استثمار المملكة العربية السعودية في صناعة السياحة بقيمة تريليون دولارًا أمريكيًا
يوضح هذا التقرير الخاص مستوى النمو في المملكة العربية السعودية ونمو قطاع السياحة بها بالتفصيل، بدءًا من اعتماد القطاع بشكلٍ حصري تقريبًا على السياحة الدينية فيما مضى، إلى فتح أبواب المملكة للزوار من جميع أنحاء العالم في عام 2019 من خلال الاستثمارات الكبرى في السياحة الترفيهية.
بقلم إريكا ماساكو ويلش، 18 مايو 2022
بالتعاون مع Lucidity Insights، نشرت مجلة Entrepreneur في الشرق الأوسط تقريرًا خاصًا برعاية الخطوط السعودية يحمل العنوان جلب العالم إلى المملكة العربية السعودية. ويغطي هذا التقرير الخاص رؤية المملكة العربية السعودية حول قطاع السياحة، وكيف ترى المملكة أن هذا هو القطاع الأكثر أهميةً للمساعدة في تحقيق رؤية 2030، وتنويع مصادر اقتصاد المملكة بعيدًا عن الاعتماد على النفط، وخلق وظائف جديدة، وخفض نسبة البطالة.
ويوضح هذا التقرير الخاص بالتفصيل التطور الذي يحدث في المملكة العربية السعودية وتطور قطاع السياحة بها من الاعتماد على السياحة الدينية وحدها تقريبًا في الماضي، إلى فتح أبوابها للسائحين من جميع أنحاء العالم في عام 2019 من خلال طرح الاستثمارات الكبرى في السياحة الترفيهية. فعلى الصعيد العالمي، تمثل السياحة 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما يعمل بها حوالي 8٪ من العمالة حول العالم. وتمثل السياحة الترفيهية 55٪ من جميع الأنشطة السياحية حول العالم، وعلى هذا النحو، فقد وعدت المملكة باستثمار مبلغًا وقدره تريليون دولارًا أمريكيًا إضافيًا في قطاع السياحة السعودي خلال العقد المقبل، إلى جانب المليارات التي استثمرتها فيه بالفعل في السنوات الخمس الماضية.
وعلى الرغم من أن جائحة كوفيد-19 أجبرت المملكة على تعديل تركيزها الاستراتيجي على السياحة الداخلية (شأنها شأن العديد من البلدان الأخرى حول العالم التي اضطرت إلى إغلاق حدودها)، فلم تُجري المملكة أي تعديلات على أهدافها ذات المدى الأطول لرؤية 2030؛ إذا كان هناك أي تغيير قد حدث، فهو أن المملكة أصبحت أكثر تفاؤلًا بشأن السرعة التي سينمو بها قطاع السياحة. واليوم، ازداد إلتزام المملكة العربية السعودية بصورة تفوق أي وقت مضى بتحقيق أهدافها السياحية لعام 2030، والتي تشمل استقبال 100 مليون زائر محلي ودولي سنويًا في المواقع السياحية في جميع أنحاء المملكة بحلول عام 2030. وبحلول عام 2030، تتوقع المملكة أن تساهم السياحة بما لا يقل عن 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، مما قد يعني أن تكون قيمة قطاع السياحة الاقتصادي حوالي 186 مليار دولار.
وأحدث التصريحات التي أدلى بها وزير السياحة السعودي، صاحب السعادة، أحمد الخطيب، يشير على ما يبدو إلى أن الهدف الجديد هو أن تصبح نسبة السياحة من الناتج المجلي 15٪، وهو ما يعني أن الاقتصاد السياحي سيدر أكثر من 279 مليار دولار كل عام. وفي حالة تحقيق هذا الهدف، سيكون ذلك إنجازًا هائلاً، حيث تُقدر التقييمات التي أجريت لعام 2016 أن الأعمال التجارية والترفيهية وزيارة الأصدقاء والأقارب والسياحة الدينية في المملكة العربية السعودية تساهم بمقدار 3 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. وفي عام 2021، عندما بدأ العالم أخيرًا في التعافي من تبعات الجائحة، أشار الخطيب إلى أن قطاع السياحة في المملكة يسير على الطريق الصحيح لتحقيق 4٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
ويعرض هذا التقرير الخاص الذي طرحته مجلة Entrepreneur في الشرق الأوسط قصة متعددة المستويات حول الطريقة التي ساعد بها الانفتاح على السياحة العالمية المملكة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والثروة إلى جانب مساعدة المملكة في أن تصبح مكانًا رائعًا للعيش والعمل واللعب، مع توفير مليون فرصة عمل مباشرة للشباب السعودي. في الواقع، من المرجو أن تخلق المشاريع التسعة الضخمة والمشاريع العملاقة التي تم الإعلان عنها بين عامي 2016 و2020 وحدهما 600 ألف فرصة عمل جديدة. كما يعرض التقرير تفاصيل المساهمين الرئيسيين الذين يساعدون في تحقيق هذه الرؤية الجديدة للمملكة العربية السعودية، بما في ذلك الناقل الوطني، المملكة العربية السعودية، وكذلك وزارة السياحة والهيئة العامة للسياحة والشركة السعودية للسيارات الرياضية.
كما يسلط التقرير الضوء على مختلف مشاريع السياحة الترفيهية التي لا تزال قيد التطوير في المملكة على مدى السنوات الخمس الماضية، ويوضح التقدم الذي تحقق في مشاريع التنمية السياحية الرئيسية في جميع أنحاء المملكة. ويشمل كذلك ملاحظات حول تأكيد المملكة على تطوير فعاليات المغامرات والعطلات الثقافية في أماكن مثل المرتفعات في المملكة العربية السعودية في منطقة جنوب غرب منطقة عسير، أو “جراند كانيون” الشبيه بنظيره الذي أدرجته اليونسكو كموقع تراث عالمي في الحجر في العُلا الذي يقع في شمال غرب المملكة. كما يؤكد التقرير الخاص أهمية تطوير صناعة الترفيه والرياضة في المملكة، وكلاهما لا يزال في مراحلهما الأولى، ولكن من المتوقع أن يكون لهما مسار مشابه لقطاع السياحة الترفيهية في المملكة. ويتضمن كذلك مقابلة مع الرئيس التنفيذي للشركة السعودية لرياضة السيارات لتوضيح أهمية سباق الجائزة الكبرى للفورمولا وان في المملكة العربية السعودية، إلى جانب العديد من فعاليات رياضة السيارات الأخرى التي تستضيفها المملكة لتعزيز السياحة.
وفي نهاية المطاف، هذه قصة نهضة تسرد الطموح والإرث للمملكة العربية السعودية. فمع استثمار المملكة العربية السعودية لأكثر من 1.5 تريليون دولار في المشاريع السياحية في جميع أنحاء البلاد، أصبح من الواضح كيف تستخدم المملكة السياحة بصورة استراتيجية بوصفها واحدةً من ركائز رؤية 2030. وتتوقع المملكة العربية السعودية أن تساعد السياحة البلاد على تنويع مصادر اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد غير الصحي على النفط؛ حيث تستخدم قطاع السياحة كوسيلة لفتح البلاد للترحيب بالأجانب، والاستثمار في البنية التحتية والمدن، وحتى لخلق المزيد من المناطق الريفية. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تساهم السياحة بشكل كبير في خفض نسبة البطالة، وتوفير وظائف جديدة ليس فقط في قطاع السياحة، ولكن في القطاعات ذات الصلة مثل البناء والنقل والخدمات اللوجستية وإدارة الأحداث والرياضة والترفيه.
لمعرفة المزيد حول كيفية قيام المملكة “بجلب العالم إلى السعودية”، اطلع على التقرير بنفسك عن طريق تحميله من هنا.