مع وضع الاستدامة السائد في ذهن الجميع، إليكم كيف يمكن أن يساهم تداول الأجهزة القديمة في الاقتصاد الدائري.
أصبحت الإلكترونيات مرتبطة بطريقة وثيقة بكل جوانب حياتنا اليومية. ساهم الاعتماد على الأجهزة في السوق العالمي لإستهلاك الإلكترونيات بما يقدر قيمته بتريليون دولار أمريكي، وهو قيد التزايد. نتيجة لذلك، تشهد النفايات الإلكترونية أيضًا نموًا سريعًا. يتم خسارة المواد الخام في النفايات الإلكترونية – كالحديد والنحاس والذهب بشكل أساسي – بقيمة 57 مليار دولار تقريبًا على مستوى العالم، مما يؤدي إلى تلوث ومخاطر صحية على المستوى المحلي والعالمي.
هذه الإحصائيات الصادمة هي نتيجة للنموذج الاقتصادي الخطي الذي يعمل به معظم المجتمع حاليًا. نأخذ المواد من الأرض ، ونصنع المنتجات من تلك المواد ، ثم نتخلص في النهاية من المنتجات كنفايات عندما تقترب حياتها من الإنتهاء.
لقد شهدنا في السنوات الأخيرة، تحولًا جذريًا في طرقة التفكير لوعي بيئي أكثر. يتضمن هذا التحول إدراكًا جماعيًا لأهمية الاقتصاد الدائري وفوائده المختلفة. يعتمد النظام الدائري على ثلاثة مبادئ: القضاء على النفايات والتلوث، وتداول المنتجات والمواد – بأعلى قيمة لها، وتجديد الطبيعة. يعمل على فصل النشاط الاقتصادي عن استهلاك الموارد المحدودة من خلال استخدام البدائل المتجددة. الاقتصاد الدائري، كما يوحي اسمه، دوري بطبيعته وليس خطيًا، ويركز على إعادة الاستخدام، على عكس الهدر، في نهاية دورة حياة المنتج.
يتطلب تطبيق المبادئ الأساسية للاقتصاد الدائري في صناعة الإلكترونيات أن نبدأ في اعتبار النفايات عيبًا في التصميم بدلاً من كونها منتجًا ثانويًا لا مفر منه. يتطلب من الشركات المصنعة تصميم المنتجات مع مراعاة كفاءة الموارد والعمر الطويل لها.
تعد الصناعات التقنية، وخاصة الهواتف الذكية، من أسرع الصناعات تطورًا في العالم. تجعل حالات التعطل المتكرر في ظل وجود الإصدار المستمر للمنتجات الجديدة، معدل استبدال الجهاز مرتفعًا للغاية. والنتيجة المؤسفة هي التخلص من المنتجات قبل أن تصل إلى نهاية عمرها، مما يساهم بشكل كبير في 53.6 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية السامة في جميع أنحاء العالم منذ عام 2019. النفايات الإلكترونية هي حاليًا أسرع تيار نفايات نموًا في العالم ومن المتوقع أن تزداد بنسبة 30٪ تقريبًا بحلول عام 2030. حاليًا، يتم إعادة تدوير أقل من 1٪ من الهواتف مما يؤدي إلى استنفاذ غير ضروري للموارد القيمة من أجل استبدال المنتجات المهدورة.
كل مرحلة من دورة حياة الجهاز الإلكتروني، لها تأثير ضار على البيئة. تبدأ العملية بالتعدين، ثم إنتاج المواد، والتصنيع، والشحن، ثم التشغيل، وتنتهي بالتخلص النهائي. تتراوح عواقب مثل هذه الأنشطة من المنتجات الثانوية الضارة التي يتم إطلاقها في الأرض والغلاف الجوي، إلى انبعاثات كربونية عالية بشكل لا يصدق ومستويات استهلاك الطاقة. يكمن حل هذه المشكلات في إيجاد طرق لتقليل الطلب على الإنتاج المستمر وتصنيع الأجهزة الجديدة.
نظرًا للتكلفة الاجتماعية والبيئية العميقة لإنتاج واستخدام الهواتف الذكية، فإن الحل الأكثر منطقي هو إطالة عمرها لأطول فترة ممكنة. من خلال الاحتفاظ بالإلكترونيات قيد الاستخدام لأطول فترة ممكنة، والانتقال من المستخدمين الأوائل إلى مستخدمين آخرين، حتى يتم تجديد الجهاز أو إعادة استخدامه أو إعادة تصنيعه في النهاية، يمكننا تقليل النفايات الإلكترونية بشكل كبير ودعم نموذج اقتصادي أكثر دائرية. حاليًا، يتم تداول 1-2٪ فقط من الأجهزة في الإمارات العربية المتحدة، مقارنة بحوالي 25٪ في الولايات المتحدة. في الواقع، تمتلك الأسرة العادية في دبي 3-5 أجهزة مخزنة في الأدراج وغير مستخدمة. خيارات إعادة استخدام الأجهزة أو إعادة تدويرها بطريقة ميسورة التكلفة هي ببساطة غير متاحة أو غير جذابة للمستهلكين في الإمارات العربية المتحدة.
ليس فقط على الصعيد العالمي، وأيضًا في الإمارات العربية المتحدة، اتخذت الدولة قرارًا جماعيًا لتعزيز الاستدامة وتحويل الاقتصاد نحو تبني مبادرات أكثر اخضرارًا. في العام الماضي، وافق مجلس الوزراء الإماراتي على سياسة الاقتصاد الدائري لدولة الإمارات العربية المتحدة – وهي إطار شامل لضمان جودة الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية. ويتضمن هذا الإطار دعم القطاع الخاص في تبني الأساليب النظيفة التي تدعم التنمية الخضراء. هذا هو المكان الذي يمكن أن تحدث فيه فرقًا وتساهم في إنشاء الاقتصاد الدائري لدولة الإمارات العربية المتحدة.
في نورثلادر، نهدف إلى إبقاء الأجهزة قيد التداول من خلال تبسيط عملية التجارة وتقديم عرض قيمة منافس. تلعب التجارة في السوق دورًا رئيسيًا في جعل صناعة التكنولوجيا أكثر اخضراراً ومرونة. نحن نمكن العملاء من تقليل المخلفات الإلكترونية من خلال بيع أجهزتهم المستعملة بأفضل الأسعار بطريقة مريحة وآمنة، ونوفر للمستهلكين ما يصل إلى 60٪ قيمة أعلى لبيع أجهزتهم المستعملة. من أجل تشجيع المستهلكين على المشاركة في رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للاقتصاد الدائري، نجعل عملية التداول في الأجهزة القديمة سهلة قدر الإمكان، ونوفر خدمة التوصيل و الإستلام من المنزل المريحة.
يتطلب الاقتصاد الدائري الحقيقي أكثر من مجرد ضمان ألا ينتهي المطاف بجهازك القديم في مكب النفايات. يتعلق الأمر بإثارة تحول في العقلية واختيار الإلكترونيات المعاد تصنيعها للمضي قدمًا. لحسن الحظ، فإن هذا التحول في العقلية جارٍ. ترتبط السلع المستعملة بشكل متزايد بتحسين دورة حياة المنتج وتعزيز الاستدامة، مما يجعل تسوق المنتجات المستعملة فرصة جذابة للمستهلكين الذين يقدرون الاستدامة.
“نورثلادر” هي منصة تداول آمنة، الأولى من نوعها في العالم، تجذب العملاء للمنافسة وتقديم أفضل الأسعار. بفضل عملياتنا المتقدمة، من السهل والأمان للمستهلكين المشاركة بسلاسة في السوق المستعمل. لا يقتصر الأمر على تمكين المستهلكين من البيع مباشرة على منصتنا فحسب، بل لقد عقدنا أيضًا شراكة مع تجار التجزئة الرئيسيين للإلكترونيات في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة مثل كارفور، وإيماكس، و جمبو للإلكترونيات وآي ستايل، لتعزيز تجربة التداول الخاصة بهم. من خلال منصتنا، يمكن للمستهلكين استكشاف وشراء أجهزة جديدة على الفور ليس فقط عبر الإنترنت، ولكن أيضًا في المتاجر.
من خلال عملياتنا، نسعى جاهدين لدعم الاقتصاد الدائري المخصص لدولة الإمارات العربية المتحدة، مما يساعد على تحقيق الأهداف المشتركة المتمثلة في تعظيم استخدام الموارد وإنشاء دولة أكثر مرونة في نهاية المطاف.