بقلم بيتر بينش، نائب الرئيس التنفيذي في سايج الشرق الأوسط وإفريقيا
عقب ارتفاع الأسعار البطيء نسبياً خلال العام 2020 ومعظم العام 2021 وسط فترة الإغلاق الناجمة عن وباء كوفيد-19، عاد التضخم بشكل ملحوظ، وبدأت أسعار خدمات النقل والكهرباء والأطعمة والرعاية الصحية والتعليم والتعرفات البلدية وغيرها من المنتجات والخدمات بالصعود بشكل أسرع من المؤشر المعتاد.
يؤثر هذا الارتفاع بلا شك على الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل مباشر وغير مباشر. كما أن زيادة التضخم تقتطع جزءاً من الدخل الفائض للمستهلكين، وهذا يعني أنهم سيضطرون إلى خفض الإنفاق. ويساهم التضخم كذلك في زيادة تكلفة مزاولة الأعمال في وقت يصعب على تلك الشركات أن تمرر هذه الزيادات إلى المستهلكين.
ووفقاً لدراسة عالمية بعنوان “شركات صغيرة، فرص كبيرة؟” تركز على ثقة الشركات الصغيرة والمتوسطة، كشفت هذه الدراسة أن أصحاب المشاريع والشركات يأخذون التضخم بعين الاعتبار. وفي حين لا يمكن لهؤلاء فعل أي شيء يُذكر أمام ظاهرة التضخم، فإن الشركات المبتكرة تتخذ خطوات عملية لتحسين جاهزيتها لبيئة ترتفع فيها معدلات التضخم وأسعار الفائدة. وبالنسبة إلى الشركات التي لم تطبق حتى الآن أنظمة حديثة لمزاولة الأعمال، فإن أتمتة المهام المتكررة منخفضة القيمة يمكن أن تشكل بداية جيدة.
إن توفر البرنامج المناسب يساعد على التعمق في الشؤون المالية لتعزيز فهم أداء الشركة خلال فترة زمنية طويلة. كما ستتمكن من إدارة الميزانيات والتنبؤات المالية التي تركز على الزيادات غير المتوقعة في التكاليف التي تؤثر على هوامش الأرباح. ومن شأن مثل هذه المعلومات أن تساعدك على تحديد الخطوات اللازمة لحماية أرباحك.
التكاليف والأسعار
إذا كانت أسعار الإنتاج الخاصة بك في ارتفاع مستمر، يمكنك اتخاذ خطوتين هما خفض التكاليف ورفع الأسعار. وإن قدرتك على تمرير جميع هذه التكاليف أو بعض منها إلى عملائك سيتحدد جزئياً من خلال استعدادهم وقدرتهم على الدفع. كما ستؤثر قدرة منافسيك في استيعاب الزيادات على العوامل التي تحدد عملية التسعير. فمثلاً، قد يكون منافسوك أكبر منك حجماً وأكثر قدرة على العمل بهوامش أرباح أقل.
إن قدرتك على زيادة الأسعار بشكل مباشر أو غير مباشر تعتمد على قوتك في السوق. فمثلاً، تعمد شركات السلع الاستهلاكية سريعة التداول (FMCG) إلى اتباع أسلوب “تقليل الخدمات”، وهذا يعني أنك تقدم خدمات أو منتجات أقل نسبياً بنفس السعر. وثمة أسلوب آخر يكمن في تقليل اللمسات غير الضرورية، أو فرض رسوم إضافية على الأشياء التي تمنح قيمة مضافة. فمثلاً، يمكن لأصحاب المطاعم ألا يقدموا خبزاً مجانياً للزبائن قبل وجبتهم الأساسية.
تخلّص من الديون
استخدمت العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة خلال فترة الوباء، البطاقات الائتمانية لكي تتمكن من الاستمرار في عملها. واستفادت شركات أخرى من تسهيلات تأجيل دفع القروض للحفاظ على الدفق النقدي.
قد يكون الآن الوقت المثالي للاستثمار في شراء المركبات أو الآلات أو التقنيات أو غيرها من أصول الإنتاج قبل ارتفاع الأسعار. وبإمكانك أيضاً شراء احتياجاتك الاستهلاكية بالجملة مع فترة صلاحية طويلة، على أن يكون لديك مكان مناسب لتخزينها.
مرونة الشركات الصغيرة والمتوسطة أثناء الفترات الصعبة
إن مشهد الأعمال الذي يسوده ارتفاع التضخم وانخفاض النمو يفرض عدة ضغوط أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة عقب تحديات الوباء. وإن وجود التقنيات المبتكرة التي تتيح لتلك الشركات إمكانية الاطلاع الكامل والمرونة والكفاءة في إدارة الشؤون المالية والعمليات والموظفين، يسهّل عليها التغلب على الأزمات والصعوبات. لقد تعرضت الشركات الصغيرة والمتوسطة لتحديات جمّة خلال العامين والنصف الماضيين، لكنها أثبتت قدرتها على التعامل بسلاسة من أجل الازدهار والنجاح.