منذ إطلاقه في عام 2015 كمهرجان سينمائي سنوي مخصص لعرض أفلام السينما الفلسطينية في الإمارات العربية المتحدة، فقد لعب مهرجان Reel Palestine دورًا أساسيًا في مشاركة مجموعة متنوعة من وجهات النظر والقصص من فلسطين مع العالم بأسره، والتجهيز الخاص بهذا العام للحدث في دورته السابعة لم يكن مختلفًا حتى الآن.
صرحت نادية رشدي، المؤسسة المشاركة لشركة Reel Palestine “كانت الطاقة في مهرجاننا لعام 2021 مذهلة. دائمًا ما يُدهشني المجتمع الذي أنشأناه خلال السنوات القليلة الماضية. فقد عملنا في الغالب من المنزل في عام 2020 وفي ظروف العزل، لذلك عندما أقيم المهرجان في يناير 2021، كان من الرائع رؤية الأشخاص يجتمعون معًا ويناقشون الأفلام التي شاهدوها وكيف غيرت وجهة نظرهم وكيف خلقت تعاطفهم ووعيهم بالموضوعات التي لم يتعرضوا لها من قبل”.
بينما كان من الضروري أن تضع الفعالية في هذا العام تدابير السلامة الوقائية بعين الاعتبار لحماية الحاضرين من جائحة كوفيد-19، فإن رشدي يسعده ملاحظة أن أياً منهم لم يبتعد عن جوهر مهمة Reel Palestine. “ما أحببته في عام 2021 هو أنه، على الرغم من أن العالم ألقى علينا بالعديد من التحديات، إلا أننا ما زلنا قادرين على وضع القصص الفلسطينية في نصب الاهتمام، واستكشاف عالم متنوع باستمرار من الشخصيات والروايات والعلاقات، بطريقة لم تتم من خلال وسائل الإعلام التقليدية. نحن لا نعرض الأمر من منظور ضيق واحد، بل نعرض العديد من وجهات النظر المختلفة. وفي كل عام، أفخر بأن فريقنا وشركائنا قادرون على القيام بذلك”.
هذا هو التأثير الذي أحدثته فعاليات Reel Palestine من حيث تغيير المفاهيم وتسهيل المحادثات حول القضية الفلسطينية التي تجعلها مشروعًا يستحق المشاهدة في الفضاء الثقافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. بينما كان يديرها، حتى وقت قريب جدًا، أشخاص على يعملون على أساس تطوعي بنسبة 100٪، فإن رشدي كشف أن التغييرات جارية الآن فيما يتعلق بكيفية تنظيم المشروع.
وأفادت “من المنظور التنظيمي، أنا متحمسة حقًا لأضبط محور الأعمال التجارية القائمة على أساس تطوعي بحت، لتحولها إلى نموذج هجين يمزج بين الموظفين بأجر والمتطوعين. في البداية، ولمحاولة خفض تكاليفنا، قدمنا هذا المهرجان على أساس تطوعي، وقمنا بتخفيض ميزانيتنا بجنون. ولكن مع مرور الوقت، أدركنا أنه، للحفاظ على الجودة العالية وتنفيذ مهامنا، نحتاج إلى استثمار الموارد في تعيين موظفين يمكنهم تكريس وقتهم وطاقتهم للتأكد من أن كل مهرجان، وجميع الأحداث الجارية لدينا خارج المهرجان، تحافظ على الزخم والاتساق، وأن نزيد من قدرتنا على جذب المزيد من الشركاء المشابهين لطريقة تفكيرنا، ورفع رسالتنا المتمثلة في جلب السينما الفلسطينية المستقلة إلى الإمارات العربية المتحدة”.
تستعد شركة Reel Palestine الآن لدورتها لعام 2022، حيث قالت رشدي أن برنامج أفلام الشركة الحالي برنامجًا مثيرًا. وأضافت: “لقد جمعت مؤسستي المشاركة، دانا الصادق، مزيجًا انتقائيًا من الأفلام الروائية والوثائقية والأفلام القصيرة التجريبية وغير ذلك من الأفلام التي سيتم عرضها في مهرجان Reel Palestine. فالبرنامج هو جوهر مهرجاننا ويدعمه شريكنا التصويري، سينما عقيل، وسنستضيف أيضًا محادثات، وأسئلة وأجوبة مع المخرجين، ونطلق أرشيفًا صوتيًا فلسطينيًا وشريط مختلط، وغير ذلك الكثير.”
في الوقت نفسه، فإن إعادة هيكلة الأعمال وراء الكواليس تعد بجعل العام الجديد عامًا جديرًا بالملاحظة بشكل خاص لشركة Reel Palestine. وأضافت رشدي: “سيكون عام 2022 عامًا محوريًا لشركة Reel Palestine. فنحن نستثمر في الموارد الداخلية لتقديم أفضل ما لدينا، وفريقنا ينمو، ونريد توفير المزيد من المساحات الرقمية والمادية لمجتمعنا. ونتطلع إلى إقامة المزيد من الشراكات الإبداعية وزيادة تواجدنا السنوي بشكل عام خارج نطاق المهرجان”.
التأمل الفكريّ
نادية رشدي، المؤسسة المشاركة لشركة ريل فلسطين، تتحدث عن الدروس المستفادة من عام 2021
- المثابرة هي المفتاح “سمة الجودة الرئيسية التي أدركتها في فريقنا هي المثابرة. لدينا فريق صغير وقوي قدم سبعة مهرجانات سينمائية، وعرض أكثر من 170 فيلمًا، واستضاف تعاونين دوليين. لقد مضينا سنوات دون أي رعاة، واستمر شغفنا بالأفلام الفلسطينية لمدة ثماني سنوات حتى الآن منذ بدأنا. وتطورنا ونمت أعمالنا، لكننا احتفظنا دائمًا بالعناصر الأساسية التي تجعلنا فخورين بما نحن عليه: أن ننشيء مهرجانًا يقوده المجتمع ويحفزه المجتمع بصورة نابعة من القاعدة الشعبية، ونقدم ما يحتاجه مجتمعنا. لقد مررنا بأوقات عصيبة، ونحن فخورون بقدرتنا على مواصلة العمل الذي نقوم به”.
- احرص دائمًا على إجراء محادثات مفتوحة مع فريقك “نبرز أهمية ذلك بعد كل مهرجان سينمائي، وفي كل عام، حيث نعيد تقييم شغفنا وقدرتنا والمساحة الذهنية التي يمكن لكل منا منحها للمنصة في العام المقبل. وتكون هذه المحادثات أحيانًا عاطفية للغاية، لكنها صادقة وصريحة لما يشعر به الفريق. ويمكن أن يكون العمل الذي نقوم به أيضًا عاطفيًا للغاية، وكان هذا العام ثقيلًا بالنسبة للكثيرين في هذا المجال، لذلك نتأكد أيضًا من أننا نحتفظ بمفهوم الاستنزاف في أذهاننا، ونتأكد من أننا نحتفظ دائمًا بمساحة مفتوحة ومحادثات شفافة”.
- أخبر الأخرين عن قصتك وشبكتك قدر الإمكان “من السهل أحيانًا افتراض أن الناس يعرفون ما تفعله ولماذا تفعل ذلك. ولكن هذا العام علمنا التأكد من مواصلة الدعوة لمهرجاننا والأحداث المنبثقة التي ننظمها، لنتأكد من أننا دائمًا سنجد مساحات تعاون وشركاء يساعدوننا في دعم مهمتنا”.