولوجيا مع جهود تنمية المدن في تحقيق حلم المدن الذكية. حيث تستفيد هذه المدن المبتكرة من الحلول المتطورة لتحسين استغلال الموارد وزيادة الكفاءة وإيجاد بيئات معيشية متناغمة. وبحسب توماس جينسن، الرئيس التنفيذي لشركة مايلستون سيستمز، هنا يأتي دور تكنولوجيا الفيديو كعنصر أساسي في هذه الرحلة التحولية حيث تعتبر أداة قوية تساهم في تمكين التنمية المستدامة في المدن الذكية. ففي حين أن تنظيم الحياة الحضرية كان يشكل دائماً تحدياً كبيراً من الناحية اللوجستية والبيئة والاجتماعية، فتركيزنا اليوم على مفهوم المدينة الذكية، حيث تحدث التكنولوجيا الجديدة فرقاً ملحوظاً.
مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في أن تكون دولة تعتمد على التكنولوجيا وإطلاق العديد من المبادرات الجديدة في هذا السياق، يشكل تبني التنمية الحديثة والاستفادة من التكنولوجيا للأفضل أولوية قصوى. ووفقاً للأبحاث، من المتوقع أن يشهد سوق أنظمة المراقبة بالفيديو في دولة الإمارات نسبة نمواً سنوياً مركباً يبلغ حوالي 4.35٪ من عام 2023 إلى عام 2028. ومع التسارع في عملية التحضر وزيادة الكثافة السكانية، أصبح ضمان السلامة والأمن العام، على سبيل المثال، يشغل بال الجهات الحكومية وجهات تنفيذ القانون في دولة الإمارات. وأدى هذا الوعي المتزايد بالتحديات الأمنية إلى زيادة الطلب على حلول تكنولوجيا الفيديو الفعالة للتخفيف من المخاطر المحتملة.
من خلال استغلال إمكانيات تكنولوجيا الفيديو، يمكن للمدن مراقبة وإدارة مواردها، وتعزيز السلامة والأمن، وتعزيز الشعور بالمجتمع. ومع قدرتها على تحويل المشهد الحضري ودفع التغيير الإيجابي، تبرز تكنولوجيا الفيديو كعنصر رئيسي في بناء مدن المستقبل، حيث تتعايش الاستدامة والتقدم جنباً إلى جنب.
ومع ذلك، يجب أن تلتزم عملية الاستفادة من تكنولوجيا الفيديو في الأماكن الحضرية بالمطالب الأخلاقية للمواطنين. فمن الضروري تحقيق التوازن بين الأهداف التجارية والاستخدام المسؤول للتكنولوجيا لنجاح الشركات الحديثة.
الحفاظ على الخصوصية
تنطوي عملية تحويل البيانات في البيئات الحضرية في المدن الذكية على جمع وتحليل كميات ضخمة من البيانات من الأجهزة الموجودة في المناطق العامة. على سبيل المثال، تتيح تكنولوجيا الفيديو تحسين تدفقات حركة المرور من خلال تحليل البيانات في الوقت الفعلي. ومع ذلك، تنتشر مخاوف بشأن الخصوصية عندما يتم التقاط صور الأفراد. ولا تزال اللوائح التي تحكم استخدام كاميرات المراقبة محدودة نسبياً في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومع ذلك، من المهم الاعتراف بحق الفرد في الخصوصية بموجب القانون عند النظر في تركيب وتشغيل أنظمة كميرات المراقبة.
من الضروري عرض لافتات توضح وجود كاميرات مراقبة بشكل واضح، أو الحصول على موافقة خطية مسبقة من الأفراد الذين يتم التقاط صورهم بالكاميرا. ومن الضروري أن تظل مراقبة الفيديو في الأماكن العامة متناسبة مع الأشخاص المتأثرين.
تبني الاستدامة
تعد تكنولوجيا الفيديو التي تعتمد على البيانات أمراً حاسماً في تعزيز السلامة والأمن داخل المدن الذكية، وهو جانب أساسي من جوانب الاستدامة. وتستخدم المدن الذكية كميات هائلة من البيانات التي تم جمعها من مصادر متنوعة لتعزيز تخطيط وتصميم البنية التحتية. ويتيح دمج هذه البيانات مع أدوات التحليل والمحاكاة المتقدمة للمخططين والمعماريين في البيئات الحضرية اتخاذ خيارات مستنيرة وتطوير بنى تحتية أكثر تنظيماً للموارد وأكثر استدامة بيئياً.
تمكن تكنولوجيا الفيديو أيضاً المجتمعات من المشاركة بنشاط في مبادرات الاستدامة من خلال توفير معلومات شفافة ومتاحة.ويمكن للمدن زيادة الوعي بالاستهلاك المستدام من خلال موجزات الفيديو المعروضة للجمهور وتصورات البيانات. ويمكن أن يساعد هذا في تشجيع الأفراد على تبني ممارسات أكثر استدامة يومياً وتعزيز ثقافة المسؤولية البيئية والمشاركة المجتمعية.
يجب أن تقود شركات التكنولوجيا الرحلة من خلال التعاون مع صناع القرار لضمان تنفيذ مفاهيم المدن الذكية بشكل مسؤول. حيث يكون دور التكنولوجيا هو خدمة الإنسانية والصالح العام.