أكدت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة أن مؤتمر “كوب28” الذي تستضيفه الإمارات في 2023 ، سيركز على قياس مدى تقدم جهود العمل المناخي وما يجب العمل عليه للإبقاء على ارتفاع حرارة الأرض داخل حدود 1.5 درجة مئوية.
وقالت المهيري.. خلال افتتاح أعمال الدورة الـ12 لاجتماعات “آيرينا” التي عقدت في أبوظبي افتراضيا ، اليوم إنه وانطلاقا من مبدأ تنويع مصادر الطاقة، نعمل في الإمارات على تنويع مصادر الطاقة الأكثر استدامة ومنها تعزيز اقتصاد الهيدروجين الأزرق والأخضر كأحد مبادراتنا الرئيسية لتحقيق أهداف الاستدامة.
وتابعت: أطلقنا مبادرة خارطة طريق تحقيق ريادة في مجال الهيدروجين خلال مؤتمر الدول الأطراف “كوب 26” وهي خطة وطنية لدعم الصناعات المحلية والمساهمة في سعينا نحو الحياد المناخي وتعزيز مكانة الإمارات كمصدر تنافسي عالمي للهيدروجين.
وأضافت أن الإمارات أعلنت خلال “كوب 26” في نوفمبر الماضي عن إطلاق منصة لتمويل تسريع تحول الطاقة بالشراكة مع “آيرنيا” بهدف جمع مليار دولار لتسريع تحول الطاقة في الدول النامية، وقد تعهدت الإمارات من خلال صندوق أبو ظبي للتنمية بتمويل 400 مليون دولار بتمويل أساسي للمنصة.
وأفادت المهيري بأن كبرى شركات الطاقة في الإمارات تعمل على تبني منظومات فعالة لتعزيز تحول الطاقة، حيث تم توقيع اتفاقية استراتيجية لشركتي “طاقة” و”أدنوك” مع “مبادلة” لامتلاك حصة في شركة مصدر بهدف تطوير محفظة عالمية للاستثمار في الطاقة المتجددة.
وقالت المهيري: ما يدعوني للفخر أن الدور المتميز الذي تلعبه دولة الإمارات في مسيرة تحول الطاقة والعمل من أجل المناخ تم تتويجه بإعلان استحقاقها استضافة دورة مؤتمر دول الأطراف “كوب 28″، في أبوظبي 2023، موضحة أن الدورة بعد القادمة من مؤتمر الأطراف “كوب 28″ستركزعلى قياس مدى تقدم جهود العمل المناخي، وما يجب العمل عليه للإبقاء على ارتفاع حرارة الأرض داخل حدود 1.5 درجة مئوية.
ودعت المهيري خلال كلمتها، الجميع للعمل بجد حتى موعد انعقاد “كوب 28” في عام 2023 ، للتأكيد على أن الطاقة المتجددة جزء رئيسي من مسيرة العمل لمواجهة أزمة المناخ.وأشادت في ختام كلمتها بالإنجازات الاستثنائية التي حققتها “آيرينا” بالتعاون مع الدول الأعضاء، معربة عن تطلعها للمزيد من الإنجازات المؤثرة لنضمن مستقبلا مستداما.
من جانبها ، أكدت معالي الكسندرا هيل تينوكو وزيرة الشؤون الخارجية بجمهورية السلفادور رئيس الدورة الحالية لاجتماعات الجمعية العمومية الـ12، أن هناك حرصا على إحداث تحولات عميقة في الطاقة لدى الدول الأعضاء في “آيرينا”، مشيرة إلى أن التغير المناخي يطال بتغيراته كل الدول دون تمييز، وأن جائحة كورونا زادت من الصعوبات في العالم وأرخت بظلالها على التنمية.
وقالت : لدينا التزام بعالم أكثر اخضراراً للأجيال المقبلة، منوهة إلى أن “آيرينا” تتمتع بالمصداقية والقدرة على إنشاء التآزر وإحداث تحول إيجابي في العالم من خلال تعزيز السياسات الوطنية والوصول للطاقة ميسورة الكلفة، ناهيك عن التصدي لآثار التغير المناخي والاحترار العالمي، كما أن “آيرينا” قامت منذ تأسيسها بتوفير منصة للتعاون الدولي وتبادل السياسات والتكنولوجيات.
وأعربت عن ثقتها في دول “آيرينا” بمواصلة العمل على هذا المنوال والبحث عن سبل كفيلة للارتقاء بمستويات المعيشية وقدرة الجميع على تجاوز التحديات المعيشية، كما أن قرارات الجمعية ستساهم في إرساء بيئة عالمية تكون فيه الطاقة المتجددة قاطرة للتنمية.
من جهته قال فرانشيسكوا لا كاميرا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”: إن اجتماع الجمعية العامة يقدم الزخم السياسي المطلوب وهي شهادة على أهمية ودور أيرينا ، مشيراً إلى أن هناك خمس دول قيد الانضمام لـ”آيرينا”.
وأضاف أن الطاقة المتجددة هي اقتصاد الغد ومحركته لافتاً إلى أن الدورة الحالية من عمومية “آيرينا” تؤكد على الانتقال من الالتزام إلى العمل بتحقيق اهداف التنمية المستدامة وتأسيس مسار للتعامل مع أزمة المناخ.
وذكر أن هذا الاجتماع هو أول اجتماع عالمي في 2022 يركز على العمل، بعد كل نشاطات الطاقة في العام 2021، مشيراً إلى حاجة العالم إلى تحول في مجال الطاقة لوضع الأساس لخطوات ملموسة.
بدوره قال معالي محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر، إن استضافة بلاده لـ”كوب 27″ في نوفمبر من العام الجاري، يأتي في وقت تتحول فيه مصر من مرحلة المبادرات والقرارات إلى مرحلة التنفيذ.
وأضاف سنعمل في “كوب 27 ” أن يكون نقطة فارقة في التحول من مرحلة إعداد القرارات والمبادرات لمرحلة تنفيذ المبادرات لنرى نتائجها تتحول إلى خفض حقيقي للانبعاثات الكربونية، مؤكداً أن العمل الجماعي العالمي سوف يؤدي لتحقيق الأهداف التي نرجوها جميعاً.
وتعقد الدورة الحالية لاجتماعات “آيرينا” تحت شعار ” تحول الطاقة من الالتزامات إلى العمل ” ما يعكس الحاجة المتزايدة لترجمة الطموحات الجريئة إلى خطوات ملموسة من شأنها دفع التحول إلى نظام طاقة أكثر نظافة وعدالة ومرونة.
والوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”هي وكالة حكومية رائدة تقود مسار تحول نظام الطاقة العالمي وتدعم بلدان العالم في الانتقال إلى مستقبل قائم على الطاقة المستدامة.
وتعتبر الوكالة مركزاً عالمياً، ومنصةً رئيسيةً للتعاون الدولي، وملتقى لرواد السياسة والتكنولوجيا والموارد والمعرفة المالية المتخصصة في مجال الطاقة المتجددة.
ويبلغ عدد أعضاء الوكالة 167 عضواً /166 بلداً إضافة إلى الاتحاد الأوروبي/، وتسعى أكثر من 17 دولة إضافية للانضمام إليها؛ وهي تعمل على تشجيع اعتماد واستخدام جميع أشكال الطاقة المتجددة في إطار سعيها المتواصل لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز سبل الحصول على الطاقة، وتحقيق أمن الطاقة، ودفع عجلة النمو الاقتصادي منخفض الكربون للوصول إلى مستقبل مزدهر.