تم إطلاق شركة AS2 Systems في شهر سبتمبر لعام 2020، وهي شركة تكنولوجية ناشئة تستخدم تقنياتها الخاصة لتطوير نظام آمن من أجل “القيادة والتحكم” يوفر تحكمًا ذاتيًا في أي باخرة، بغض النظر عن حجمها أو مستوى تعقيدها.
كتب بواسطة علياء مهران أحمد
هذه المقالة تعد جزءًا من سلسلة مستمرة من المقالات تتناول الشركات الناشئة التي كانت جزءًا من مسرعة الأعمال التابعة لصندوق محمد بن راشد للابتكار (MBRIF).
شركة AS2 Systems، روبرت راتيري الإبن، ولي درينكووتر، وروبرت راتيري ، المؤسس المشارك لشركة AS2 Systems
“اسأل نفسك: إذا تم اختراق نظامك أو تم إضافة كود ضار، فماذا سيحدث لبقية أسطولك؟” هذا هو السؤال الذي طرحه لي درينكووتر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة AS2 Systems الناشئة التي يقع مقرها في الإمارات العربية المتحدة، على قادة الأعمال والمديرين العاملين في مجال الصناعة البحرية – وهو قطاع واجه قدرًا متزايدًا من مشاكل الأمن السيبراني على مدى السنوات القليلة الماضية.
وبحسب تقرير صادر في شهر يونيو 2020 عن شركة الاستشارات الأمنية البحرية Naval Dome، فقد زادت الهجمات الإلكترونية على أنظمة التكنولوجيا التشغيلية للصناعة البحرية بنسبة 900٪ بين عامي 2018 و2020. كما واجهت هذه الصناعة عقبة أخرى وسط ظهور وباء فيروس كورونا المستجد – ووفقًا للدراسة نفسها التي أجرتها شركة Naval Dome، فقد زادت الهجمات الإلكترونية البحرية بنسبة 400 ٪ في عام 2020 وحده. ومع وجود مجموعة من الموانئ البحرية في جميع أنحاء البلاد، والتي تشهد استخدام السفن والبواخر الأخرى في الأنشطة التجارية، وكذلك الأنشطة الترفيهية، فإن الصناعة البحرية في دولة الإمارات العربية المتحدة ليست حصينة ضد مثل هذه المخاطر.
ولحل مثل هذه المشكلات، تم إنشاء شركة AS2 Systems، والتي يقع مقرها الرئيسي في سوق أبوظبي العالمي (ADGM). حيث تم إطلاق شركة AS2 Systems في شهر سبتمبر لعام 2020، وهي شركة تقنية ناشئة تستخدم تقنياتها الخاصة لتطوير نظام آمن من أجل “القيادة والتحكم” يوفر تحكمًا ذاتيًا في أي باخرة، بغض النظر عن حجمها أو مستوى تعقيدها. ويمكن استخدام منصة شركة AS2 Systems المستقلة والآلية لأغراض متعددة في مجال الصناعة البحرية، بدءًا من مجالات الدفاع والأمن إلى مزاولة الأنشطة التجارية والمدنية.
ولم تتلاقى مسارات أعمال درينكووتر مع شركائه المؤسسين – ليندساي جي، وروبرت راتراي، وروبرت راتراي الإبن – إلا أثناء العمل على سفن مستقلة مصممة خصيصًا لعميل مقيم في أبو ظبي، والذي كان عمله منصبًا في صناعة الدفاع في الإمارات العربية المتحدة. حيث سمحت هذه التجربة للمؤسسين الأربعة بالبحث بعمق في المشكلات التي جعلت الأنظمة المستقلة الحالية غير فعالة في مواجهة التهديدات الإلكترونية الحالية. وأوضح درينكووتر “كانت إحدى المشكلات الأساسية هي الاستخدام الكثيف للأجهزة “المُعدة بالكامل” بمعرفة أطراف أخرى، واستخدام البرامج شائعة الاستخدام، والتي غالبًا ما تكون مفتوحة المصدر وتتطلب الاستضافة على نظام تشغيل أساسي (OS) يستخدم حتمًا طرفًا ثالثًا- حزم مترجم من طرفٍ ثالث. ويمكن استغلال نظام التشغيل هذا ومكوناته الفرعية المختلفة، مما يمثل مصدر قلق كبير حول أمان النظام واستعداد تنفيذ المهام – ليس فقط للحماية من عوامل الفوضى الخبيثة والقرصنة في الهجوم دون انتظار [هجوم إلكتروني يستغل نقطة ضعف في أمان البرامج تكون غير معروفة للبائع / المطور الذي يستخدمه]، ولكن أيضًا بسبب العمليات الخاطئة ومشكلات التوافق بين الأنظمة التي تقع خارج السيطرة المباشرة للمستخدم أو الموردين. وهذا يمثل مشكلة رئيسية يجب على جميع المشاركين في الصناعة التعامل معها”.
ويوضح درينكووتر أن المشكلة تكمن في مجرد وجود نظام تشغيل يتيح للبرامج الضارة تعطيل أنظمة الكمبيوتر في سفينة معينة، وبما أن شركة AS2 Systems لا تستخدم نظام تشغيل أساسي، فإن عملائها بالتالي يضمنون الحماية الكاملة من محاولات القرصنة وفيروسات الكمبيوتر. وأضاف درينكووتر “تم أيضًا تصميم الأجهزة والبرامج المطورة داخليًا بالكامل لتتماشى مع متطلبات العملاء الفريدة خصيصًا ويتم تحقيق ذلك باستخدام ماكينة دون نظام تشغيل [الأجهزة المستندة على المنطق التي تنفذ البرامج بدون نظام تشغيل]، ومركز عمليات الأمان، وحوسبة مجموعة التعليمات المخفضة. وتتمثل إحدى المزايا الفريدة الأخرى لدينا، في أننا لا نطلب أيضًا أي مشاركة للملكية الفكرية لدمج حساسات أو أنظمة تابعة لجهات خارجية، مما يمثل توفيرًا هائلاً – في كل من الوقت والتكاليف القانونية.”
عناصر ذات صلة: لماذا يجب على الشركات الناشئة النظر في استراتيجية المرونة السيبرانية
مع تقديم حل متاح بالفعل وصل لمستوى جاهزية التكنولوجيا رقم 9 (نظام قياس يستخدم لتقييم مستوى الاستعداد لتقنية معينة مع كون المستوى 9 هو المستوى الأكثر استعدادًا)، تعمل شركة AS2 Systems مع القائمين على بناء السفن والمشغلين الذين ليس لديهم حاليًا نظام عرض مستقل. إلا أن درينكووتر ذكر أن تعريف شركته الناشئة للاستقلالية يتجاوز التعريف الموضعي للمصطلح. حيث ذكر: “لا يتعلق الأمر بالقوارب والسفن ذاتية القيادة فحسب. حيث يتطلب التشريع الحالي وجود “بشر في العملية”. ويمكن إضافة مستويات متزايدة من التحكم الذاتي إلى السفن التقليدية لكي يُمكن تقليل الطاقم ومن ثم تقليل تعرض الإنسان للخطر في المواقف أو الأنشطة التي بها مخاطر عالية، أو حتى فقط للعمل العادي الذي يستغرق وقتًا طويلاً، والذي يمكن زيادته التغلب عليه بتوفير سفينة شبه ذاتية”.
ويضيف درينكووتر أن شركة AS2 Systems تعمل أيضًا على تحقيق هدف آخر ذي صلة: الاستدامة. وأضاف: “عندما تقلل من حجم السفينة، يتبع ذلك خفض انبعاثات الكربون بشكل طبيعي. والدمج بين الاستقلالية والعمل بالكهرباء وتقليل البصمة الكربونية إلى مستويات منخفضة للغاية – وهو الأمر الذي قد يعود بالنفع على بيئتنا بالطبع.” ومن خلال نهج يسعى إلى معالجة المشكلات التي تتجاوز تهديدات الأمن السيبراني فحسب، فقد اكتسبت AS2 Systems ثقة عملائها. وأضاف درينكووتر “حتى الآن، هناك قدر كبير من الاهتمام المنصب على الكيانات الدفاعية المعنية، إلا أن التكنولوجيا المعنية تهتم بخدمات متعددة عبر القطاع البحري، والتي تتعلق بسفن المسح والقاطرات وسفن البحث والإنقاذ، على سبيل المثال لا الحصر. ومع تقدم التشريعات، فإننا نأمل أن نكون قادرين على ممارسة دورنا في تأمين الوظائف المستقلة وضمان عدم اختراق الضوابط الملاحية للسفن – وهو اتجاه غير مرحب به إلا أنه شائع بكثرة.”
ومن المؤكد أن مشاركة شركة AS2 Systems في برنامج تسريع الأعمال MBRIF ساعدت المؤسسة على المضي قدمًا في تحقيق أهدافها. وذكر درينكووتر: “لقد اخترنا برنامج تسريع الأعمال MBRIF لأنه واحد من أشهر البرامج -إن لم يكن الأكثر شهرة- في المنطقة، فضلاً عن أنه مدعوم من وزارة المالية الإماراتية. ولا يزال الوقت مبكرًا قليلاً في البرنامج لرؤية أي عوائد مالية، إلا أن التوجيه والخبرة التي نستمر في تلقيها أثناء تقدمنا في رحلتنا لا تقدر بثمن. وبوصفنا مؤسسين، يمكن أن تشعر بالوحدة في الرحلة، وغالبًا قد تشك في نفسك. إلا أن وجود من يستمع إليك بحرص ويتمتع بخبرة كافية ويمكنك الاعتماد عليه من الأمور المريحة للغاية”.
كما وضّح درينكووتر امتنانه لمساعدة برنامج MBRIF في ربط مؤسسته بالكيانات المحلية المناسبة. وأضاف “معظم أعمالنا دولية في الوقت الحالي، لذا نرغب في المشاركة بشكل أكبر مع حكومة الإمارات العربية المتحدة وبناة السفن والمنظمات، مثل موانئ أبوظبي، وموانئ دبي العالمية، وهيئة الطرق والمواصلات، وشركة ADNOC، إلا أنه لا يزال من الصعب القيام بذلك. لقد كان برنامج MBRIF مفيدًا للغاية في تقديمنا للغير وفتح الأبواب لنا، من ثمّ، فقد شجعنا البرنامج على تحقيق قدرًا كبيرًا من نجاحنا!” وفيما يتعلق بالتمويل، فإن AS2 Systems مشروعًا ناشئًا حتى الآن، لكنها تسعى الآن إلى جمع التمويل في الجولة الأولية. وفيما يتعلق بالتمويل تحديدًا، فقد واجهت الشركة الناشئة واحدة من أكبر العقبات. حيث ذكر درينكووتر آسفًا “المنح والتمويل الحكومي للجيل القادم من التكنولوجيا البحرية غير مطروح في المنطقة. فهناك ابتكار رائد يحدث هنا؛ ومع ذلك، فالاعتماد ينصب على” الأشياء المضمونة” الأجنبية. وإذا لم تتم رعاية الابتكار هنا، فإنه سيغادر للأسف إلى مكان يتلقى فيه الرعاية”.
ولكن هناك بعض الأمور المطمئنة لشركة AS2 Systems في نهاية المطاف، حيث أحدثت الشركة ضجة كافية لجذب اهتمام معالي الشيخ منصور بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شركة MBK القابضة، ومقرها في الدوحة، وعضو في الأسرة الحاكمة في قطر. حيث ذكر درينكووتر: “الشيخ في الواقع هو مبرمج ومهتم بالتكنولوجيا، لذلك فقد فهم على الفور قيمة ما نقدمه إلى السوق، فضلاً عن أهميته. كما أن استثمار سموه في شركة AS2 مهم للغاية لنا، لأنه يوفر لنا الطريق ونفقات رأس المال لتحقيق خططنا، وجلب موظفين جدد لتنفيذها. ويعمل فريق الشيخ أيضًا معنا بوصفه شريكًا وموجهًا ومن الأعضاء الفاعلين في فريق شركتنا. وفي العامين التاليين، نخطط لفتح مكاتب لنا في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة في المراكز البحرية الرئيسية. فلكم تعتبر هذه الأوقات مثيرة لنا!”
عناصر ذات صلة: تسليط الضوء على الشركات الناشئة: تريد شركة SpiderSilk ومقرها الإمارات العربية المتحدة تبسيط الأمن السيبراني في عالم يزداد توجهه نحو الرقمنة