دبي، الإمارات العربية المتحدة، 7 سبتمبر 2022
صحيح أنّ كل جزيرة من جزر السيشل تتمتّع بجمالها الخاص وطبيعتها الفريدة، إلا أنّ جزيرة برالين قد تكون الأجمل بينها. فهي تشتهر بأجوائها الهادئة وشواطئها النقية الرائعة ونباتاتها النادرة، فضلاً عن تاريخها العريق كميناء للتجار العرب قديما. يقع منتجع كونستانس ليموريا على الساحل الغربي من جزيرة برالين، على ضفاف بحيرة آنس كيرلان المنعزلة، وتحيط به بعضٌ من أروع الشواطئ في العالم.
تُعتبر الرحلة إلى جزيرة برالين مغامرةً بحدّ ذاتها، بحيث يصعد الضيوف على متن عبّارة سريعة من ماهي ويصلون إلى الجزيرة في غضون ساعة واحدة. كما يمكنهم أن يحجزوا رحلة طيران مدتها 10 دقائق من ماهي إلى مطار برالين على متن طيران سيشل، ويستمتعوا بالإطلالات المذهلة على الجزيرتَين. أما الأشخاص الذين ينشدون تجربة حصرية، فيمكنهم أن يركبوا على متن القارب الخاص الفاخر للوصول إلى الجزيرة.
الأزواج والعائلات
سيمضي كافة الضيوف أمتع اللحظات بين أحضان طبيعة برالين الآسرة، سواء كانوا أزواجاً اختاروا هذه الوجهة لقضاء شهر العسل والاحتفال بحبّهم أم عائلات تودّ استكشاف الطبيعة الهادئة وتمضية أجمل الأوقات معاً.
يُعتبر منتجع كونستانس ليموريا الذي يمتد على 100 هكتار أكبر منتجع في جزيرة برالين، وقد حاز لقب أفضل منتجع لتمضية شهر العسل في جزر السيشل. في الواقع، يضم المنتجع الشاسع ثلاثة شواطئ وغابات ساحلية وممرات مائية غنّاء وملعب غولف مؤلفاً من 18 حفرة. كما تتّسم هذه الوجهة الأنيقة بطابع ريفي من الخارج إذ شُيّدت بمواد طبيعية، مثل الخشب والحجر والقشّ والجرانيت الزهري، فيما تم تجهيز مساحاتها داخلية بمفروشات فاخرة تلبّي معايير المنتجعات من فئة الخمس نجوم. بالإضافة إلى ذلك، يُعطى كل ضيف، فور وصوله، كتيّباً يحتوي على قائمة بالنباتات والفواكه والحيوانات المحلية التي قد يصادفها في أرجاء المنتجع، فيوفّر له معلومات مفيدة عن طبيعة جزر السيشل الأخّاذة بطريقة مدروسة ومميزة.
لا تشهد جزيرة برالين اكتظاظاً كبيراً، مما ساهم في الحفاظ على سحرها وجمالها، لتُشكّل بالتالي ملاذاً رائعاً لعشّاق الهدوء والطبيعة. تتمتع الجزيرة بمناظر طبيعية خلّابة، بدءاً من الشواطئ الرملية الجميلة والمياه النقية الصافية وصولاً إلى الغابات الكثيفة المليئة بأشجار النخيل وشلالات تاكاماكا العذبة وغيرها الكثير من المعالم الطبيعية.
النشاطات المميزة
لا تكتمل الإقامة في منتجع كونستانس ليموريا من دون زيارة محميّة وادي ماي الطبيعية التي تضم ما تبقى من غابات النخيل الأصلية في جزر السيشل، والتي غالباً ما يُطلَق عليها لقب “جنة عدن” بفضل طبيعتها النائية والساحرة. كما أدرِج وادي ماي على لائحة اليونسكو لمواقع التراث العالمي ويخضع للحماية تحت إشراف حكومة جزر السيشل منذ العام 1966 بهدف الحفاظ على طبيعته الفريدة. من جهة أخرى، تُعد بذور شجرة “كوكو دو مير” أكبر بذور في العالم ويتراوح وزن ثمرتها بين 15 إلى 30 كلغ، ولا تنمو بشكل طبيعي سوى على جزيرتَي برالين وكوريوز. وتعود أقدم شجرة “كوكو دو مير” إلى حوالي 300 عام، فيما يبلغ ارتفاعها 27 متراً وتتمتّع بجذع مستقيم وأوراق كبيرة متفرّعة. ويتراوح سعر بذور شجرة “كوكو دو مير” الثمينة ما بين 200 و600 يورو.
يشكّل أكتوبر وفبراير بداية موسم عودة السلاحف صقرية المنقار والسلاحف الخضراء المهددة بالانقراض إلى الشاطئ. وتُعتبر الشواطئ النقية حول منتجع كونستانس ليموريا المكان المثالي لتضع فيه هذه السلاحف بيضها. في الواقع، تضع كل سلحفاة ما يصل إلى ألف بيضة في الموسم، بحيث تعود إلى الشاطئ خمس مرات لتضع ما يصل إلى 200 بيضة في كل مرة.
يقوم روبرت ماتومبيه، مدير برنامج حماية السلاحف في منتجع كونستانس ليموريا، بدوريّات شاطئية يومية لمراقبة مسارات السلاحف وأعشاشها في الرمال، وينقل البيض إذا كان في موقع غير آمن. وقد انطلق هذا البرنامج في العام 2015 بتوجيه من د. جين مورتيمير المعروفة بلقب “مدام تورتي” في جزر السيشل. يمكن للضيوف الانضمام إلى هذه الدوريّات الصباحية ليساهموا في الحفاظ على البيئة الرائعة تحت إشراف مدير برنامج حماية السلاحف، بحيث ستتسنّى لهم فرصة الاستمتاع بتجربة مشاهدة السلاحف الكبيرة وهي تصل إلى الشاطئ لتضع بيضها، والسلاحف الصغيرة وهي تتحرّك باتجاه البحر.