تنطلق كشركة ناشئة من مقرها في دبي لإحداث نقلة نوعية في قطاع العلاجات التجميلية، وتعمل على تمكين العملاء في مختلف أرجاء المنطقة للوصول بسهولة إلى معلومات موثوقة حول القطاع وفق أرقى أطر الشفافية، وتزوديهم بكافة التفاصيل التي يحتاجونها، إضافة إلى إمكانية حجز مواعيد العلاجات عبر الإنترنت.
بقلم: تامر والي، مؤسس “سلفولوجي“
يمثل قطاع العلاجات التجميلية مجالاً واسعاً للأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي ويشهد مستويات متزايدة من النمو والتوسع بشكل مستمر، حيث يصل حجم الإنفاق على العلاجات فيه إلى نحو 2.2 مليار دولار سنوياً
وتستقبل المنطقة أعداداً متزايدة من الزوار لأغراض السياحة الطبية التجميلية بوتيرة غير مسبوقة، بما يمثل تغيراً مركزياً للسياحة الطبية التجميلية، حيث برزت دبي في مركز الصدارة في الحصول على العلاجات التجميلية بفضل احتضانها لأكبر عدد من جراحي التجميل بالنسبة للفرد الواحد في المنطقة.
ولم يقتصر النمو في هذا القطاع على أعداد الزوار فحسب. فالتطور التقني في المجالات التجميلية شهد زيادة ملحوظة أيضاً. وتمكنت التقنيات المتطورة والمبتكرة من إحداث نقلة نوعية في القطاع، وبات بمقدور العملاء اليوم توقع إجراءات جراحية أسرع وأكثر أماناً وأقل ألماً، وتحقق في الوقت ذاته نتائجاً مذهلة.
وعلى الرغم من وتيرة التطور التي يشهدها هذا القطاع، فما زال بحاجة لمزيد من التحسين والتطوير على صعيد مستويات الشفافية وتوافر المعلومات.
وتشهد المنطقة بكاملها تحولاً إيجابياً في الانطباعات والسلوكيات المتعلقة بالعلاجات التجميلية. وبفضل المجموعة المتزايدة من الإجراءات التجميلية غير الجراحية أو التي تتطلب أقل قدر ممكن من التدخل الجراحي، إلى جانب انتشار الوعي العام حول تلك العلاجات عبر قنوات مختلفة على غرار وسائل التواصل الاجتماعي، نلاحظ تزايداً كبيراً في القبول الاجتماعي للإجراءات التجميلية. ونتيجة لهذا التغير الحاصل، بات من الطبيعي ازدياد عدد الرجال والنساء الباحثين عن الخيارات التجميلية لتعزيز شعورهم بالرضا عن أنفسهم، حتى في الأسواق الأكثر تحفظاً تجاه هذه العلاجات. إلا أن الأمر لا يدور فقط حول الجمال، إذ يمكن للعلاجات التجميلية أن تُحدث نقلة نوعية في حياة الأفراد، لا سيما مع قدرتها على علاج الندوب الناتجة عن الحروق وحب الشباب، بالإضافة إلى مشاكل البشرة والعيوب الخلقية.
وخلال تجربتي المهنية في العلاجات التجميلية الممتدة على مدار أكثر من 30 عاماً، رأيت شخصياً كيف تقود التكنولوجيا هذا التحول ضمن القطاع. فالتطورات التي دخلت القطاع، على غرار الطب التجميلي المدعوم بتقنيات الليزر والقائم على الطاقة، وضعت القطاع في صدارة مجالات التقنيات الصحية.
ومع ذلك، لدى هذا القطاع الكثير للحاق به بما يتعلق بالوصول إلى المستهلكين والانفتاح على تطلعاتهم بشكل أفضل. فاتخاذ القرارات العلاجية مازال قائماً على النصائح الشفهية مع نقص كبير في المعلومات الموثوقة والمحدثة وذات الصلة بالمنطقة والتي تساعد على اتخاذ القرار الأمثل. وتعد هذه العناصر مهمة جداً عند اتخاذ مثل هذه القرارات المرتبطة بأمر شخصي للغاية.
ولذلك، قررت منذ نحو عام بأن الوقت قد حان لتطور قطاع العلاجات التجميلية. أردت أن يشعر المستهلكين بالتمكين والثقة، لأنهم يستحقون منصة تقدم لهم المعرفة والتعليم وتمكنهم من اتخاذ القرارات الصحيحة لأنفسهم، كما إطلاق إمكاناتهم الكاملة في نهاية المطاف. لذلك، انطلقنا بالعمل.
بدأنا في دراسة الأرقام، وما توصلنا إليه كان صادماً. فقد وجدنا أن هناك أكثر من مليون باحث عن العلاجات التجميلية عبر الإنترنت في المنطقة شهرياً. لكن، لا تمتلك حوالي 40% من العيادات مواقع الكترونية خاصة بها. في حين أن ثلث العيادات التي تمتلك موقعاً إلكترونياً هي لا تقدم خدمة حجز المواعيد عبر الإنترنت. وخلال حديثنا مع المستهلكين، أكد معظمهم أنهم يفضلون حجز مواعيدهم عبر الإنترنت. أما بالنسبة إلى أولئك الذين لم يبدون اهتماماً بذلك، فذكروا أن ذلك يرجع ببساطة إلى نقص المعلومات المتوفرة لهم.
وكان من الواضح أن المستهلكين قد شعروا بنقص في الوضوح والانفتاح في القطاع، مع غياب أي تصنيفات موثوقة ومراجعات واضحة. بالتالي، كانوا يتوجهون إلى أصدقائهم وأفراد عائلاتهم ووسائل التواصل الاجتماعي للحصول على توصيات حول وجهات العلاجات التجميلية. وبهذا، لم يكن هناك مصدر واحد على الإطلاق يحيطهم بالمعلومات المتعلقة بالقطاع، على الرغم من مليارات الدولارات التي يتم إنفاقها عليه.
لذا تمت صناعة “سلفولوجي” لتلبية تلك الاحتياجات، إذ إنها منصة تركز على العملاء أولاً وتوفر لهم معلومات كافية ووافية حول العلاجات والإجراءات التجميلية. وفي شهر يونيو من هذا العام، نجحنا بتأمين تمويل أولي بقيمة 17.5 مليون دولار للمنصة، بما يسمح لنا من تحقيق طموحنا في تنفيذ خططنا وفق أرقى معايير الجودة والإمكانات. ونعمل على إطلاق المنصة على نطاق واسع للغاية وغير مألوف سابقاً في المنطقة، وتزوديها بأحدث التقنيات، ودعمها بألمع الخبرات الرقمية في القطاع، وإثرائها بالمحتوى التجميلي الأصلي باللغتين العربية والإنجليزية الذي يعده نخبة من خبراء القطاع العالميين. وبذلك، نهدف إلى أن نكون رواداً ونحدث نقلة نوعية في قطاع العلاجات التجميلية، في ضوء الحاجة الكبيرة لتقديم معلومات حيادية ومدروسة وموثوقة ومرتبطة بتطلعات المستهلكين لتمكينهم من الاطلاع على تفاصيل هذه العلاجات المتوفرة في المنطقة، واتخاذ القرار الأمثل لأنفسهم في نهاية المطاف.
وستقدم “سلفولوجي” خدماتها كمنصة للتجارة الإلكترونية أيضاً بما يتيح للمستخدمين المقارنة بين العيادات والأخصائيين وحجز مواعيد العلاجات التجميلية. ومن بين العيادات التي تم استطلاعها في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، أشارت 58% منها إلى أنها واجهت تحدياً كبيراً في استقطاب العملاء الجدد. لذلك، يمكن لمنصتنا أن تساعد العيادات وأطباء التجميل على تعزيز حضورهم على الإنترنت وعرض مزاياهم وتقنياتهم والقيمة التي يوفرونها للعملاء. فهدفنا هو بناء مجتمع موثوق وتطوير شراكات متينة مع مزودي خدمات الطب التجميلي.
تعود الرقمنة بتأثير كبير على قطاعات الصحة والجمال والعافية، لذا يتعين على مزودي هذه الخدمات مواكبة أحدث مستجداتها. كما أن مستخدمي منصتنا متمرسون باستخدام التقنيات الرقمية وتطوير هذا العالم الرقمي الذي نعيش فيه. وبالتالي, لابد من قيام مزودي العلاجات التجميلية بضمان قدرتهم على تلبية متطلبات هؤلاء المستخدمين عبر دخول العالم الرقمي من أوسع أبوابه. وبما أن المستخدمين يبحثون عن المعلومات الموثوقة والواضحة والموجزة التي تتسم بالشفافية أثناء تفكيرهم بالعلاجات التجميلية، تقع على عاتقنا مسؤولية وضعها في متناولهم.
يحمل مستقبل العلاجات التجميلية آفاقاً واعدة للغاية، حيث يرغب الأشخاص بالشعور بالرضا عن أنفسهم. ولابد لنا من مساعدتهم على تحقيق هذا الرضا، وبالتالي تعزيز ثقتهم بأنفسهم. وإذا ما أردنا دعمهم بشكل صحيح، يتعين على القطاع أن يتطور لمواكبة ضرورات العصر. ومن هنا تحديداً تأتي رسالتنا في أن نقود هذا التطور ، ونرتقي به نحو آفاق جديدة كلياً.