مع قيام الإمارات ببناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في أبو ظبي، ربما لم يكن هناك وقت أفضل من الآن للاستثمار في الطاقة المتجددة. وليس مستغرباً، أن العديد من الشركات الناشئة في الدولة قد استفادت من هذا الزخم للاتجاه نحو مستقبل مستدام. ومع وضع رؤية مماثلة في الاعتبار، أطلقت شركة وهج للاستثمار المعروفة باسم وهج للطاقة الشمسية في سبتمبر 2017 بهدف إنتاج طاقة شمسية منخفضة التكلفة يمكن استخدامها عبر مجموعة من التطبيقات. لكن هذه الشركة الناشئة التي تتخذ من دبي مقراً لها تتطلع إلى اختراق مجال الطاقة الشمسية بطريقة مبتكرة من خلال استخدام اختراع حاصل على براءة اختراع لمؤسسها المشارك والمدير العام أيمن عدنان المعايطة والذي أطلق عليه مسمى (مُركِز أيمن للطاقة الشمسية). ويوضح المعايطة: “تهدف هذه التقنية إلى إنتاج طاقة شمسية منخفضة التكلفة مع تخزين لمختلف التطبيقات بما في ذلك إنتاج الكهرباء على نطاق معياري على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتحلية المياه بالطاقة الشمسية ، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، والتسخين باستخدام الطاقة الشمسية في العمليات الصناعية”. “يتم تصنيف هذه التقنية بأنها تقنية طاقة شمسية مركزة، ومع قيام دولة الإمارات بإنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم، كان من المنطقي بالنسبة لي إطلاق هذا الابتكار هنا.”
ويشير المعايطة قائلا “لكن كل هذا لم يحدث خلال أسبوعين، لقد بدأ العمل بناءً على معرفة عميقة بالطاقة الشمسية، بما في ذلك ثلاثون عامًا من البحث والتطوير”. “بعد الاختبار الناجح لنموذج مصغر في المختبر، تم بناء واختبار وحدة مقياس تجارية في منصة معهد مصدر للطاقة الشمسية بجامعة خليفة وحققت نتائج ممتازة فاقت التوقعات.” واليوم، تم تسجيل براءة اختراع هذه التقنية (ASC) الخاصة بالمعايطة في أكثر من 150 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند وجنوب إفريقيا، بالإضافة إلى بعض دول مجلس التعاون الخليجي. لذلك ، ليس من المستغرب أن الشركة الناشئة تمكنت من البقاء والعمل بنشاط، على الرغم من تداعيات أزمة وباء كورونا المستمرة.
ويكشف المعايطة أنه “حتى مع التأخير بسبب الوباء، فقد تمكنت الشركة من اكتساب سمعة دولية أهلتها للبدء في الحصول على طلبات من بعض أشهر معالم الطاقة الشمسية في العالم”. حالياً، تجري صياغة العقد النهائي لمحطة تحلية المياه بالطاقة الشمسية في مدينة نيوم في السعودية ، بعد أن تم التحقق من تقنية ASC والموافقة عليها من قبل الاستشاريين الفنيين في مدينة نيوم. ومن المتوقع البدء في تنفيذ المشروع هذا العام بقيمة حوالي 3.5 مليون دولار. ”
ويشير المعايطة كذلك إلى أن شركته وقعت خطاب نوايا مع شركة تعدين الفوسفات الأردنية (JPMC) لتزويدها بالسخانات الشمسية لمجففات الفوسفات. ويضيف: “تبلغ القيمة المتوقعة للمشروع في المرحلة الأولى حوالي 12 مليون دولار، وفي المرحلة الثانية ، تبلغ 36 مليون دولار”. علاوة على ذلك، فإن الشركة تسير نحو إقامة علاقة إستراتيجية مع شركة سولار ووتر في المملكة المتحدة لمشاريع مستقبلية تقدر قيمتها بحوالي 100 مليون دولار في المستقبل المنظور. ومع تدفق العديد من هذه المشاريع التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، من الواضح أن المعايطة متفائل بشأن المستقبل. لكن النجاح الذي تحققه هذه الشركة الناشئة اليوم لم يأت من دون صعوبات. يقول المعايطة: “كان أكبرها الحصول على تمويل لتغطية تكلفة المشروع التجريبي بالإضافة إلى تغطية تكاليف المعيشة”. “ربما كنت قد قللت من تقديرات تكلفة المعيشة في دبي، وبالغت في تقدير إمكانية الحصول على أموال لابتكارات جديدة. ومع ذلك ، تمكنت من تأمين الأموال المطلوبة بمساعدة الشريك المؤسس، وهو صديق قديم لي “.
حاليا تمول وهج للطاقة الشمسية من قبل مؤسسيها، لكن المعايطة يأمل أن يؤدي نجاحها حتى الآن إلى جذب المستثمرين الخارجيين لتمويل شركته الناشئة في المستقبل. ويختتم قائلاً: “حالياً نظرا لأن الشركة تُظهر تقييماً تجارياً محدداً، آمل أن يدفع ذلك المستثمرين للمساعدة في تسريع النمو الواعد للشركة “.
TREP TALK: أيمن المعايطة ، الشريك المؤسس والعضو المنتدب لشركة وهج للطاقة الشمسية.
شركتك الناشئة جزء من برنامج التسريع التابع صندوق محمد بن راشد للابتكار، كيف تصف تجربتك مع هذه المبادرة؟
“كان البرنامج المخصص للشركات الناشئة فرصة رائعة بالنسبة لي لتطوير الجانب المهني للشركة وتقييمها. وقد شملنا البرنامج مع مجموعة من الشركات العالمية الناشئة التي تتشابه في بعض التحديات التي واجهناها، وتعلمت الكثير منها. يتميز فريق البرنامج بالمهنية العالية والحماس لمساعدة الشركات الناشئة ومنحها كل الدعم الذي تحتاجه. من أكبر فوائد الانضمام إلى البرنامج أنني تعلمت كيفية تقديم شركتي بصورة مهنية للمستثمرين، وكيفية إجراء تقييم واقعي وعلمي لها. لقد تعرفت أيضاً على بعض المستثمرين المثيرين للاهتمام الذين لديهم إمكانات كبيرة ويمكنهم الاستثمار في الشركة وتحقيق أرباح كبيرة. من منافع البرنامج كذلك الفرص التي سوف تعرض في منصة دولية. في الواقع ، ساعدنا البرنامج من خلال العديد من الخدمات عالية المستوى والدعم المجاني، بشكل كبير في تقليل تكلفة تشغيل شركتنا الناشئة. للحصول على هذه المساعدة المهنية، كنت سأحتاج إلى إنفاق الكثير من الأموال، وربما لم أكن لأحصل على النتيجة التي حصلت عليها من برنامج صندوق محمد بن راشد للابتكار وفريقه المحترف. سأوصي بشدة أي شركة ناشئة بالانضمام إلى هذا البرنامج حيث سينجم عن ذلك فوائد هائلة للشركات الناشئة “.