عملت المطارات من خلال اعتماد التقنيات المتطورة الرامية إلى توفير تجربة سفر خالية تماماً من أي احتكاك لتعزيز تنافسيتها والحفاظ على رصيدها لدى عملائها خاصة في فترة ما بعد الجائحة، وذلك ابتداء من الفحوصات المرتكزة على القياسات الحيوية والصعود الذاتي إلى الطائرة والتعقب في الوقت الفعلي للأمتعة وانتهاءً بالإدارة الرقمية للحركة الجوية وغيرها من الخدمات.
وتعمل التقنيات والمنتجات المبتكرة على توفير درجة أعلى من الرشاقة والمرونة للمطارات، وذلك مع تزايد اعداد المسافرين وإنجاز عمليات الأمتعة خارج المطارات مع الانتعاش التدريجي لحركة المسافرين. وقد تم النظر إلى طوابير الانتظار الرقمية والقياسات الحيوية بوصفها أولوية يتم العمل على تنفيذها بهدف تحديث كل مكون من مكونات الرحلة في المطارات، حيث من المتوقع أن تخصص المطارات ما يصل إلى 6% من إيراداتها كل عام للإنفاق على تكنولوجيا المعلومات حتى عام 2024، وذلك على شكل مشاريع تحويلية وترقيات للبنية التحتية تهدف إلى تحسين الكفاءة التشغيلية والاستعداد لوصول اعداد المسافرين إلى 8.2 مليارات في العام 2037 ووصوله إلى 20.9 مليار بحلول العام 2040.
وسيشكل معرض المطارات 2022 منصة عالمية لعرض احدث التقنيات والتكنولوجيا المتطورة التي تخدم المطارات وتلبي احتياجاتها، حيث سيقدم هذا المعرض البيني للأعمال الذي يعتبر الأضخم في العالم على صعيد صناعة المطارات، والذي تنظمه شركة ريد للمعارض الشرق الأوسط، رؤى ثاقبة حول الاستثمارات التي تخطط لها مطارات العالم حتى العام 2040. هذا، وسيتم تنظيم الدورة الحادية والعشرين للمعرض في الفترة من 17 ولغاية 19 مايو في مركز دبي التجاري العالمي.
وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني، رئيس مؤسسة مطارات دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الامارات والمجموعة راعي المعرض: “وفر معرض المطارات خلال العقدين الماضيين منتجات وخدمات من شأنها تأسيس أكثر منشآت الطيران تطوراً في العالم.”
وتتحول المطارات بشكل متزايد لتصبح وجهات، وهي تحاول تعزيز تجربة المسافرين من خلال استخدام التقنيات الجديدة لكسب ثقتهم ورضاهم، حيث تعمل على تسريع عمليات الرقابة الأمنية وبوابات المغادرة واغتنام الفرصة لتعزيز العمليات التشغيلية من خلال حلول متنوعة، بما في ذلك استخدام المنتجات والخدمات المبتكرة بعد الجائحة الثانية في القرن الحادي والعشرين، والتي أدت إلى عرقلة وتيرة نموها. وتدرك المطارات أن تكنولوجيا المعلومات والأتمتة والتحول الرقمي تلعب دوراً هاماً لجهة الكفاءة والسلامة وتجربة العملاء.
وقد كان من شأن جائحة الفيروس التاجي أن عززت التدفق السلس للمسافرين ورحلتهم الخالية من الاحتكاك عبر المطارات، حيث تم جزئياً تسريع التقنيات والحلول من خلال هذه الجائحة، لكنها أيضاً جزء من عملية التحول بعيدة الأمد التي تقوم بها المطارات وفقاً للسيد بيلي شالو، مدير الابتكار والتقانة في مجلس المطارات العالمي، الذي يشغّل أعضاؤه أكثر من 1,953 مطاراً في 176 دولة.
وكان مسح أجراه الاتحاد الدولي للنقل الجوي “اياتا” حول المسافرين العالميين في 153 دولة قد كشف أن المسافرين يتوقعون من التكنولوجيا أن تمنحهم المزيد من الضبط “الشخصي” لتجربة سفرهم، علاوة على درجة أعلى من أتمتة عمليات المطارات مثل ضبط الأمن والحدود التي يعتبرون أنها تمثل “أكبر نقاط معاناة المسافرين”.
ومن المتوقع أن يصل الإنفاق السنوي على نظم أمن المطارات وحدها إلى 12.67 مليار دولار بحلول العام 2023، فيما من المتوقع لسوق تقنيات المطارات العالمية أن تنمو إلى أكثر من 13 مليار دولار، وذلك بمعدل نمو سنوي يقارب 5٪ حتى العام 2022.
ووفقاً لفروست أند سوليفان، فإنه من المتوقع أن يصل إنفاق المطارات على تكنولوجيا المعلومات إلى 4.63 مليار دولار بحلول العام 2023، في حين من المتوقع أن لسوق المطارات الذكية أن تنمو إلى 6.4 مليار دولار بحلول العام 2025.
ووفقاً لمجلس المطارات العالمي، ستنفق المطارات 2.4 تريليون دولار حتى العام 2040 بهدف الحفاظ على البنية التحتية للمطارات وترقيتها وتوسيعها وتحديثها للتعامل مع أي ظروف مستقبلية تشابه التحديات التي واجهتها المطارات خلال الجائحة. وستكون منطقة الشرق الأوسط لوحدها بحاجة لإنفاق قرابة 151 مليار دولار على توسعة وتحديث مطاراتها.
هذا وسيتم بالتزامن مع معرض المطارات تنظيم منتدى مراقبة الحركة الجوية، ومؤتمر أمن مطارات الشرق الأوسط، ومنتدى قادة المطارات العالمية، ومنتدى نساء في الطيران، ومؤتمر تجربة المسافرين في المطارات، علاوة على قمة مستقبل خدمات المناولة الأرضية.