الشارقة، 23 نوفمبر 2021،
تناول مهرجان الشارقة لريادة الأعمال 2021 واحدة من أبرز اهتمامات رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة في مسيرتهم نحو تحقيق النجاح، والمتمثلة بخيارات التمويل والقدرة على الوصول إليها، وذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان “تمويل تأسيس المشاريع: خيارات التمويل الرئيسية المتاحة لشركتك”، وقد استضافت الجلسة كلاً من أحمد النقبي، الرئيس التنفيذي لبنك الإمارات للتنمية، ومها الفهيم، مؤسس شركة “هاي ووتر فنتشر بارتنرز”، وسامر شقير مدير الهلال للمشاريع الابتكارية.
وقد استهل أحمد النقبي الجلسة بالتأكيد على أن بنك الإمارات للتنمية وضع خطط جديدة، باتت متاحة أمام رواد الأعمال، لدعم مشاريعهم عبر قطاعات رئيسية، مشيراً إلى أن التركيز يشمل مختلف مراحل المشروع، وأن أهم معيار للتمويل يتمثل بالهدف أو الفكرة التي يقوم عليها المشروع، والقيمة المضافة التي سيقدمها، وليس الهدف الربحي فقط.
وقال النقبي: “من خلال تطبيقنا الذكي الخاص، نقوم بتسهيل عملية التواصل بين البنك والعملاء من رواد الأعمال، وبإمكان رائد الأعمال فتح حساب بنكي لدينا خلال 48 ساعة، وبكل يسر وسهولة عبر بعض المستندات المطلوبة، وهي خدمة مجانية بالكامل”.
وأضاف: “التمويل يحتّم على رائد الأعمال أن يكون على دراية كاملة بالوقت الذي سيبدأ مشروعه بتحقيق عوائد تمكنّه من السداد وعدم التعثر، ونحن لنساعد في ذلك، نتيح الحصول على قروض لفترات سداد تتجاوز الـ 10 سنوات، كما أن نسبة الفائدة لدينا منخفضة، ونعطي فترة تتراوح بين سنة وسنتين قبل البدء بسداد الدفعات، لذا، فنصيحتي لمن يرغب في الحصول على قرض لتمويل مشروعه، أن لا يتقدم إلا بعد البدء بجني بعض الأرباح على أقل تقدير، وأن يأخذ أمرين بعين الاعتبار، الأول قدرته على إعادة المبلغ، والثاني تأمين القرض عبر الأصول الجانبية، كوضع رهن معين في البنك، لسداد القرض من خلالها في حال التعثر بالسداد عبر المشروع ذاته”.
بدورها قالت مها الفهيم: “خيارات التمويل لدينا ترتبط بشكل مباشر في القطاعات الاقتصادية الرئيسية، وتركيزنا على الصعيد المحلي فقط، فعندما يرغب شخص ما في طلب تمويل لمشروع أو فكرة، فإن اهتمامنا يكمن في معرفة المرحلة التي تعيش فيها الفكرة أو المشروع حالياً، وكذلك المنطقة الجغرافية التي يريد الاستثمار فيها”.
وأضافت: أرى أن الإعداد للمشروع بشكل متقن هو جوهر الأمر، فعندما يكون إعدادك وجاهزيتك لانطلاق مشروعك على أكمل وجه، حينها يمكن تقديم التمويل، والإعداد يشمل آلية التفكير والتخطيط، والمنتج أو الخدمة التي يقدمونها، وغيرها من التفاصيل الدقيقة، التي تعزز نظرتنا وثقتنا بأن هذا المشروع قابل للتطبيق والتطور والنجاح المستقبلي”.
وأضافت: “التمويل وتقديم الدعم المادي هو فنّ بحد ذاته، فعلى سبيل المثال عندما تتمتع بالكثير من العلاقات في محيطك، فيمكن أن تجد مخرجاً للتمويل حينها، ونحن نفكّر دائماً كيف لهذه الفكرة أو المشروع الذي سنستثمر فيه أن يحقق منفعة مشتركة، وكيف له أن يساعدنا بشكل أو بآخر، ونطلع المهتم والمعني بالقرض على هذا الأمر، حتى نتمكن من الاستماع إلى رؤيته المستقبلية وخططه التنموية. في النهاية ننظر إلى جميع الخيارات المتاحة، ونضعها في عين الاعتبار، ورائد الأعمال يجب أن يكون مرناً ومتقبلاً، ومنفتحاً على العديد من طرق ووسائل التمويل”.
من جهته قال سامر شقير: “المستثمرون دائماً يتطلعون إلى الاستثمار في الشركات ذات الرؤية الواضحة، فمن الصعب جداً في المراحل الأولية للمشاريع أن تستقطب اهتمام المستثمرين، إلا في حال كانت تتمتع بخارطة طريق ذات أبعاد واضحة، وأهداف قابلة للتحقق على أرض الواقع. بدأنا رحلتنا منذ 5 سنوات، قمنا خلالها بتمويل العديد من المشاريع، وقروضنا التمويلية تتراوح بين 50 ألف دولار إلى 200 ألف دولار، فنحن عبارة عن مجموع من 70 إلى 80 عضواً ومستثمراً، من مختلف حقول الخبرة والمعرفة، ونحاول باستمرار أن نقدم نصائح لرواد الاعمال، فالدعم لا يقتصر على الأموال فقط، إنما الارشاد والتوعية له أهمية لا تقل عن الدعم المادي”.
وأضاف: “أحد الأسئلة التي نطرحها على رائد الأعمال: ما هي أبرز الأمور التي يمكن لنا مساعدتك فيها، غير الجوانب المادية؟، وباعتقادي فإن رائد الأعمال الذي يتمتع برؤية واضحة، يكون قادراً على الإجابة بسلاسة، وهذا يعطينا انطباعاً ايجابياً حول إمكانية نجاحه، فعندما تتقدم كصاحب مشروع مبتكر أو جديد لطلب تمويل، فمن المؤكد أن جهوزيتك ورؤيتك لآلية الطلب والسداد أيضاً ستكون واضحة جداً”.
وينظم المهرجان بالشراكة مع كل من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات – إحدى مبادرات هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومدينة الشارقة للإعلام (شمس)، ومجموعة ألف، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة.