لوبراسّو6 ديسمبر 2022
يسرّ الشركة السويسرية المُصنّعة للساعات الفاخرة، أوديمار بيغه، أن تُقدّم ساعتها الجديدة “كود 11.59 باي أوديمار بيغه ستار ويل“، وهي ساعةٌ تجمع بين السيراميك الأسود والذهب الأبيض عيار 18 قيراط. في القرن السابع عشر، اختُرِعَ التعقيد الساعاتي: “الساعات الهائمة“، وهو نوع من التعقيدات الساعاتية التي تعرِضُ الساعات باستخدام نظامٍ من الأقراص الدوارة التي تدور حول مقياس دقائق مُرتَّب على شكل قوس. يستحضرُ هذا العرض الجمالي للساعات والدقائق غموضاً وطابَعاً يُشبه الأحجيةَ في قراءة الوقت. في القرن العشرين لم يَعُد هذا النظام محطّ اهتمام إلى أن أعادَت أوديمار بيغه اكتشافه وتقديمه في العام 1991. أُطلِقَت تسمية “ستار ويل – عجلة النجوم” على هذه الميكانيكية غير الاعتيادية، وقد زوَّدَت العديد من طرازات الساعات حتى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. اليوم تعود “ستار ويل – عجلة النجوم” إلى مجموعة “كود 11.59 باي أوديمار بيغه” التي يُبرِزُ تصميمها المعاصر للغاية هذا العرض الساحر وفي الوقت نفسه تُشيد بهذا التجلّي الكلاسيكي، غير المعروف نوعاً ما، في عالم التعقيدات الساعاتية الراقية.
التعقيد الساعاتي: الساعات الهائمة، في تصميمٍ معاصرٍ للغاية
من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين، كانت جمالية تعقيد “الساعات الهائمة” تكمنُ في آليةٍ غامضةٍ مخفية، وقد أعادت أوديمار بيغه قراءة هذا التعقيد الساعاتي في العام 1991، حيث انكشفت روعة هذا التعقيد بكل أبعادها من خلال ميكانيكيته الظاهرة على ميناء الساعة.
تعتَبَرُ “ستار ويل” التي أُطلِقَت هذا العام استمراراً لطرازات التسعينيات، ويحتضنها هيكل ساعة “كود 11.59 باي أوديمار بيغه” بتصميمهِ المعاصر للغاية، والذي تم تعزيز خطوطه الهندسية المعمارية من خلال عرض الساعات الهائمة، إذ تتداخل الأشكال الهندسية بما فيها الطوق الدائري وخلفية الهيكل وأقراص عجلة النجوم بالإضافة إلى نطاق الهيكل، أي قسمهُ الأوسط، ذي الشكل الدائري ثماني الأضلاع.
على ميناء هذه الساعة، يُشكل الأفينتورين خلفية متلألئة للأقراص الثلاثة التي يدور كلٌّ منها على محورهِ الخاص، مثل الكواكب في هذا الكون الصغير المتمثل في الميناء. صُنِعَت الأقراص الثلاثة المُقببة قليلاً من الألمنيوم واكتست اللون الأسود بتقنية الترسيب البخاري الفيزيائي PVD، قبل أن يتم تزيينها بطبقة غير لامعة وغير عاكسة للضوء مصقولة بتقنية النفث الرملي. بعد ذلك، تمّت طباعة أرقام الساعات الهائمة باللون الأبيض على الميناء، وفي تجسيدٍ للتصميم المعاصر فإن قطاع الدقائق البالغة درجة تقوّسه 120 درجة والذي يمتد في شكل قوس من موقع الساعة 10 إلى موقع الساعة 2، والطوق الداخلي يكتسيان اللون الأسود، مع علاماتٍ للدقائق باللون الأبيض.
التلاعُب بالمواد
يتلاعبُ هذا الطراز الجديد ذو القطر 41 مم بالمواد من خلال الجمع بين الأفينتورين والذهب الأبيض عيار 18 قيراط والسيراميك الأسود، حيث تؤكد هذه التوليفة من المواد بالإضافة إلى اللمسات النهائية اليدوية الدقيقة البارعة – التي تمثلُ توقيعاً للمصنع، والتي تُضفي تلاعباً ضوئياً لا حدودَ له – على التصميم الراقي المُعقد لمجموعة ساعات “كود 11.59 باي أوديمار بيغه“. بالإضافةِ إلى ما سبق، يتباين الطوق والعروات وخلفية الهيكل التي صُنِعَت جميعها من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط مع نطاق الهيكل، أي القسم الأوسط، ذي اللون الأسود والتاج الجديد المصنوع من السيراميك الأسود.
كما هي الحال في المُكوّنات المصنوعة من الذهب، تمت عمليات التشطيب النهائية على القسم الأوسط من الهيكل، المصنوع من السيراميك، بكل دقة حيث جاء التناوُب الأيقوني الرمزي بين الحواف المشطوفة المصقولة صقلاً لامعاً والأسطُح المصقولة صقلاً ساتانياً خطياً غير لامع، وعلاوةً على ذلك، استخدم حرفيّو أوديمار بيغه خبراتهم لتحقيق المحاذاة المثالية بين أسطُح الهيكل المتعددة الزوايا والأخرى الدائرية، الأمر الذي لا يمكن إنجازُه لولا البراعة اليدوية التي يتميّزون بها.
على جهة الميناء، تقوم زجاجة الساعة ذات الانحناء المزدوَج المصنوعة من الكريستال السافيري بتضخيم التفاصيل العديدة الحاضرة في الأفينتورين الأزرق والتشطيبات النهائية على العناصر المختلفة، مع إضفاء عمقٍ جميلٍ على الميناء، أما على خلفية الساعة، فيكشف الغطاء الخلفي للهيكل، المصنوع من الكريستال السافيري الشفاف، عن القلب النابض لحركة الساعة وعن وزن التعبئة الأوتوماتيكية المتأرجح، المصنوع من الذهب الوردي عيار 22 قيراط والمخصص لهذه المجموعة من الساعات. زُوّدَ هذا الطراز الجديد بحزامٍ أسود مغطى بطبقة من المطاط المُحكم مع مشبك جديد، طراز الدبوس، منقوشٌ عليه شعار أوديمار بيغه بدلاً من شعار الأحرف الأولى AP المعتاد.
حركة ستار ويل “عجلة النجوم“
في مجموعة “كود 11.59 باي أوديمار بيغه“
إنها المرّة الأولى التي يتم فيها احتواء عرض “ستار ويل – عجلة النجوم” الرمزي في مجموعة “كود 11.59 باي أوديمار بيغه” مع الحركة الأوتوماتيكية – كاليبر 4310، وهي الحركة من الجيل التالي من الحركات التي تُشير إلى الساعات والدقائق والثواني، والتي تم اشتقاقها من الحركة – كاليبر 4309، والتي أُضيفَ إليها وحدةٌ ميكانيكية جديدة. تجمع هذه الحركة بين تقنية صناعة الساعات والدراية والبراعة التقليدية، مع الزخارف الراقية، وتتمتع باحتياطي طاقة يبلغ حدّه الأدنى مدة 70 ساعة، والساعة نفسها تتمتع بمقاومة للماء حتى 30 متراً.
يتحقق عرض الوقت بفضل عنصرٍ دوّارٍ مركزي يقوم بدورةٍ كاملة كل ثلاث ساعات، وقد ثُبِّتَ عليه ثلاثة أقراصٍ مصنوعة من الألمنيوم تدور حول محاورها الخاصة. على كل قرص من الأقراص الثلاثة أربعة أرقام من 1 إلى 12 تتناوب في الإشارة إلى قطاعٍ مقوّس في الجزء العلوي من الميناء، وقد طُبِعَت تدريجة الدقائق على هذا القطاع. أما الإشارة إلى الثواني فهي كما في الساعة التقليدية، تتم بواسطة عقرب الثواني المصنوع من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط، الذي يتميّز هنا بانحناءةٍ خفيفة في نهايته ليتناغم مع بروز الأقراص المقببة.
تقليد الساعات ذات الساعات الهائمة
يمكنُ اقتفاء أثر نظام “الساعات الهائمة” إلى القرن السابع عشر، عندما قام البابا ألكساندر السابع، الذي كان يُعاني من الأرق الذي تفاقَمَ بسبب دقات الساعة البندولة، بوضع طلبٍ خاص لساعة ليلية “night clock” إلى الإخوة كامباني الذين كانوا صانعي ساعاتٍ بندولة (ساعات حائط ومنضدة) في روما، وقد أرادَ البابا أن تكون ساعةً صامتة من السهل قراءة الوقت عليها في الظلام. قدّمَ الإخوة كامباني إلى البابا أول ساعةٍ تضم تعقيدة الساعات الهائمة، حيث كان الوقت يُقرَأ على نصف دائرة في فتحةٍ تُشير إلى أرباع الساعة وتُضاءُ من الداخل. لقد كانت هذه الساعة الليلية توطئةً وتمهيداً لظهور نظام الساعات الهائمة.
منذ نهاية القرن السابع عشر، أُدرِجَ هذا التعقيد الساعاتي في ساعات الجيب بدون إضاءةٍ خلفية، في حين أن الفتحة بالشكل القوسي بقيت بزاوية 180 درجة، وقد تم تدريج الدقائق بالإضافة إلى أرباع الساعة من أجل دقةٍ أكبر. خلال القرن التالي، قُدّمَت هذه الساعات كهدايا مرموقة، وغالباً ما كانت تحملُ تماثيل أو دُمى تمثل شخصياتٍ مشهورة.
في القرن التاسع عشر، بدأت شعبية التعقيد الساعاتي “الساعات الهائمة” بالتلاشي، وقدمَت أجهزة قياس الوقت التي أُنتِجَت في ذلك الوقت قطاعاً قوسياً زاويتهُ 120 درجة لتسهيل قراءة الوقت، أما أرباع الساعة فقد اختفت وكذلك النافذة الصغيرة التي تعرض الساعات، وبالرغم من ذلك بقيَ العرض مفعماً بالغموض لأن الآلية الميكانيكية كانت لاتزالُ مَخفيةً. ظهرَت نسخة الساعات الهائمة بزاوية 360 درجة في ذلك الوقت أيضاً، وعلى الرغم من استبدالها تدريجياً بالساعة القافزة التي أصبحَت نمطية لفترة الآرت ديكو خلال النصف الأول من القرن العشرين.
في العام 1989، أعاد صانع ساعاتٍ لدى أوديمار بيغه اكتشاف نظام الساعات الهائمة في مقالٍ في مجلة “صناعة الساعات السويسرية – Journal suisse d’horlogerie”، وقد كانت تلك فترة الإبداع، حيث شهِدَت هذه الصناعة إعادة إحياء الساعات الميكانيكية. في العام 1991، وبعد 18 شهراً من عمليات التطوير، تم تقديم أول ساعة ذات “الساعات الهائمة” من المصنع (الرقم المرجعي: 25720). أطلِقَت تسمية “عجلة النجوم – Star Wheel” – ربما في إشارةٍ إلى النجوم الثلاثة التي تدعم أقراص
الساعات المصنوعة من الكريستال السافيري المُثبّتة على عجلة مركزية كبيرة – لقد كسرَت هذه الساعة لغزَ تشغيلها من خلال الكشف عن ميكانيكية آليتها.
بين عامَي 1991 و2003، أنتَجَ المصنع حوالي 30 طرازاً من ساعة “عجلة النجوم – Star Wheel” ضمن عدة مجموعات مختلفة. اختلفت تصاميم هذه الساعات الإبداعية من الناحية الجمالية حيث جاءت الفتحة القوسية بأطوالٍ مختلفة وفي مواقع مختلفة على الميناء، كما احتوَت بعض الساعات على ترصيعٍ بالأحجار الكريمة أو أعمال تخريمٍ وهيكلة. من خلال إعادة تقديم نظام “الساعات الهائمة“، مهّدَت أوديمار بيغه الطريق وفتحَت فصلاً جديداً في صناعة الساعات في القرن الحادي والعشرين.
اليوم، ومعَ ساعة “كود 11.59 باي أوديمار بيغه ستار ويل“، يعيد المصنع إحياء هذا التعقيد الساعاتي غير المعروف، بالإضافة إلى تكريمٍ معاصر للغاية لصناعة الساعات التقليدية.
“اختُرِعَت في العام 1655 استجابةً لطلب البابا ألكساندر السابع، الذي كان يعاني من الأرق الذي تفاقمَ بسبب دقات الساعة، وقد أعادَت أوديمار بيغه اكتشاف تعقيد الساعات الهائمة في العام 1991، وجمَعَت بين التاريخ والتحديات التقنية والتصميم والشِعر“.
المواصفات التقنية
كود 11.59 باي أوديمار بيغه ستار ويل / 41 مم
الوظائف
الساعات، الدقائق، الثواني بعقربٍ مركزي
الهيكل
النطاق (القسم الأوسط) والتاج من السيراميك الأسود. طوق وعروات وخلفية الهيكل من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط. زجاجة ذات انحناء مزدوج من الكريستال السافيري المعالج بطبقة مضادة للانعكاسات والتوهجات الضوئية. خلفية الهيكل بلوحٍ من الكريستال السافيري المعالج بطبقة مضادة للانعكاسات والتوهجات الضوئية. مقاومة الماء حتى 30 متر.
سماكة الهيكل: 10.7 مم
الميناء
أفينتورين أزرق. أقراص من الألمنيوم، أوبالين أسود. عقرب من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط. طوق داخلي أسود.
السوار
مُغطى بطبقة من المطاط المُحكم. مشبك من الذهب الأبيض عيار 18 قيراط، طراز الدبوس
مواصفات حركة الساعة
كاليبر 4310، أوتوماتيك
القطر الإجمالي 32 مم (14 خطاً)