بقلم جي سي هيتي
من غير الضروري أن يحتاج التطوير المستمر إلى استثمار ضخم، كما يُمكن أن يعود بالكثير من المنافع على مكان عملك وفريقك.
لا يمكن لأي شركة أن تحقق أهدافها التجارية دون قوة عاملة مؤهلة ومتفانية في عملها. فمع ظهور تقنيات جديدة، أصبحت برامج التدريب أثناء العمل مفيدة بشكل متزايد لصقل المهارات الشخصية والعملية للموظفين. بيد أن التعلم في العمل يمكن أن يتجاوز مجرد إجراء التدريبات الرسمية. حيث يجب أن تتميز الشركات بالإبداع حتى يُطور الموظفون مهاراتهم بشكلٍ مستمر.
فوائد التدريب المستمر
في حين أن معظم الشركات تستثمر في إجراءات التوظيف الباهظة لاستقدام المرشحين المناسبين، إلا أن جهودهم في إشراك الموظفين وفي تعليمهم غالبًا ما تكون غير كافية. فدون أي نوع من البرامج التحفيزية أو الداعمة، سيكون من السهل أن يشعر الموظفين بالإهمال وعدم التقدير بعد فترة – وأن ينتج عن ذلك تأخر نمو الشركات.
وإنشاء بيئة تعليمية قوية من شأنه أن يدعم عملك في جذب أفضل المواهب والحفاظ عليهم. وتشمل فوائد الاستثمار في التعلم المستمر ما يلي:
- زيادة رضا الموظفين.الموظفون غير الراضين سيعملون بالحد الأدنى من جهدهم. ومن الممكن أن تؤدي المستويات المنخفضة من الإنتاجية والمشاركة إلى أن تتعرض ربحية عملك لانتكاسات كبيرة. إلا أن فرص التدريب والتطوير ستُحافظ على حماس واهتمام الموظفين لاكتساب مهارات جديدة.
- التدريب يمنح الموظفين فرصة للاستكشاف.اسمح للموظفين باستكشاف مناطق خارج مجالاتهم من خلال التدريب المستمر. جديرٌ بالذكر أن التفاعل مع أعضاء الفريق الآخرين، واستخدام التقنيات الجديدة، وتعلم مهارات تقنية جديدة، يمكن أن يساعد الموظفين على إدراك المسارات الوظيفية المحتملة.
- المساعدة في الاحتفاظ بالموظفين.سيشعر الموظفون الذين ليس لديهم فرص لتطوير مهارتهم في النهاية بأنهم عالقون وسيتركون العمل. توفر برامج وجهود التطوير للموظفين خبرة حقيقية أثناء العمل، وتساعدهم على تعزيز مسيرتهم المهنية وتدريبهم على تولي المناصب المستقبلية المحتملة داخل الشركة. يمكن أن يؤدي دمج التعلم في مكان عملك إلى تقليل معدل تغيير الموظفين وتقليل تكاليف التوظيف على المدى الطويل. فأثناء نمو شركتك، سيكون لديك موظفين يمكنك أن تثق بهم ويتمتعون بخبرة ويشغلون مناصب جديدة.
- يُنمي الولاء.بذل جهد إضافي والاستثمار في برامج التدريب يدعم الموظفين ويجعلهم يشعرون بالتقدير. حيث يكافئ الموظفون الشركات التي تساهم في تحقيق أهدافهم المهنية والشخصية بولائهم لها.
- يُزيد ذلك من الإنتاجية.على الرغم من أن العديد من أصحاب العمل يجدون أن فرص التنمية باهظة الثمن، فإن التدريب المدروس جيدًا في مكان العمل يزيد من إنتاجية الموظفين ويساهم في إنتاج الشركة. برامج التدريب تُمِد الموظفين بخبرات مباشرة تساعدهم على أداء مهامهم بطرق أفضل وبصورة أكثر كفاءة.
عناصر ذات صلة: 9 موارد تعليمية للموظفين يجب أن يعرفها كل رائد أعمال
لكن من غير الضروري أن يكون التدريب دائمًا في صورة برنامج منظم أو دورة تدريبية. وفيما يلي، كما وعدنا، سنسرد ست طرق لتنفيذ تدريب ناجح أثناء العمل.
- اجعل التدريب جزءًا من قيم شركتك
القيم الأساسية للشركة هي المبادئ الأساسية التي توجه المنظمة نحو أهدافها. ومن خلال تحديد النمو كإحدى القيم الأساسية لعملك، لن تجذب الموظفين ذوي العقليات المُشابهة فحسب، ولكنك ستلهم أيضًا أعضاء الفريق ذوي الخبرة بأن ينقلوا مهاراتهم ومعارفهم إلى الغير.
- أحضر مُتحدثين
القيام بذلك بانتظام هو الطريقة المثالية لكسر حاجز الروتين اليومي في المكتب. حيث يمكن للمتحدثين الضيوف تبادل الخبرات القيمة التي تلهم فريقك وتجلب منظورًا جديدًا إلى مكان العمل.
- خصص وقتًا للتعلم الذاتي
يصعب على الأشخاص إيجاد الوقت الذي يمكنه تكريسه لتحسين مستواهم، حيث يضيع وقتهم بين التفوق في العمل والتعامل مع متطلبات الحياة المنزلية. ومن ثم، فإن تخصيص بضع ساعات في الأسبوع للموظفين لحضور دورة عبر الإنترنت أو استكشاف برامج جديدة يمكن أن يحدث فارقًا كبيرًا.
امنح موظفيك الوقت والأدوات اللازمة التي يحتاجون إليها للتعلم، وسيكون لديك فريق أكثر ثقةً وتحفيزًا. كما أن هذا الأمر سهل التنفيذ، ولن يكلفك شيئًا.
- نظّم ورش عمل يقودها الموظفين
يمكن أن تُمد ورش العمل التي يقودها موظفيك أعضاء الفريق الأخرين بأفكار ورؤى مفيدة. يمكن أن تعزز هذه الأنشطة أيضًا الإحساس بالانتماء للمجتمع بين أعضاء الفريق. ومن خلال التعلم من الأشخاص الذين يؤدون المهام بأنفسهم، سيكون لدى الموظفين فهم أكثر شمولاً للتقنيات الجديدة.
- إجراء تواصل فردي شهري
التواصل الفردي يدعم التواصل الصريح والشفاف بين المديرين وأعضاء الفريق. بدايةً من تحديد التوقعات، وتقديم الملاحظات، إلى التسامر وإزالة الشكوك، يتيح كل ذلك مواصلة تحفيز موظفيك وإبقاء تركيزهم منصبًا على أهداف الشركة.
للتعرف على فريقك بشكل أفضل ومساعدتهم على التطور، قم بإمدادهم بتعليقات بناءة من خلال عقد لقاء فردي على أساس شهري. بعد ذلك، ضع أهدافًا تنموية معهم لتوجيههم نحو النمو.
عناصر ذات صلة: لماذا يحتاج عملك إلى برنامج تدريب رائع للموظفين
- بدء قسم التدريب والتطوير
إنشاء ثقافة تعليمية قوية يتطلب تخطيطًا طويل الأمد وموارد وخبرات. الأساليب المذكورة أعلاه مجانية، ولكن بمجرد أن تكون مستعدًا للاستثمار في التدريب، يمكنك إنشاء قسم مخصص للتدريب المستمر. إلى جانب تنفيذ برامج التدريب، يمكن لهذا القسم العمل على قياس الأداء العام للشركة وتطوير استراتيجيات للتحسين.
يمكن لفرص التدريب والتطوير تغيير موظفيك وعملك نحو الأفضل. إلى جانب كونهم أكثر إنتاجية، يشعر الموظفون بالمزيد من التقدير والثقة والولاء. وفي الوقت نفسه، فإن التدريب المستمر له آثار إيجابية طويلة المدى على الأداء، مما يسمح لعملك بتخطي المنافسة – وهو في النهاية الهدف من أي من هذه الأساليب ومنها جميعًا كذلك.