بقلم غيرهارد هارتمان، نائب رئيس قطاع الأعمال المتوسطة لشركة سايج أفريقيا والشرق الأوسط
تكافح الشركات المحلية في جميع أنحاء العالم للاحتفاظ بأفضل مواهبها في المجالات التي تتطلب المهارات النادرة كالتمويل والتكنولوجيا والإدارة والهندسة.
فما الذي سيقنع شخصًا ما بالبقاء إذا عُرض عليه عمل آخر فيه فرص تطوير مهني مماثلة وبنفس مستوى الأجر؟ تتعلق المكونات السحرية بالروابط البشرية في الشركة، ومرونة مكان العمل، وانسجام الموظف مع غاية الشركة وثقافتها.
وقد تساعدك هذه النصائح العملية السبعة في تلبية هذه الاحتياجات وتحسين التواصل مع الموظفين والاحتفاظ بهم:
- إتاحة ترتيبات عمل مرنة حقًا: نتبنى في سايج ما نسميه العمل البشري المرن- أي المرونة في اختيار العمل من المكتب أو المنزل أو كليهما؛ وفي تحديد مكان عملك، بما في ذلك بلد أو مدينة مختلفة؛ وفي اختيار ترتيبات عمل متغيرة أو مكثفة أو بدوام جزئي. وعلى الرغم من أن كل شركة لا تستطيع أن تقدم لجميع الموظفين مرونة كاملة، فإن تقديم خيارات واقعية أمر مهم للاحتفاظ بهم، لا سيما بين الموهوبين من الشباب- فاجعل هذا منسجماً مع رؤية شركتك.
- تعزيز الروابط البشرية الحقيقية: ستكون أماكن العمل ذات المستويات الأعلى من الارتباط البشري أكثر نجاحًا في الاحتفاظ بالموظفين. وتشمل طرق تعزيز العلاقات تشجيع العمل الجماعي من خلال منح الجميع فرصة المساهمة والجمع بين الموظفين والموجهين لتوضيح الأمور لهم.
- خلق الشعور بالغاية والانتماء: تتميز الشركات المرتكزة على الغاية بقدرتها على الاحتفاظ بالموظفين. وتهتم هذه الشركات بحلّ مشاكل العملاء وخدمة المجتمعات متجاوزة الاهتمام بالأهداف المالية للربع السنوي القادم.
- التركيز على الصحة النفسية والجسدية: لقد تجدد تقدير الموظفين للصحة النفسية والجسدية. وتستطيع الشركات التي تدعمهم ببرامج صحية مدروسة أن تكتسب ميزة في الاحتفاظ بالموظفين. وتتمثل إحدى الطرق الأساسية لإظهار اهتمام الشركة بالصحة النفسية والجسدية في احترام احتياجات الأفراد للإجازات وعطلات نهاية الأسبوع وساعات العمل المعقولة التي تستند إلى ما تم الاتفاق عليه في العقد.
- الإصغاء إلى الموظفين: لا بد أن يكون التواصل متبادلاً من كلا الطرفين- يجب على الشركات الاستماع إلى الموظفين وأخذ ملاحظاتهم على محمل الجد. ويشمل ذلك إجراء نقاش غير رسمي بين الموظفين والقادة وبرامج رسمية مثل استطلاعات رأي الموظفين ومراجعات الأداء. ومن المهم أن يشعر الموظفون أن بوسعهم إبداء الملاحظات والأفكار وحتى النقد.
- إبداء التقدير: لشكر الموظفين على عملهم الجاد والتزامهم أثر بالغ الأهمية. فالمكافآت المالية مثل العلاوات موضع ترحيب بلا شك، لكن التكريم العام ومنح الإجازات هي أيضًا طرق إضافية لإظهار تقديرك للموظفين.
- تخصيص العروض: يمكن لأقسام الموارد البشرية الاستفادة من البيانات في فهم سلوك ومتطلبات الموظفين بشكل أفضل. ويمكن أن يساعدها ذلك في إنشاء عروض قيمة مخصصة للموظفين ابتداء بالآباء العازبين وانتهاء بالشباب الطموحين.
- تسخير التكنولوجيا في تحسين التجارب: تسهم التكنولوجيا السحابية من حيث الانسيابية وانخفاض التكلفة في مساعدة الشركات على تنفيذ حلول الموارد البشرية الحديثة. ويتيح ذلك للموارد البشرية التركيز على تقديم تجارب وعروص رائعة للموظفين بدلاً من المهام الإدارية. ويوفر نظام الموارد البشرية القائم على السحابة أيضًا ميزات الخدمة الذاتية الرقمية واتصالات الموظفين التي تعمل على تحسين تجربة الموظف.
الاحتفاظ بالموظفين: ميزة تنافسية
قد تكون تكاليف الاستبدال الكثير للموظفين في الشركات مرتفعة. إذ تشير “غالوب” إلى أن تكلفة استبدال الموظف تتراوح من نصف إلى ضعف راتبه السنوي. وبالإضافة إلى تكاليف تعيين الموظفين الجدد وتدريبهم، قد يؤدي معدل الاستبدال المرتفع إلى الإضرار بمعنويات القوى العاملة وتجربة العملاء.
وقد يفكر الموظفون الآخرون فيما إذا كان عليهم أيضًا البحث عن وظائف جديدة أو قد يشعرون بالاستياء إذا طُلب منهم ملء وظائف من غادر من زملائهم. وربما يبقى أولئك الذين لا يستطيعون تأمين وظائف أخرى في ظل المناخ الاقتصادي الحالي ولكن احساسهم بانعدام الرضا والرغبة في الالتزام سيزداد في حياتهم المهنية. وهذا بدوره يؤثر على جودة عملهم وإنتاجيتهم وارتباطهم بالعملاء.
على الجانب الآخر، تشكل القوة العاملة الملتزمة والراضية ميزة تنافسية مهمة. إذ تظهر الأبحاث أن أداء الموظفين الملتزمين والفاعلين في العمل أفضل بنسبة 20٪ وأن احتمال مغادرتهم للشركة الحالية أقل بنسبة 87٪. وليس تحقيق هذا المستوى من المشاركة بالأمر السهل، ولكن المكافآت ستعوض الجهود المبذولة.