بقلم هانز كريستنسن مارس 2022
إذا كنت تشعر أن استراتيجية الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) هي النهج الصحيح لبدء عملك، فإليك ست خطوات يمكنك اتخاذها لتحقيق أقصى استفادة من هذه الاستراتيجية.
بصفتك رائد أعمال، قد تشعر بسهولك أنك بحاجة إلى منتج كامل التفاصيل قبل طرحه في الأسواق – ولكن هذا ليس بالضرورة مُلزمًا.
إذا كنت ترغب في طرح منتجك بسرعة في السوق، فلماذا لا تختبر التكنولوجيا مع مستخدمين حقيقيين قبل إنشاء جميع ميزاته، أو الحصول على تعليقات مُبكرة من جمهورك المستهدف؟ مع استراتيجية الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP)، يمكنك القيام بكل هذه الأمور ومن ثمّ، تقليل الوقت والموارد التي تُهدر على الميزات التي قد لا تنجح.
وفيما يلي، نستعرض ما تنطوي عليه هذه الإستراتيجية، ولماذا تعتبر طريقة فعالة لكل من رواد الأعمال الجدد والمخضرمين.
تحديد الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP)
ابتدع فرانك روبنسون مصطلح “الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق”، إلا أن المصطلح شاع استخدامه من قِبل إريك ريس، في إطار منهجية بدء التشغيل البسيط للأعمال التي وضعها. وبالطريقة التي وصف بها المصطلح، فإن الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) هو إصدار منتج جديد يسمح لفرق العمل بجمع وجهات نظر العملاء الأكثر وفرةَ بالمعلومات بأقل قدر من الجهد. بمعنى آخر، هو منتج يشمل ميزات كافية لتلبية بعض احتياجات العملاء، مما يجذب المستخدمين للتحقق من جدوى الفكرة في وقت مُبكر من مرحلة التطوير. وبالنسبة لمطوري تطبيقات الأجهزة الجوّالة، يمكن أن يكون هذا إصدارًا تجريبيًا من التطبيق، به ما يكفي من الميزات لإظهار طريقة عمله.
والفائدة الأساسية من تبني إستراتيجية الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) هي أنها تسمح لك بجمع التعليقات حول منتجك مُبكرًا، دون بناء المنتج بأكمله. وهذا الأمر يمنحك فرصةً لطرح منتجك خارج نطاق أفق فريق عملك، وطرحه أمام مستخدمين حقيقيين. وكلما حصلت على هذه المعلومات مبكرًا من المستخدمين المستهدفين، كلما قلّ الوقت والمال الذي من المحتمل أن تنفقه على المكونات التي لا تعني لهم شيئًا. إذا كنت قد أنجزت بالفعل مهمة تحديد احتياجات العملاء، وكنت تعلم أن هناك مجالًا واحدًا يحتاج إلى حلٍ سريع، يمكن أن يكون الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) أيضًا طريقة سهلة لمُعالجة ذلك. وبعد ذلك، يمكن لفريقك قضاء بعض الوقت في تحسين هذه التقنية واستكمالها بميزات أخرى.
بالنسبة لمطوري البرامج على وجه الخصوص، تعد هذه العملية مُجدية للغاية، وذلك لأنها تتيح لفرق العمل جمع التقييمات بسرعة، واستخدام تلك الأفكار لإعادة طرح المنتج وتحسينه أثناء قيامهم ببنائه بشكل أكبر. لمّ يعد ذلك مفيدًا؟ تتمتع فرق العمل بمرونة أكبر وقدرة أفضل على تلبية احتياجات عملائها بشكل كامل دون سلوك طُرقًا لن تُجدي نفعًا. يؤدي إنشاء الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) أيضًا إلى تقليل إجمالي الوقت الذي تقضيه في تطوير منتجك. فمن خلال حصولك على التعليقات مبكرًا، يمكن لفريقك تركيز وقته وجهده على الميزات المناسبة، وبالترتيب الصحيح للأولويات – حتى لا يضيع أي وقت.
عناصر ذات صلة: عوامل النجاح: لماذا لا تعتبر التطبيقات الفائقة تهديدًا بالشكل الذي تتخيله الشركات الناشئة
ستة من أفضل الممارسات لبناء الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP)
إذا كنت تشعر أن استراتيجية الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) هي النهج الصحيح لبدء عملك، فإليك ست خطوات يمكنك اتخاذها لتحقيق أقصى استفادة من هذه الاستراتيجية.
- إجراء أبحاث السوق وفقًا لشركة CB Insights، فإن أحد أهم أسباب فشل الشركات الناشئة هو عدم وجود حاجة لمنتجها في السوق. لذلك، قبل أن تبدأ في بناء فكرتك، قم بإجراء بحثًا لفهم احتياجات المستخدمين المستهدفين، وما إذا كان منتجك يلبي احتياجاتهم. يمكنك القيام بذلك عن طريق إرسال استطلاعات الرأي إلى جمهورك المستهدف – وتوفير حافز مثل فرصة الفوز ببطاقة هدايا من أمازون يمكن أن يساعدك هنا – ومن ثم، ستجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات. لا تنسَ أيضًا إلقاء نظرة على ما يفعله منافسوك. كيف تبرز فكرة منتجك؟
- فكر في قيمة منتجك يجب أن يكون لديك فهم واضح لقيمة منتجك. كيف سيستفيد عملاؤك من استخدامه؟ لماذا سيختارون حلك بدلاً من أي حل آخر في السوق؟ سيساعدك التفكير في هذه الأسئلة في تحديد الميزات التي يجب أن تدرجها في الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP).
- تصميم تجربة المستخدم أثناء قيامك ببناء الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP)، فكر في تجربة المستخدم. بدءًا من تسجيل الدخول وحتى الشراء – وكيف ينتقلون خلال كل مرحلة في تلك التجربة – يجب أن يكون عميلك في بؤرة الاهتمام في جميع قرارات التصميم وتجربة المستخدم. ابدأ بتحديد الخطوات التي سيحتاج العملاء إلى اتخاذها بشأن منتجك للوصول إلى الهدف الرئيسي، وقم ببناء ميزات بسيطة تتناول كل خطوة.
- اختر ميزات الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) في إطار طرح الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP)، لن تدمج جميع الميزات التي تفكر فيها لتطبيقك، لذلك عليك تحديد أولويات ما يجب طرحه فيه. أي من الميزات التي حددتها في الخطوة السابقة يجب أن تكون فيه؟ ما الذي يمكن أن يبقى في الخلفية حتى تحصل على معلومات كافية من جمهورك المستهدف؟
- بناء الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) الخاص بك بمجرد تحديد الميزات الخاصة بك، يكون الوقت قد حان لبناء الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) الخاص بك. تذكر أن تضع في اعتبارك التوجهات في مجال الصناعة المعنيّ. من المهم أن تُضفي على تطبيقك أو منتجك شعور الحداثة والملائمة لعملائك. وأسهل طريقة للقيام بذلك هي إنشاء تجربة مستخدم سهلة لا تعيق تحقيق المستخدمين لأهدافهم. لا تنسَ إنشاء ميزات تجذب مستخدمين جدد للتسجيل حتى تتمكن من الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات.
- سوّق لمنتجك نشر الأخبار عن الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP) الخاص بك هو أفضل طريقة لجذب مستخدمين جدد. أشرِك فريق التسويق الخاص بك وقم بإطلاق حملات البريد الإلكتروني وحملات الشبكات الاجتماعية المستهدفة التي تخاطب المستخدمين المستهدفين مباشرة. فهذه الرسائل من شأنها أن توجه الأشخاص إلى صفحة بعينها، يمكنهم منها الوصول إلى منتجك أو تحميله.
الانتقال من مرحلة الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP)
بدأت بعض أكبر التقنيات التي نستخدمها اليوم – مثل الفيسبوك وأمازون وتويتر – جميعها بنهج الحد الأدنى من المنتج القابل للتطبيق (MVP). حيث طورت كل شركة من هذه الشركات في البداية تطبيق ويب لا يضم سوى الأساسيات فقط، وبعد ذلك قامت بإعادة تشغيله وتوسيعه لتلبية الاحتياجات المتطورة لعملائها.
هذه هي الخطوة التالية الرئيسية. لذا، بمجرد التأكد من أن فكرتك قابلة للتطبيق وتستحق التطوير، يكون الوقت قد حان للاستثمار في توسيع نطاق منتجك وتسويقه بفعالية وإشراك عملائك في العملية بأكملها.