من خلال تقديم بطاريات ليثيوم-أيون مصنوعة من أنودات السيليكون، تتطلع شركة هايدرون لحلول الطاقة، التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها إلى إنشاء طريقة أقل تعقيدًا وأرخص بكثير لإنتاج مصادر الطاقة للسيارات الكهربائية.
كتب بواسطة علياء مهران أحمد
هذه المقالة تعد جزءًا من سلسلة مستمرة من المقالات التي تتناول الشركات الناشئة التي كانت جزءًا من مسرعة الأعمال التابعة لصندوق محمد بن راشد للابتكار (MBRIF).
قد تكون السيارات الكهربائية هي المركبات السائدة في الوقت الحاضر، ومعظمها يعمل ببطاريات ليثيوم أيون (Li-ion). مع وضع ذلك بعين الاعتبار، فإذا أردنا النظر في طرق لدعم هذه التطلعات المستقبلية، فربما سنحتاج إلى البدء في اكتشاف كيف يمكننا تحسين مصادر الطاقة هذه – وهذا شيء يعلمه د. دانيال تشوي، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، على وجه اليقين. فكما ترى، تمكن د. تشوي من اكتساب معرفة واسعة ببطاريات الليثيوم-أيون بفضل عمله في مشروع ترعاه وكالة الإمارات للفضاء، وهذا ما دفعه أيضًا إلى أن يصبح مؤسسًا مشاركًا بالتعاون مع الشيخ حمدان بن عيسى آل نهيان، وراشد أحمد آل نهيان فهيم ومحمد أحمد الفهيم في الشركة الناشئة التي يقع مقرها في أبوظبي. شركة هايدرون لحلول الطاقة
يوضح آل نهيان قائلاً: “تأسست شركة هايدرون لحلول الطاقة في عام 2021 بهدف رئيسي يتمثل في تطوير أجهزة ومواد أكثر تقدمًا لتخزين الطاقة. حيث استلهم الفريق المؤسس العمل الذي قام به الدكتور تشوي في تطوير بطاريات الليثيوم أيون للاستخدامات في الفضاء. ومن ثم، يتمثل هدف شركة هايدرون في إنشاء بطاريات متقدمة أكثر أمانًا وأخف وزنًا وأرخص وأكثر كفاءة للاستخدام في المركبات الكهربائية ومجالات تخزين الطاقة الأخرى”.
وبوصفها مؤسسة تعمل على أحدث التقنيات التي يمكن أن يكون لها تأثيرًا عالميًا، فإن آل نهيان، وهو أيضًا رئيس مجلس إدارة شركة هايدرون، يعتقد أن الإمارات العربية المتحدة هي نقطة الانطلاق المثالية للشركة. ويقول آل نهيان: “ينبعث إلهامنا من الإيمان بأن الإمارات العربية المتحدة تتمتع بكل الموارد اللازمة لإمداد العالم بتقنيات جديدة لديها القدرة على إحداث ثورة في العديد من القطاعات. ونعتقد أن جميع الأدوات المطلوبة للنجاح متاحة بسهولة، ويجب على الجميع الاستفادة من هذه الفرص.”
أصبحت بطاريات الليثيوم-أيون القابلة لإعادة الشحن، والتي تُستخدم غالبًا في الأجهزة الكهربائية المستخدمة يوميًا مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، منتشرة للغاية في المشهد التكنولوجي نظرًا لقدراتها العالية وأدائها الممتاز في درجات الحرارة العالية. إلا أن المشكلة بالنسبة لمصنعي البطاريات لا تزال ضمان طول العمر الافتراضي لمنتجاتهم. وفي ذلك الصدد، تهدف شركة هايدرون إلى جلب خبرتها لإنتاج ما تُطلق عليه النسخة الواعدة من بطاريات الليثيوم-أيون: المصنوعة من أنودات السيليكون. ولفهم أهمية ذلك، قد يلزم إعادة النظر في علوم المدرسة الثانوية. تتكون البطاريات من ثلاثة أجزاء: الأنود والكاثود والإلكتروليت. ونظرًا لأنها توفر “تقنيات بطاريات فريدة من نوعها وفعالة من حيث التكلفة وأقل استهلاكًا للوقت وجديدة”، فإن فريق شركة هايدرون يهدف إلى تمكين الإنتاج الضخم لبطاريات الليثيوم-أيون باستخدام أغشية الإلكتروليت المرنة في حالتها الصلبة.
إلا أن بطارية الليثيوم-أيون، التي تستخدم على وجه التحديد أنودًا مصنوعًا من السيليكون، توفر الكثير من المزايا مقارنة بأقطاب الجرافيت التي تستخدم بشكلٍ تقليديّ – ولهذا السبب تعتقد شركة هايدرون أنها ستحقق نجاحًا في عملها. “تعمل شركة هايدرون حاليًا بالتعاون مع جامعة الخليفة لتحسين تقنيات البطاريات الخاصة بها، لا سيما في مجالات أجهزة تخزين الطاقة ذات الحالة الصلبة بالكامل ومواد الطاقة المتقدمة مثل أنود السيليكون لكي يتسنى استخدامها في المركبات الكهربائية وغيرها من الإلكترونيات” بحسبما أوضح محمد، مدير العمليات في شركة هايدرون. وأضاف قائلاً ” حلولنا ستجعل البطاريات أقل تعقيدًا وأرخص في الإنتاج بنسبة تصل إلى 50٪ مقارنة بطرق التصنيع الحالية، وسينخفض وزن البطارية بحوالي 40٪، وستزيد أيضًا من الاستقرار الدوري. حيث أننا نخطط بالفعل لتطوير أول مرفق تجريبي خاص بنا لإنتاج أنود السيليكون ذا درجة كثافة الطاقة العالية. وذلك من شأنه أن يفتح لنا الأبواب للشراكة مع عدد كبير من الشركات العاملة في قطاعات الفضاء، والمركبات الكهربائية، والفضاء، والأجهزة الطبية، والإلكترونيات الاستهلاكية، وغير ذلك المزيد.”
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة: تساعد Predixa الشركات في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة على إطلاق العنان للقيمة المالية للتنوع والإنصاف والشمول
وفي الوقت نفسه، يوفر سوق أنود السيليكون الكثير من إمكانات النمو أيضًا. ذكر محمد: “من المثير للاهتمام معرفة أن هناك ثلاث شركات فقط في العالم تهيمن على هذا السوق. وتشمل هذه الشركات BTR New Energy Material (في الصين) بحصة سوقية تبلغ 50٪، وشركة Shin-Etsu Chemical (في اليابان) بحصة سوقية تبلغ 30٪، وشركة Daejoo Electronic Materials (في كوريا الجنوبية) بحصة سوقية تبلغ 10٪. وتعتقد شركة هايدرون أن الأنودات المصنوعة من السيليكون يمكنها المنافسة في العديد من المجالات من حيث السعر والجودة مع المنافسين الحاليين. ينمو سوق أنود السيليكون بسرعة، وتهدف شركة هايدرون إلى أن تكون في طليعة الابتكار خلال السنوات الخمس المقبلة، من خلال الشراكة مع كبرى شركات تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية بهدف الاستفادة من مزايا أنود السيليكون، مثل سرعة الشحن المتميزة والنطاق المتزايد.”
في الوقت الحالي، في مرحلة ما قبل جني الإيرادات، لم تكتسب شركة هايدرون عملاء بعد، إلا أنها جعلت وجودها فرضًا واقعيًا في القطاع الذي تعمل فيه، سواء في الإمارات العربية المتحدة أو في الخارج. وذكر محمد: “نعمل عن كثب مع شركاء الصناعة لإمدادهم بالحلول التي تلبي متطلباتهم الخاصة. على سبيل المثال، نعمل على تحسين بطارياتنا المرنة في حالتها الصلبة لكي تحمل تقلبات الطقس القاسية لمجالات الفضاء. ويتم ذلك بالتعاون مع أصحاب المصلحة في قطاع الفضاء. وللمضي قدمًا، ستعمل شركة هايدرون أيضًا على ترخيص بعض ملكياتها الفكرية بالتعاون مع شركات في صناعات متعددة”.
بالنظر إلى رحلة شركته الناشئة حتى الآن، ذكر راشد، الرئيس التنفيذي لشركة هايدرون، إنه كان على الشركة أن تنطلق لأبعد من حصتها العادلة لتحقق مسارًا رياديًا. وأضاف راشد: “تضمنت هذه التحديات الحصول على منح البحث والتطوير، وتوظيف أفضل المواهب والوصول إلى آلات معينة لأعمال البحث والتطوير. ومع ذلك، فإن وجودنا في الإمارات عاد علينا بنفعٍ كبير. لقد تمكنا من الانتفاع من المواهب المذهلة داخل الجامعات المحلية التي تضمنت كلاً من الإماراتيين والمقيمين في الإمارات العربية المتحدة، حتى أن الجامعات سمحت لنا بالوصول إلى العديد من الماكينات الأساسية اللازمة لعمل البحث والتطوير الذي كان سيكلفنا ثروة. لقد حققنا نجاحًا حقيقيًا!”
ومن المزيا الأخرى للتواجد في الإمارات العربية المتحدة، وصول شركة هايدرون إلى برنامج تسريع الأعمال MBRIF وقبولها فيه. صرح راشد قائلاً: “لقد أتاح لنا برنامج MBRIF الوصول إلى مرشدين وحلول رائعة حقًا وساعدنا ذلك بفعالية في التغلب على بعض التحديات الرئيسية التي كنا نواجهها”.
ومع الكثير من العمل الذي يتعين القيام به الآن فيما يتعلق باكتساب العملاء والنظر في المشاريع، يهدف فريق شركة هايدرون إلى إبقاء الابتكار في صميم رؤية شركتهم. أضاف راشد “يتطلب الأمر جهود الأفراد المجتهدين لضمان حصولنا جميعًا على الأدوات اللازمة التي نحتاجها لنكون قادرين على العمل بشكل أكثر فاعلية في هذا اليوم، فنحن في عصر التقدم التكنولوجي السريع، ونحاول العمل مع الأشخاص والكيانات الأكثر ابتكارًا لجعل ذلك يتحقق. “التعاون هو مفتاح النجاح، وسنكون دائمًا منفتحين للعمل مع الشركات التي تنوي إحداث تأثير إيجابي في العالم.”
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة: شركة Metanoa القائمة على الذكاء الاصطناعي تتيح التشخيص المبكر لاضطرابات التعلم بين الأطفال