بقلم ديف جاريت، أبريل 2022
معالجة المشكلات بصورة صحيحة والتوصل إلى الحلول المناسبة هي أمور تتطلب تنفيذ ممارسات التفكير التصميمي.
هل تتذكر عندما كانت أمازون أكبر شركة لبيع الكتب في العالم؟ حسنًا، بعد توسيع نطاق منتجاتها لتشمل كل شيء وتحسين عملية الوفاء بالوعود والتسليم في أواخر التسعينيات، أصبحت أمازون أكبر شركة بيع بالتجزئة في العالم.
قد لا تدرك أيضًا أن لعبة الأطفال، بلاي دوه، بدأت طريقها في السوق التجارية في الثلاثينيات كأداة لإزالة بقايا الفحم من ورق الحائط. وهو ما أعتبره تحول محوريّ ناجح آخر.
وفي حين أن البعض قد يرى أن هذه التطورات كانت جليةً، إلا أن ما يتم تجاهله غالبًا هو البحث التفصيلي والتخطيط المضني والعمل الشاق الذي يحدث خلف الكواليس والذي يؤدي في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار محوريّ وتنفيذه. وفي كل حالة من الحالات، لا يمكن تحقيق هذه التغييرات التحويلية دون طرح كافة الأسئلة الصحيحة سلفًا.
حيث يتطلب طرح الأسئلة الصحيحة بناء فريق متنوع وعالي الكفاءة واستخدام واحدة من أكثر التقنيات حيويةً لإدارة أي مشروع: التفكير التصميمي.
قوة التغيير المحوريّ
لطالما كان مفهوم التفكير التصميمي عنصرًا رئيسيًا في مجال الأعمال على مر عقود من الزمن، إلا أنه اكتسب شهرة ذائعة الصيت في السنوات الأخيرة باعتباره أسلوبًا قويًا للمؤسسات لتقديم حلول مبتكرة ترضي العملاء. حيث أنه يرشدهم إلى الحقيقة بسرعة وبصورة نأمل أن تكون أسرع من المنافسين.
ويرى العديد من رواد الأعمال الناجحين أن الوقت هو أكثر مواردهم قيمةً. وهذا صحيح بالفعل – ففي بيئة الأعمال التجارية التي تتسم بالتنافسية الشديدة في الوقت الراهن، يعد وقت الوصول إلى السوق أمرًا بالغ الأهمية. كما أن “الوضع الطبيعي الجديد” للأعمال التجارية هو أن “غير الطبيعي على الإطلاق” يجب أن يكون ما يُرشدنا؛ فحالة السوق تتغير باستمرار. وبالتالي، يجب معالجة مشاكل العمل على الفور، ويوفر التفكير التصميمي عملية مُجربة جيدًا لحل هذه الألغاز، بشكل عملي وإبداعي.
إذا كنت ترغب في تطبيق التفكير التصميمي على عملية التخطيط الاستراتيجي لديك، فإليك بعض الاعتبارات الأساسية لتبدأ:
عناصر ذات صلة: كيف يدعم التفكير التصميمي طريقة تفكير ريادة الأعمال
هل يتوافق عرض القيمة الخاص بك مع حاجة العميل “الضرورية”؟
هل تنتج المنتج أو الخدمة التي تريدها أو التي كنت تقدمتها ببساطة من قبل؟ أو تقدم الخدمة التي تطلبها قاعدة عملائك المستهدفين؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست على طريق النجاح المستدام (أو المتنامي).
تحديد وفهم أهم عميل لديك. إذا كانت لديك مجموعة من أهم العملاء، فركز معظم انتباهك على شريحة منهم. تعرف على سبب شرائهم لمنتجك، وما الذي يرغبون في دفعه، وما القيمة التي يرونها في المنتج ومتى سيرون ذلك (المعروف أيضًا باسم “حافز الشراء”). حيث أن التحليل والتفكير التصميمي الجاد يمنحانك رؤىّ لتحديد المؤشرات الرائدة (أو المتأخرة) التي تُحفز قرارات الشراء.
هل جمعت فريقًا متنوعًا لديه الخبرات ووجهات النظر لتحديد جميع التحديات والفرص ذات الصلة؟
هنا، أنت تبحث عن تنوع في الفكر والمنظور – الأشخاص الذين يُطبقون “أنماطًا” مختلفة تمامًا على مشاكل متشابهة. هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستنتقل بها من الإجابة على أسئلة بسيطة نسبيًا (“هل ننتج المنتج المناسب للعميل؟”) إلى أسئلة أكثر أهمية وربما محورية (“هل نتعامل بالفعل مع العميل المناسب؟”).
ومع ظهور أفكار جديدة، سيساعدك التفكير التصميمي على تحديد وصقل فرضياتك بحيث يمكن اختبارها، وفي نهاية المطاف، فإن التحقق من جدارتها بوصفها أفضل إجابة في الوقت الحالي. وفي بيئة اليوم غير العادية، لا يتعلق الأمر بالحل طويل الأمد؛ بل يتعلق بتوفير تدفق مرن من الإجابات التي ترتبط ببعضها بعضًا وتقدم نجاحًا طويل المدى.
استفِد من أشخاص تغلبوا على الحواجز أو العوائق من قبل لدعم فريقك بعمق وقوة بخبرتهم من هذه التجارب. حيث أن خبرتهم وحدسهم أمران قيّمان ونأمل أن تكمل خبراتك في رحلتك للوصول إلى أفضل حل.
عناصر ذات صلة: كيف يجلب توظيف فريق متنوع المزيد من الإبداع والمشاركة في عملك
هل يمكنك تقبل الغموض؟
يحتاج رواد الأعمال اليوم إلى مرونة المسوقين عبر الهاتف بالأمس. فعليك أن تعرف سلفًا أن حياتك خاضعة إلى “التعلم المنظم من خلال الفشل”، مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق النجاح. إذا كنت لا تعتبر الفشل بمثابة تعلم، فلن تكون قادرًا على الحفاظ على نجاحك طويلًا.
لقد ولّت منذ زمن طويل أيام التخطيط لجداول العمل، سواء كان ذلك سنويًا أو ربع سنويًا. ففي بيئة الأعمال اليوم، يجب أن يُعيد رواد الأعمال تحديد أهدافهم باستمرار. لحسن الحظ، يمكن أن يساعد التفكير التصميمي الأفراد الذين يخاطرون ببدء شيء ما من الألف إلى الياء على اتخاذ قرارات استنادًا على حقائق وبيانات غير كاملة.
إذا انتظرت حتى تجد الحل “المثالي”، فلن تحصل على الإجابة أبدًا، ولن يتطور عملك أبدًا. لهذا السبب من المهم للغاية العمل مع مجموعة متنوعة من أعضاء الفريق بشكل تعاونيّ للكشف عن مجموعة أوسع من الخيارات المحورية. ومع وجود فريق متنوع، ستزيد قدرتك على الانتفاع بصورةٍ أفضل من البيانات المتوفرة لديك ثم فحص خياراتك من كل زاوية ممكنة.
عناصر ذات صلة: التفكير التصميمي ليس عملية، بل طريقة تفكير
هل أنت على استعداد “للتقديم وإعادة البناء والعرض وإعادة البناء مرة أخرى؟”
من المهم أن يكون لديك آراء قوية، وأن تمتع بقدرٍ كافٍ من المرونة للموائمة. فالآراء القوية تساعدك على المضي قدما. ويتيح لك الحفاظ على هذه المرونة القدرة على إجراء تغييرات محورية مع تغير الحقائق على أرض الواقع. فالتفكير التصميمي ليس مشروعًا فرديًا. فأنت تبحث عن الإجابة الصحيحة لبيئة اليوم؛ ومن غير المحتمل أن تكون هذه هي الإجابة الصحيحة إلى الأبد. لذا، يجب عليك إجراء ممارسات وتحليلات مرارًا وتكرارًا؛ وتوظيف سُبل التفكير التصميمي مرة تلو الأخرى عن طريق طرح الأسئلة الصحيحة والإجابة عليها من خلال إعادة التفكير واعتمادًا على التجارب. فالزمن يتغير، ويجب أن يتواءم عملك مع ذلك. التفكير التصميمي طريقة مؤكدة لتقليل احتمالية اندثار عملك.
فمرونة مهارات التفكير التصميمي الخاصة بك وإدراجها في عملية التخطيط الاستراتيجي تمنحك أدوات لإعادة تعريف طريقة عملك. وفقط من خلال التأكد من طرح الأسئلة الصحيحة، يمكنك استهداف التحديات الصحيحة والوصول إلى الحلول الصحيحة لتعزيز القيمة التي تقدمها لعملائك.
إستراتيجيات العمل ونصائح ريادة الأعمال والقصص الملهمة كلها من مكان واحد. اكتشف مكتبة مجلة رواد الأعمال الجديدة.