بقلم / علياء محرين أحمد
في كل قصّة انتصار تكون بطلتها امرأة، غالباً ما يكون هناك دائماً جانب عاطفي واحد يتألق ويبرز أكثر من غيره، وهذا الجانب هو الإيمان بالنفس. إنّ النساء اللواتي شرعن في تحقيق أحلامهن، بغض النظر عما قد يقابلنه من صعاب، من خلال الإيمان الكامل بأنفسهن، دائماً ما يكن مصدراً للتحفيز والإلهام بالنسبة إلى الكثيرين. وهذه السمة هي التي لازمت “بانشالي ماهيندرا”، المديرة العامة لشركة الطهي لشركة “أتيليه هاوس هوسبيتالتي”، طوال حياتها المهنية.
بصفتها امرأة تعمل في قطاع يهيمن عليه الرجل، تعترف “ماهيندرا” بأنها غالباً ما كانت تشعر بإهمال أو إغفال أقرانها لها في هذا القطاع. ومع ذلك، فقد حرصت على ألا تقف هذه التحديات حائلاً بينها وبين تحقيق أهدافها. وتخبرنا “ماهيندرا” بقولها: “كل ما تحتاجه النساء هو بذل الجهد للتألق وإنماء أنفسهن لكي يسمع الجميع أصواتهن ويتمكنوا من رؤيتهن. لا يمكننا دائماً إلقاء اللوم على الجنس الآخر. لقد تمكنت من تحطيم العديد من الحواجز، لذلك أنا متأكد من أنّ الكثيرات بوسعهن فعل ذلك أيضاً!”. وهذا الموقف الثابت هو ما تبنّته “ماهيندرا” طوال مسيرتها المهنية، والتي ترأس خلالها الآن مكتب “أتيلييه هاوس هوسبيتاليتي” في دبي، وهي شركة استشارات متكاملة الخدمات ومتخصصة في أعمال الضيافة والتطوير وإدارة العمليات، ومقرّها الأساسي نيويورك. وتستهدف الشركة تقديم المعرفة المتخصصة والتعريف بالعديد من الفروق الدقيقة التي تصاحب إدارة أماكن تقديم الأطعمة والمشروبات عالية الجودة. وتعلق “ماهيندرا” على ذلك قائلة: “بفضل عقود من الخبرة وفريق من الكوادر ذات المستوى العالمي، تعمل (أتيلييه هاوس هوسبيتاليتي) على تمكين الشركات الصغيرة والكبيرة وتشجعها، كما تجمع بين المنظور العالمي والمعرفة المحلية في بوتقة واحدة. وخلال عملي في منصب المديرة العامة، كنت مسؤولة عن كل شيء، بدءًا من وضع المفاهيم وحتى إقامة العلامات التجارية وتوسيعها وتشغيلها إلى أن تُكلل بالنجاح”.
انضمت “بانشالي ماهيندرا” إلى “أتيلييه هاوس هوسبيتاليتي” في عام 2017، ولكن تجربتها الشاملة في قطاع الأطعمة والمشروبات تمتد أكثر من 17 عاماً. وفي ذلك الوقت، تولت الإشراف على عمليات إطلاق وتشغيل أكثر من 45 مطعماً وتصوّر المفاهيم الخاصة به. وهذه الثروة الهائلة من الخبرة والمعرفة ما استعانت به في قيادة اثنين من مشروعاتها الأخيرة التي تصفهما بأنهما أكبر مصدر للفخر لديها، وهما التوسّع الدولي لمطعم “موهالا” الهندي في دولة الإمارات العربية المتحدة (وهو يقوم على مفهوم محلي من بنات أفكار “ماهيندرا”)، وإطلاق الفرع الثاني لمطعم “ماريا” الإيطالي الحائز على نجمة ميشلان ومقره نيويورك. وتوضح “ماهيندرا” ذلك بقولها: “إنّ التوسع الذي شهده مطعم (موهالا) كان يتمحور حول التحليق بعلامة تجارية محلية إلى آفاق عالمية. لقد نجحنا في إطلاقه في الرياض، وكذلك منحنا امتيازات لعشر وحدات للمطعم للعائلة المالكة في المملكة العربية السعودية”. وقد أدت “ماهيندرا” أيضاً دوراً محورياً في قيادة فريقها نحو إطلاق علامات تجارية أخرى في مجال الأطعمة والمشروبات في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثل “ذا هوست”، و”أسما”، و”ميتشكو”، و”موريني الرياض”، و”11 وودفاير”، و”آر إس في بي”، و”سوما”.
مع ذلك، وسط النجاحات، ثمّة دروس حتميّة نتعلمها خلال المساعي الفاشلة والعقبات المفاجئة. ويبدو أن منظور أعمال “ماهيندرا” لم تشوبه التوقعات الخيالية، وربما يظهر ذلك جلياً في كيفية تحليلها لما علمتها إياه التحديات العديدة خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19). وتعلنها صراحةً: “توقّع كل ما لا يمكن توقعه! أظنّ أنّ أسلوب قيادتي لم يتغير خلال الجائحة، غير أنّ الحالة الوجدانية العامة الناتجة عن ذلك قد تغيّرت بكل تأكيد. تعمل الأزمات على تكاتف البشر معاً، وهذا الأمر لم يكن مختلفاً. وأعتقد أن الصداقة الحميمة، والتعاطف، والصبر هي صفات تطوّرت كثيراً خلال السنة الماضية”. تصبح الآثار الأساسية نتيجة للنظرة الواقعية في نهج القيادة الذي تتبعه “ماهيندرا”، وهو أسلوب تصفه بأنه “عملي وشخصي”، أكثر وضوحاً عندما تسدي أفضل نصيحة تلقتها على الإطلاق في مجال الأعمال، فتقول: “إنّ أفضل ما تعلمته هو ألا تسلّم بكل شيء، حتى تظلّ متواضعاً في جميع الأوقات، ولا سيما خلال النجاح، وحتى تسمح للنتائج تتحدث عن نفسها، فالأيدي المتسخة علامة على المال النظيف، لذلك يجب أن تكون جزءًا من النظام حتى تتعرف على النظام”.
ولكن حتى غالبية المجتهدين يمكن أن يشعروا في بعض الأحيان بالإحباط واليأس، أو قد يواجهوا مشكلات نابعة من إحساسهم بعدم الأمن. إذن، كيف تتعامل “ماهيندرا” مع هذه اللحظات؟ تقول “ماهيندرا”: “دائماً ما ستظهر لحظات من انعدام الأمن والمنافسة، لكنني هناك شيئاً أكيداً، وهو أنّ العمل الجاد يتغلب على كل ذلك، وفي الوقت المناسب، سيعرفه الجميع. ولكن لدي أيضاً أسرتي المحبة التي أحتمي بها، ورئيس يدعمني بقوة، وفريق رائع يساعدني على مواصلة طريقي. لطالما كنت أحرص على الالتزام بأخلاقيات العمل وشرفه، وأعلم أنه لا يمكن لأحد أن يأخذ ذلك منك”. تشجع “ماهيندرا” الجميع أيضاً على السعي وراء معرفة كيف يمكنهم تعزيز أنفسهم. وفي واقع الأمر، نجحت بالفعل في ابتكار نهج مناسب لها. وتختتم حديثها قائلة: “أنا شخصياً أجدّ أن التدرب وقضاء الوقت مع كلبي من أفضل الطرق التي تساعدني على التخلص من التوتر. وقليل من الشراب لا يُضر بأحد!”
الملخص التنفيذي
نصائح “بانشالي ماهيندرا” للسيدات في عالم الأعمال
- كوني بطل قصتك الخاصة. “لا تسمحي لأحد باستضعافك أبداً!”
- الصبر هو أحسن فضيلة. “إعلمي أن الأمر قد يستغرق وقتاً، لكنه سيحدث”.
- استثمري في نفسك. “واصلي القراءة والدراسة، لأن الوعي الذاتي والحكمة الحياتية أمران غاية في الأهمية”.