بقلم: بهاء حمادة، عضو مجلس إدارة لدى جمعية العلاقات العامة والاتصالات
هل لديك شغف الابتكار والرغبة في الانخراط بعالم ريادة الأعمال ولكنك قلقاً بشأن الانغماس في العمل الحر؟ لست وحدك.
تعد المبادرة في مجال ريادة الأعمال قراراً كبيراً، ومن الطبيعي أن تشعر بالخوف وعدم الثقة في نفسك. ولكن في الواقع ليس هناك “وقت مناسب” لبدء عمل تجاري ما. إذا كنت تقوم بهدر الوقت في انتظار اصطفاف النجوم، فقد تفقد فرصتك في تأسيس منصة أعمال قد تكون مميزة.
نحن حالياً على وشك الانحدار نحو هاوية الركود التضخمي، والذي اختبره الاقتصاد العالمي آخر مرة في السبعينيات. بعد 50 عاماً من ذلك الحين، يلوح الركود التضخمي في الأفق مرة أخرى. “إننا نمر في أسوأ وقت للتفكير في إنشاء شركة جديدة”، كما يدعي البعض. “إنه حقاً وقت سيء للمغامرة بمشروع جديد من أي نوع”. “انتظر حتى تعود الأمور إلى طبيعتها”. “إنه أمر محفوف بالمخاطر الآن”. “ألا ترى أن العالم مقلوب رأساً على عقب؟”.
صحيح أننا نعيش أوقاتاً عصيبة. خلقت الحرب في أوكرانيا أزمة إنسانية وأرسلت صدمات كبيرة عبر الاقتصاد المتعثر بالأصل. نمر في مرحلة صعبة إذ من الحكمة التعامل مع أي قرار تجاري بحذر.
يميل المستهلكون اليوم إلى التخلي عن الأشياء الراقية في حياتهم وتقدير الطرق الاقتصادية والبساطة، إذ تسود ثقافة الادخار أكثر وأكثر. ومع ذلك، تستمر الحياة. وكذلك تستمر الأعمال التجارية والإنفاق والربح والخسارة والمخاطر وريادة الأعمال. سيكون هناك دائماً قابلية للمنتجات والخدمات الجديدة. فعلياً هل تذكر يوماً عشنا لحظة مثالية دون أي صراعات أو انكماش اقتصادي؟
لماذا يجب عليك تحرير نفسك من الخوف من ريادة الأعمال، والانغماس في ريادة الأعمال اليوم؟
التوقيت المثالي قد لا يأتي أبداً
لا يوجد وقت مثالي لبدء عمل تجاري. سيكون هناك مخاطر دوماً، بغض النظر عن وقت البدء بالأعمال. فلماذا لا نستفيد من مرحلة شبابنا والطاقة التي نتمتع بها اليوم؟ لن يكون لدينا نفس القدرة على التحمل أو الحماس كما هو الحال في العشرينيات والثلاثينيات أو حتى الأربعينيات من عمرنا. لذلك يجب الاستفادة من هذه المرحلة لصالحنا.
العمر لا يعود إلى الوراء
أحد أكبر الأسباب للمبادرة في ريادة الأعمال الآن هو أننا لا نصبح أصغر سناً مع مرور الوقت. الوقت ثمين، وهو ليس شيئاً يمكننا استعادته بمجرد رحيله. كلما طال انتظارك لبدء عملك، كلما قل الوقت الذي ستستمتع فيه بنجاحك.
يمكنك دائماً العودة إلى دوام 9 إلى 5
إذا كنت قلقاً بشأن عدم قدرتك على العودة إلى وظيفة تقليدية في حال فشل عملك الحر، فلا تكن كذلك. لن يكون ذلك سهلاً، لكنه ممكن. على عكس بعض خيارات الحياة الأخرى مثل إنجاب طفل، فإن بدء عمل تجاري يمكن عكسه نسبياً. إذا لم تنجح الأمور، يمكنك دائماً الحصول على وظيفة أخرى والبدء من جديد.
الفشل جزء من التجربة
معظم الشركات لا تتجاوز عامها الأول. لكن هذا لا يعني أنه يجب عليك التخلي عن أحلامك في ريادة الأعمال لمجرد أنك خائف من الفشل. الفشل هو جزء أساسي من الرحلة. إنها الطريقة التي نتعلم من خلالها ونستفيد من الدروس القيمة لنتمكن من تحقيق النجاح والنمو في المستقبل. إذا لم تكن على استعداد للفشل، فلن تعرف أبداً طعم النجاح. احتضن الفشل كجزء من العملية، واستخدمه كدافع للاستمرار.
ليس لديك ما تخسره، بل كل ما تكسبه
ما الذي ستخسره نتيجة المبادرة في ريادة الأعمال؟ ما الذي يعيقك؟ هناك جوانب تعيق مباشرتك بالأعمال الريادية وأبرزها الخوف – الخوف من المجهول، الخوف من الفشل، الخوف من عدم يقينك بكفاءتك. وماذا يقال دائماً عن الخوف؟ إنه دليل وهمي ولكن يبدو حقيقياً. لذا بدلاً من السماح لمخاوفك أن تعيق تقدمك، استخدمها كدافع لتجاوز العقبات والمضي قدماً.
ريادة الأعمال هي مدرسة
سبب آخر لضرورة بدء عملك الخاص الآن هو أن ريادة الأعمال هي عملية تعلّم. كلما زادت خبرتك، كلما تمتعت بجاهزية أفضل للتعامل مع أي تحديات تعترض طريقك. كجزء من كونك رائد أعمال، ستكون هناك تحديات لا محال. ولكن إذا كنت مستعداً لمواجهة هذه التحديات وجهاً لوجه، فسيمكنك ذلك من تقليص المسافة بينك وبين أهدافك.
إذا كانت تساورك الشكوك حول ريادة الأعمال، فقد حان الوقت للسماح لهذه الشكوك بالرحيل. لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع عندما يتعلق الأمر ببدء عملك الخاص – ما قد يصلح لشخص آخر قد لا يناسبك. لكن هذا لا يعني أنه لا يجب عليك المحاولة. هناك عدد لا يحصى من الموارد عبر الإنترنت التي يمكن أن ترشدك في رحلتك. لا تخف من طلب المساعدة أيضاً. هناك الكثير من الأشخاص على استعداد لتقديم المشورة والدعم. كل ما يتطلبه الأمر هو القليل من الشجاعة والكثير من العمل الدؤوب. لذا اتخذ خطوة إلى الأمام وابدأ.
الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت ريادة الأعمال مناسبة لك هي إعطاء نفسك فرصة الانطلاق، وقد ينتهي بك الأمر إلى أن تصبح قصة النجاح التالية في مجال كبار رواد الأعمال!