تتيح منصة Metanoa التشخيص المبكر لاضطرابات النمو، مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وصعوبات التعلم وتأخر الكلام وغيرها.
كتب بواسطة علياء مهران أحمد
هذه المقالة تعد جزءًا من سلسلة مستمرة من المقالات تتناول الشركات الناشئة التي كانت جزءًا من مسرعة الأعمال التابعة لصندوق محمد بن راشد للابتكار (MBRIF).
منصة Metanoa فيبين فارغيز، مؤسس منصة Metanoa
“عندما كنت طفلاً، تم تشخيصي بوجود مشاكل في الكلام وسوء النطق، وفي معظم الوقت، اعتقد الجميع أنني كنت عنيدًا وأدعي ذلك. وبسبب ذلك، استغرق الأمر مني المزيد من الوقت – وزيارة تسع مدارس مختلفة – لإكمال دراستي”. عندما استرجع فيبين فارغيز مثل هذه الذكريات المحددة عن طفولته، أصبحت أهمية إنشاء منصة Metanoa واضحة بالنسبة له. بوصفها منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فتتيح منصة Metanoa التشخيص المبكر لاضطرابات النمو، مثل التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وصعوبات التعلم وتأخر الكلام وغيرها. يقول فارغيز: “جودة حياتي وظروفي الاجتماعية كانت ستصبح أفضل بكثير لو تم اكتشاف الاضطراب في مرحلة مبكرة وتم توفير العلاج المناسب. ومع منصة Metanoa، نحاول حل نفس المشكلة التي واجهتها منذ سنوات – الاكتشاف المبكر لاضطرابات النمو، وتقديم العلاج القائم على الأدلة باستخدام الذكاء الاصطناعي.”
تم إطلاق منصة Metanoa في مدينة كوتشي الهندية، وطرحت على العلن في عام 2019، وتعمل المنصة الآن على إنشاء مقرًا في الإمارات العربية المتحدة. تتكون عروض الشركة الناشئة من جزأين: تطبيق ويب تستخدمه العيادات والمدارس والمعالجين المحترفين، وتطبيق الهاتف الجوال الذي يمكن استخدامه من قبل الآباء ومقدمي الرعاية. أوضح فارغيز “نساعد الآباء في تتبع نمو أطفالهم من اليوم الأول، وكذلك في الاستعداد للمدرسة ورصد اضطرابات التعلم، ونقدم مجموعة متكاملة من خدمات الدعم بدءًا من اكتشاف اضطرابات النمو، إلى اقتراح الأنشطة والعلاجات لعلاج هذه الأمور. والإصدار الأساسي من تطبيق الهاتف الجوال لدينا مجاني بالكامل، ويمكن للآباء اختيار الخطط المدفوعة وفقًا لاحتياجاتهم.”
على تطبيق الهاتف الجوال، بالإضافة إلى أدوات التقييم الذاتي واختبارات الفحص للتحقق من الاستعداد للمدرسة، تقدم منصة Metanoa أيضًا أداة تعقب هامة للآباء ليُمكنهم تتبع تقدم أطفالهم، والوصول إلى قائمة الأنشطة والأهداف المتعلقة بالعمر، بالإضافة مثلاً إلى الاستشارات عبر الهاتف أو الفيديو. ويقول فارغيز: “من خلال تطبيق الهاتف الجوال الخاص بنا، يمكن للآباء رصد اضطرابات النمو والمعالم الرئيسية لأطفالهم بمنتهى الراحة في منازلهم. وتساعد المنصة أيضًا المعالجين الذين يقدمون خدماتهم على منصة Metanoa في تتبع نتائج الأنشطة المقدمة، واقتراح التغييرات بحسب الاحتياج.”
عناصر ذات صلة: من غير الضروري أن تكون وحدك في المقدمة: لماذا يحتاج رواد الأعمال إلى العناية بصحتهم العقلية
تضم منصة Metanoa حاليًا ما يصل إلى 18400 مستخدم موزعين بين عملاء على مستوى معاملات الشركات والمعاملات بين الشركات والعملاء. في حين أن الوصول إلى العلاج والموارد التعليمية الأخرى يبقى من الأمور المحورية لخدمات منصة Metanoa، فإن ما يجعل المنصة متميزة هو قدرتها على تقليل الوقت الذي يستغرقه تحديد اضطرابات التعلم بشكل كبير، والبحث عن وسيلة المساعدة المناسبة في أعقاب ذلك. وأوضح فارغيز: “يستخدم الأشخاص حاليًا منصات متعددة لرصد المشاكل، وبعد ذلك، يتعين عليهم التشاور مع المتخصصين لتلقي العلاجات، وهو ما يستغرق وقتًا طويلاً. ومن ثمّ، فنحن نحاول تقليل الوقت المستغرق في عمليات التقييم المملة، وأدوات القياس الكمية الأخرى، وإنشاء التقارير، واقتراح الحلول، وما إلى ذلك، وأيضًا توفير المزيد من الوقت للمعالجين، حتى يتمكنوا من تقديم المساعدة إلى الشخص التالي الذي يحتاج إليها. وبذلك، فإننا نحاول تقديم العلاج المثبت من خلال منصة Metanoa. وهذا بدوره من شأنه أن يُساعد في الكشف المبكر ويمكننا من تقديم الدعم المبكر، مما يوفر فرصًا أفضل لعلاج الاضطرابات المعنية”.
الأهمية التي يضعها فارغيز على الحاجة المطلقة للتشخيص المبكر مُثبتة بالحقائق الموثوقة. ففي مارس 2022، أصدرت منظمة الصحة العالمية (WHO) تقريرًا يفيد بأن واحدًا من كل 100 طفلًا على مستوى العالم مصاب بالتوحد. وأبرز التقرير أيضًا أنه، على الرغم من إمكانية اكتشاف الخصائص في مرحلة الطفولة المبكرة، إلا أنه غالبًا لا يتم تشخيص التوحد إلا بعد فترة طويلة. ومع ذلك، فقد أوضحت العديد من الدراسات أيضًا أن التشخيص المبكر للتوحد من المرجح أن يكون له آثار إيجابية طويلة المدى على الأعراض، وكذلك على المهارات التي قد تتطور لاحقًا في الحياة. وهذا الأمر يبشر بالخير بالنسبة لمنصة Metanoa، حيث ذكر فارغيز، “المنتج الذي نتخيله يهدف إلى أن يكون حافزًا في عملية التشخيص بأكملها، مع كون البشر في بؤرة اهتمامها.”
هذه هي الرؤية التي يأمل فارغيز المضي قدمًا بها أثناء نقل مقر شركته الناشئة إلى الإمارات العربية المتحدة أيضًا، وهي رحلة قدّم فيها برنامج تسريع الأعمال MBRIF دعمًا كبيرًا للشركة الناشئة. وذكر فارغيز: “الإمارات العربية المتحدة هي إحدى الدول التي طبقت إجراءات التدخل المبكر، وهي أحد قيمنا الأساسية، ونعتقد أن فهم هذه الأساسيات يمكن أن يوفر شوطًا طويلاً. لكن في الأيام الأولى، مررنا بوقت عصيب. فلم نحظى بأي تمثيل، باستثناء المسابقات في فعاليات مثل مهرجان الشارقة لريادة الأعمال وجيتكس. وعلى الرغم من أننا وصلنا إلى التصفيات النهائية في كلتا الفعاليتين، فلم يتم التحقق من صحة المنتجات، ولم يكن الحصول على جهات الاتصال وعقد الاجتماعات أمرًا سهلاً. ولكن الآن، نظرًا لكوننا جزءًا من برنامج MBRIF، فقد أصبح الوصول إلى ذلك أسهل بكثير الآن، حيث تم التحقق من جدارتنا من كيان موثوق. فبفضل طرح ملصق MBRIF، أصبح من السهل أن يتأكد المستخدم أننا جادون، وأن يمنح نفسه الفرصة لفهم قدراتنا”.
مع إطلاق عمليات منصة Metanoa حاليًا في الإمارات العربية المتحدة، يذكر فارغيز أن خطط مثل التوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أصبحت واردة بشدة. لكن التوسع الجغرافي لا يكون في طليعة عقل المؤسس عندما يتعلق الأمر بما يريد تحقيقه مع منصة Metanoa. وذكر فارغيز “نهدف إلى التأثير في حياة مليون طفل في السنوات القادمة من خلال مساعدة الآباء على اكتشاف وتحديد وتقديم الدعم القائم على الأدلة لحالات التأخر في النمو في مرحلة مبكرة من عمر الطفل، مما يُسرع إحراز التقدم في ظروفهم وحياتهم بألا يستغرق ذلك سوى الحد الأدنى من الوقت. وبالطريقة نفسها، سيساعد تطبيقنا المتخصصين على تقديم عمليات قائمة على الأدلة المثبت بمساعدة التكنولوجيا، والتي لا تزيد فقط من عدد الأطفال الذين يمكننا دعمهم، ولكن تُساعد أيضًا في مراقبة تقدم علاجهم في نفس الوقت، دون الاستغناء عن العنصر البشريّ”
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة: تقدم شركة معانا للكهرباء التي يقع مقرها الرئيسي في لوكسمبورج، ألواح شمسية مستدامة لإنتاج مصانع متنقلة في دولة الإمارات العربية المتحدة