خاص – entrepreneuralarabiya
تتفوق الإمارات في تطور بيئات العمل على غيرها حتى من الدول ذات الاقتصاديات المتقدمة، خاصة في غنى خبرات المدراء التنفيذيين الذين تتنوع جنسياتهم وثقافاتهم، حيث وجد تقرير الطريق إلى القمة لعام 2021 بأن 42٪ من الرؤساء التنفيذيين في الإمارات العربية المتحدة هم من غير المواطنين، مقارنةً بـ 24٪ على مستوى العالم، وهذا ماجعل الشركات الإماراتيه أكثر ابتكارا وقدرة على النمو.
في هذا اللقاء يتحدث آلان دنيو، رئيس قسم الرؤساء التنفيذيين ورؤساء مجلس الإدارة لدى شركة «هايدرك آند ستراغلز» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن أهمية التنوع على مستوى المدراء التنفيذيين في دولة الإمارات ونتائج ذلك على عوائد الشركات..
- كيف تغيرت توقعات الرؤساء التنفيذيين لتعكس الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية الحالية للخدمات والمنتجات الرقمية والتكنولوجيا؟
كشفت أحدث الدراسات والتقارير التي أعدتها شركة “هايدريك آند ستراغلز” أن القادة المستعدين للمستقبل لديهم أسبقية وتفوق على أقرانهم من خلال أربع قدرات أساسية: وهي القيادة المؤثرة و التنفيذية و خلق تفكير جديد في طبيعة العمل بالإضافة إلى تعزيز مفهوم عقلية الملكية التي تدفع المسؤول إلى اتخاذ قرارات بناءة و فاعلة.
وكون الشركات تتطلع إلى النمو بعد الجائحة، لم يعد بإمكانها الاعتماد على مخطط محدد للتنقل في عالم تكون فيه التغييرات التكنولوجية والقضايا الاجتماعية ورفاهية الموظفين مجرد عدد قليل من المخاوف التي تواجه القادة. فمع توسع دور الرئيس التنفيذي يجب عليهم معالجة قضايا مثل التحول الرقمي مع موازنة الاهتمامات البيئية وتحقيق الاستدامة، كما تستفيد الشركات من خلال وضع قيمة أكبر من أي وقت مضى على القدرات المذكورة أعلاه، سواءً عند تقييم الرؤساء التنفيذيين الحاليين أو عندما يبحثون عن آخرين في المستقبل.
هذا يعني أن الرؤساء التنفيذيين اليوم بحاجة أكثر إلى المرونة و قابلة التكيَّف، خاصةً أن الجائحة لم تنتهِ بعد. فامتلاك عقلية التفكير خارج الصندوق أمر لا بد منه للرؤساء التنفيذيين في المستقبل، كونه أمر ضروري لإلهام موظفيهم ودفع عجلة الابتكار.
- هل تختلف قيادة الرؤساء التنفيذيين وصنع القرار في دولة الإمارات ثقافياً عن نظرائهم الغربيين؟
تختلف التركيبة السكانية للقادة في الشركات الإماراتية عن تلك الموجودة في جميع أنحاء العالم. حيث وجد تقرير الطريق إلى القمة لعام 2021 بأن 42٪ من الرؤساء التنفيذيين في الإمارات العربية المتحدة هم من غير المواطنين، مقارنةً بـ 24٪ على مستوى العالم؛ ما يبين حقيقة أن عدداً كبيراً من الشركات لا تزال تعتمد على المواهب الأجنبية الماهرة لملء المناصب العليا في الشركات. و أظهر التقرير أيضاً أن الشركات الإماراتية تعين المزيد من الرؤساء التنفيذيين الأجانب بنسبة بلغت 44٪ بالمقارنة مع 30٪ من نظرائها على مستوى العالم.
مع وضع هذه الاتجاهات في الاعتبار، يجب على الشركات الإماراتية التركيز بشكل أكبر على إعادة تأهيل المواهب المحلية وبناء مجموعة قوية من القادة المحليين من أجل تخطيط عمليات التعاقب الوظيفي. ونحن في شركة “هايدريك آند ستراغلز”، نشهد بالفعل أن هذه العملية قائمة في الشركات الإماراتية ما يؤكد تقدمها نحو الاتجاه الصحيح بما يخدم هذه المسألة.
- كيف يؤثر التنوع في التعيينات الجديدة على المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
تشكل النساء ما نسبته 52.05٪ من القوة العاملة في دولة الإمارات العربية المتحدة بناءً على أحدث الأرقام الصادرة عن البنك الدولي، ولكن هذه التركيبة السكانية لا تشكل سوى 5٪ من الرؤساء التنفيذيين في الإمارات العربية المتحدة اليوم؛ لذلك هناك حاجة ملحة لإظهار فرصة كبيرة تخدم زيادة التنوع بين الجنسين في المناصب العليا.
تظهر التغييرات في مجالس الإدارة في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط بصورة بطيئة، لكننا رأينا مؤخراً مدى طموح أعضاء مجلس الإدارة في الدفع نحو التغيير. فالطريقة التي نعمل بها تتطور بشكلٍ دائم و ساهمت الجائحة بتسريع هذه التغييرات الجذرية في مشهد الأعمال. والجدير بالذكر أنه في أوقات الأزمات، يمكن للتنوع الجنسي والثقافي أن يحدث فرقاً كبيراً في المؤسسة، وذلك من خلال الوصول إلى وجهات نظر وتجارب وخبرات متنوعة من أفراد مختلفين، الأمر الذي يعزز مكانة الابتكار و خلق أفكار جديدة في الشركات، فضلاً عن اتخاذ قرارات عمل أفضل.
- ما هي نسبة المقيمين الذين يشغلون مناصب عليا في مجالس إدارة الشركات؟
تعتبر الإمارات سوقاً فريدة من نوعها لأن 42٪ من الرؤساء التنفيذيين هم من غير المواطنين، مقارنةً بـ 24٪ على مستوى العالم. مما يؤكد مكانة الإمارات بأنها مركز جذب للأعمال، ولكنها بذات الوقت تسلط الضوء على أهمية رعاية ودعم مجموعة المواهب المحلية لشغل مناصب عليا في هذه الشركات.
ومن أجل تعزيز مكانة السوق العالمية، سيكون من المثالي إنشاء قوة عاملة متوازنة تضم كلاً من المواطنين والمواهب الأجنبية. في حين أن التجانس سيحد من الإبداع والابتكار، فإن مجموعة متنوعة من المواهب ستمكّن المؤسسات في الإمارات العربية المتحدة من تقديم خدمة أفضل للعملاء الدوليين، وطرح رؤى قيمة حول الفروق الثقافية الفريدة وطرق ممارسة الأعمال التجارية.
وكون الإمارات العربية المتحدة تعد بالفعل سوقاً جاذباً للخبراء وأصحاب المهارات الدولية، ينبغي زيادة الاستثمارات لتعزيز المهارات المحلية، من خلال تنفيذ برامج تحسين المهارات أو إعادة تشكيلها. كما يؤدي هذا أيضاً إلى وضع الشركات التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقراً لها على طريق النجاح من أجل تحقيق تقدم ونمو على المستوى الدولي.
- كيف تساهم القوانين الإماراتية الجديدة في تسهيل إجراءات التعيين؟
سهلت قوانين دولة الإمارات العربية المتحدة تحقيق المزيد من التنوع وتكافؤ الفرص في عمليات التعيين الجديدة. فأصبح من الممكن أن تتشارك النساء مع الرجال نفس المناصب ويتم توزيعها بالتساوي بينهم في مجالس إدارة الشركات، و من غير القانوني أن يعمل الموظفون أكثر من خمس ساعات متتالية دون أخذ استراحة لمدة ساعة على الأقل. تساعد كل هذه التغييرات في تعزيز بيئات العمل الشاملة التي تضع رفاهية الموظف ضمن أولوياتها.
بينما تدفع الحكومة نحو المزيد من الشمولية ورفاهية الموظفين عبر الشركات، فإن القيادة الصحيحة ستكون حاسمة في تعزيز الثقافة. ويعد التنظيم الخطوة المهمة نحو نجاح أي مؤسسة إلا أن ثقافة الشركة والعمل يتم تحديدها من قبل مجلس قيادتها.
ومع ذلك، من المهم ألا نوظف مجموعة متنوعة من الأشخاص لمجرد ملئ الأماكن الشاغرة. يجب على المرء أولاً وقبل كل شيء أن يؤمن بأن التنوع في الشركة يحقق فوائد مفيدة كزيادة الحلول المبتكرة التي تحسن النتائج النهائية مع التزام المنظمات بوضع أسس وأطر واضحة للمساءلة. خطوات العمل هذه لن تساعد المجالس على إحراز تقدم في الجانب التنظيمي فحسب، بل ستساعدهم أيضاً على تعزيز سمعة ومكانة الشركة بالإضافة إلى تحسين عمليات التوظيف المستقبلية.