قم بشق طريقك إلى النجاح من خلال تبني هذه العادة السريعة.
بقلم ليا بورسكي،
“لدي أحلام بالنسبة لي أهم من النوم”. – إريك توماس
صحيح أنه، لكي نُعايش هدفنا في هذا العالم، يجب أن تكون لدينا رؤية وخطة لتحقيق أحلامنا. فيجب أن نكون مثابرين في العمل لتحقيق أهدافنا، وأحياناً قد نضطر إلى التضحية بنومنا قليلاً لتحقيق هذا الحلم. ومع ذلك، فقد نتبع باقتناع ثقافة “المزاحمة بأي ثمن” والتي تعني الاختيار بين النجاح وبين جودة الحياة (مثل الصحة والسعادة والإنجاز). عقلية إما/أو هذه ليست خاطئة فحسب – بل أنها في الواقع تهدد أرباحنا النهائية وتفسد النجاح من دون أن ندرك.
عناصر ذات صلة: النجاح مقابل السعادة: لا تنخدع بالاعتقاد بأنهم نفس الشيء
يمكن أن يؤدي التوتر والإرهاق والتعب الناتج عن اتخاذ القرار إلى تقلبات مزاجية. حيث أن عملياتنا المنطقية توقفت حرفياً، وفتحت الباب على مصراعيه للإحباط والغضب والحزن. بعبارة أخرى، الجزء البدائي من عقولنا (الذي تتحكم فيه العاطفة) يسيطر على سلوكياتنا ويأمرها، بينما يتوقف تفكيرنا المنطقي مؤقتاً.
هل يمكنك معرفة كيف يتسبب ذلك في وصولك إلى عكس النجاح الذي نسعى جاهدين لتحقيقه بشكلٍ كامل؟
على الرغم من أن السمة السائدة هي أن من يحصلون على فترات راحة هم أشخاص كُسالى أو ينقصهم التحفيز، إلا أن هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة. فالطفرات التي خلصت إليها أبحاث علم الأعصاب كشفت عن دليل يتعارض مع كل ما اعتقدنا أننا نعرفه عن الإنجاز.
فمن المعروف الآن أن فترات الراحة المتعمدة تدعم
- الطاقة الإنتاجية
- الإبداع
- التفكير الابتكاري
- القدرة على التنفيذ
- العقلية الإيجابية
- البديهة
- الذاكرة
عناصر ذات صلة: 3 فوائد مفاجئة لروتين ليلي ثابت
طريقة محددة فعالة للغاية؟ القيلولة. غالباً ما نميل إلى الاعتماد على القهوة بدلاً من فترات الاستراحة القصيرة عندما نشعر بالتثاقل أثناء يوم العمل. ومع ذلك، فقد ثبت أن القيلولة تعزز اليقظة والانتباه بشكل أفضل من الكافيين.
كما أن فترات الراحة القصيرة تجعلك تتغلب على آثار التثاقل بسبب عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلًا. كما أن القيلولة تجعلنا أفضل في حل المشكلات، وهو الأمر الذي يقودنا مباشرة إلى الابتكار والعمل القويّ – وهما من السمات المميزة للنجاح.
عناصر ذات صلة: 11 عادة مُجربّة من الأشخاص المبتكرين للغاية
ربما يبدو كل هذا رائعاً، لكنك تتسائل، من لديه الوقت أو المرونة لأخذ قيلولة في يوم العمل؟ أنت محق، كثير منا لا يملك هذا الوقت … لكن هل تعرف؟ النوم ليس ضرورياً للشعور بالفوائد التصليحية لفترة الراحة في منتصف النهار! جرب هذه الأفكار الثلاثة لدعم قدرات الإبداع والإنتاجية. والتي يسهل مواءمتها حتى مع أكثر جداول العمل ازدحاماً – لذا اختر واحدة منهم واضبط الوقت على خمس دقائق واستمتع بها.
- اغلق عينيك
أكثر من 50 في المائة من سطح الدماغ مخصص لمعالجة المعلومات المرئية. وإغلاق أعيننا يحرر الطاقة المرتبطة بنسبة 50 بالمائة، مما يسمح للدماغ بالتعافي بشكلٍ سريع. يمكننا الاستفادة من عمليات اللاوعي التي تساعدنا على التواصل مع أفكارنا المبتكرة وحل المشكلات بشكل أكثر كفاءةً عن طريق تقليل المدخلات المرئية للدماغ.
خطوة العمل: اخلق بيئة مريحة لأخذ القيلولة دون أن تقع في النوم. فتحرير أنفسنا من هذا الضغط يقطع شوطاً طويلاً نحو الاسترخاء ويؤدي إلى زيادة الإنتاجية. ضع في اعتبارك تشغيل بعض الموسيقى الهادئة للمساعدة في التخلص من أي ضوضاء مشتتة للانتباه. واغلق جفونك برفق، ودوّن أي أفكار قد تطرأ.
- أحلام اليقظة
عندما كنت طفلاً، هل تم توبيخك يوماً ما لأنك كنت تحدق من النافذة حالماً؟ افترض آباؤنا ومعلمونا أن تجولنا بعقولنا عائقاً، لكن باحثو علم الأعصاب توصلوا إلى أن حالمي اليقظة يسجلون في الواقع درجات أعلى في مقاييس الإبداع.
وتخصيص بعض الوقت للانطلاق بالأفكار بشكلٍ حر يسمح بفك تشابك المعلومات المختلطة في أذهاننا دون عناء تقريباً. مثلما تكتسب عضلاتنا المرونة من خلال التمدد البسيط، فمن المرجح أن تظهر لنا رؤى جديدة عندما نكون مسترخين. ولتحقيق أفضل النتائج، اقترب من جلسة أحلام اليقظة مع نية أنك يجب أن تكون تكون قادراً على التحكم في الوقت الذي تنخرط أثناؤه في هذه الحالة وتخرج منها عندما تشاء. يتطلب ذلك بعض الممارسة.
خطوة العمل: اختر صورة أو عملاً فنياً يشعرك بالاسترخاء عند النظر إليه، ربما مشهد للمحيط الهادئ أو بعض الزهور مع سماء زرقاء لامعة. (ملحوظة: الأزرق يُهدئ الأعصاب. البرتقالي يحفز الإبداع.) اضبط الساعة لمدة خمس دقائق، اجلس بشكل مريح وأحدق النظر في الصورة. أطلق العنان لعقلك مع الحفاظ على التركيز على الشعور الذي تمنحك إياه الصورة، واحتفظ بقلم ومفكرة بالقرب منك لتدوين أي ومضات إلهام.
- تنفس
عقل الشخص البالغ، الذي لا يمثل سوى 2 في المائة من وزن الجسم، مسؤول عن حوالي 20 في المائة من استهلاك الأوكسجين. وهذا يعني أن الأوكسجين هو الوقود الذي تعتمد عليه عقولنا بشكلٍ كبير للتخطيط واتخاذ القرار والتفكير الأكثر ترتيباً.
ويمنحنا التنفس المركّز البسيط دفعة ذهنية مليئة بالطاقة. كما أنه يساعدنا على الاسترخاء في عملياتنا العقلية اللاواعية، ودعم الإبداع والإنتاجية من خلال تنشيط الجهاز العصبي السمبتاوي (المسؤول عن الاسترخاء العقلي والفسيولوجي).
خطوة العمل: أولاً، تدرب على التنفس البطني – اسحب الهواء إلى بطنك بدلاً من صدرك العلوي. ضع إحدى يديك على قلبك والأخرى على بطنك أثناء الاستنشاق. وعندما ترتفع يدك السفلية أثناء الاستنشاق، ولا ترتفع يدك العليا، فأنت تعلم أنك تُدخل الهواء بالكامل إلى الحجاب الحاجز.
بعد ذلك، تنفس من خلال أنفك فقط، استنشق مع العد حتى رقم أربعة … واحتفظ بالنفس مع العد حتى أربعة … وازفر النفس مع العد حتى أربعة … واستمر في الانتظار مع العد حتى أربعة. كرر هذا التسلسل لمدة تتراوح من دقيقتين إلى 10 دقائق.
الوصول إلى حلول بديهية عبر العقل الباطن
باستخدام هذه التقنيات، تُصبح أدمغتنا قادرة على انتقاء المعلومات وإعادة تجميعها، مثل قطع الأحجية، بطريقة لا يستطيع عقلنا الواعي وحده القيام بها.
ماذا لو جعلنا هذه العملية شائعة؟
ماذا لو اعتنقنا القوة الرابطة الطبيعية بين العقل والجسم؟
ماذا لو، بدلاً من الاحتفال بالانشغال، توقفنا بشكلٍ كافٍ لضبط مستويات وعينا الأعمق؟
عندئذٍ سنفهم أنه لا يتعين علينا استبدال أحلامنا بالراحة لاستعادة طاقتنا. ففي الواقع، عندما نمنح أنفسنا مساحة للاسترخاء، فإننا نمكّن عقولنا من التوافق مع أحلامنا. وهذا هو الوقت الذي يمكننا فيه تحقيق مستوى من النجاح لا يمكن لثقافة الزخم أن تصل إليه.
تمت الكتابة من قِبل
كاتب في شبكة ريادة الأعمال
ليا بورسكي هي مدربة معتمدة من شركة NeuroHealth ومؤلفة كتاب تناول الطعام للتغلب على التوتر الأكثر مبيعاً. وهي متخصصة في تدريب القيادات النسائية لاستعادة السيطرة على الطاقة والعادات حتى يتمكنوا من التأخر في حياتهم.