شركة بركة الناشئة التي تعمل في مجال التكنولوجيا المالية ومقرها دبي تعمل على مساعدة الجميع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على الاستثمار
مترجم بتصرف: مقال لتمارا بوبيتش
يقول فراس جلبوط، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بركة الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا المالية “أكبر مزايا شركتنا أنها أسست منصة في المنطقة لأجل المنطقة”، وتتمثل رسالة الشركة في تثقيف وتمكين صغار المستثمرين في منطقة الشرق الأوسط. ويضيف قائلاً: “يتوجب علينا معرفة المتعاملين معنا وإعداد منتج يعبر عنهم. وقد أنجزنا ذلك من خلال منهج يمكن جمهورنا المستهدف وكذلك غالبية الناس الذين قاموا بتطوير تطبيق بركة سواء من جانب التقنية أو تجارب المستخدمين أو المحتوى، وهم بالضبط الأشخاص الذين نرغب في استخدامهم لتطبيقنا”.
يفسر هذا التصريح، إلى جانب تجربة المستخدم السلسة التي يقدمها تطبيق بركة، سبب قيام أكثر من 5000 شخص بتحميله على الرغم من إطلاقه في أوائل أغسطس 2021 فقط. وقد حصل على ترخيص تنظيمي من سلطة دبي للخدمات المالية في يونيو 2021، وقال جلبوط: هناك قائمة انتظار تضم أكثر من 10000 مستخدم من جميع أنحاء الشرق الأوسط، منذ أن بدأنا المرحلة التمهيدية في مارس الماضي لاختبار شهية المنطقة لقطاع تطبيقات التداول عبر الإنترنت بدون عمولات. ويوضح جلبوط: “بشكل عام، تتمثل أقوى مزايا تطبيقات التداول بدون عمولة في أنها تسهل لمجموعة أكبر من المستثمرين المحرومين من مثل هذه الخدمات المالية الوصول إلى السوق.” وباستثناء رسوم المعاملات عند تحويل الأموال، يمكن للأفراد البدء في الاستثمار على الفور بدون أي رسوم إضافية. وهذا يفتح السوق أمام الجميع، لأنه يسمح بمبالغ استثمار أصغر بكثير ومن الناحية النظرية يمكن لهؤلاء المستثمرين البدء بمبلغ ضئيل لا يتجاوز 1 دولار أمريكي. وهذا يجعل المجتمع الاستثماري أكثر شمولاً ويسهل الانضمام إليه، مما يشجع المستثمرين الشباب ويمكّنهم من البدء في الاستثمار عاجلاً وليس آجلاً””.
وأضاف جلبوط أن هنالك حالياً الكثير من التطبيقات في القطاع التي تعتبر “عامة ومعقدة وليست مصممة حسب احتياجات فئة معينة من المستثمرين”. وقال انها المشكلة الفعلية التي أراد وفريقه التغلب عليها بتطوير تطبيق بركة. وأضاف: “كانت واحدة من اولوياتنا منذ البدء تطوير منصة تناسب منطقة الشرق الأوسط. ويوجد الجزء الأكبر من فئة المستثمرين التي نستهدفها في الشرق الأوسط، لذا فإن كل شيء بدءاً من اختبار المستخدم للتطبيق، إلى أسلوب ولغة المحتوى مخصص لهذه الفئة”. على هذا النحو، فإن تطبيق بركة متاح الآن للتحميل من ابل استور وجوجل بلاي لكافة مواطني ومقيمي الإمارات والسعودية والبحرين وعمان والكويت لمن هم فوق سن الثمانية عشر عاماً. ويتيح التطبيق الوصول المجاني والمباشر لما يزيد عن 5,000 ورقة مالية مُدرجة في السوق الأمريكية تتضمن عدداً من الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) والأسهم الجزئية بدون حدود دُنيا لمتطلبات الاستثمار. بالإضافة إلى ذلك، يتميز التطبيق بلوحة تحكم مبسطة للمستثمرين تتيح لهم مراقبة وتتبع محافظهم المالية، وكذلك الوصول إلى محتوى غني يتضمن أخبار السوق اليومية من بركة، وأيضاً أكاديمية الاستثمار لمساعدة المستخدمين في تعزيز معارفهم المالية واختبارها. وللمستثمرين الأكثر خبرة، توفر بركة أيضاً خيار خدمات مدفوعة تشمل أبحاث الأسهم على مستوى عالمي تقوم بإعدادها مؤسسة (ريفنيتيف) شريكة القطاع.
اجتذب الدعم المتزايد الذي تحظى به بركة اهتمام مجتمع الاستثمار على المستويين الإقليمي والدولي. حيث أصبحت الشركة الناشئة رابع شركة إماراتية يتم قبولها في برنامج تسريع الأعمال Y Combinator الذي يتسم بحدة التنافس، ضمن دفعة صيف 2021. وبعد جولة ما قبل التأسيس الأولية البالغ قدرها 1 مليون دولار، جمعت بركة 4 مليون دولار إضافية من استثمارات كل من غلوبال فاوندرز كابيتال، اف جيه لابس، رابتور جروب، ترايب كابيتال، نوا كابيتال، فينشر سوق، وكلاس فايف غلوبال. وسوف تستخدم هذه الأموال في تعزيز مزايا المنتج وتوسيع قاعدة مستخدمي التطبيق عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقد علق خالد التلهوني الشريك الإداري في شركة نوا كابيتال بأن استثمار شركته في تطبيق بركة يعتبر أول استثمار لهم في تطبيق للتداول دون عمولة وذلك بسبب ثقة الشركة في مؤسس وفريق بركة، إضافة إلى امكانية نجاحه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”. وأضاف: ” تطرح الشركة واحدا من أفضل محتويات الشركات الناشئة التي شاهدناها في المنطقة”.
ويأتي صعود تطبيق بركة بعد ظهور موجة جديدة من مستثمري التجزئة وسط أزمة وباء كورونا العالمية الذين استفادوا من مجموعات الدردشة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الاتصال الأخرى وتطبيقات التداول منخفضة التكلفة لدخول هذا القطاع تحديداً. تختلف هذه المجموعة من المستخدمين بشكل واضح عن مجموعات المستثمرين التي كانت تاريخياً جزءاً من هذا المجال، والتي غالباً ما تنتمي إلى شرائح ذات دخل أعلى ومعروفة بأنها تقليدية ومتصلبة فيما يتعلق بخيارات استثماراتها. ولكن هذه الفئة الأحدث من المستثمرين هي المسؤولة عن الارتفاع السريع لأسهم شركة GameStop لتجارة ألعاب الفيديو ومقرها الولايات المتحدة في مايو من العام الماضي، وكان معظم مستثمريها يتداولون في أسهمها من منازلهم. كذلك ذكرت أكبر منصة استثمار في المملكة المتحدة (هارغريفز لانسداون) في تقرير لها عن ظهور مجموعة جديدة من المستثمرين يبلغ متوسط اعمارهم 37 عاما في 2021 وذلك بعد أن كان متوسط المستثمرين 54 عاما في 2012. وعلى الرغم من انخفاض متوسط حجم الحسابات الجديدة، إلا أن عدد المستخدمين الجدد لا يزال السبب وراء ارتفاع أرباح الشركة في النصف الأول من 2021 ويعزى ذلك إلى حقيقة أنه مع قلة ما يستثمره المستخدمين الشباب إلا أنهم لا يترددون في القيام بذلك.
تظهر علامات هذا التغير في خصائص المستثمر أيضاً في العالم العربي. ويقول التلهوني: “إن شهية منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للاستثمار تتزايد باطراد، على غرار ما نراه على مستوى العالم”. “على الصعيد العالمي، إذا نظرت إلى تطبيق روبن هود لتداول واستثمار الأسهم بدون عمولة، فإن الشركة لديها أكثر من 18 مليون مستخدم، يأتي 80% منهم من قنوات متناغمة، وهو تأكيد قوي على حاجة السوق إلى حلول تضفي الطابع الديمقراطي على إمكانية التداول. ويتفق مستثمر آخر في تطبيق بركة وهو تامر القدومي الشريك في مؤسسة فينشر سوق مع هذا الطرح قائلاً بأن القدرة المتزايدة للعدد الكبير من المستثمرين الأفراد الصغار على تحريك أسواق رأس المال تتناسب والاتجاه العالمي بما يشكل تأثيرات هائلة وبعيدة المدى. وأوضح قائلاً: “لم نعد نتحدث عن أثرياء لديهم امكانية الوصول إلى منصات استثمارية تقليدية هنا أو عالمياً، ما يقوم به تطبيق بركة ونظرائه في الأساس إزالة كل العوائق التي تقف في طريق هذه الفئة من صغار المستثمرين عند تداولهم في الأسواق. لذلك سوف يتمتع أي مشغل لتطبيق تداول يتمكن من تحقيق كتلة حرجة من المستثمرين بالقدرة على التأثير وامكانية تحقيق النمو”.
في الوقت نفسه ، يشير كل من التلهوني والقدومي إلى أن مستثمري التجزئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اليوم يعانون من نقص حاد في الخدمات المالية التي تناسب امكانياتهم. ويوضح التلهوني: “على الرغم من وجود المنصات العالمية، إلا أنها ليست متاحة دائماً للمستثمرين في أسواقنا، وإذا كانت كذلك، يمكن أن تتراكم التكاليف المرتبطة بإجراء التداولات بسرعة إلى درجة تشكل فيها نسبة كبيرة من قيمة التداول، ويعلق جلبوط قائلاً: جزئياً هذه حجة قوية لأهمية وجود لاعب إقليمي”. في الواقع ، عندما يتعلق الأمر بالجيل الجديد من المستثمرين الأفراد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يلاحظ جلبوط أن نمو شركة بركة هو مؤشر على نشاط ومهارة هؤلاء المستثمرين. ويضيف قائلا: “إنهم كذلك أكثر وعياً كمستثمرين، مما يعني أنهم مهتمون بالشركات والقضايا التي يريدون دعمها. “لقد منحتهم الزيادة في تطبيقات استثمار التجزئة الفرصة للمشاركة بشكل أكبر في العلامات التجارية التي يستهلكونها. وبالمثل، يبذل المستثمرون اليوم جهوداً متضافرة أكثر من أجل التعرف على كيفية عمل الأسواق والمشاركة بنشاط في اتخاذ القرار حول كيفية إدارة ثرواتهم”. ويشير جلبوط أيضاً إلى أن فريق بركة يشهد توجهات بعيدة عن الاستثمار المحايد، الذي يقوده المستشارون الماليون بشكل تقليدي، حيث يتخذ عدد متزايد من الأشخاص خطوات لتثقيف أنفسهم والسيطرة على محافظهم الاستثمارية”. وينتبهون كذلك للرسوم المرتبطة بهذه الخدمات، وهم ينظرون عن كثب إلى القيمة التي يحصلون عليها مقابل ما يدفعونه”.
يتسم مجتمع استثمار الأفراد المتنامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالضخامة حيث يتراوح بين 350 مليون و450 مليون شخص، 70% منهم تقل أعمارهم عن 30 عاماً مما يوفر ميزة رائعة للحلول المحلية المصممة للجمهور المستهدف في المنطقة. وطبقاً للتلهوني، إذا تمكنت الشركات التي تتخذ من الشرق الأوسط مقراً لها من جذب هذا الجمهور من خلال تصميم منتجات تشجع على المشاركة وتتصف بالإيثار، فلن يمر وقت طويل قبل أن نبدأ في رؤية هذه التطبيقات يتم تكييفها حسب المنطقة وتصديرها إلى أسواق أخرى، مما يمنح المنصات الإقليمية الفرصة لترك بصمتها على مستوى العالم. تتمتع التطبيقات التي يتم تطويرها محلياً بميزة الوصول إلى هذه الفئة من المستثمرين من خلال تصميم منتجات تتناسب والثقافة السائدة في هذه المجتمعات. ولا يشمل ذلك خيارات ازدواجية اللغة فحسب ولكن من المهم دمج الفروق الثقافية وبالتالي تأسيس مجتمع حقيقي. إن شركات مثل بركة في وضع أفضل من نظرائها العالميين من حيث فهمها للفجوات في إمكانية وصول المستثمرين واحتياجات وتوقعات السوق من ناحية الأدوات وتجارب المستخدمين والتكلفة. كذلك يعمل بركة إلى جانب الجهات التنظيمية ويمكنه زيادة ما يقدمه من عروض مع اتجاه السوق التي يخدمها نحو مرحلة النضج”.
وأضاف القدومي هنا أن دعم الحلول المحلية مثل تطبيق بركة، يبقى من صميم الأهداف الاستثمارية لشركة فينشر سوق وذلك لسبب محدد. وختم بالقول: ” عند تقييم الشركات التكنولوجية الناشئة في المنطقة، هنالك شئ واحد دائما ما يتبادر إلى أذهاننا: التحديات والفرص المقابلة التي تتيحها الطبيعة المتباينة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للشركات. سوف تستفيد التطبيقات التي تتمكن من اكتساب كتلة حرجة من المستخدمين عبر العديد من الأسواق التي يكون لكل منها قواعد تنظيمية وتفضيلات مستخدمين مختلفة، من ميزة المعاملة الأولى بالرعاية. وسيكون من الصعب جداً على المشغلين العالميين الدخول وتقليد نطاق تغطية التطبيقات المحلية في جميع أنحاء المنطقة، لذا فهم إما سوف يقومون بالاستحواذ على تطبيقات محلية أو يخرجوا من السوق. وتعتبر كلا النتيجتان جيدتان للتطبيقات الإقليمية الرائدة”.