بوصفها خدمة مُقدمة لتطبيقات الهاتف الجوال، تتيح المؤسسة تسليم العناصر من المتاجر المحلية في غضون ساعة داخل دبي، وتهدف مؤسسة دكان إلى منح الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارة مدخلاً أفضل إلى عالم الإنترنت.
كتب بواسطة علياء مهران أحمد
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
هذه المقالة تعد جزءًا من سلسلة مستمرة من المقالات التي تتناول الشركات الناشئة التي كانت جزءًا من مسرعة الأعمال التابعة لصندوق محمد بن راشد للابتكار (MBRIF).
مؤسسة دكان إبراهيم سيت، مؤسس مؤسسة دكان
على مدار العامين الماضيين، أصبح العالم بأسره يتعامل بارتياح مع مفهوم التسوق عبر الإنترنت. ذكر إبراهيم سيت، مؤسس دكان للتسوق عبر الإنترنت في دبي: “لقد تم استبعاد تجار التجزئة التقليديين من موجة التجارة الإلكترونية هذه، وهو الأمر الذي نريد تغييره”. وأفاد سيت أنه، في حين أن معظم المتاجر المحلية في دبي كانت قادرة على التحول الرقمي، فقد أدى ذلك أيضًا إلى اضطرارهم للتعامل مع مشكلات، مثل ضمان سرعة التسليم والخدمات اللوجستية السلسة.
وبوصفها أحد خدمات تطبيقات الهاتف المحمول التي تستهدف تسليم العناصر من المتاجر المحلية في غضون ساعة في دبي، تهدف مؤسسة دكان إلى منح الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارة مُدخلاً أفضل إلى عالم الإنترنت. وذكر سيت: “المشكلة الرئيسية التي نعمل على حلها هي النموذج المعطل للتجارة الإلكترونية في وضعها الحالي – حيث نعتقد إن التجارة الإلكترونية يجب ألا تنافس التجزئة التقليدية أو تحل محلها، بل نعتقد أن كلا النوعين يجب أن يزدهروا وينموا سويًا”.
أُطلقت المؤسسة في مرحلتها التجريبية في أوائل عام 2022، ويتألف فريق التأسيس الخاص بمؤسسة دكان من سيت والمؤسس المشارك له، إسحاق قرشي. وبالإضافة إلى عمليات التسليم التي تتم في غضون ساعة، وإلى سهولة الوصول إلى السوق المحلي، تدعي مؤسسة دكان أيضًا أنها تقدم لعملائها توفيرًا يبلغ في المتوسط 8٪. بالنسبة لسيت، كان الدافع من إنشاء مؤسسة دكان هو تجربته الخاصة المتمثلة في العمل لدى متجر محلي في الإمارات العربية المتحدة على مدى أكثر من أربع سنوات. حيث ذكر: “كان معظم تجار البيع بالتجزئة التقليديين يعملون دون أي نوع من الرقمنة آنذاك. ولكن خلال أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، كان بمقدوري أن أرى أن أكثر من 90٪ من المتاجر في الإمارات العربية المتحدة كانت تُقيم كيفية رقمنة مؤسساتها. وحينها أيقنت أن لديّ فرصة! ”
وهذا من شأنه أن يفسر سبب تمكن مؤسسة دكان، بعد أسابيع قليلة فحسب من إطلاقها، من نيل اهتمام العلامات التجارية المحلية، مثل Arsolangi وOud Khaleeji وSilk ‘N Sew فيما يتعلق باستخدام تطبيقها. وذكر سيت: “بالنسبة لبائعينا القلائل الأوائل، فقد ذهبنا فعليًا إلى الأسواق والمحلات التجارية، وتحدثنا إلى أصحاب المتاجر، وروجنا لمؤسسة دكان. والقلة التي وثقت بنا متواجدة حاليًا على التطبيق.”
وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرًا بالنسبة لمؤسسة دكان، إلا أن سيت وفريقه يستغلون جميع الخيارات المتاحة لهم لتنمية قاعدة مستخدميهم. وأوضح “بقدر ما يتعلق الأمر بعملائنا، فقد نمت قاعدة عملائنا بسرعة بالفعل من خلال اثنين من مقاطع الفيديو على تيكتوك والتي أنشأها مدير التسويق لدينا. ولكم نشعر أننا حققنا نموًا سريعًا مع ما يقرب من مائة بائع مُسجلين في التطبيق بالفعل، وآلاف المستخدمين في قائمة الانتظار الخاصة بنا لإطلاق التطبيق بشكلٍ عام. وخلال الإطلاق التجريبي، حققنا 10000 دولار أمريكي من قيمة البضائع الإجمالية في غضون أسبوع واحد”.
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة: إليك كيفية قيام شركة هايدرون لحلول الطاقة، التي تتخذ من أبوظبي مقرًا لها، لها بإنتاج بطاريات أخف (وأرخص) للسيارات الكهربائية
ولكن حتى قبل الإطلاق، فعندما كانت مؤسسة دكان لا تزال في مرحلة التفكير، تمكن سيت وفريقه من تأمين استثمارات من مدير العمليات في شركة كلداري للاستثمار، السيد عبد العزيز كلداري. وأضاف سيت: “لا زلنا نعمل على الأمر منذ ذلك الحين، إلا أن المجهود المبذول أصبح أقل، ونموذج أعمالنا أصبح مربحًا، وبالتالي، فإننا نتأكد من أن النموذج الذي نطرحه جيدًا قبل زيادة التمويل المستخدم لكي ينمو المشروع”. وحقيقة أن مؤسسة دكان تمكنت من تلقي مثل هذا الاستثمارات في هذه المرحلة المبكرة يعكس أيضًا كيف كان سيت يعمل على إنجاز المهام الصعبة في البداية. أضاف سيت: “خطرت لي فكرة إنشاء مؤسسة دكان منذ عام تقريبًا؛ ومع ذلك، فنظرًا لقلة رأس المال، لم أتمكن من إنشاؤها. لقد صممت تطبيقين وهميين بوصفهما الحد الأدنى من المنتج القابل للاستخدام، إلا أنني لم أستطع إطلاقهما في الواقع بسبب مشكلات تنظيمية. ولكن، من المهم تذكر أنه يوجد دائمًا وقت ومكان مناسبان لوقت دخول التكنولوجيا المبتكرة إلى السوق. كيف فعلنا ذلك يتضح في أننا أمضينا شهورًا في العمل في الخفاء، وتحدثنا إلى مئات العملاء والبائعين حول النقاط التي تؤرقهم والمشاكل التي يواجهونها، ونستمر في إعادة هيكلة منتجنا ونموذجنا بناءً على التعليقات التي نحصل عليها من مستخدمينا.”
بعد بدء عملية الضبط الدقيق، كان الانضمام إلى برنامج تسريع الأعمال “MBRIF” هو الخطوة المنطقية التالية لضمان نمو الأعمال، بحسبما ذكره سيت. حيث أفاد: “يتكون فريقي من موظفي بناء متحمسين لبناء منتج يُحبه مستخدمينا، إلا أننا لا زلنا شباب ولسنا على دراية بعالم ريادة الأعمال. ومن ثمّ، فقد ساعدنا الانضمام إلى صندوق MBRIF في هذه المرحلة على الاستعداد لريادة الأعمال، من حيث طرح العروض الترويجية والنماذج المالية والبيانات وغير ذلك. كما حصلنا أيضًا على الكثير من الدعم من شركاء صندوق MBRIF كلما احتجنا إلى مشورة بشأن الموضوعات الفنية مثل المدفوعات والبنية التحتية والخدمات اللوجستية.”
أضاف سيت، كل هذه الاستعدادات تستهدف حاليًا إطلاق مؤسسة دكان بشكلٍ عام. وأضاف: “نتوقع الكثير من الطلبات من المستهلكين، ونريد أن نكون مستعدين لتلبية هذه الطلبات، لذلك نتأكد حاليًا من أن جميع الخدمات اللوجستية لنموذجنا التشغيلي قوية ومرنة. وفي الأشهر المقبلة، نأمل في زيادة جولة التمويل الأولية الرسمية من المستثمرين ورواد الأعمال المُغامرين. وفي السنوات القليلة المقبلة، نأمل أن تنمو مؤسسة دكان وتتوسع عبر منطقة الشرق الأوسط، وأن نُعيد تشكيل سوق التجارة الإلكترونية للجميع!”
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة:تهدف منصة Fanera الاجتماعية، ومقرها في الإمارات العربية المتحدة، إلى ربط مشجعي كرة القدم ببعضهم بطريقة تفاعلية وجذابة