بالتعاون بين “مؤسسة لوريال” ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تم الكشف عن خمس فائزات بـجائزة “لوريال – اليونسكو للمرأة في العلم” العالمية لعام 2023. وكرّمت “مؤسسة لوريال” و“اليونسكو” أولئك العالمات المتميّزات اللواتي ينتمين إلى خمس مناطق رئيسية حول العالم في 15 يونيو الماضي تقديراً لمسيرتهن المهنية الاستثنائية ومساهمتهن في المجتمع من خلال أبحاثهن في العلوم الفيزيائية والرياضيات وعلوم الكمبيوتر.
اختيرت الفائزات الخمس بجائزة “لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم” لعام 2023، من قبل لجنة تحكيم مستقلة برئاسة البروفيسور أرتور أفيلا، الاستاذ في معهد الرياضيات في جامعة زيورخ (سويسرا) والباحث المتميّز في المعهد الوطني للرياضيات البحتة والتطبيقية (IMPA) في ريو دي جانيرو (البرازيل) والحائز على ميدالية “فيلدز” في العام 2014 في مجال العلوم الفيزيائية والرياضيات وعلوم الكمبيوتر.
مجلة entrepreneur تحدثت مع الفائزة عن منطقة افريقيا والدول العربية
البروفيسورة سوزانا نونيس عن أهمية الجائزة وواقع تفوق المرأة في مجالات البحث العلمي.
تعمل نونيس أستاذة للعلوم والهندسة الكيميائية والبيئية، ونائب رئيس هيئة التدريس والشؤون الأكاديمية، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، المملكة العربية السعودية.حازت على الجائزة تقديراً لعملها المتميز في تطوير المرشحات الغشائية المبتكرة لتحقيق عمليات فصل
كيميائية عالية الكفاءة وبصمة كربونية أقل. وأثبتت أبحاثها أنها مفيدة بشكل خاص للصناعات المائية
والبتروكيماويات والأدوية والإسهام في تحقيق بيئة أكثر استدامة.
انضمت سوزانا نونيس إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية كونها متخصصة في علم البوليمرات والأغشية بعدما مارست التدريس كأستاذة في البرازيل ومن ثم عالمة في ألمانيا، حيث أشرفت على تنسيق المشاريع الاستراتيجية في تكنولوجيا الهيدروجين واحتجاز الكربوت
ولكن كيف بدأت تجرتها في عالم البحوث تقول نونيس :” لقد منحتني جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حرية إجراء البحوث وقامت بتزويدي بالموارد الأساسية لتطوير بحثي والغوص في المواضيع التي اعتبرها وثيقة الصلة بتكنولوجيا الأغشية وعمليات الفصل المستدامة. عملت في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية عند تأسيسها منذ أكثر من 13 عاماً. وعلى الرغم من انه ليس بالأمر السهل تأسيس أي جامعة، غير أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية قد تمكّنت من وضع نفسها على خارطة التعليم بشكل قوي. لقد كانت فرصة متميّزة بالنسبة لي أسهمت في تطوير خبرتي في مجال العلوم وكذلك في مهنة التعليم.
وتقول نونيس :” أن الهدف العام من بحثي في تطوير التقنيات التي من شأنها تسهيل الانتقال إلى مجتمع مستدام بالكامل، وذلك عن طريق علم المواد والكيمياء. أعمل على تطوير أغشية بوليمرية، وهي مرشّحات انتقائية للغاية. تخيل مناخل ذات مسام أصغر 100,000 مرة من قطر الشعرة. فمن خلال ذلك، يمكننا بعدئذ فصل وتنقية الجزيئيات الصغيرة مثل المكوّنات النشطة للأدوية أو تجهيز خلايا الوقود للطاقة الخضراء. وبإمكان هذه الأغشية جعل عمليات الفصل الصناعية أكثر نظافة وفعالية مع إنتاج أقل لثاني أكسيد الكربون.
وعن الجائزة تقول
يأتي منحي جائزة لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم تقديراً للإنجاز الذي حققته في مجال العلوم ومهنة التعليم. فهذه الجائزة تُبرز الدور الذي قمت به في مجال بحثي وإسهام المرأة في العلوم والتعليم في دول مجلس التعاون الخليجي. أولاً من المنظور العلمي: هناك اهتمام كبير بعملية احتجاز ثاني أكسيد الكربون في الوقت الحاضر لأسباب واضحة، ألا وهي الضرر الذي يسببه ثاني أكسيد الكربون من حيث تغير المناخ. لكننا لا يجب أن ننسى أن الالتقاط في النهاية هو حل واحد فقط وربما ليس الأفضل. فمن المهم على الأقل تطوير تقنيات تقلل من استهلاك الطاقة وإنتاج ثاني أكسيد الكربون. لذلك، فإن نوع تقنية الأغشية التي أطورها تجعلنا نتصرف بشكل مُسبق، وهو ما يجعل عمليات الفصل أكثر فاعلية. ومن هذا المنطلق، فإنه من شأن هذه الجائزة تسليط الضوء على هذا النوع من النهج وغرس التفاعل في هذا المجال. أما من منظور تعليم المرأة، فانني آمل أن تلهم هذه الجائزة الشابات لمتابعة دراستهن في علوم الكيمياء والبيئة والمواد والهندسة الكيميائية. وأكثر من ذلك، فإن هذه الجائزة تحتفي بانجازات العالمات في دول مجلس التعاون الخليجي، كما أنها تحتفي بالتغيرات الإيجابية التي تشهدها المرأة بوتيرة سريعة في المملكة العربية السعودية.