دبي 6 نوفمبر 2021
أول مشروع ريادة أعمال في دبي في مجال تطبيقات المحادثة
خلال السنوات السابقة تعددت وتنوعت مشاريع ريادة الأعمال في المنطقة العربية لتشمل مجالات كثيرة، لكنها لم تشمل تطبيقات المحادثة التي بقيت منتجا غربيا أو صينيا مستوردا يفرض على المستخدمين اتباع قواعدهم وسياساتهم وأبرزها سياسة الخصوصية التي تخوّل الكثير من هذه التطبيقات الإحتفاظ بسجلات المستخدم وخاصة المحادثات. لكن في شهر سبتمبر الماضي، تم الكشف في دبي عن أول تطبيق محادثة بميزات من الخصوصية العالية وقد تم تطويره في المنطقة وبخبرات عربية من دولة الإمارات، ويحمل اسم “أوه مَسِج” (Oh!Message)، وقد أطلقه في دبي رائدا الأعمال محمد عبد الرحمن عثمان وحيان علي نيوف.
تابعوا معنا تجربة رائدي الأعمال محمد عبد الرحمن عثمان وحيان علي نيوف، في هذا اللقاء
هناك من يقول أن إطلاق مشروع ناشئ عبارة عن تطبيق محادثة قد يكون مغامرة نظرا لوجود تطبيقات محادثة كثيرة في السوق، هل أخذتم هذه المخاطر بالحسبان؟
صحيح أن تطبيقات المحادثة كثيرة جدا في مخازن أبل وأندرويد، ولكن السؤال إذا قمنا بغربلة التطبيقات التي تقوم على أساس توفير الخصوصية للمستخدم لن يبقى إلا تطبيقات قليلة جدا. لذلك نحن لسنا بديلا عن واتساب وغيره من تطبيقات المحادثة، ولكن لدينا ميزات كبيرة من الخصوصية ليست موجودة في تلك التطبيقات.
إذن، الخصوصية هي الخدمة المقدمة للمستخدمين في مشروعكم الناشئ؟
نعم، وليست خصوصية تجارية أو نظرية كما تفعل الكثير من التطبيقات، بل خصوصية مطلقة. أصبحت الخصوصية اليوم مطلبا لمعظم المستخدمين الباحثين عن تطبيق يمكنهم من خلاله التواصل مع آخرين دون حصول تطفل وإزعاج أو الاحتفاظ بنسخ من محادثاتهم، حيث أصبح المستخدمون في بعض التطبيقات مجرد حقول تجارب تطوّر فيها الشركات الغربية أداء إعلاناتها. عندما قام واتساب بتعديل سياسته في مجال الخصوصية هجره الملايين من الناس، وهذا دليل على اهتمام المستخدم بالخصوصية، ولذلك نحن كمشروع ناشئ وريادي نلبي حاجة رئيسية يتطلع إليها الكثير من المستخدمين الذي أصبح هاجسهم الرئيسي مصير صورهم ومحادثاتهم مع عائلاتهم وأصدقائهم وأعمالهم عندما تتعرض تطبيقات المحادثة للتهكير أو الخلل الفني أو حتى التجارب الإعلانية.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتكم كرواد أعمال عند العمل على إطلاق هذا التطبيق؟
البحث عن مبرمجين متخصصين في مجال تطبيقات المحادثة. تحدثنا إلى عشرات الشركات التقنية في المنطقة من أجل تطوير التطبيق، وعندما كنا نخبرهم بفكرة التطبيق كانوا يعتذرون لأن مبرمجيهم لا يعملون في مجال تطبيقات المحادثة، وإنما تطبيقات أخرى. وبعد ذلك خضنا رحلة بحث شاقة ومضنية عن مبرمجين متخصصين في هذا المجال وكلفتنا الكثير على الصعيد المادي والنفسي، ولكن صممنا على المضي قدما بفكرتنا مهما كانت التحديات وبعد 6 أشهر أطلقنا التطبيق. ومن التحديات أن البعض رأى في التطبيق مشروعا غير مألوف طالما أنه غير منتج في سيلكون فالي الأمريكي أو في الصين، وتعاملنا مع ذلك من خلال تقديم المزيد من المعلومات حول تميز التطبيق وكيف تم إنجازه بخبرات عربية محلية لا تقل مهارة عن نظيرتها في أمريكا أو الصين
بماذا يختلف التطبيق – من ناحية الخصوصية – عن غيره من تطبيقات المحادثة المعروفة الآن في السوق؟
خوادم التطبيق لا تحتفظ بنسخة من الرسائل بعد حذفها حيث تختفي للأبد ولا يمكن استراجعها، وطبقات إضافية من الحماية مثل «تغليف» الرسالة بعد تشفيرها وأثناء مرورها بالقناة الآمنة. كذلك، فيما يشكو مستخدمو تطبيقات أخرى من ظهورهم «أونلاين» أثناء استخدامها، فإن المستخدم في تطبيق أوه مَسِج (Oh!Message) لا يظهر أبداً «أونلاين» أثناء استخدام التطبيق أو خلال الكتابة. ومن الميزات الأخرى أن حجم التطبيق لا يزداد أبداً مهما جرى استخدامه وذلك بسبب الحذف الدائم للرسائل، حيث تختفي الرسالة خلال 10 ثوان من إرسالها من حساب المُرسِل، وتختفي من حساب المُرسَل إليه بعد 10 ثوان من فتحها أو سماعها.
بعد مرور شهرين على إطلاق التطبيق، ما هي خططكم المستقبلية؟
التطبيق حاليا هو في مرحلته الأولى، وطبعا نحن حاليا بصدد الدخول في جولات تمويلية لاستقطاب مستثمرين من المنطقة العربية وخصوصاً من الإمارات، من أجل النمو والتوسع وكذلك تنفيذ مراحل أخرى في تطوير التطبيق وجميعها يصب في دعم الفكرة الجوهرية للتطبيق أي الخصوصية مع إضافة خدمات أخرى. المرحلة الأولى تضمنت إطلاق التطبيق بميزاته الحالية البسيطة والسهلة ولكنها الأولى من نوعها، وكذلك حملة إعلامية لبناء المصداقية ونعتقد أن هذا أمر أساسي حيث توجد تطبيقات كثيرة في مخازن أبل وأندرويد ولكن من غير المعلوم من يقف وراء الكثير منها وما هو هدفها وفيما إذا كانت فعلا لغرض خدمة المستخدمين أم أغراض أخرى، وبالتالي نحن قمنا ببناء ركيزة أساسية تهم الكثير من المستثمرين وهي سمعة ومصداقية وشفافية المشروع الناشئ.
من ناحية الأعمال، هل الاستثمار في تطبيقات المحادثة يعتبر مشجعا وقليل المخاطر؟
نعم، خاصة إذا كان التطبيق يوفر سهولة في التواصل وأعلى درجات الخصوصية. الناس يقضون معظم وقتهم على تطبيقات المحادثة، حيث أصبح التواصل بين أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو زملاء العمل عبر تطبيقات المحادثة، لذلك الجمهور المستهدف لتطبيق المحادثة هو الناس في كل مناطق العالم وهو ما يعطي التطبيق خيارات واسعة لتطوير أعماله وأفكاره وبالتالي استقطاب المستثمرين. لكن مجددا، تطبيق المحادثة يحتاج أولا لبناء الثقة بخدماته وأبرزها حماية خصوصية المستخدم وهذا ما قمنا به
لماذا قررتم إطلاق التطبيق في دبي ؟
دبي حاضنة للمشاريع الناشئة ورواد الأعمال وكل الابتكارات، فضلاً عن المحفّزات الكثيرة وكان أخرها اعتماد إنشاء صندوق بقيمة مليار درهم لدعم شركات التكنولوجيا المتقدمة في دبي وتشجيعها على الإدراج في أسواق دبي المالية وبورصتها. كنا نقرأ منذ سنوات طويلة عن سيطرة سيليكون فالي في الولايات المتحدة وبعض المدن الصينية على “الإنتاج التقني” في العالم، لكن دبي تسير بخطوات متسارعة لتأخذ مكانة عالمية رفيعة بعد أن أصبحت “سيليكون فالي الشرق الأوسط”. ونحن كرواد أعمال نتطلع للنجاح في دبي ومنها إلى العالم كتطبيق محادثة هو الأكثر خصوصية عالميا.