المطبخ السحابي منفذ بيع ثانوي لزيادة العوائد ومن الخطر اعتباره أساس ترتكز عليه أعمالك! رأي مخالف للاتجاه السائد ولكن دعونا نتعرف على تجربة رأئد مميز في عالم الضيافة والمأكولات
لم يكن لدى رائد الأعمال شادي شوقي أية نية لتأسيس مطعمه الخاص، فهو عادة يقوم بتجربة مختلف المطاعم في أبوظبي والعالم ويعمل جاهداً على انتقاء المطاعم المميزة لعرضها على منصته في “إنستغرام
ولكن هذا الشغف بتجربة أنواع المأكولات والمطاعم قاده فيما بعد لتأسيس مطعمه الخاص، وكما يقول شادي :” أحيانا تأتي المشاريع كالأقدار دون أي تخطيط مسبق، فأثناء جائحة كورونا كنت شديد النشاط في دعم مطاعم أبوظبي من ناحية الترويج لها وحث الجمهورعلى طلب الوجبات عبر تطبيقات التوصيل لتجنب إغلاق تلك المطاعم التي كانت في أسوأ أوضاعها الاقتصادية آنذاك، وفي ذات ليلة تلقيت اتصال من صديقي أحد الأصدقاء يطلب مني دعم أحد المطاعم التي تقدم أصنافا يابانية، وبالفعل قمت بتجربته وقد أعجبت بالمنتج، ولكن صاحب المطعم أكد لي عدم قدرته على مواصلة المشروع نظراً لأن التكاليف أكبر بكثير من العوائد وسيضطر الى إغلاق المطعم قريبا. ونظرا لحبي الشديد لليابان والثقافة اليابانية من خلال زياراتي لتلك الإمبراطورية العظيمة، راودتني فكرة إنشاء مطعم ياباني بمشاركة أحد أعز أصدقائي، وتحت إدارة صاحب المطعم الياباني الذي قمت بزيارته، وفي المراحل الأولى من تنفيذ الديكورات ولظروف خاصة انسحب صاحب الخبرة من المشروع وأصبحت مع شريكي“، وهذا الأمر جعلني أصر على المواصلة والإصرار فعملت على إنشاء وإدارة المشروع بمساعدة شريكي صاحب الخبرة في إدارة الأعمال، فكنا نعمل ليلاً ونهاراً في مختلف عمليات التأسيس من مقاولات وديكورات وإنارة ومعدات وتوظيف وتعاقدات، إلى أن وصلنا إلى التاريخ المميز 22-2-22 والتوقيت المميز 22-22-22 حيث تم افتتاح “كايزو” كما هو اليوم “.
الانطلاقة والصعوبات التفصيلية أثناء التنفيذ كيف تم التمويل والشراكات ان وجدت؟
نحن نؤمن بأن البداية السليمة تؤدي إلى نتائج سليمة، ولهذا قررنا الابتعاد عن التمويلات البنكية والاعتماد على أنفسنا في التأسيس، ولا أبالغ إن قلت بأنني وشريكي أصبحنا نتنافس في الإنفاق على المشروع، فكلانا يبذل أفضل ما لديه، ساعدنا في ذلك خبرة شريكي في إطلاق الشركات
حتى في دراساتنا المستمرة لفتح فروع أخرى، فإن النقاشات التي نبني عليها الفرضيات تقوم على التمويل الذاتي.
اقبال العملاء وكيف تم التسويق وأهمية الترويج الإلكتروني، ودور التسويق التقليدي في التعريف والانتشار؟
للأسف، فإن أغلب روّاد الأعمال العرب لا يؤمنون في علم وأساليب التسويق، ويختصرون عالم التسويق باستضافة مدون طعام أو ما يسمى بالـ Blogger لتأدية المهمة، وأنا شخصيا أختلف اختلافاً كلياً مع هذا التوجه، فالتسويق علم يدرس في كبرى جامعات العالم، ولا يتوجب علينا اختصار هذا العلم بزيارة مدون طعام لمدة ربع ساعة.
نحن في كايزو متعاقدون مع ثلاث شركات تسويقية وإعلامية في وقت واحد، فالشركة الأولى تعمل بتخصصها في تصوير المنتجات وإدارة صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي والتفاعل المستمر مع المتابعين، أما الشركة الثانية فهي معنية بالتسويق الرقمي وتعزيز وجود كايزو في محركات البحث بالإضافة إلى إدارة الحملات التسويقية، وفيما يتعلق في الشركة الثالثة فمهمتها تعزيز وجودنا في المجلات المتخصصة في مجال المطاعم المحلية والعالمية بالإضافة إلى التعاون في نشر المقالات التي من شأنها تعميم ثقافة “كايزو” في الأوساط المختلفة
حديث عن خبرة الشيف وتميز العلامة التجارية
يؤكد شادي على أهمية “الشيف” ويقول أنه أساس نجاح أي مطعم، فهو ركيزة أساسية للمشروع، ويقول:” لهذا قمنا بانتقائه بدقة شديدة، فالشيف الرئيسي ومساعدته مسؤولة العمليات يعملون بتناغم وتعاون لثبات وتطوير الأصناف التي يقدمها “كايزو” فترى تميز أصنافنا من خلال انتقاء المواد الأولية وغالبيتها من موطنها الأصلي “اليابان“، إضافة إلى طريقة التحضير بأعلى المعايير التي تجدونها في أفخم الفنادق، وصولاً إلى طريقة العرض المميزة والتي جعلت من “كايزو” محط أنظار الجميع.
أما عن ما يميز “كايزو” عن غيره من المطاعم فأنا أرى أن وجود مطعم بمستوى Fine-dine في أكثر شوارع أبوظبي قدما يعتبر أمراً غريباً بعض الشيء، فكل من يرى صور “كايزو” يعتقد أنه في أحد الفنادق أو على ناصية أكثر الشوارع فخامة، ولكن هنالك سبب لوجوده في شارع شاهد، فإن كنت من زوار اليابان بصورة متكررة ستلاحظ أن أفضل المطاعم اليابانية موجودة في أقدم أحيائها.
عن الادارة وامتلاك الرؤية كسبب في نجاح أي مشروع
عندنا في كايزو لا يوجد مدير، وإن كنت على يقين بأن التخصص مهم جداً، ولذلك قسمت مهام المدير على ثلاثة أشخاص، الأول وهو الشيف الرئيسي والذي يعتبر المحرك الأساسي لعمليات المطبخ وإدارة الطهاة ومسؤول عن التطوير المستمر للأصناف، والثاني هو المسؤول المالي والعلاقات العامة ومهامه تتفاعل مع مهام الشيف الرئيسي للضبط الإداري والمالي، وثالث المسؤولين هو من يضبط الأمور الإدارية الأخرى مثل الموارد البشرية وخدمة العملاء
يقوم المسؤلون الثلاثة بأعمالهم اليومية والتواصل المستمر عبر قنوات اتصال خاصة وخاضعة للمتابعة من الشركاء لضمان استمرارية الأعمال بحسب الاستراتيجية المتفق عليها. ولا أعتقد بأنني سأقوم بتعيين مدير في الوقت الراهن، بل أفضل ترقية المسؤولين الحاليين لمهام أكبر، مع الحرص الشديد على تنمية مهاراتهم من خلال الدورات التدريبية المستمرة،
بيئة الأعمال الموجودة واثرها في التحفيز على اطلاق الافكار وتنفيذها
عندما نتكلم عن بيئة الأعمال فإنه يتوجب علينا وضع دولة الإمارات العربية المتحدة كمثال يحتذى به عالميا، فنحن هنا نعيش في بيئة تفتح سقف السماء للإبداع وتخلق روح المنافسة في جميع المجالات، ناهيك عن وفرة حاضنات الأعمال التي تستقطب الموهوبين عالميا لبدء أعمالهم في الدولة.
اليوم، نرى بأن القوانين أصبحت أكثر مرونة دون قيود تحد من إنشاء الشركات وتطويرها، ونرى النتائج واضحة من تغيير ثقافة المجتمع من باحثين عن وظيفة إلى باحثين عن فرص استثمارية والدليل على ذلك تضاعف أعداد الرخص التجارية عاما بعد عام وهذا يؤدي إلى مرحلة النضوج التجاري وتقليل الاعتماد على الشركات الخارجية.
قطاع الضيافة كيف يتطور وكيف تؤثر التنافسية على الجودة؟
يمكننا تقسيم السؤال إلى قسمين هما تطور المستهلك في قطاع الضيافة وتطور قطاع الضيافة لإرضاء المستهلك، أما عن دور المستهلك فإنه كان محدوداًً في اختياراته ومعلوماته عن الأكلات المختلفة، ولكن مع الانفتاح المتسارع منذ العقدين الماضيين وحتى هذه اللحظة، فإن المستهلك أصبح أكثر دقة في الانتقاء. كما أن المستهلك يقوم بتجربة العديد من المطاعم ومقارنة الجودة بدقة متناهية، فأصبح إرضاء الزبون غاية قد لا تدرك.
وفيما يتعلق بتطور قطاع الضيافة لإرضاء المستهلك، فإنه ونظرا لكون المستهلك أكثر دقة، فإن هذا القطاع يضطر لرفع مستوى الجودة مع ضبط الأسعار أملا بكسب رضاء هذا المستهلك الذي سرعان ما يغضب إذا ما وجد ملاحظة في الجودة أو الخدمة.
ماهي اسباب النجاح لأي مشروع من وجهة النظر الشخصية والتجربة؟
سؤالكم يتكون من بضع كلمات وجوابه لا يكفيه مجلد من ألف صفحة، ولكن دعونا نختصر النجاح بعدة نقاط
شهدنا مطاعم في أرقى المناطق وأصنافها غاية في الروعة وبأسعار منافسة ولكنها لاتحظى باقبال الجمهور ووجدنا مطاعم منزوية في مناطق صعبة الوصول وذات جودة متواضعة وخدمة بدائية ولكن الزبائن يتهافتون على زيارتها.
نصائح لرواد الاعمال الذين يرغبون في دخول مجال الاستثمار في قطاع الضيافة
إن كنت ذو خبرة في المجال فأنت أعلم مني بما يتوجب عمله، ولكن إن لم تكن لديك الخبرة الكافية، فعليك إما بالتعلم (استثمر وقتك قبل مالك) أو توظيف من لديه الخبرة الكافية لإدارة مشروعك مع التشديد على متابعة عملك بنفسك، فلا أحد يهتم في منشأتك غيرك ولا أحد يحافظ على استثمارك سواك.
كيف أثرت المطابخ السحابية على قطاع الضيافة
نوعا ما، أرى أن التأثير في غاية السلبية وهي تخدم المستهلك على حساب المستثمرين، والأمر يحتاج إلى سرد مطول أختصره في سطرين
أصبح لديك شريك افتراضي، هو معك في السراء وضدك في الضراء
نجاحك مرهون برضائه عنك، وفشلك لن يكلفه سوى “ضغطة زر“
المطعم السحابي أقل تكلفة ولكن المطاعم التقليدية ماتزال المفضلة وتحظى بالأولوية
والمطبخ السحابي منفذ بيع ثانوي لزيادة المدخول ومن الخطر اعتباره أساس ترتكز عليه أعمالك
هل المستقبل للمطابخ السحابية ام للمطاعم التقليدية
لن نقف أمام تيارات التطور التكنولوجي، ولو كانت مخالفة للواقع، لذا أعتقد بأن المستقبل في العالم سيكون سحابيا، ولكن الأمر يختلف كليا في “كايزو” وجميع المطاعم التي تعتمد على تجربة الزبون في المكان بحد ذاته، فتواجد الزبون في المكان والاستمتاع في تناول الأصناف بمستويات راقية لا تقل أهمية عن الصنف بحد ذاته، مع العلم أننا لا نقوم بتوصيل أصنافنا الى المنازل ولا نتعامل مع أي تطبيق من تطبيقات التوصيل حتى تاريخه.