بقلم: “بن باربر”، المدير العام والرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة “إكس إيه” (XA)
مع عودة الأمور تدريجياً إلى أوضاع ما قبل الجائحة، فإن السؤال “كيف تمكنت من تخطي تحديات العام 2020؟” لا يزال يُطرح بشكل كبير. وبصرف النظر عما إذا كان الناس قد عادوا لممارسة نمط حياتهم الاعتيادي أم غير ذلك، فمن المؤكد بأن سياراتهم بحاجة إلى العناية، سواء كانوا يقودونها أم لا. ولهذا السبب، في أعقاب الفترة الصعبة التي مر بها الجميع في البداية، يشعر الناس بالفضول لمعرفة الاتجاهات التي ستشكل ملامح قطاع السيارات في عام 2022. ستحتاج مئات الآلاف من السيارات الجديدة والمستعملة إلى التحديث والإصلاح والخدمة والصيانة، سواء في الأسواق التقليدية والمتنامية، ولذلك فإن الاتجاهات التالية قد تشكل عنصراً مهماً وحاسماً في تحديد نجاحك في حال كنت تعمل في قطاع السيارات.
صعود الذكاء الاصطناعي
تشير الاستثمارات في التكنولوجيا إلى اهتمام قطاع السيارات القوي بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويتعدّى ذلك قدرات القيادة الذاتية إلى أنظمة مساعدة السائق المتقدمة (ADAS) ، والحوسبة المتطورة، والتعرف على الصوت، وغيرها من التقنيات.
ويطبق قطاع السيارات تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة قيادة أفضل للعملاء، وكذلك في إصلاح السيارات التي تعرضت لحادث اصطدام. على سبيل المثال، عند وقوع حادث، يتمكن المستخدمون من تحميل الصور على التطبيق، والذي بدوره يقوم بتقييم الأضرار، وتأمين عروض أسعار متعددة من شركات التأمين ذات الصلة، وخيارات ورش الإصلاح المتاحة، وخاصية الجدولة بحيث يمكن للأشخاص حجز موعد الإصلاح.
تتطلع أجيال الألفية (مواليد من 1980 إلى 2000) وأجيال ما بعد الألفية (مواليد ما بعد العام 2000) إلى تجربة سريعة وسلسة ومرنة في عالم السيارات، مما يعني أنه ينبغي على صانعي السيارات التقليديين التكيف مع المستجدات المتغيرة أو تحمل مخاطر الخسارة.
تسريع وتيرة التحول الرقمي
لا يوجد قطاع شهد تطورات تكنولوجية كبيرة أكثر من قطاع السيارات على مدى السنوات العشر الماضية، ومن أبرز التغيرات التي عرفها القطاع السيارات الكهربائية والقيادة الذاتية ومكافحة التلوث والاقتصاد التشاركي وتجارة السيارات على المواقع الالكترونية واحتياجات المستهلكين المتغيرة. ولتحقيق النجاح في عام 2022، ينبغي أن يكون قطاع السيارات سباقاً ويعمل وفق نظرة مستقبلية، وبأن يستثمر في أحدث الأدوات والمعدات والتكنولوجيا وأكثرها فعالية، وبأن يضمن تدريب فنيي الخدمة لديه على النحو الأمثل.
تحسين تجربة العملاء
أصبح شائعا اليوم شراء السيارات عبر الإنترنت أكثر من السنوات السابقة. ولايزال المشترون يفضلون استخدام الإنترنت بعد الإغلاق الناتج عن كوفيد 19 والذي تسبب في إغلاق متاجر بيع السيارات بشكل مؤقت. هناك ما يقرب من 60٪ من مشتري السيارات المحتملين الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً يفضلون شراء سياراتهم عبر الإنترنت.
وفي أعقاب التحول الرقمي لتجربة الشراء، تحول قطاع السيارات من التركيز على أنشطة المركبات إلى أعمال قطع الغيار وخدمات ما بعد البيع. كما يُعد تبني هذه الطريقة الجديدة للتسوق أمرًا بالغ الأهمية لنجاح قطاع السيارات وقدرته على مواكبة التغيرات المستجدة في المستقبل. ينبغي على قطاع السيارات أن يقوم بتطوير معرفته لآلية للتواصل مع المستهلك وفهم سلوكه، حتى يتمكن من تعزيز عمله في ظل عالم قائم على التكنولوجيا الرقمية في المقام الأول.
وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، طرأ تغير كبير على توقعات العملاء، كما تسببت أزمة الوباء الحالية في تسريع هذا التغيّر إلى حد بعيد. وفي إطار عملية شراء السيارات، يتوقع العملاء التواصل رقميًا مع قناة البيع بالتجزئة، بل إنهم يتطلعون للتعامل مع قناة رقمية موثوقة لتلبية احتياجات شراء السيارات الخاصة بهم. وتشكل قطع الغيار والإكسسوارات فئة ثانية تكتسب شعبية متنامية على الإنترنت، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى التجار الذين يشترون قطع وإكسسوارات ما بعد البيع (غير المصنعة من قبل الشركة الأصلية) لإعادة بيعها. لقد أثبت عام 2021 مدى السرعة التي يمكن أن تتطور بها عملية الشراء التي يجريها العملاء. كما ينبغي على قطاع السيارات أن يلتقي بالعملاء أينما يتواجدون، وبأن يتبنى طريقة التسوق الجديدة. وفي حال لم يتمكن مصنعو المعدات الأصلية والموزعون والتجار من مواكبة سلوكيات الشراء لدى العميل، فقد يتعذر عليهم اللحاق بالركب.
إن انعدام الثقة بشأن التجارة الإلكترونية والاعتماد على السوق الرقمية ينبع من فرضية أساسية متأصلة في الطبيعة البشرية، وهي أن خوفنا من المجهول يعيق تقدمنا نحو تبني عمليات أكثر سهولة ووضوحا.
ومع ذلك، فإن الجيل الجديد يفضل على نحو متزايد التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت. وهذا ما يفسر أن أجيال ما بعد الألفية (مواليد ما بعد العام 2000) يعكس هذا الاتجاه، لأنهم ليسوا ضد تأسيس علاقات تواصل وطيدة مع المجتمع، بل إنهم في الواقع مواطنون رقميون واجتماعيون. ولذلك، قد يكون إشراك هذا الجيل في الخطط المستقبلية من أحد العناصر الأساسية لإعادة قطاع السيارات إلى مجده السابق.