قدمت الشركة السويسرية المُصنّعة للساعات الفاخرة، أوديمار بيغه، تصوّراً حيّاً جديداً لساعتها “رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون جي إم تي” بقطر 44 مم. إنّها المرة الأولى التي فيها يعلو هيكلَ الساعة المعقدة، المصنوع من التيتانيوم، طوقٌ من السيراميك الأخضر لإضفاء مظهرٍ عصري للغاية. تضم حركة الساعة ذات الطابع الهندسي المعماري واللون الأسود، والتي يمكن رؤيتها من خلال الميناء وخلفية الهيكل المصنوعة من الكريستال السافيري الشفاف، إدراجاتٍ ملونة بالأخضر بتقنية CVD – الترسيب البخاري الكيميائي، تتناغم مع الدرجة اللونية للطوق – مما يعزز التباين القوي الجمالية عالية التقنية التي تتميّز بها الساعة.
مِسحاتٌ لونيةٌ خضراء مُنمّقة
يحتوي الطراز الجديد “رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون جي إم تي” على هيكلٍ مصنوعٍ من السيراميك المصقول بتقنية النفث الرملي، ويثريه كلّ من الطوق والتاج والأزرار الضاغطة المصنوعة جميعاً من السيراميك الأخضر وقد أجرِيَ التشطيب اليدوي بالإضافة إلى التناوب بين الأسطُح المصقولة صقلاً ساتانياً والحوف المشطوفة والمصقولة صقلاً لامعاً. بالرغم من ظهور السيراميك الأخضر للمرة الأولى في أوديمار بيغه من خلال مجموعة “رويال أوك أوفشور” عام 2018، إلا أن هذه المادة نفسها تشهد ظهورها الأول في “رويال أوك كونسِبت” هذا العام.
يتم تعديل مسحوق أكسيد الزركونيوم (ZrO2) للحصول على تصبغ أخضر بمجرد تعريضه للتسخين في الفرن الحراري، ويُخلَط مع مادة رابطة قبل أن يتحول إلى سيراميك من خلال خطّ صناعي معقد ومتطور يتألف من العديد من خطوات التصنيع والتشكيل عالية الدقة. تبقى التركيبة الدقيقة للسيراميك سرّاً دفيناً لدى مُصنعيها. تكتسب المُكوّنات لونها النهائي بعد عملية التلبيد عند حرارة 1400 درجة مئوية. يمثل الحصول على لونٍ مُوحد متجانس تحدّياً إضافياً إذ يعتمد لون السيراميك النهائي على درجة حرارة التلبيد، مما لا يُتيح أي تغيير بعد ذلك.
بعد ذلك، يقوم حرفيّو لوبراسّو المهرة بإجراء التشطيب النهائي على كلّ مُكوّن مصنوع من السيراميك، بدقةٍ متناهية كما لو أنه مصنوعٌ من المعادن الثمينة، مما يُضفي على الساعة تلاعباً ضوئياً ثرياً.
بالتوافق مع رموز تصميم ساعة “رويال أوك كونسِبت”، تحتل الحركة ذات الطابع المعماري التي تدق داخلها المركز في المشهدين: من جهة ميناء الساعة ومن جهة خلفية الهيكل. ولتعزيز حضور السيراميك الأخضر أكثر فأكثر، فقد تم الارتقاء بحركة الساعة، ذات التعبئة اليدوية، كاليبر 2954 لتتباين مع جسور الحركة الملونة بالأسود وفق تقنية الترسيب البخاري الفيزيائي PVD مع إدراجات مُثيرة ملونة بالأخضر وفق تقنية الترسيب البخاري الكيميائي CVD، حيث يحقَن غازٌ أولي في حجرة يتم تسخينها فيما بعد حتى يتفكك الغاز ويلتصق بسطح العناصر المختلفة. تضمن هذه التقنية، بالإضافة إلى إضفائها تلاعباً ضوئياً ثرياً، تجانساً لونياً على مختلف المُكوّنات، فضلاً عن اللون الذي لا يتغير مع مرور الزمن.
يضيء الذهب بلمساته الوردية الدرجات اللونية المتباينة للساعة، أما العقارب المصنوعة من الذهب الوردي والمطلية بمادة مُضيئة، بالإضافة إلى الأحرف الأولى من أوديمار بيغه AP المركبة على الميناء عند موقع الساعة 12، فتجد صدى لها ومحاكاةً من خلال قفص التوربيون العائم ذي اللون الذهبي الوردي ومكوّنات مجموعة انفلات الطاقة التي تُطلّ من خلال الجسور المُخرّمة. وتضفي علامات الساعات بلونها الأبيض والمطبوعة على الطوق الداخلي الأسود لمسةً أخرى من الإشراق والضياء.
يكتمل تصميم الساعة الرائد مع الحزام المصنوع من المطاط الأخضر المُزوّد بمشبك أوديمار بيغه – الطراز المطوي، المصقول بتقنية النفث الرملي والمصنوع من التيتانيوم. تأتي هذه الساعة أيضاً مع حزامٍ إضافي من المطاط الأسود.
مزيجٌ من التقاليد والتكنولوجيا المتقدمة
تجمع الحركة – كاليبر 2954 ذات التعبئة اليدوية بين ميكانيكية التوربيون العائم المرموقة مع عروض تُعتَبَرُ حالة فنية بحد ذاتها: تأشير إلى الوقت في منطقة زمنية ثانية – المعروف أيضاً باسم (GMT) أي توقيت غرينيتش – ومؤشر وضعية التاج عند موقع الساعة السادسة مع الأحرف H وN وR التي ترمز، على الترتيب، إلى ضبط الوقت، الوضعية المحايدة، ووضعية التعبئة لساق التعبئة.
يتوضع عرض المنطقة الزمنية الثانية (GMT) عند موقع الساعة الثالثة ويوفر قراءة سريعة للوقت في منطقة زمنية ثانية، ويمكن ضبطه وتعديله بواسطة زرّ ضاغط يتوضع عند موقع الساعة الرابعة (ضغطة واحدة تُحرّك المؤشر ساعة واحدة)، والإشارة إلى الوقت في المنطقة الزمنية الثانية تعتمد على توقيت 12 ساعة، وتتكون من قرصين متراكبين، قرص الساعة الذي يكمل دورةً كاملة خلال 12 ساعة وهو مصنوع من السافير ويضم أرقاماً بيضاء محددة باللون الأسود. على النقيض من ذلك، فإن قرص نهار/ليل مقطوعٌ من النحاس الأصفر “براس” وتكتمل دورته الكاملة في 24 ساعة وفيه منطقتان بلونين مختلفين: النصف الأبيض للنهار، النصف الملون بالأخضر بتقنية CVD يمثل وقت الليل.
زُوّدَت حركة الساعة – كاليبر2954 بنظام خزان الطاقة المزدوج المرتبط على التوازي والمسجّل كبراءة اختراع للمصنع، ويضمن هذا النظام تشغيل ساعة “رويال أوك كونسِبت فلاينغ توربيون جي إم تي” لمدةٍ تصل إلى 10 أيام قبل أن تحتاج إلى تعبئتها يدوياً مرّة أخرى، وذلك ما يُولد قوة ثابتة خلال حوالي 237 ساعة من العمل الذاتي. يمكن تزويد الخزانين بالطاقة في منظومة عجلات نقل الطاقة من خلال محور تُرسٍ واحد يصل بين الاثنين، وذلك ما يضمن نقلاً انسيابياً سلساً للطاقة. بينما يقلل هذا النظام الضغط في التروس، يستخدم الاحتكاك في كلا الخزانين لتعويض اختلاف عزم الدوران1 وزيادة الدقة واحتياطي الطاقة والموثوقية.
رويال أوك كونسِبت أصبحَت في العشرين من عمرها
رأت ساعة “رويال أوك كونسِبت” النور في العام 2002 احتفالاً بالذكرى السنوية الثلاثين على إطلاق ساعة رويال أوك. ومن أجل هذه المناسبة، أصدرَت أوديمار بيغه ساعةً بإصدار محدود يقتصر على 150 قطعة مستوحاة من السيارات “كونسِبت” المُتَصوَّرة “ليست تجارية بعد”، فهي تجمع ما بين التيتانيوم ومادة ألاكريت 602 – Alacrite 602 وهي عبارة عن سبيكة تُستَخدَم بشكل أساسي في صناعة الطيران. بينما احتفظ الطوق بشكله الثماني، وهي علامةٌ مميِّزة لساعة رويال أوك، فإن الهيكل الضخم، البالغ قطره 44 مم، بإنحنائه المريح الذي يراعي انحناءات المعصم البشري الطبيعية، قد استحضر لهذه الساعة آفاقاً جديدة، ولاستكمال الجمالية المستقبلية للهيكل، يكشف الميناء عن الميكانيكية المتقدمة ذات التعبئة اليدوية التي تُحرّك مؤشرات هذه الساعة، في الوقت الذي يوفر فيه مجموعة متنوعة من الوظائف المُبتكرة: مؤشر وضعية التاج، مقياس ديناموجراف يعرض عزم دوران النابض الرئيسي، بالإضافة إلى عرضٍ خطي لاحتياطي الطاقة، أما قفص التوربيون والجسر الخاص به الذي يمتص الصدمات فيمكن رؤيتهما عند موقع الساعة التاسعة.
بالرغم من أنه تم تصوّر هذه الساعة وتصميمها بالأصل لتكون قطعةً فريدة بإصدارٍ محدود، إلّا أن “رويال أوك كونسِبت” قد أسسَت لجماليةٍ جديدةٍ بالكامل للساعات الفاخرة في القرن الحادي والعشرين، وأدت إلى إنشاء مجموعة. في العام 2008 أصدَرَت أوديمار بيغه ساعة “رويال أوك كربون كونسِبت توربيون وكرونوغراف” في هيكلٍ رائد مصنوع من الكربون المصبوب والسيراميك والتيتانيوم، واستُخدِمَ في الحركة التي تدق في الداخل، لأول مرّة، مُكوّناتٍ من الكربون. منذ ذلك الحين أصبحَت “رويال أوك كونسِبت” منصة للتجارب، وشهِدَت إضافة مواد صلبة وقوية للغاية، وتصاميمَ رائدة وتعقيداتٍ ساعاتية مُبتكرة تتناغم مع الهوية المستقبلية للساعة. وفي العام 2011، أطلَقَت أوديمار بيغه أول ساعة “رويال أوك كونسِبت توربيون جي إم تي” في هيكلٍ مصنوعٍ من التيتانيوم والسيراميك الأسود، ويعرض فيها الميناء قفص التوربيون في الحركة المُخرّمة، والجسر العلوي باللون الأسود على شكل الساعة الرملية، ومؤشرات وضعية التاج وتوقيت المنطقة الزمنية الثانية. شهِدَت ساعة “رويال أوك كونسِبت توربيون جي إم تي” ارتقاءً آخَرَ في العام 2014 مع إصدار نسخةٍ تُوحد بين التيتانيوم والسيراميك الأبيض.
في العام 2015، أصدَرَت أوديمار بيغه ساعة “رويال أوك كونسِبت لابتايمر” المسجلة كبراءة اختراع، وكان ذلك بالتعاون مع مايكل شوماخر، وهي أول ساعة ميكانيكية قادرة على قياس أوقات اللفّات المتتالية على مضمار السباق، كما تُمثّل هذه الساعة أول مشروع تعاوني في هذه المجموعة. في نقس العام، كشفَ المصنع عن النموذج الأوليّ لساعة “رويال أوك كونسِبت سوبرسونيري” المعروفة أيضاً باسم RD#1. جاءت هذه التكنولوجيا الحاصلة على براءة اختراع نتيجةً لثماني سنوات من البحث بالتعاون مع EPFL – المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان ومجموعة من الخبراء بمن فيهم موسيقيين لاستحضار نغمة الصوت من الساعات الرنانة القديمة.
.