خاص entrepreneuralarabiya
يعتقد رائد الأعمال الإماراتي محمود عدي، أن قطاعات التكنولوجيا المالية، الذكاء الاصطناعي والألعاب الإلكترونية هي من القطاعات التي ستؤثر بشكل كبير على مشهد الاستثمار في دولة الإمارات خلال السنوات القادمة.
محمود عدي هو أحد خريجي برنامج خبراء الإمارات عن قطاع التنمية الاقتصادية، والشريك المؤسس لشركة “شروق بارتنرز”، العاملة في مجال رأس المال المغامر. تم تطوير برنامج خبراء الإمارات بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ليكون البرنامج منصة للخبراء المتخصصين في دولة الإمارات ممن يرغبون في القيام بدور رائد في تحول قطاعات النمو المستقبلية بما يتوافق مع الأولويات الوطنية لدولة الإمارات.
في حواره مع مجلة رواد الأعمال “entrepreneur”، قال محمود عدي إن عالم تمويل رأس المال المغامر شهد خلال العامين الماضيين عددا من التغيرات، بعد الطفرة التي حققها في جميع أنحاء العالم في عام 2021، بسبب التقلبات الاقتصادية عالمياً والتضخم وارتفاع أسعار الفائدة والأوضاع الجيوسياسية.
خلال عام 2022 استمر تمويل رأس المال المغامر وعقد الصفقات ولكن بوتيرة أبطأ، مع انخفاض تمويل المشاريع العالمية بنسبة 35% على أساس سنوي وانخفاض متوسط حجم الصفقات بنسبة 32%، وازدياد حرص المستثمرين على رؤوس أموالهم، حيث يبقون عليها في استثماراتهم الجارية أو يبقونها للصفقات منخفضة التكلفة.
ومع ذلك شهد السوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان صمودا أكثر مقارنة مع أمريكا وأوروبا خلال العام الماضي.
كما استمرت المملكة العربية السعودية في رؤية نمو غير مسبوق في منظومة ريادة الأعمال، كما وتجاوزت دولة الإمارات العربية المتحدة حاجز الـمليار دولار، بينما واصلت مصر صدارة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عدد الصفقات، حيث أغلقت 160 صفقة العام الماضي.
وأضاف “أما في “شروق بارتنرز” أغلقنا مؤخرا صندوق بداية الثاني الذي بقيمة 160 مليون دولار، ونحن نعمل بنشاط لاغتنام الفرص والاستثمار في أهم الشركات، كما وتم تصنيفنا من أكثر الشركات في رأس المال المغامر نشاطاً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان في أحدث اصدار لتقرير ’ماغنت‘.”
وفي موضوع آخر، قال محمود عدي إن أكثر القطاعات الفرعية رواجاً ضمن التكنولوجيا هي ’التكنولوجيا المالية‘ التي تجذب العديد من الاستثمارات على مستوى العالم بما في ذلك دولة الإمارات، حيث ارتفع تمويل المستثمرين لشركات التكنولوجيا المالية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان أكثر من أربعة أضعاف تقريبًا، من ما يقارب 200 مليون دولار في عام 2020 إلى ما يقارب 885 مليون دولار في عام 2022، وفقًا لتقرير ’ماغنت‘ في عام 2022، واستحوذت دولة الإمارات على المركز الأول في المنطقة بريادة الاستثمار في مجال التكنولوجيا المالية.
وأضاف أنه من القطاعات الأخرى التي ستؤثر بشكل كبير علىى مشهد الاستثمار للسنوات القادمة هي البرمجيات، الذكاء الاصطناعي، الويب 3.0، والألعاب الإلكترونية.
وعلق قائلاً “نحن متحمسون جداً بخصوص قطاع الألعاب الإلكترونية في دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط. حيث تتصدر المنطقة سوق الألعاب الإلكترونية، كما وتعمل الحكومات على طرح تشريعات جديدة لكي تساعد على الاستثمار في هذا القطاع، وأتوقع أن تظل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في الصدراة كمركز عالمي لقطاع الألعاب الإلكترونية.”
وتابع “لقد اتخذنا خطوات واسعة في مجال الألعاب الإلكترونية من خلال إطلاق حاضنتنا الخاصة التي احتضنت أكثر من 150 شركة حتى الآن، ونحن نستثمر بنشاط في هذا القطاع ونبني فريقاً متخصصاً يركز فقط على شركات الألعاب الإلكترونية في المنطقة وخارجها.”
وأما حول ريادة الأعمال والشركات الناشئة، يعتقد محمود أن الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأفغانستان وباكستان أظهرت قدرة على التحمل.
وأضاف أن ازدياد المنافسة بين الشركات العالمية والأجنبية داخل المنطقة يجلب المزيد من التحديات التنافسية للشركات الكبيرة والشركات الناشئة الصغيرة، وهذا يعني أن الشركات المحلية لدينا يجب أن تركز أكثر على منتجاتها وكيفية الفوز بحصة سوق أكبر وكسب ثقة المستثمرين للاستفادة من هذا الزخم.
وقال “تؤمن في “شروق بارتنرز” بأن القيود تولد الابتكار وتعزز المرونة وتفصل الشركات الناشئة الناجحة عن غيرها، هنالك أساس متين لنمو قطاع الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان، لا سيما في قطاع التكنولوجيا، ونحن نتطلع لمعرفة من هي الشركات الناشئة التي يمكنها تقديم مقترحات من شأنها أن أن تدفع الإبتكار في دولة الإمارات وخارجها.”