مقال رأي بقلم: امير ايسك، مدير تطوير الأعمال لدى “بوابة ترابط”، أكبر منصة مرخصة ومتخصصة في توفير خدمات وحلول البنية التحتية للصيرفة المفتوحة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يوضح فيه أربع طرق يمكن لخدمات الصيرفة المفتوحة من خلالها أن تقلل السلبيات وتزيد اعتماد وتسريع الاستثمار في العملات الرقمية المشفّرة.
تُعد منطقة الشرق الأوسط أكثر الأسواق نموًا في مجال العملات الرقمية المشفرة في العالم، حيث تستحوذ وبحسب تشين اناليسز ChainAnalysis على % 7 من حجم التداول العالمي وتشير التقديرات إلى وصول حجم المعاملات في دولة الإمارات العربية إلى ما يقارب 25 مليار دولاراً سنويًا. وأدى إعلان السلطات التنظيمية في كلٍ من دبي وأبوظبي حول تنظم الأصول الافتراضية والعملات المشفّرة إلى منح الفرصة أمام اللاعبين العالميين في الدخول إلى السوق في وقت لاحق.
وفي استطلاع أُجريَ مؤخرًا قال % 33 من سكان الإمارات بأنهم استثمروا في العملات الرقمية المشفّرة، بينما أشارت بيانات يوغوف YouGov عن اهتمام % 67 من المستهلكين في الإمارات للإستثمار في العملات المشفّرة خلال الأعوام الخمسة القادمة. ولكن لكسب اهتمام المستهلكين في الدولة هناك العديد من التحديات يجب للنظام البيئي التغلب عليها لتحقيق استثمارات أفضل.
وعندما يريد المستهلك البدء برحلته إلى عالم العملات الرقمية المشفّرة قد تكون التجربة مُعقدة وشاقة نوعًا ما، لأن معظم عمليات التداول والصرف ما زالت تتم بالدفعات المصرفية التقليدية مثل البطاقات أو الحوالات المصرفية الخطية. وغالبًا ما تَستغرق الأموال أيامًا لتسويتها ورسوم أعلى مرتبطة بالمعاملات. فالمعاملات التي تستغرق وقتًا قد تؤثر سلبًا بسبب التقلبات التي تطرأ على أسعار العملات. والأهم من ذلك، يمكن أن تكون عرضة للاحتيال والخطأ. ويجعل هذا الإحتكاك في تراجع الثقة والشعور بالأمان لدى المتعاملين بالعملات. وفي ضوء ما سبق نستعرض لكم أربع طرق يمكن لخدمات الصيرفة المفتوحة Open Bnakingمن خلالها تقليل الاحتكاك وزيادة اعتماد العملات المشفّرة.
كيف نُقدم تجربة سلسة للمستهلكين
مع نشر نظام الصيرفة المفتوحة واستخدام واجهات برمجة التطبيقات المتوفرة في المجال سيحتاج العملاء إلى تقديم الموافقة والمصادقة فقط مرة واحدة وذلك في بداية رحلتهم، مما سيوفر لهم تجربة موثوقة وآمنة حيث أنهم معتادون على استخدام التطبيق الخاص بمصرفهم. وسوف تزداد الثقة وتُعزز العمليات بمجرد تقليل خطوات المصادقة في كل مرة يتم إدخال البيانات المصرفية والتي بدورها سوف تتيح للمستهلكين ربط حسابات مصرفية متعددة للسماح بالدفع أو سحب الأموال بأمان.
إجراءات أسرع ورسوم مُنخَفضَة
تُزيل خدمات الصيرفة المفتوحة معوقات الدفع التقليدي والحاجة لإجراء الدفع عبر البطاقات والحوالات المصرفية. وفي الغالب يحتاج المستخدم فقط إلى تقديم تفاصيل بياناته المصرفية مسبقًا ومن ثم القيام بمعاملته وانتظار شركة العملات الرقمية للتأكد من توافق القيمة وإضافتها إلى محفظة المُستخدم. ولكن هذا الأمر يستغرق وقتًا وعلى المستهلك أيَضًا تحمل الرسوم العالية المرتبطة بالمعاملات ويمكن أيضًا أن تؤثر سلبًا على قيمة شراء الأصول الرقمية بسبب التقلبات التي تطرأ على الأسواق وعلى قيمة العملة من وقت الشراء إلى وقت دخولها في حساب المستخدم. ومع تبني خدمات الصيرفة المفتوحة أصبح الأمر أكثر مرونة وسلاسة من خلال تسريع العمليات في وقت فعلي وباستخدام خدمات بدء الدفع (PIS) وتوفير عملية شراء فورية للعملات المشفّرة. والذي من شأنه أن يُسهم في اغتنام فرص الاستثمار والاستفادة من الرسوم المنخفضة مع إمكانية التحويل مباشرةً من الحساب المصرفي للعميل إلى المستلم.
تعزيز الامتثال واعرف عميلك (KYC)
إن القدرة للتحقق من العميل من خلال خدمات واجهات برمجة التطبيقات المرتبطة بالصيرفة المفتوحة تُساعد في تسريع تفعيل التعاملات والامتثال مع المتطلبات التنظيمية. ويُمكن لتبادل العملات المشفّرة استخدام بيانات المعاملات للتحقق من مصدر الأموال الآتية والخارجة من وإلى المنصة إلى المنظمين. وأن تكون خدمات معلومات الحساب (AIS) المُفعلة من خلال خدمات الصيرفة المفتوحة مفيدة لجميع أصحاب المصلحة. كما يُمكن لحسابات العملاء المرتبطة أن توفر منصات مع رؤية واضحة وشاملة عن صافي ثرواتهم والتزاماتهم وسلوك إنفاقهم، واستخدام البيانات لاقتراح توصيات مخصصة لشراء الأصول وتداول الخيارات المتوفرة وإقراض العملات المشفّرة. فالدفعات المتكررة والمتغيرة (VRP) يمكن أيضا إعدادها بطريقة يقوم فيها العميل الموافقة على إيداع مبلغ محدد من المال على فترات منتظمة لأتمتة الاستثمارات في محفظة العملات المشفّرة الخاصة بهم.
دفعات أسرع
ويكمن الجزء الأهم في خارطة الطريق المستقبلي لتبني واعتماد العملات المشفرة في عمليات تسهيل المدفوعات. حيث يواجه مشغلي العملات الرقمية المشفرة تأخيرًا في العمليات بسبب حاجتهم للحصول على موافقة البنوك الخطية في كل مرة يرغب فيها العميل في صرف عملته الرقمية أو أصوله. ويمكن أن تكون الإجراءات البسيطة مثل عمليات السحب أو القيام بالحوالات إلى الحساب المصرفي النقدي مرهقة. وهنا يأتي دور مُزودي خدمات معلومات الحساب (AIS) من خلال التحقق بسلاسة وإعادة التحقق من حسابات العملاء الذي من شأنه أن يتيح عمليات أكثر سلاسة للتبادل وسرعة في التسويات في الحساب المصرفي للمستخدم.