إذا كنت جاداً بشأن التسويق، فإنك ستُجري تغييرات إستراتيجية في عام 2022.
بقلم ديفيد كولينان،
في الماضي، كان التسويق يدور حول نشر اسمك فقط، أما في عام 2022، فيتعلق الأمر بإنشاء علامة تجارية فعّالة وسرد القصص بشكل مُقنع وقياس مدى نجاح هذه القصة، حيث أن إنشاء علامة تجارية وتوقع بيعها لم يعد أمراً كافياً.
في السابق، كانت وسائل التسويق الفعالة تدور حول استخدام المنصات المناسبة للترويج، وإنشاء إعلانات تستهدف جماهير محددة أو ديموغرافيات محددة من خلال استخدام الكلمات الرئيسية وعلامات الوسم على مواقع التواصل الاجتماعي مع إعادة استهداف الحملات حيثما أمكن ذلك.
ولكن، التسويق في 2022 يُطالب أصحاب الأعمال الذين على استعداد لتحمل المخاطر، أو الاستثمار في علامتهم التجارية، أو الاستماع بإنصاتٍ أكبر من أي وقت مضى عند التعامل مع العملاء عبر الإنترنت، أو مواجهة الفشل مع استمرار المنافسة، بتحقيق النمو بمعدلات غير مسبوقة.
ويتطلب التسويق الفعال تفكيراً طويل الأمد وتحقيق مكاسب سريعة وقصيرة المدى، وهذا هو السبب في أن سرد القصص ستكون أكثر أهمية لنجاح الشركة أكثر من أي وقت مضى.
عناصر ذات صلة: أهم 10 تغييرات يحتاجها عملك لتكون مستعدًا لعام 2022
فيما يلي سبع توجهات يجب اتباعها لتحقيق النجاح:
سيكون التسويق بالفيديو حاسماً لنجاح خطة التسويق الخاصة بك
التسويق بالفيديو هو مستقبل التسويق.
قد يبدو ذلك مبالغاً فيه، ولكن هناك بيانات تدعم الأمر. حيث أعلنت شركة جوجل العملاقة في مجال محركات البحث أن موقع اليوتيوب يصل إلى الأشخاص بين عمر 18 و34 عاماً ومن بين 18 و49 عاماً بصورة أكبر من أي شبكة في الولايات المتحدة. وأفاد موقع الفيسبوك أن منشورات الفيديو تتلقى مشاركة أكبر بست مرات من منشورات الصور أو الروابط في المتوسط بينما شهد موقع تويتر زيادة في مشاهدات الفيديو بأكثر من 160٪.
ماذا يعني ذلك بالنسبة للمسوقين؟
هذا يعني أنك إذا لم تدمج الفيديو في استراتيجيتك، فستفقد فرصة كبيرة للتواصل مع جمهورك وبناء الثقة معهم. يعد الفيديو مفتاحاً لإنشاء علاقات مع العملاء، لأنه يضع صوتاً بشرياً يمثل العلامة التجارية، مما يبني المصداقية والولاء مع العملاء.
عناصر ذات صلة: أكثر 5 علامات تجارية ناجحة للتسويق بالفيديو …
سيظل تسويق المحتوى هو الأداة الأهم
مع اقترابنا من عام 2022، يجب أن يتوقع المسوقون المزيد من المنافسين والزخم ، مما يجعل من الصعب، أكثر من أي وقت مضى، الظهور من بين هذه الفوضى بالرسائل الإعلانية وحدها.
فتسويق المحتوى يعد أحد أهم الجوانب في أي استراتيجية رقمية. فقد أصبح المحتوى وسيلة فعالة للتواصل مع العملاء وإشراكهم وكسب ثقتهم. والمحتوى السيء، من ناحية أخرى، يمكن أن يكون كارثياً لشركتك. حيث أنه سيتسبب في مساوئ أكثر من منافعه من حيث صورة العلامة التجارية ومشاعر العملاء تجاه تلك العلامة التجارية أو المنتج.
ومن ناحيةٍ أخرى، فالمحتوى الجيد يبني المصداقية بمرور الوقت، مما يعني أنه بمجرد حصولك على عملاء جدد متوقعين، فمن المحتمل أن يشتروا منتجك. وعلى صعيدٍ الآخر، إذا صادف الأشخاص معلومات منخفضة الجودة، فقد يفقدون الثقة في شركتك بالكامل، مما يقودهم إلى مسار بديل عند البحث عن عناصر مماثلة عبر الإنترنت من خلال مواقع المنافسين.
بعبارة أخرى، هذا هو جانب من جوانب التسويق والذي يجب ألا تستخف به أبداً. فتسويق المحتوى هو جانب هام من أي استراتيجية رقمية، ويمكن أن يكون له تأثير دائم على عملك، للأفضل أو للأسوأ. ويمكن أن يساعد سرد القصص الفعال في بناء شركة في مجال يريد المستهلكون التفاعل معه على كل المستويات، وهذا هو السبب في أن تسويق المحتوى سيظل مهماً بشكلٍ استثنائي طوال عام 2022.
فرق التسويق تركز بصورةٍ أكثر على تحليلات البيانات والمقاييس
إيلاء تركيز أكبر على تحليلات البيانات هو أمرٌ هام لفرق التسويق. حيث تنفق الشركات قدراً أقل من الأموال، لذا فإن إظهار عائد الاستثمار (ROI) سيصبح ذات أهمية متزايدة عندما يتعلق الأمر بتبرير الميزانيات والمشتريات.
إذا كنت تريد معلومات أكثر تفصيلاً حول سلوك عملائك، حتى تتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة لشركتك، فستكون تحليلات البيانات مكوناً رئيسياً في هذه العملية. بطريقة أو بأخرى، يحتاج المسوقون إلى الوصول إلى جميع أنواع الأرقام من أجل معرفة جمهورهم بتعمق ومعرفة ما الذي يجعلهم يختارون المنتج. ومع هذا التركيز المتزايد على خدمة العملاء، من المهم أن تفهم فرق التسويق تحديداً ما يفكر فيه الأشخاص وما يفعلونه قبل اتخاذ أي خطوات رئيسية عندما يتعلق الأمر بجهود العلامة التجارية وتطوير المنتجات.
تزداد أهمية محتوى الوسائط الاجتماعية للمسوقين
تغيرت قنوات التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وإنستغرام، بشكل كبير منذ ظهورها لأول مرة. يتم تصفح الملخصات بسرعة كبيرة بحيث أصبح من الصعب على العلامات التجارية جذب انتباهه الأشخاص لفترات طويلة. فقد ولت أيام البيع الصعب على الشبكات الاجتماعية منذ فترة طويلة وهذا هو السبب في أنه من الضروري للمسوقين أن يقودوا نهجاً قائم على القصة بدلاً من نهج البيع الصعب التقليدي.
كما أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً أكثر حركيةً من الناحية المرئية، مما يعني أنه من الضروري للعلامات التجارية إنشاء صور ومقاطع فيديو عالية الجودة لجذب اهتمام العملاء المحتملين.
ويحتاج المسوقون إلى تركيز انتباههم على إنشاء محتوى مثير للاهتمام يشاركه المستخدمون خارج نطاق العلامة التجارية نفسها.
يدور التسويق بشكلٍ أقل حول المنتج، وبشكلٍ أكبر حول احتياجات العميل
يتعلق مستقبل التسويق بالتركيز على احتياجات العملاء وليس على عملية البيع. وتتيح البيانات الضخمة والإنترنت إنشاء تجارب مخصصة للغاية بناءً على ما يفعله العملاء عبر الإنترنت. وتتيح هذه القدرة للشركات فهم عملائها وبناء علاقات طويلة الأمد معهم. ويؤدي هذا إلى جذب المزيد من الولاء للعلامة التجارية وفي نهاية المطاف إلى خلق فرصة لزيادة الإيرادات من خلال فهم ما الذي يجعل كل شخص فريداً، وكذلك أفضل الطرق التي يمكنك من خلالها خدمة هؤلاء الأشخاص.
لكي تبدأ الشركات في رؤية النجاح في استراتيجياتها التسويقية، فإنها تحتاج إلى التوقف عن محاولة دفع منتجاتها إلى مرأى الأشخاص والتركيز بدلاً من ذلك على احتياجات ورغبات جمهورها المستهدف. على سبيل المثال، بدلاً من التركيز على رسالة شراء منتجي، يجب التركيز بصورةٍ أكثر على الميزات التي يبحث عنها عميلك المثالي.
فالأشخاص يريدون أن يتم التعامل معهم على أنهم أفراد وليس كعملاء فحسب. ومع وضع ذلك بعين الاعتبار، يجب على المسوقين التركيز على بناء العلاقات وتقديم القيمة على الترويج لمنتجاتهم أو خدماتهم، وإلا فإن معدلات التحويل ستكون أقل لديهم.
فرق التسويق ستعمل بشكل وثيق مع فرق تطوير المنتجات من أجل تحسين تجربة العملاء وزيادة معدلات التحويل
يمكن أن يوفر التعاون مع فريق تطوير المنتج مزايا متعددة لكل من التصميم والإعلان. فعادة ما تكون فرق المنتج متحمسة لتصميم واجهة مستخدم ممتازة أو تطبيق ويب جديد ومثير، ولكن في كثير من الأحيان، يركزون على تلك الجوانب من عملهم على حساب تطوير نسخة تسويقية جيدة.
الشراكة السليمة بين نصفي مؤسستك – حيث يركز أحدهما على البحث وتصميم تجربة المستخدمين ويركز الآخر على استراتيجية المراسلة – يعني أنك ستتمكن من تسويق منتجك بفعالية وكفاءة.
أصبحت تجربة المستهلك الآن على رأس قائمة أولويات كل شركة، مما يعني أن جميع الإدارات بحاجة إلى التركيز على طرحها بفعالية. وتمثل عملية إعادة التوجه هذه تحدياً، ولكن بمجرد توفر الموارد المناسبة، يمكن أن تخلق تجربة مستهلك لا تُنسى – مما يؤدي إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية وزيادة المبيعات.
تتطور أدوار التسويق – حيث أصبح المسوقين معلمين وقادة وليس مجرد مُعلنين
من المعتاد أن يكون المسوق مجرد شخص يبيع المنتجات، لكن حالياً أصبح له دور مختلف. حيث أصبح المسوقون بحاجة إلى تثقيف المستهلكين والعمل معهم، بدلاً من مجرد محاولة دفعهم إلى شراء شيء ما. وقد يكون هذا انتقالاً صعباً بالنسبة للبعض، إلا أنه ضروري.
فمع تطور دور المسوقين، تتطور كذلك حاجتهم إلى تغيير الطريقة التي ينظرون بها إلى الأشياء. فلم يعد الأمر يتعلق فقط بالترويج للمنتجات، بل أصبح أكثر تعقيداً بمرور الوقت.
ويحتاج المسوقون إلى البدء في التفكير مثل المعلمين. ولا يمكن أن يدور الأمر دوماً حول بيع أشياء للأشخاص طوال الوقت. فهم بحاجة إلى قضاء الوقت اللازم وتثقيف الأشخاص حول سبب رغبتهم في الحصول على المنتج. الأمر ليس سهلاً بأي حال من الأحوال، ولكنه أصبح ضرورياً إذا أرادت الشركات أن تبقى في السوق وتبقى قادرة على منافسة الشركات الأكبر ذات الميزانيات القوية.
يحتاج المسوقون المهتمون بالنجاح في السنوات القادمة إلى التركيز على تثقيف عملائهم. حيث يريد المستهلكون الآن المزيد من المعلومات، وليس مجرد عملية بيع صعبة. ويمكنك اغتنام هذه الفرصة لتمييز نفسك عن الأخرين عن طريق تزويد جمهورك بمحتوى مفصل يقوم بتثقيفهم والإجابة على جميع أسئلتهم. فبهذه الطريقة ستكون أقل عرضة لفقدان العملاء المحتملين لأنهم يشعرون أنهم لا يعرفون ما يكفي عمّا تقدمه أو كيف يصب ذلك في مصلحتهم.
عناصر ذات صلة: 5 توجهات للتجارة الإلكترونية غيرت قواعد العمل في عام 2022
تمت الكتابة من قِبل
كان ديفيد كولينان جزءًا يعمل في مجال التكنولوجيا المالية لأكثر من خمس سنوات، حيث عمل كخبير استراتيجي وكاتب ومسوق لبورصات الأصول الرقمية بملايين الدولارات، وشركة تحويل أموال متعددة الجنسيات مقرها الولايات المتحدة الأمريكية، وشركات قانونية مقرها الاتحاد الأوروبي واستديو المشاريع المعتمد على روبوتات بتقنيات الذكاء الاصطناعي في لندن.