خاص -entrepreneuralarabiya
بقلم : إيريكا ماساكو ويلش
في الصورة يوجد ثلاثة من أربعة مؤسسين مشاركين لمؤسسة Hazen.ai، د. صالح باسلمة، ومحمد خرام أمين، ود. أنس بسلامة (من اليسار إلى اليمين). مؤسسة Hazen.ai عبارة عن شركة تستخدم رؤية الكمبيوتر والتعلم العميق لتصميم برنامج ذكي لتحليل حركة المرور للمساعدة في تقليل حوادث الطرق.
توفير السلامة على الطرق باستخدام الذكاء الاصطناعي: كيف تجعل الأبحاث والتكنولوجيا المتطورة التطبيقات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي قابلة للاستخدام تجاريًا
تعرف على صهيب خان، الأستاذ الجامعي المتميز الذي تحول إلى رائد أعمال. صهيب له شعر رماديّ، ولديه الابتسامة المفعمة بالأمل تذكرك بأحد أساتذتك السابقين المفضلين. حيث يتمتع بخبرة بحثية تمتد لعقود، أولاً من إكماله لدرجة الدكتوراه في الولايات المتحدة، ولاحقًا من إدارة مختبرات أبحاث وابتكار رؤية الكمبيوتر في أفضل الجامعات في كل من باكستان والمملكة العربية السعودية. واليوم، فهو الرئيس التنفيذي وأحد المؤسسين الأربعة لمؤسسة Hazen.ai، وهي شركة ناشئة تبني حلول برمجية فعالة من حيث التكلفة تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتستهدف تقليل الوفيات جراء حوادث الطرق. كما تعتبر جزءًا من علامة تجارية جديدة لرائد أعمال ناشئ من المملكة العربية السعودية، والذي يتمتع بخبرة ودراية عميقة ولديه سيرة مهنية مميزة
حيث يقوم هو وفريقه بتسويق تطبيقات رؤية الحاسب. أفاد صهيب: “على يبدو أن تسويق تطبيقات رؤية الحاسب كان أمرًا غير قابل للتصديق منذ أكثر من عقد بقليل. حيث كان يُنظر إليه إلى حد كبير على أنه بحث علمي هام لا يمكنه التماشي مع ماهية التطبيقات العملية أو التجارية.” ما تغير في العقد الماضي كان عدة طفرات نجاح على هذا البحث، حيث هناك أوراق بحثية منشورة حول “التعلم (الآلي) غير الخاضع للإشراف” و”الشبكات العصبية العميقة”. وفي الوقت نفسه، تتزايد قوة الحوسبة بشكل كبير كل عام، حيث وصلت الأجهزة مؤخرًا إلى قدرات تتيح تسهيل التعلم الآلي. وأخيرًا وليس آخرًا، لعب توافر البيانات – مثل مكتبة الصور اللازمة لتغذية الحاسب بوصفها مجموعة بيانات التعلم العميق – دورًا مهمًا أيضًا. واليوم، نرى تطبيقات رؤية الحاسب في الشركات الناشئة في المركبات ذاتية القيادة (AV)، أو برامج التعرف على الوجه.
حسنًا، كيف تم اتخاذ القرار باستخدام رؤية الحاسب في تطبيقات السلامة على الطرق؟ “لسوء الحظ، يقع 1.3 مليون حادث طرق كان من الممكن تجنبها في جميع أنحاء العالم كل عام، وهناك عدد غير متناسب من هذه الوفيات في الأسواق الناشئة.” وتابع صهيب قائلاً: “إلا أننا لا نُطلق عليهم حوادث طرق في Hazen.ai. بل نُسميها حوادث تصادم، حيث كان من الممكن تجنبها. ففي 9.9 من كل عشرة حوادث، يرجع السبب في وقوع الحادث إلى خطأ بشري، سواء بسبب القيادة السيئة أو إرسال رسائل نصية أثناء القيادة، أو التصميم السيئ لحركة المرور، أو أعمال طرق الخاطئة وحتى نقص اللافتات. ويمكن التعامل مع كل هذه المشاكل إذا كان بإمكاننا تقديم الملاحظات والتوصيات الفورية للتعامل فحسب”.
وهنا يأتي دور مؤسسة Hazen.ai. فبعد ما يقرب من عقدين من البحث في رؤية الحاسب، أسس صهيب مؤسسة Hazen.ai بالتعاون مع أحد طلابه الباكستانيين السابقين واثنين من المؤسسين السعوديين. ومن ثمّ، حولت مؤسسة Hazen.ai حلول الأجهزة المستخدمة بشكلٍ أساسي، غالبًا في شكل رادارات وكاميرات مراقبة السرعة، والتي لها قدرات محدودة، إلى حل برمجي له إمكانيات غير محدودة. حيث يسمح تحويل الأجهزة إلى حلول برمجية قائمة على الذكاء الاصطناعي بمواصلة رفع مستوى أداء المنتج، وإضافة المزيد من القدرات المعقدة مع مرور الوقت، إلى جانب تقليل تكلفة التحديث والتنفيذ.
على سبيل المثال، قد يكلف طرح نظام رادار نموذجي على تقاطع رباعي في الولايات المتحدة ما يزيد عن 800,000 دولار أمريكي؛ ما يقرب من 25٪ للأجهزة نفسها، و75٪ للتركيب والاعتمادات والصيانة. والشيء الوحيد الذي بمقدور نظام الرادار اليوم فعله، هو إصدار مخالفات للسائقين بسبب مخالفات، مثل السرعة، أو عدم مراعاة الإشارة الحمراء. في المقابل، يسعى الحل الذي تطرحه مؤسسة Hazen.ai إلى تقديم حل ذكي نظير عُشر التكلفة. حيث أوضح صهيب: “إذا كانت هناك كاميرات مثبتة بالفعل عند أحد التقاطعات، فكل ما يلزم القيام به هو تركيب معالج صغير إلى جانب الكاميرا الموجودة، مما يقلل التكلفة بشكل أكبر”.
من السعودية الى العالم: توفير طرق آمنة للجميع باستخدام تقنيات الرصد القائمة على الذكاء الاصطناعي
تتمتع حلول Hazen.ai بالقدرة على مراقبة ورصد أنواع مختلفة من السلوكيات الخطرة وغير الآمنة، مثل التبديل غير الآمن للحارة، أو الانعطاف بطريقة غير قانونية، أو تجاوز الإشارة الحمراء أو علامة التوقف، أو حجب عبور المشاة، أو عدم وضع حزام الأمان، أو إرسال الرسائل النصية أثناء القيادة. كما تم أيضًا تحديث البرنامج مؤخرًا لرصد المخاطر التي تعرض سلامة المشاة وراكبي الدراجات للخطر. وعلى الرغم من وجود قواعد مرور مختلفة لكل دولة، فقد تم تصميم البرنامج لتسهيل تهيئته ببضع نقرات فحسب. وأوضح قائلاً: “لقد صممناه بحيث يكون قابلاً للمواءمة بسهولة في جميع أنحاء العالم من خلال إمكانات التخصيص المشمولمة لضمان عملية إعداد سلسة
أفاد صهيب: “يستهدف عملنا الحفاظ على ملايين الأرواح التي يمكننا إنقاذها كل عام”، حيث أننا ننتهج نهج صناعة الطيران والتي تعتبر مثالًا لقطاع جعل السفر الجوي أكثر أمانًا من الناحية الإحصائية من قيادة السيارة بسبب الاستثمار والتكنولوجيا والأهمية المكفولة للأمان. يعمل طاقم الطائرة ومراقبة حركة المرور ومرسلو الطائرات سويًا لضمان تقديم رحلة آمنة وناجحة. كما توجد هيئة تنظيمية مركزية، وساعات تدريب للطيارين، وتقنيات منتشرة بانتظام لضمان السلامة. وعندما يحدث حادث تحطم لطائرة ما – وهو أمر نادر الحدوث – فإنه يتصدر الأخبار. ويتم التعامل مع كل حادث تحطم طائرة على محمل الجد، مع إجراء تحقيقات جادة. واليوم، ينجم عن السفر جوًا عن 0.07 حالة وفاة لكل مليار ميل يتم قطعه جوًا، مقارنة بنسبة قدرها 7.28 حالة وفاة لكل مليار ميل يتم قطعه بالسيارة. مما يجعل السفر الجوي أكثر أمانًا من قيادة السيارة بأكثر من 100 ضعفًا. أفاد صهيب: “أو بطريقة أخرى، يموت شخص كل 24 ثانية في حادث سيارة، وهو ما يعادل تحطم خمسة عشر طائرة طراز 787 دريملاينر كل يوم! هذا ما يحفزنا “.
واليوم، تعمل مؤسسة Hazen.ai على جني الإيرادات، وتقوم حاليًا بتشغيل برامج تجريبية في العديد من البلدان، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ونيوزيلندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة. حيث نجحت بالفعل في جمع رأس المال الأولي ورأس المال الخاص بمرحلة التأسيس من اثنين من المستثمرين الملاك ومن واعد فنتشرز:. “لطالما كانت واعد شريكًا داعمًا واستراتيجيًا ممتازًا لمؤسسة Hazen.ai. حيث إنهم فهموا أهمية هذا العمل، وأنه يتطلب رأس مال صبور “. وتستعد مؤسسة Hazen.ai لخوض سلسلة التمويل A قريبًا، وتحرص على مقابلة مستثمرين استراتيجيين دوليين وإقليميين على دراية باستثمارات التكنولوجيا العميقة.
ونظرًا لأن الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق تتفاقم في البلدان النامية بشكل غير متناسب، ومع وجود 0.1٪ فقط من التقاطعات في العالم مدعومة بالتكنولوجيا حتى الآن، فيعتقد صهيب وفريقه أن مؤسسة Hazen.ai في وضع فريد لتكون مساهمًا رئيسيًا في الكفاح لضمان السلامة على الطرق العالمية، وفي العمل على إنقاذ الأرواح من الحوادث التي يمكن تجنبها. في حين أن هناك شركات أخرى تحاول تطوير حلول مماثلة في الغرب، فلا يبدو أن الكثير منها توصل لما توصلنا له، أو أن هذه الشركات غير مستعدة بعد لدخول الأسواق النامية التي هي في أمس الحاجة إلى هذه التكنولوجيا المنقذة للحياة.
كيف ستوصل مؤسسة Hazen.ai تعزيز السلامة على الطرقات في عالم تسوده المركبات ذاتية القيادة
عندما سألته عما إذا كان ظهور السيارات ذاتية القيادة (AV) قد يجعل تقنيته قديمة، توقف مؤقتًا للتفكير في السؤال للحظة، ثم أجاب. “في البداية، لن تسود المركبات ذاتية القيادة العالم بين عشية وضحاها، ونحن بحاجة إلى تقليل وفيات الطرق اليوم. ولكن حتى في عالم تصبح فيه المركبات الذاتية هي وسيلة التنقل الوحيدة، فلا أرى مؤسسة Hazen.ai بمثابة تقنية لسد فجوة فحسب، ولكن أرى أنها ستكون بمثابة تقنية تكميلية تتطور مع المجتمع وتقنية المركبات ذاتية القيادة بمرور الوقت”. وعلّق صهيب على العوامل الأخرى، مثل أعمال الطرق وسلوك المشاة وراكبي الدراجات التي يجب وضعها جميعًا بعين الاعتبار، لضمان أن تكون الطرق آمنة في المستقبل، وهو ما يزال يتطلب حلاً من حلول مؤسسة Hazen.ai. “إذا كان هناك أي شيء أريد رؤيته، فسيكون رؤية تقنيتنا تتطور بحيث تتحدث كاميراتنا وبرامجنا مباشرة إلى المركبات على الطريق لتحذيرها من المخاطر القادمة في الوقت الفعلي.” فبذلك سيكون عالمنا أكثر أمانًا بالفعل؛ وربما سيكون ذلك في مستقبلٍ قريبٍ بصورة أكثر مما يعتقد الكثير منا.
تعرف على المزيد حول الشركات السعودية الناشئة الناجحة وكذلك الشركات الصاعدة ونظامها البيئي، في التقرير الأكثر شمولاً حول هذا الموضوع حتى الآن، تطور النظام البيئي للشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية 2010-2022.