أبوظبي 7 سبتمبر 2022
نظم مجلس الشباب العربي للتغير المناخي التابع لمركز الشباب العربي أولى لقاءات “تمويل المستقبل المستدام” ضمن سلسلة من الحلقات النقاشية التي ينظمها بالتعاون مع منظمات دولية ومؤسسات حكومية ومالية وشركات ومشاريع ناشئة وصغيرة ومتوسطة ومسرّعات أعمال، لتعريف الشباب بأفضل المنتجات والخدمات المالية والفرص التمويلية التي تمكنهم من تحويل أفكار الاستدامة إلى واقع في المستقبل القريب.
وسلط اللقاء الذي تم عقد في مقر مركز الشباب العربي في أبوظبي الضوء على الاستثمار في الشركات الناشئة في تكنولوجيا المناخ بالتعاون مع معهد بوستيريتي وبالشراكة مع مصرف “أتش أس بي سي”، وبمشاركة الرؤساء التنفيذيين لشؤون الاستدامة وبحضور نخبة من الشباب ورواد الأعمال المتخصصين في المشاريع الناشئة القائمة على تقنيات صديقة للبيئة والمناخ.
التمويل المستدام هو المستقبل
وفي هذا الإطار أكدت معالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب، نائب رئيس مركز الشباب العربي على أهمية توعية الشباب بمختلف منتجات وخيارات تمويل المستقبل المستدام، كالسندات الخضراء، والتي تجاوزت قيمتها 500 مليار دولار عام 2021 بحسب مبادرة سندات المناخ. وأضافت معاليها: “تلاقي أفكار القطاعين الحكومي والخاص والمؤسسات المالية ومسرعات الأعمال في فضاء مفتوح ومساحة حرة لتبادل الأفكار والاقتراحات بمشاركة فاعلة من الشباب من مختلف التخصصات يصنع فرصاً جديدة لتحفيز تمويلات خضراء تحوّل الأفكار الشبابية المستقبلية الواعدة إلى مشاريع تدعم الاقتصاد الدائري والأخضر، وتسرّع تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 على المستويين المحلي والدولي.
وقالت معاليها:” يشكل ملف التغير المناخي تحدياً حقيقياً، ولا يمكن لأي جهة أن تعمل بمعزل عن الأخرى خصوصاً عندما يرتبط العمل في مجال تمكين الشباب وتعزيز إسهاماتهم في العمل المناخي، وهذا ما يسعى مركز الشباب العربي للقيام به من خلال ربط النقاط ببعضها البعض لفهم الصورة الأكبر ووضع الشباب كلاعب أساسي في تقديم الحلول سواء في مراحل التفكير، والتخطيط وصولاً إلى التنفيذ وقطف ثمار العمل المشترك.
وأضافت معاليها: “تشير تقديرات وكالات متخصصة بالشأن الاقتصادي إلى أن القيمة الإجمالية لسوق التمويل المستدام العالمي تجاوزت حاجز 35 تريليون دولار في عام 2021، والتوقعات تجمع على أن هذا النوع من الاستثمار سيواصل النمو في المستقبل القريب وذلك لمواجهة تداعيات أزمة التغيّر المناخي التي يعيشها العالم واقعاً اليوم. وهذه فرصة غير مسبوقة للشباب للاستفادة من هذا التوجّه في طرح أفكاره التي تحقق الاستدامة والتنمية في آن واحد.”
منجم للفرص
بدوره اعتبر محمد المرزوقي، رئيس الخدمات المصرفية العالمية في “إتش إس بي سي” الإمارات، أن فرص التمويل بمشاركة رأس المال الجرئ واعدة ومتنوعة، خاصة إذا ما بادرت المصارف والمؤسسات المالية وبيوت التمويل إلى دعم المشاريع الشبابية ذات الجدوى الاقتصادية العالية لتنطلق وتنمو وتتوسع.”
وأكد المرزوقي أن شراكة بنك HSBC مع مجلس الشباب العربي للتغير المناخي في سلسلة لقاءات تمويل المستقبل المستدام تسهم في دعم الشباب في الدولة والمنطقة لتعريفهم بخيارات وآليات الحصول على التمويل اللازم لهم لتحويل أفكارهم المبتكرة إلى مشاريع نوعية تحقق تطلعاتهم وتساهم في تعزيز استدامة الموارد وتحفيز فرص جديدة في قطاعات اقتصادية كالاقتصاد الأخضر والدائري.”
وتشكل الاستثمارات الخضراء في قطاعات حيوية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي منجماً للفرص، ويمكنها أن تساهم في الدخل الوطني لدول المجلس بأكثر من 2 تريليون دولار بحلول عام 2030، بالإضافة إلى توفير أكثر من مليون فرصة عمل بفضل الاستثمار الأجنبي المباشر في سوق التمويل المستدام الواعد.
مشاركات نوعية
وتشهد الجلسة النقاشية المغلقة الأولى ضمن سلسلة لقاءات تمويل المستقبل المستدام مشاركات من منظمة الأمم المتحدة، والقطاع الحكومي من وزارتي الاقتصاد والتغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات، ومؤسسة دبي للمستقبل و”هب ٧١”، ومن القطاع الدولي مجموعة البنك الدولي ومكتب المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات، ومن القطاع المصرفي سوق أبوظبي العالمي، ومصرف “أتش أس بي سي” ومصرف أبوظبي الأول، ومن القطاع الخاص شركة بيبسيكو بالإضافة إلى مشاركين من القطاع الخاص والمؤسسات المالية والمشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة.
أهداف
وتهدف سلسلة الحلقات النقاشية حول تمويل المستقبل المستدام إلى تمكين الشباب ودوره الريادي في تبنّي سلوكيات الاستدامة في مجتمعات المستقبل، وبناء القدرات لدى الأفراد والمجتمعات في مجال تخطيط المستقبل المستدام، ومشاركة أفضل الممارسات في تمويل نمط حياة مستدام، وتعزيز التعاون بين المعنيين وأصحاب المصلحة من مختلف القطاعات وعلى كافة المستويات، إضافة إلى توفير منصة فريدة من نوعها لطرح الأفكار المبتكرة وتبادل المعارف والخبرات والتجارب الناجحة الخاصة بتمويل المستقبل الأخضر والمستدام.