بقلم أيدان كريستوفرسون وهو أحد مؤسسي فلاشيwww.getflashy.com ، منصة التصوير الفوتوغرافي التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في دول مجلس التعاون الخليجي .
تتقدم المملكة العربية السعودية بشكل سريع نحو تحول رقمي غير مسبوق. ماذا يعني ذلك للشركات؟
بدافع من السياسات الحكومية التي بدورها توفر خدمات الاتصالات ذات النطاق العريض لملايين الأشخاص في جميع أنحاء المملكة، بدأ المستهلك السعودي يتوجه نحو الرقمنة بسرعة. 70% من المنازل في المناطق الريفية والنائية لديها الآن نطاق عريض عبر الألياف في المنزل، وأكثر من 74 مدينة متوفر لديها خدمات تقنية ال5 جي. فأصبحت المملكة العربية السعودية الآن رقمية.
أكدت رؤية 2030 أن التحول الرقمي يمثل أولوية، وأن المملكة تتقدم بسرعة نحو هدفها المتمثل في الاقتصاد الرقمي القائم على الابتكار. علاوة على ذلك، تتجه المملكة بسرعة نحو ترسيخ مكانتها كمركز رقمي رائد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ حتى أن المملكة العربية السعودية تصدرت دول مجموعة العشرين في تقرير صادر عن المركز الأوروبي للتنافسية الرقمية بصفتها “أفضل صاعد رقمي”. نتج هذا الإنجاز عن خطوات حازمة تم اتخاذها نحو تطوير النظام البيئي الرقمي. تم تبسيط استثمارات رأس المال، وتم تخفيف الأنظمة المتعلقة بالاستثمار الأجنبي المباشر، وتم توسيع نطاق القدرات الرقمية، والبدء بعمل تجاري في المملكة السعودية أصبح أسهل من أي وقت مضى – كل هذه العوامل مدعومة ببنية تحتية رقمية موسعة وقوية. وهذا يوضح لنا شيئًا واحدًا – المستقبل سيكون رقمي في السعودية.
كما أظهر استثمار رأس المال في المملكة نموًا غير مسبوق خلال السنوات القليلة الماضية؛ نمت الاستثمارات في الشركات السعودية الناشئة بنسبة 770% في عام 2021، لتصل إلى رقم قياسي بلغ ملياري ريال سعودي. أثبتت المملكة العربية السعودية نفسها كواحدة من أكثر أسواق المشاريع الاستثمارية نشاطًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، متجاوزة البلدان الأخرى بسرعة من حيث إجمالي التمويل. وبدافع من المبادرات الرقمية الحكومية المواتية، استقطبت المملكة أيضاً عددًا كبيرًا من المستثمرين من خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. جمعت شركة سعودية، يونيفونيك، 125 مليون دولار في أول صفقة ضخمة في المملكة. يتطلع المستثمرون عالمياً إلى المنطقة لتقديم أرقام نمو سنوية غير متوقعة – وهم يحصلون عليها.
تزدهر الشركات الناشئة أيضًا على خلفية البيئات الرقمية والتجارية المبسطة وتدفق رأس المال إلى المنطقة. أعلنت أربع شركات ناشئة مقرها المملكة العربية السعودية عن خروجها في عام 2021. من التكنولوجيا المالية إلى تكنولوجيا الغذاء، تشير التقارير إلى وجود ما يقرب من 2000 شركة ناشئة جديدة في المنطقة، مما جذب انتباه المستثمرين والمستهلكين على حدٍ سواء. تم تأسيس 50 بالمائة من الشركات في النظام البيئي التكنولوجي في الرياض في السنوات الخمس الماضية فقط. مع ذلك، تواجه الشركات الناشئة تحديات وعوائق محددة في طريقها لتوسيع نطاق النجاح؛ لا يزال الوصول إلى المواهب التقنية يمثل نقطة ضعف كبيرة؛ من بين المنافسة من المؤسسات شبه الحكومية والشركات الكبيرة، لا يزال من الصعب جذب المواهب التقنية والاحتفاظ بها. بالرغم من ذلك، بدأت التحديات الأكثر تقليدية مثل الأنظمة الحكومية والتشريعات وفرص الحصول على رأس المال في التراجع.
من الواضح أن الشركات في جميع أنحاء البلاد، سواء كانت تقليدية أو ترتكز على التكنولوجيا الرقمية، يجب أن تتكيف مع التغيرات السريعة التي تشهدها المنطقة من أجل تلبية متطلبات العملاء الممكّنين رقميًا. في النهاية، لم تحصل الشركات على هذا المستوى من الطلب الرقمي من عملائها أبدًا – فالمستهلك الرقمي يتوقع ويطلب محتوى رقميًا عالي الجودة ومنتظمًا يعرض المنتجات عبر جميع القطاعات.
المستهلك، الذي أصبح الآن رقميًا بشدة، أصبح متطورًا وانتقائيًا بشكل متزايد عندما يتعلق الأمر بمشترياته. وقد أدى الوباء إلى زيادة الطلب على التوصيل المحلي حيث قامت بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء البلاد، من صالونات التجميل إلى المطاعم، بإبراز عروضها بسرعة في العالم الرقمي. المستهلكون الرقميون يريدون الجودة والسرعة العالية؛ فمن المهم أن تكيف الشركات والمؤسسات التجارية في جميع أنحاء المنطقة مع متطلبات العملاء الجدد الذين يتوقعون معلومات واضحة وجذابة وسريعة لتمكين قرارات الشراء عبر الإنترنت.
إلى جانب قطاع التكنولوجيا، سلكت العقارات في المملكة مسار نمو مماثل. ازدادت القروض العقارية من البنوك بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، حيث يتطلع الكثيرون إلى شراء منازلهم الأولى. ازدهر التطوير العقاري مع الإعلان عن بناء أكبر المباني في العالم في نيوم. مع الازدهار في عروضهم المادية، يتعرض مطورو العقارات لضغوط لتوسيع عروضهم الرقمية. على الرغم من الحديث عن التوجه نحو الميتافيرس، فإن معظم المطورين لم يفوا بعد بالتزاماتهم الأساسية في العالم الرقمي الحالي – عرض شققهم وفيلاتهم ومبانيهم بمحتوى رقمي عالي الجودة يجذب الخيال ويفيد سوق الاستثمار العالمي.
لم تشهد المنطقة من قبل هذا القدر من التغيير والتقدم الرقمي والتكنولوجي؛ وهذه فرصة عظيمة للمملكة العربية السعودية لتبرز كرائد تقني في المنطقة. ومع ذلك، تأتي معه ضرورة تطور الأعمال التجارية بسرعة والرقمنة بما يتماشى مع الاقتصاد.