دبي 12 يونيو 2023
: استعرضت شركة سيلزفورس، وعلى لسان تيري نيكول، المدير العام ونائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط لدى الشركة، الخطوات التي تمكّن المؤسسات من الاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، لتحقيق النموّ في الأعمال وإحداث تحوّل إيجابي فيها.
ويشهد عالم الأعمال في وقتنا الراهن موجة تحولات غير مسبوقة بفضل الإنجازات العظيمة في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها التي طالت جميع القطاعات والمؤسسات. وتشير دراسة من جولدمان ساكس بأن التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي يمكن أن ترفد نمو الاقتصاد العالمي بما يصل إلى 7 تريليونات دولار بحلول 2030.
ومن أجل اغتنام الفرص الجديدة وتحقيق النمو خلال 2023، تحتاج المؤسسات إلى تأسيس مرجعية موحدة للبيانات والوصل بين جميع نقاط التفاعل مع العملاء من أجل تقديم تجارب تلبي أذواقهم الشخصية واكتساب مزايا الذكاء والسرعة والإنتاجية الأكبر.
وفيما يلي التوجهات الرئيسة التي ستساعد المؤسسات على تسخير الإمكانات الحقيقية للتكنولوجية التحوليّة والنجاح في تحقيق النمو.
1) الاستفادة من الذكاء الاصطناعي التوليدي مشروط بفهم إمكاناته الواعدة ومخاطره
يقدم الذكاء الاصطناعي التوليدي إمكانات كبيرة لتطوير العمليات في المؤسسات والذهاب لأبعد من تحقيق الإنجازات المنشودة بالتوازي مع توفير وقت ثمين لطواقم العمل من أجل ضمان مشاركتها في أداء المزيد من المهام الاستراتيجية. وفي عام 2023، يجب أن تتعلم الشركات – وموظفيها تحديدا – كيفية إرساء شراكة مع الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل إخراج المواهب والقدرات الكامنة لدى كل طرف.
فمثلا، مع الذكاء الاصطناعي أصبح بإمكان خدمة العملاء إجراء محادثات مثل البشر والتعامل مع الاستفسارات المتكررة، مما يتيح للموظفين فرصة التركيز على معالجة الطلبات الأكثر تعقيدًا. وأصبح بإمكان قسم التسويق تفهم سلوكيات العميل وتلبية تفضيلاته الشخصية من ناحية توقيت الأنشطة التسويقية وأهدافها ومحتواها.
وتنعقد جودة الذكاء الاصطناعي على نوعية البيانات التي تدعمه، فبرغم أنه أظهر إمكانيات قوية في مجال اللغة إلا أنه يبقى يفتقر للحدس البشري السليم والمعرفة الدنيوية. وعند نشر الذكاء الاصطناعي في سياق التفاعل مع العملاء، فمن الأهمية بمكان التأكد من دقة البيانات وتحديثها في سائر نقاط التفاعل مع العملاء.
ومن أجل تخفيف المخاطر التي قد تنجم عن الاعتماد على أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإنه لا غنى عن فهم جوانب القوة والضعف في هذه التكنولوجيا. ولاكتساب ميزة تنافسية فارقة، يتعين على المؤسسات التعامل بحرص مع إستراتيجيتها المعنية بالذكاء الاصطناعي واستخدام منتجات جديرة بالثقة وتمكين جميع القوى العاملة من نشرها بصورة فعالة.
2) الرؤى المستمدة من البيانات سترشد آلية صناعة القرار الموثوق
للتعامل بنجاح مع حالة عدم اليقين الاقتصادي وتعزيز القدرات في عالم الأعمال، بادرت شركات كثيرة إلى الاعتماد على البيانات الفورية من أجل اكتساب رؤى عالية القيمة منها والتمكن من اتخاذ قرارات مستنيرة. وبهدف تحقيق النجاح، يتعين على المؤسسات تخصيص الموارد لأدوات التعامل مع البيانات وتدريب الموظفين على استخدامها للتمكن من ترجمة الرؤى المستخلصة من البيانات إلى استراتيجيات قابلة للتنفيذ.
بناء على ذلك، يمكن توقع رؤية استخدام أكبر لتكنولوجيا التحليلات الاستدلالية (التنبؤية) بما فيها الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. وفي ضوء تزايد فهم المستهلكين لعادات الإنفاق لديهم، فإن المؤسسات التي تقدم تجارب متكاملة وسلسة للعملاء وتفاعلات فورية تلبي أذواقهم الشخصية، ستنجح في التميز عن باقي المنافسين وترسيخ ولاء العملاء.
ويبرز توجه آخر جديد ألا وهو الأسلوب الذي تتبعه المؤسسات لجني الفائدة من البيانات. فالشركات التي تتعامل مع البيانات المقدمة بشكل صريح من جانب العملاء أو التي تعتمد على جمع البيانات من العملاء مباشرة، ستتمكن من احتلال موقع إيجابي على المدى البعيد.
3) استراتيجيات الأتمتة ودمجها ستعزز الكفاءة والإنتاجية
تعمل مؤسسات في الوقت الراهن على تشغيل أكثر من 1000 تطبيق، لكن 70 بالمئة من هذه التطبيقات لا زالت منفصلة عن بعضها البعض وعن محور عمل تلك المؤسسات.
ومن خلال اعتماد التكنولوجيا القائمة عن المكونات والتكامل بين أنظمة العمل، يمكن للمؤسسات خفض التكاليف وبلوغ مستويات جديدة عالية من الكفاءة وأتمتة سير العمل والتخلص من مستودعات البيانات المنعزلة، فضلا عن إنشاء منظومة عمل بيئية تابعة لها تتميز بالتماسك والتعاون بين جميع أطرافها.
من خلال المزاوجة بين قوة الذكاء الاصطناعي والبيانات وإدارة علاقات العملاء، أصبح بإمكان المؤسسات الآن خلق تجارب سلسة ومتصلة وفائقة التخصيص للعملاء لم تكن ممكنة في السابق. ولدى تسخير المؤسسات جميع قدراتها الكامنة فإنها ستنجح في التكيف مع ديناميكيات السوق المتغيرة واعتلاء موقعها في طليعة المشهد الرقمي المتطور بوتيرة متسارعة.