قد تصبح أي حقيقة أو المعرفة التي نعلمها للطفل قد عفا عليها الزمن عندما يصلوا لسن البلوغ، لكن القيم تبقى على الرغم من كل التغييرات.
بقلم شيري كامبل
لكي يُصبح أطفالنا استثنائيين، يجب أن نسمح لهم بتجربة “المستويات المثالية من الإحباط”. وواجبنا هو أن نحبهم وندعمهم خلال نضالاتهم، وأن نتوقف عن حل مشاكلهم بدلاً منهم.
فنحن بحاجة إلى منحهم البصيرة التي سيكتسبونها من كفاحهم وإخفاقاتهم، فمثل هذه الأشياء هي بمثابة وسائل تعلم رئيسية تساعدهم في نموهم ليصبحوا أشخاصًا أكثر قوةً ونجاحًا. ومن المهم أن نساعد أطفالنا على التغلب على العوائق العاطفية التي يواجهونها، والتي تولد بداخلهم أفكارًا عن صغر الأفق وتفرض عليهم قيودًا تحد من قدراتهم. فعلينا أن نعلمهم وضع معايير عالية لأنفسهم وألا يتوقفوا أبدًا عن السعي للارتقاء وصولاً لتلك المعايير العالية. ومن الضروري أن يكون هدفنا، كآباء، هو تشجيع أطفالنا على التفكير بأكبر قدر ممكن، وألا نتوقع تحقيق مستوى أقل من المستوى الأفضل، وأن يتحلون بالشجاعة، والأهم من ذلك، أن يكونوا حنونون.
عناصر ذات صلة: 3 طرق لتربية أطفالك على التفكير – وحل المشكلات – بوصفك رائد أعمال
- العمل الجماعيّ
لتحقيق النجاح، يجب أن يفهم أطفالنا القيمة التي يضيفها الآخرون لحياتهم. حيث يجب أن نعلمهم أن أساسيات السعادة والنجاح هي العلاقات الصحية والداعمة والناجحة. كما علينا أن نشجع أطفالنا على الانخراط في الأنشطة خارج إطار المدرسة، وتكليفهم بالمهام والمسؤوليات في المنزل كوسائل لمنحهم الإحساس بأهمية العمل الجماعي لخلق مهاراتهم الحياتية.
ومن الضروري أيضًا أن ننخرط بنفسنا في حياتهم، لأن هذا يمنحنا الفرصة لوضع معايير للعمل الذي يحتاجون إلى إنجازه داخل المنزل وخارجه. يجب أن تكون المعايير التي وضعناها صعبة، ولكن قابلة للتحقيق. فمن خلال القيام بذلك، نكون على دراية بأن أطفالنا جزءًا من الأشياء عالية الأهمية في البيئة التي يمثلون جزءًا منها. حيث أن قيمة العمل الجماعي تحول بين جعل أطفالنا أنانيين ولا يهتمون سوى بمصلحتهم. ومن ثمّ، علينا أن نساعد أطفالنا على استيعاب قدرتهم على المضي قدمًا في الحياة بمفردهم. فيجب أن يكون هدفنا أن نوضح لهم أن التعاون الفعال مع الآخرين يعزز القوة الشخصية لكل فردٍ على حده ويزيد من احتمالية نجاح الجميع.
عناصر ذات صلة: 15 نصيحة لغرس مهارات القيادة لدى الأطفال
- العناية بالذات
القوة الشخصية والقناعة بالوضع الحالي لا يتواجدان داخل نفس الشخص. يجب علينا تربية أطفالنا بحيث يكرسون الوقت والطاقة كلما لزم الأمر لضمان عدم إهمال أي مجالات مهمة يحتاجون إلى النجاح فيها.
فهم يستحقون الحصول على وقت للعمل ووقت للترفيه، حيث يمكنهم أن يتوقفو لبرهة ويشعروا بأنهم غير مقيدين بثقل مسؤولياتهم. وأسهل طريقة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة لأطفالنا هي أن نطلب منهم إيلاء الأولوية لمسؤولياتهم أولاً ثم للترفيه بعد ذلك. حيث تساعدهم هذه القيمة على إدارة حياتهم بطريقة فعالة للغاية. حيث أن وضع وقت الفراغ في المرتبة الثانية يسمح لأطفالنا بعدم الانخراط في تنفيذ المسؤوليات المزعجة أثناء أوقات فراغهم، لأنهم ليس لديهم أي مسؤوليات أثناء ذلك. فعندما نعلم أطفالنا أن يضعوا معايير عالية في جميع مجالات حياتهم، سيكتشفون أن عملهم الجاد يكافئ بأنشطة الترفيه والعكس صحيح.
عناصر ذات صلة: دليلك كرائد أعمال لشرح وظيفتك لأطفالك
- رؤية الاحتمالات بينما يرى الآخرون المشاكل
عندما نعلم أطفالنا التعامل مع تحدياتهم بالإيمان بقدرة الحلول، فإن هذا يشجعهم على الانخراط في العملية الإبداعية لفحص وتصميم طرق بديلة لتحقيق أفضل النجاحات. التركيز على الحلول يحمي أطفالنا من الأفكار الانهزامية. فمهمتنا هي تعليمهم أنه إذا لم يتمكنوا من إيجاد حل، فيجب عليهم أن يقصدوا المساعدة، وأن يطلبوا مشورة الآخرين ويطبقوا أفكارًا واقتراحات جديدة حتى يتخطون العقبات ويحلون مشكلاتهم. عندما نمارس دورنا كآباء بهذه الطريقة، يتعلم أطفالنا أن الحياة مليئة بالاحتمالات، عندها يسعون بمثابرة واتساق في الأفكار ويسعون إلى حل مشاكلهم. عندما تكون الحلول هي التركيز، فإننا نعلم أطفالنا مهارة بالغة الأهمية متمثلة في التركيز البالغ عند الضرورة.
عناصر ذات صلة: 27 اقتباسًا لتغيير طريقة تفكيرك لحل المشاكل
- التحفيز
لكي تنمو القدرات الشخصية لأطفالنا، يجب علينا أن نربيهم “بعقلية تحفيزية” من خلال تعليمهم أن يراقبوا أنفسهم باستمرار ويقيموا ويتكيفوا مع العمل الذي عليهم إتمامه، وموقفهم تجاهه والابتعاد عن المعتقدات التخريبية التي قد تدفعهم إلى الرضا بالأمر الواقع، وتوفير الكثير من الوقت الذي يضيع على الأجهزة الإلكترونية وغيرها من العوائق التي تمنعهم من الارتقاء بأنفسهم إلى مستويات أعلى.
وتتمثل إحدى أفضل الطرق للحفاظ على تحفيز أطفالنا في تعليمهم كتابة الأشياء كطريقة لتحديد أهدافهم وتوجهاتهم. فمن الضروري أن يكون التشجيع والتحقق من الصحة والدعم يتماشى مع دورنا كآباء. يريد أطفالنا أن يرتقوا إلى مستوى توقعاتنا واعترافنا بجهودهم هو دائمًا ما يُعد أعظم مكافأة بالنسبة لهم.
- إدارة الوقت
واحدة من أهم القيم التي نعلمها لأطفالنا هي “قوة اللحظة الحالية”.
فالأساس الراسخ للنجاح يكمن في امتلاك مهارات استثنائية في إدارة الوقت. ومن الضروري أن نقوم بتربية أطفالنا لإنجاز مهامهم الأكثر أهمية أولاً. من الطبيعي أن نتجنب الإجهاد، ولكن إذا تمكنا من تعليم أطفالنا تنفيذ مهامهم الأكثر إرهاقًا أولاً، فسيكون باقي العمل الذي يحتاجون إلى إنجازه أسهل بكثير.
فعندما ينشغل أطفالنا بالمهام الصغيرة غير العاجلة، فإن ذلك يشتتهم عن الأهداف الأكثر أهمية التي تحتاج إلى اهتمامهم. ومن المهم أيضًا تعليم أطفالنا أن يكونوا منضبطين في موعدهم أو يكونوا مُبكرين فيما يتعلق بكافة الالتزامات. لا أحد يحب التعامل مع الأشخاص دائمي التأخير. ومن ثمّ، علينا تربية أطفالنا على أن نفهم أن التواجد في الوقت المحدد يجعل الآخرين يحترمونهم وأن يعرفوا أنه يمكن الاعتماد عليهم.
عناصر ذات صلة: 15 نصيحة لإدارة الوقت لتحقيق أهدافك
- قبول المسؤولية
لكي يكون أطفالنا ناجحين ولكي يشعروا بذلك، يجب علينا أن نفهم أنه بغض النظر عمّا يحدث في حياتهم أو مهنتهم، فإن أفضل طريق يجب سلوكه دائمًا هو تحمل المسؤولية عن النتائج، سواء الإيجابية أو السلبية، التي تنتج عن جهودهم. فإذا ارتكبوا خطأ، يجب أن نشجعهم على رؤية خطأهم كتجربة تعلم ذاتية. ويجب أن نساعدهم على فحص ما يحتاجون إلى تغييره وتعديله لتجنب ارتكاب نفس الخطأ في المستقبل. تحمل المسؤولية يسمح لأطفالنا تعلم قيمة التواضع وأن يكونوا مرنين بدرجة كافية في طريقة تفكيرهم لتغيير نهجهم عند الضرورة. يجب علينا تربية أطفالنا على الاعتقاد بأن القوة الحقيقية هي إدراك أن الأخطاء تمنحهم أكثر مما تأخذ منهم. فمن هذه الأخطاء ستكون كافة اتجاهاتهم الجديدة نصب أعينهم. ومن المهم لأطفالنا أن يفهموا أن القيادة القوية لا تتعلق بالذات؛ بل يتعلق الأمر بالتواضع والاستعداد للتعلم.
عناصر ذات صلة: إذا كنت تريد أن تصبح عظيمًا، تحمل المسؤولية
- التعاطف
لا توجد قيمة يمكن أن نُعلمها لأطفالنا أكبر من أن يكونوا متعاطفين. فالتعاطف لا يجعل أطفالنا يتحولون إلى خصم يسهل الانتصار عليه. بل تحولهم إلى أشخاص متميزين لديهم شخصيات جيدة.
ومن ثم، يجب أن نعلم أطفالنا أن كل الأشخاص لهم قيمة وأن بإمكانهم إيصال الأخبار السارة والسيئة للآخرين بحسن القول. يجب علينا تربية أطفالنا لكي يكونوا لطفاء مع أنفسهم، حيث أنهم قد يُصبحوا قاسين للغاية على أنفسهم عندما يجدوا تحديات في حياتهم. عندما نتعامل بلطف مع أطفالنا، فإنهم يعتقدون أننا نقدر قيمتهم للغاية. وعندما يعتقد أطفالنا أننا ننظر إليهم على أنهم ذوو قيمة، فإنهم يتعلمون تقدير أنفسهم. فإيمانهم بقيمتهم الشخصية يُعدهم لقضاء حياتهم بإحساس قوي بالثقة في هويتهم وما يجب عليهم تقديمه. وبوصفنا آباء، نريد خلق بيئة من التعاطف تنتشر بين الأطفال ممن نُربيهم وتعود بالنفع عليهم. فالتعاطف سيساعد أطفالنا لتحقيق أشياء في حياتهم تفوق أي قدرات بشرية أخرى.