تم قبول شركة Axis الناشئة التي أسسها القرقاوي في مجموعة بدء التشغيل الشتوية لعام 2022 لبرنامج تسريع الأعمال واي كومبينيتور ذائع الصيت عالميًا.
كتب بواسطة تمارا بوبيك مارس 2022
بغض النظر عن الإثارة، قد يكون السعي وراء فرصة عمل في مدينة جديدة دون شبكة معارف تقريبًا ومع معرفة محدودة فحسب بأعمالها الداخلية أمرًا مربكًا للغاية. ومع ذلك، أراد مشعل القرقاوي، مؤسس شركة Axis، وهي منصة مؤسسية مقرها في نيويورك تستهدف الحصول على معلومات دقيقة وفورية عن البلدان والصناعات، بدء رحلته الريادية بهذه الطريقة تحديدًا.
ذكر القرقاوي: “بالنسبة لي شخصيًا، فقد انتقلت إلى نيويورك، لأنني أردت بناء شركة Axis دون أي مزايا معينة قد أكون أتلقاها نظرًا لكوني إماراتي يعيش في دبي. لقد كان اختيارًا شخصيًا للغاية أن أُجرب بناء هذا النشاط التجاري في أكبر مدينة في العالم، مع القليل من المعارف ومع عدم وجود أي مزايا لي عن غيري.” والآن، بعد أن تم قبول شركة Axis في مجموعة بدء التشغيل الشتوية لعام 2022 في برنامج التسريع واي كومبينيتور (YC) ذائع الصيت عالميًا، يستعد القرقاوي حاليًا لتقديم شركته الناشئة في يوم العرض الموافق 29 مارس أمام جمهور من المدعوين فقط، والذي يضم 1500 مستثمرًا فضلاً عن وسائل الإعلام، ومن المناسب أن نذكر إن الانتقال إلى نيويورك كان خيارًا صائبًا. وبحسبما ذكر “برنامج واي كومبينيتور فهي مكان خاص جدًا، لأنها تمثل مجتمعًا داعمًا للغاية ومنفتح. والنصيحة الوحيدة التي يمكنني تقديمها حقًا لرواد الأعمال الآخرين هي أن واي كومبينيتور “YC” يبحث عن أشخاص لديهم اقتناع قوي ورؤى يمكنهم الدفاع عنها. وفي شركة Axis، نتطلع إلى زيادة مدة الجولة الأولية وقضاء العامين المقبلين في مواصلة تحسين منتجنا، وبناء بعض الميزات الرئيسية، وتوسيع نطاق التغطية ليضم العديد من الأسواق والبلدان”.
بدأ القرقاوي، الذي وُلد في دبي، مسيرته المهنية عام 2005 بوصفه محللًا في بنك إتش إس بي سي والبنك الألماني “Deutsche Bank”، وذلك بعد أن حصل على درجة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية في دبي وماجستير في التمويل الدولي من واحة صوفيا أنتيبوليس للعلوم في فرنسا. وبعد مضي بضع سنوات، انضم إلى شركة مواد البناء التي تملكها عائلته وأصبح في النهاية الرئيس التنفيذي لها. وأضاف: “لقد بدأت العمل كمصرفي استثماري، لكن مسيرتي المهنية توقفت عندما انخرطت في شركة العائلة، ووجدت خلالها وقتًا لكتابة مقالات في الصحف المحلية. ومن ثمّ، استمتعت بالكتابة وسرعان ما وجدت جمهورًا لمقالاتي حول الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية المتعلقة بدبي. ووسعت نطاق اهتمامي ليشمل الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي، وفي النهاية الشرق الأوسط. وبحلول عام 2010، كان من الواضح لي أنني أريد تنفيذ ذلك بطريقة أكثر تنظيمًا، لذلك قمت بتأسيس معهد دلما، وهو مؤسسة استشارية تتناول المخاطر السياسية في أبو ظبي، والذي واصلت إدارته حتى عام 2017.
ويرى القرقاوي أن البحث والكتابة أمور يجب أن تسبق الانخراط في أي مشروع ريادي، حيث ساهمت هذه العادة بالتأكيد في إطلاقه لأعماله، ليس فيما يتعلق بمعهد دلما فحسب، ولكن أيضًا لإطلاق شركته الناشئة الحالية، Axis. وأفاد: “من الصعب جدًا بناء شركة ناشئة إذا لم تكن فضوليًا. فالمؤسسون ليسوا موسيقيين، بل منسقو أغاني، حيث يتناولون ما يبدو على أنه رؤى وديناميكيات وبيانات لا علاقة بينها ويحولونها إلى مفاهيم جديدة. وفي عمليتي، أحب أن أتعمق في الأمر لفهمه تمامًا، لذلك عادةً ما يكون لدي شيء أو شيئين أعمل عليهما حقًا لمدة 12 إلى 18 شهرًا. بعد ذلك، يتطلب البقاء على إطلاع دائم 2-3٪ من هذا الجهد”.
ينسب القرقاوي الفضل إلى مقالٍ نُشر في صحيفة نيويورك تايمز الأكثر مبيعًا، عن العادات التي تمنح طاقة ذريّة كتبه جيمس كلير لتنمية قدرته على التحمل لإكمال العديد من عمليات التعمق الشديد في مواضيع مختلفة على مر السنين، نذكر منها الفن المعاصر في الشرق الأوسط والفيلم المستقل (2008-2010)، الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط والإسلام السياسي (2011-2013)، والأدب الروسي (2013-2014)، والتاريخ الحديث (2015-2016)، والطاقة (2017)، وبرمجيات المؤسسات كخدمة (SaaS)، والخيال العلمي (2018-2020). حيث يمكن العثور على ملخصات هذه الدروس في ملفه الشخصي على موقد ميديام، بينما يبحث حاليًا الموضوعات المتعلقة بالويب 3، بدءًا من التوكنز غير القابلة للاستبدال (NFTs) إلى التمويل اللامركزي (DeFi) والتعلم الآلي.
فأن تصبح رائد أعمال ناجحًا يتطلب عادة تعرضك لانتكاسة، إن لم تتعرض لعدة انتكاسات بالفعل، ويتعين على المرء التغلب على هذه الانتكاسة والبدء من جديد، وقد مر القرقاوي بتجربة محزنة خاصة به في عام 2012 قبل إطلاق معهد دلما في أبو ظبي. ذكر القرقاوي: “بسبب مشروع تجاري فاشل شاركت فيه، تعثرت في ديون كبيرة في عام 2008. وعلى مدار عدة أشهر، شعرت أنني لن أخرج من هذه الأزمة أبدًا. وجديرٌ بالذكر أن هذه الأزمة غيرتني على أصعدةٍ مختلفة، بما في ذلك مساعدتي في بناء قوتي الداخلية ومثابرتي، وإعادة توجيه اهتمامي نحو الوقت، وعلاقتي بالمال. لقد كان الأمر مزعجًا للغاية، إلا أنني لا أعتقد أنني كنت سأصل لما وصلت له الآن إذا لم أمر بذلك”. في الفترة التي قضاها القرقاوي في إدارة معهد دلما، كان يرأس كذلك شركة تقدم رؤى عن غرب آسيا وشمال إفريقيا للحكومات والشركات. ويتذكر القرقاوي “تعلمت الكثير عن التواصل، وتوظيف وإدارة الأفراد، والانضباط المالي. وأحد أكثر الأشياء غير المنطقية هو أن المزيد من الأشخاص يعني تحقيق إنتاجية أكبر. وفي معهد دلما، كنا نستثمر مواردنا باستمرار في توسيع الفريق، مما يعني أننا كنا دائمًا نُعيّن موظفين جددًا، الأمر تسبب، في وقت لاحق، في إضاعة الوقت بشدة، وقلل من الإنتاجية والزخم”.
عناصر ذات صلة: الوجه المتغير للأعمال في الشرق الأوسط
مشعل القرقاوي، مؤسس شركة Axis، وهي منصة مؤسسية مقرها في نيويورك تستهدف الحصول على معلومات دقيقة وفورية عن البلدان والصناعات. المصدر: مشعل القرقاوي
أبقى القرقاوي هذا الدرس في ذهنه عند بناء عمله التجاري التالي، ونتيجة لذلك، تحتفظ شركة Axis اليوم بفريق عمل صغير ومعدل استنفاد صغير، حيث يواصل الفريق إعادة طرح المنتجات بما يتماشى مع تقييمات المستخدمين. وأضاف القرقاوي أن معهد دلتا كان بمثابة تمهيد حقيقي لطرح شركة Axis بالمعنى الحرفي للكلمة. حيث أوضح “في أيام عملي في البنوك، رأيت كيف كانت محطة بلومبيرج هي المكان المناسب للحصول على بيانات متنوعة عن الأسواق المالية، على سبيل المثال، حول السندات المالية، والتفريعات، والأسهم، والسلع، وما إلى ذلك، والتي تعتبر في الغالب بيانات كمية. وفي معهد دلما، دائمًا ما نوفر المشورة للحكومات والشركات بشأن التطورات في المنطقة، وكان هذا نوعًا من العمل النوعي للغاية، أي عمل قائم على التقارير والعروض التقديمية. ومن ثمّ، كانت لدي فكرة أنه ربما كانت هناك نسخة مدعومة بالتكنولوجيا لما فعلناه. وربما يمكننا بناء محطة بلومبيرج، ليس للمحافظ الوقائية، ولكن للشركات. أي لتكون محطة لا تلتقط البيانات المالية والأخبار فحسب، ولكن تجمع كذلك المعلومات الأخرى، مثل العلاقات الثنائية، والهيئات الحكومية، والنظم البيئية التنظيمية، والمشهد التنافسي، وتوجهات الصناعة – كل ذلك، في مكان واحد، من خلال طرح واجهة مرئية تعكس طريقة تفكيرنا لحل هذه المشكلات، وباستخدام الأدوات، مثل البحث والتصفية والإشارة المرجعية والتصدير والدردشة وغير ذلك الكثير، والتي نخطط لإطلاقها هذا العام”.
ولمواصلة شرح نهج شركة Axis، أضاف أن المديرين التنفيذيين في الشركات اليوم يقومون بفحص صناديق البريد الإلكتروني الخاصة بهم لمعرفة ما حدث داخل شركاتهم، ولكن عندما يتعلق الأمر بأي شيء خارجها، فليس لديهم وسيلة واضحة وشاملة للبحث فيها. يقول القرقاوي: “نريد أن تلعب شركة Axis هذا الدور بالنسبة لهم. حيث نريد أن نوفر منصة خاصة بهم والتي تسمح لهم بالانخراط في العالم بحسب رؤيتهم – بثقة وسعادة وبشكلٍ رسمي.” وبإصراره على اتباع نهج بسيط في بناء الأعمال التجارية، يشير القرقاوي إلى أن فريق شركة Axis أصبح قوامه 14 شخصًا فقط في الآونة الأخيرة. وأضاف: “طوال معظم فترة تشغيل الشركة، كنا حفنة من الأشخاص يحاولون تصليح الأمور”. وكان هذا النهج مفيدًا للغاية عندما اضطر القرقاوي إلى توجيه شركته الناشئة بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19. حيث ذكر: “كانت فترة جائجة كوفيد-19 جيدة وسيئة على حد سواء بالنسبة لشركة Axis”. فعلى الجانب الإيجابي، نظرًا لعمل الأشخاص من المنزل، تمكنا من التحدث إلى الكثير من المستخدمين الذين كان الوصول إليهم أكثر صعوبةً قبل جائحة كوفيد-19. ومن ناحية أخرى، تسببت جائحة كوفيد-19 بالفعل في تجميد الميزانيات والقدرة على اتخاذ القرار، مما أدى إلى تباطؤ النمو”.
وبالنظر إلى خبرته في بناء شركة في الإمارات العربية المتحدة، والآن في نيويورك، وجد أن النظامين البيئيين مختلفين تمامًا. حيث ذكر: “هناك وجهان محددان، وهما أن مدينة نيويورك فوضوية، في حين أن مدينتا أبو ظبي ودبي منظمتان، كما أن القطاع العام في مدينة نيويورك يلعب دورًا أصغر بكثير في تشكيل المدينة مقارنة بدور القطاعين العامين في أبو ظبي ودبي”. لكن في نهاية المطاف، ذكر القرقاوي إن الإمارات العربية المتحدة ستبقى “موطنه” إلى الأبد، وبالتالي، قام بتسليط الضوء على تحيزه عند مشاركة أفكاره حول الإمارات كمكان لممارسة الأعمال التجارية. وأضاف: “كل ما وصلت إليه، ونجحت في تحقيقه في نيويورك، كان منسوبًا إليها بصورةٍ خاطئة. حيث أن نشاطي البالغ وفضولي وأفكاري ووجهة نظري بُنيت من كوني مواطنًا لبلد شاب حقق الكثير في وقت قصير جدًا مع عدم وجود اعتماد مُسبق لديه بخلاف العمل الجاد والرؤية الواضحة. وأنا أضع هذا نصب عينيّ في كل يوم؛ حيث أريد أن أكون مثل بلدي!”
وأشار إلى أن فرص ريادة الأعمال في الإمارات لا حصر لها. وأضاف القرقاوي: “في الأساس، يتم بناء تجارب مدهشة للمستهلكين في المنطقة الذين نشأوا على استخدام الإنترنت ويفهمون ما يحصل عليه أقرانهم في الأسواق الأخرى. حيث أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفريقيا (MENASA) منطقة حديثة جدًا ومتحمسة جدًا للمستقبل. وعلى وجه التحديد، هناك أسواق مثيرة للغاية، مثل مصر والمملكة العربية السعودية وباكستان، نظرًا لحجمها وعدد سكانها”.
وفي الختام، عندما طُلب منه مشاركة بعض النصائح لرواد الأعمال الحريصين على اغتنام مثل تلك الفرص المذكورة أعلاه، أجاب القرقاوي أن الشيء الوحيد الذي سيصب في مصلحتهم هو أن يفكروا دائمًا في مستخدم منتجاتهم أو خدماتهم، وتحديدهم بأكثر الطرق وضوحًا. وأوضح القرقاوي: “سيساعدك ذلك على فهم كيفية إحداث ثورة في عالمهم. فأنت لا تريد أن يحظى منتجك بالإعجاب أو أن يُعتبر ممتعًا؛ بل تريده أن يكون محبوبًا وأن يحتاج الأشخاص إليه”.
‘TREP TALK: نصائح مشعل القرقاوي، مؤسس شركة Axis، لرواد الأعمال
- اكتشف المستخدمين “طوِّر مفهومًا شديد التعمق عن مستخدميك، وعلى وجه التحديد، كيف يمكن أن تتحسن حياتهم إذا استخدموا منتجك.”
- أحِط نفسك بالأشخاص المناسبين “ابدأ الشركة مع أشخاص تحبهم فكريًا وتحترمهم أخلاقيا.”
- زيادة الإيرادات بدلاً من زيادة التمويل “إن زيادة رأس المال الاستثماري وإنفاقه ليس بالأمر المثير للإعجاب؛ في حين أن تحقيق الإيرادات مع فريق صغير يعد أمرًا رائعًا.”
- ركز على النوع الصحيح من التعليقات “تجاهل الرفض، لأن الأشخاص يكرهون الأشياء لأسباب عديدة، واجعل تركيزك منصبًا على الإيجابيات، لأن معظم الأشخاص يحبون الأشياء لعدة أسباب محددة، ومن ثم، قم بتحسين منتجك.”
- حافظ على عقليتك “إحصائيًا، ستفشل شركتك الناشئة – ولكن هناك فرصة ضئيلة، هي أنه مع وجود قدر كافٍ من العمل الجاد (لا أحد يعرف مقداره!) وبعض الحظ، يمكنك إحداث تأثير في عالم معين. فالعالم لن يتشجع لنجاحك أو يتعثر لفشلك؛ في الواقع، معظم العالم لا يعرفك. لذا، كن قوياً، واعمل بعزم، ولا تأخذ الانتكاسات على محمل شخصي”.