مهمة شركة Talon Dust Control بسيطة: التخلص من التحديات التشغيلية والمتعلقة بالصيانة وكذلك التحديات المتعلقة بالصحة التي تنشأ بسبب رداءة جودة الهواء الصناعي أو الهواء في الموقع.
كتب بواسطة علياء مهران أحمد، نوفمبر 2021
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
إذا كنت قد أمضيت بضع دقائق على مقربة مباشرة من موقع بناء أو تسبب سوء الحظ في تواجدك حول طريق غير ممهد أو في أحد المخازن، فمن المحتمل أن تضطر إلى تغطية أنفك وعينيك لحماية نفسك من المستويات الهائلة من الغبار التي تكون في الهواء. هذه المشكلة، التي يشار إليها عمومًا باسم “تصاعد الغبار”، هي مشكلة أساسية في العديد من الصناعات، بسبب العمليات الشاقة واستخدام آلات معنية. ولحل هذه المشكلة بالتحديد، توصلت شركة Talon Dust Control، والتي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقرًا لها، إلى حلول صديقة للبيئة ومحلية الصنع بنسبة 100٪ تستهدف إعادة تشكيل الطريقة التي يتم بها التعامل مع الغبار حاليًا.
شركة Talon Dust Control
أطلق كل من شاهزاد غوري والدكتور محمد عمر الشركة الناشئة في عام 2019، وجديرٌ بالذكر أنهما من خريجي برنامج تقدم لتسريع الأعمال في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST). وكلاهما يتمتع أيضًا بخلفيات مهنية في مجال حماية البيئة والاستدامة. وفي شركة Talon Dust Control، كانت مهمتهم بسيطة: التغلب على التحديات التشغيلية والخاصة بالصيانة وكذلك المتعلقة بالصحة التي تنشأ بسبب رداءة جودة الهواء في البيئة الصناعية أو في مواقع البناء.
وباستخدام خمسة منتجات متميزة غير سامة، ورذاذ سائل، يُمكن التحكم في الغبار والحد من تراكم الغبار، حيث تعمل الشركة الناشئة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية عبر قطاعات مثل الطيران والبناء والقطاعات العسكرية وفي مجال الترفيه في الهواء الطلق وكذلك في المزارع الشمسية. وأوضح غوري، وهو أيضًا رئيس قسم التكنولوجيا في الشركة الناشئة: “نقدم المساعدة عملائنا في تحسين أدائهم المالي والصحي وتحسين مستوى السلامة ومراعاة البيئة حيث يلزمهم التحكم في الغبار. فالغبار يتسبب في الكثير من المخاطر في العمليات التشغيلية وفي عمليات الصيانة، كما أن كمية المياه المستخدمة للتحكم في الغبار هائلة أيضًا. ومن ثم، هذا هو سبب وجودنا: لخفض التكاليف التي يسببها الغبار!”
والآن، يعد استخدام الماء هو الطريقة الأكثر شيوعًا للتحكم في الغبار على مستوى العالم، وخاصة في الشرق الأوسط. إلا أنه في بلد ليس لديه سوى موارد مائية شحيحة فحسب، يمكن أن يترتب على هذه الطريقة تداعيات كبيرة. وهذا هو السبب في أن ضمان الحد من استخدام المياه يعد جانبًا محوريًا ورئيسيًا يميز الحلول التي تقدمها شركة Talon Dust Control. في هذه المرحلة، وبالنسبة للشخص العادي الذي يقرأ هذا المقال، ربما يكون من الضروري وضع الأمور في نصابها من خلال النظر إلى ما توصلت إليه الدراسات الحالية حول هذه الطريقة.
فبحسب العديد من التقارير، تحتاج المنطقة الحارة والجافة عادةً (وهي سمة من سمات التضاريس المناخية في المملكة العربية السعودية) إلى حوالي أربعة لترات من المياه لكل متر مربع من الأرض في كل يوم. إذا أجريت العمليات الحسابية، فليس من الصعب قياس كمية المياه المطلوبة للمنطقة الكاملة من الطريق أو الأرض. ويؤكد عمر، الذي يشغل منصب كبير مسؤولي الأعمال، على أن هذا كان عاملاً مُحفزًا رئيسيًا ودافعًا عند إنشاء شركة Talon Dust Control. وأضاف قائلاً: “هذا التأثير البيئي الهائل متواجد لأن الطريقة التقليدية للتحكم في الغبار دائمًا ما كانت تستخدم المياه، ويجب إنتاج المياه من جميع أنواع العمليات كثيفة الاستهلاك للطاقة، لا سيما في هذه المنطقة”.
وأضاف أيضًا أنه من خلال الحد من هدر المياه، تتوافق قيم شركته الناشئة أيضًا مع رؤية المملكة لعام 2030، حيث تعد زيادة التنمية المستدامة هدفًا رئيسيًا للحكومة السعودية. وأضاف عمر: “بالنسبة لنا، فإن التحكم في الغبار يُترجم مباشرة إلى تحسين الصحة والرفاهية، وتقليل استخدام المياه، مما يعني أن المياه ستكون متاحة للزراعة والمبادرات الخضراء”. فبدلاً من القيام يوميًا بإلقاء أربعة لترات من المياه النظيفة أو النظيفة إلى حدٍ ما، يمكننا تقليل استخدام المياه بنسبة 90٪. وفي أي وقت نفعل ذلك، فإننا نساهم بشكل مباشر في تحقيق رؤية المملكة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.”
عناصر ذات صلة: ريادة الأعمال والمجتمع ومواجهة الخوف من الفشل
مثال على كيفية مساعدة منتجات الرذاذ السائل التي تطرحها شركة Talon Dust Control في التحكم في الغبار. المصدر: شركة Talon Dust Control.
وهنا، ينسجم غوري مع عدد من العوامل الأخرى التي تجعل حلول شركة Talon Dust Control صديقة للبيئة. وبحسبما ذكر “منتجاتنا أقل وزنًا بنسبة 95٪ مقارنة بالمعدات التقليدية للتحكم في الغبار المتاحة في الأسواق. فمع استخدام مواد أقل، تكون بصمتنا الكربونية أيضًا أقل بكثير. وكذلك، عند المقارنة بالبدائل، مثل الطرق التي تستخدم الإسفلت أو البترول أو المواد الهيدروكربونية أو العشب الذي يستخدم الكثير من المبيدات الحشرية والأسمدة، فإن منتجات التحكم في الغبار لدينا أقل سُمية وخاملة تمامًا وقابلة للتحلل.”
لكن، دعم الاستدامة البيئية ليس سوى جانب واحد مما يستهدفه عمر وغوري. من المعروف أن زيادة انبعاثات الغبار تسبب مشاكل، مثل الخطر المتزايد لاندلاع الحرائق وانفجارات الغبار، وانخفاض مستويات الرؤية في الموقع، وتكاليف الصيانة والتنظيف المرتفعة للغاية. وتساعد حلول شركة Talon Dust Control في التغلب على المشكلات المتعلقة بالتشغيل والصيانة. هناك أيضًا، بالطبع، عنصر صحي واضح جدًا عندما يتعلق الأمر بالتعرض المطول للغبار. ويوضح غوري: “فيما يتعلق بصحة الإنسان، هناك غبار يمكن تنفسه واستنشاقه، والذي يدخل إلى مجاري التنفس العلوية وهناك غبار يمكن تنفسه والذي يصل إلى رئتيك. ومن الممكن أن يسبب الغبار الإصابة بالتهابات الرئة والتهابات العين ومن ثم التغيب عن العمل. لذلك، تهدف حلولنا إلى حماية العمال في بيئة العمل ومساعدة عملائنا أيضًا على توفير التكاليف التشغيلية، وتحسين جودة الهواء المحلي بما يدعم صحة الأفراد، وتقليل احتمالية وقوع أي حوادث”.
مع كل هذه المجالات، ووصولاً إلى نموذج الأعمال الخاص بها، هناك بالفعل بعض العوامل التي يمكن وصفها بأنها نقاط بيع فريدة (USP) للشركة الناشئة. وذكر عمر إن قدرة شركة Talon Dust Control على تقديم خيارات استثنائية هي أكبر ميزة للسلع التي تقدمها. وأضاف: “نحن نضيف قيمة فيما يتعلق بنقل المعرفة وتثقيف الأفراد بشأن خياراتهم وهو أمر لم يتم القيام به في هذا الجزء من العالم. وبالتأكيد منتجاتنا أرخص، من بعض النواحي، فضلاً عن أنها مصنوعة محليًا بالكامل. لذلك أعتقد أننا نتميز عن منافسينا من عدة جوانب”.
يعتقد غوري أن هذا هو عنصر نقل المعرفة الذي أدى إلى طرح أكبر مشروع لشركة Talon Dust Control حتى الآن: اتفاقية موقعة مع شركة جنرال إلكتريك (GE) لتوفير حلول جاهزة للتحكم في الغبار في الطرق التي تخدم محطة الطاقة الشمسية المركزية (CSP) التابعة لشركة جنرال إلكتريك في المملكة العربية السعودية. والجدير بالذكر أن هذه الصفقة تمت خلال أزمة كوفيد-19، حيث تواصل فريق جنرال إلكتريك (GE) مع شركة Talon Dust Control بناءً على ما قرأوه وسمعوه عن الشركة الناشئة.
وأضاف غوري: “تم بناء محطة الطاقة الشمسية المركزية (CSP) كجزء من التزام المملكة العربية السعودية باستخدام الطاقة المتجددة. حيث أراد الموظفون في جنرال إلكتريك (GE) أن يشعروا بالثقة في أنهم سيحصلون على رعاية شركة تتفهم احتياجاتهم. وبالنظر لأننا جميعًا من نفس الخلفية التشغيلية والبيئية، فيمكننا التحدث بنفس اللغة”. ويقول غوري أن تبادل المعارف والحلول والخيارات هو الذي ضمن نجاح المشروع. “أدى التنفيذ الناجح للمشروع إلى تقليل توليد الغبار محليًا، وتحسين مستوى تنظيف المرايا الشمسية، وزيادة إنتاجية الطاقة الشمسية، وتقليل النفقات الرأسمالية بشكل ملحوظ مقارنةً بالوسائل التقليدية لبناء الطرق الإسفلتية التقليدية، وطرق الاستخدام السريع، وبالتالي تقليل وقت التعطل التشغيلي للطرق الميدانية الشمسية.”
مع تسليم هذا المشروع إلى شركة جنرال إلكتريك (GE)، كان هناك مناخ من الثقة يريد كل من عمر وغوري المضي قدمًا للتعامل معه. لكن هذا الإحساس القوي بالإيمان برؤيتهم المشتركة نشأ قبل وقت طويل من التعامل مع شركة جنرال إلكتريك (GE). خلال فترة وجودهم في برنامج تقدم لتسريع الأعمال، كانت شركة Talon Dust Control من بين الفائزين الستة الرئيسيين في مجموعتها.
أدى ذلك في نهاية المطاف إلى وصول الشركة الناشئة إلى نهائيات المسابقة الوطنية السعودية لكأس العالم لريادة الأعمال (EWC)، وهي مسابقة ترويجية تقام في مواقع مختلفة على مستوى العالم وتُديرها ثلاث منظمات مضيفة مشتركة – منتدى مسك العالمي، وشبكة ريادة الأعمال العالمية ومؤسسة التعليم العالمي، ومؤسسة القيادة. في هذه المسابقة أيضًا، فازت شركة Talon Dust Control، وبرزت بوصفها الفائز من بين 14 شركة ناشئة من جميع أنحاء البلاد. وذكر عمر بتواضع: “لا أعرف ما إذا كان علينا التباهي بهذا الأمر، لكننا حققنا المركز الأول في المملكة العربية السعودية وكنا بين الفائزين الأوائل في مسابقة تقدم. الفوز بمسابقة كأس العالم لريادة الأعمال (EWC) وحقيقة أن عملاء رئيسيين مثل جنرال إلكتريك (GE) يتعاملون معنا الآن هو حقًا شهادة على مدى جودة تحضيرنا في برنامج تقدم.”
ويبرز امتنان كلا المؤسسين لبرنامج تسريع الأعمال في قولهما بأنهما لم يكونا ليحققوا هذا القدر من النجاح دون برنامج “تقدم” ومجتمع الشركات الناشئة ورواد الأعمال الذي ترعاه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. وأضاف عمر: “كان كلانا يعمل على قضية الغبار هذه بوصفها مفهوم فحسب، ولكن برنامج تقدم هو الذي تحول بنا إلى مستوى مختلف تمامًا من حيث تحسين عملياتنا وطريقة تفكيرنا بوصفنا شركة ناشئة”. لطالما كان، وما زال، مقرنا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. لذلك أعتقد أنه من الإنصاف أن أقول أنه بدونهم كان من المستحيل تقريبًا القيام بذلك”.
يظهر هذا التواضع عندما يُسأل عن الخطوة التالية لشركة Talon Dust Control. وذكر عمر بصراحة شديدة “على الرغم من أننا شركة حديثة جدًا، فقد تواصلت معنا بعض الشركات والمستثمرين الجادين، الذين لم يبدوا اهتمامًا في التعاون معنا فحسب، بل كانوا مستعدين لشراء أسهم في الشركة، ولكن الرد بأننا ” لم نصل إلى هذه المرحلة بعد”. وبحسبما ذكره عمر، لا تزال الشركة الناشئة بحاجة إلى بضع سنوات أخرى في السوق قبل أن تتمكن حتى من البدء في النظر في مثل هذه المقترحات.
ومع ذلك، أوضح الغوري أحد الجوانب الخاصة بمستقبل الشركة الناشئة: إنهم لن ينتقلوا من المملكة العربية السعودية! “إن إجمالي مساحة السوق التي يمكن العمل فيها بداخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كبيرة للغاية، ومع نمو الأعمال، يمكننا بالتأكيد إقامة شراكات؛ إلا أننا ملتزمون تجاه المملكة العربية السعودية. لقد منحتنا السعودية هذه الفرصة، وسوف نحتفظ بمقرنا الرئيسي هنا إلى الأبد.” وربما يفسر ذلك الهدف النهائي لشركة Talon Dust Control. واختتم الغوري كلامه قائلاً “يجب أن يكون التحكم في الغبار محليًا! لأنه بخلاف ذلك، سنخسر الكثير من المزايا المتعلقة بالاستدامة وسيتسبب ذلك في زيادة البصمة الكربونية.” وبالنظر لأن الشركة الناشئة تجري بالفعل محادثات بشأن مشروع مع شركة أرامكو، ولديها خطط للحصول في نهاية المطاف على تراخيص تصدير من شأنها أن تفتح الأبواب أمام أسواق أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن مستقبل شركة Talon Dust Control يبدو واعدًا للغاية.