نظرة إلى شركات ناشئة اجتازت برنامج مُسرع الأعمال “تقدم” التابع لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية
بقلم علياء مهران أحمد
منذ إنشاء مُسرع بدء الشركات الناشئة “تقدم” في عام 2016، وهو برنامج مدعوم من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية (KAUST) بدعمٍ من البنك السعودي البريطاني ومقره في الرياض، فقد استطاع هذا البرنامج توفير بيئة رعاية للعديد من الشركات الناشئة الناجحة. حتى الآن، تخرجت 126 شركة ناشئة من المجموعات المختلفة للبرنامج، حيث قدم البرنامج المساعدة لما يقرب من 450 من رواد الأعمال في تحويل أفكارهم المبتكرة إلى نماذج أعمال قابلة للتطبيق. وهذه الخاصية تتيح لك إلقاء نظرة فاحصة على قصص النجاح الخاصة بستة شركات ناشئة في برنامج “تقدم”. ومن خلال هذه الأعمال، يتضح جليًا أن سر نجاح برنامج “تقدم”، على ما يبدو هو وجود مزيج من أفضل وسائل الدعم التكنولوجية ووسائل الإرشاد، مع التركيز الشديد على بناء الحس المجتمعي داخل النظام البيئي لريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية.
VETWORK
vetwork.co
تم إنشاء هذا البرنامج بوصفه منصة توفر خدمات منزلية بالإضافة إلى خدمات عبر الإنترنت للأشخاص الذين لديهم حيوانات أليفة، وقد تم إطلاق برنامج Vetwork في أوائل عام 2019 بواسطة فادي عزوني، الذي جعله يُقدم نفسه بوصفه “المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي ومالك الحيوانات الأليفة” عندما يتحدث عن شركته. وأضاف عزوني، الذي عمل سابقًا في مشروعين رياديين آخرين في صناعة الطب البيطريّ: “مهمتنا الرئيسية هي جعل الحيوانات الأليفة أكثر صحةً، وجعل حياة أصحاب الحيوانات الأليفة أكثر سهولة. ونحن نقدم خدمات الرعاية الصحية الأساسية للحيوان التي يمكن القيام بها في المنزل. كما لدينا أيضًا خدمة Vetwork Care التي تشمل العناية، وتدريب الكلاب، وتمشية الكلاب، ورعاية الحيوانات الأليفة، وكشك Vetwork الذي نبيع فيه منتجات الحيوانات الأليفة بما في ذلك الأطعمة الجافة والأطعمة الطازجة والإكسسوارات”.
وبفضل خبرته الواسعة المبنية على خبرته السابقة في صناعة الطب البيطريّ (مع شريكه المؤسس الحالي عبد الرحيم حسين) وبعد تخرجه بالفعل من برنامج مُسرع الأعمال “500 Startups”، كان لدى عزوني بالفعل ثروة من المعارف أثناء بدء مشروعه VetWork. ومع ذلك، أضاف عزوني إن المساعدة التي تلقاها من برنامج “تقدم” في العام الماضي هي التي ضمنت نجاح شركته الناشئة في تجاوز أزمة كوفيد-19 بشكلٍ نسبيّ. وأفاد “وأنا بصراحة لا أعرف ما إذا كان عملنا سيبقى قائمًا لو لم ننضم إلى البرنامج. حيث أن التوجيه والموجهون وروح البرنامج نفسه – كل هذه أمور ساعدتنا كثيرًا. وأنا مصري الجنسية، لذا لم يكن الحصول على البيانات ذات الصلة بالسوق السعودي ممكنًا إلا من خلال برنامج “تقدم”.
ولكن، واحدة من أكبر النقاط التي استفاد منها عزوني، والتي ساعدت في نهاية المطاف في دعم نموذج الأعمال، Vetwork، كانت دورة حول قابلية الدفاع التي قدمها مدير برنامج “تقدم”، عبد الرحمن الجعفري. “لقد كان شيئًا لم أكن أفكر فيه من قبل؛ فقد كنت أفكر فقط في كيفية تحسين المنتج. ولكن الآن، إذا أراد شخص ما التنافس مع برنامج Vetwork، فسيتعين عليه تقديم جميع خدماتنا وأن يكون لديه أيضًا قطاع تجارة إلكترونية، مما سيجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة له.” وتطرق عزوني أيضًا إلى جانب من جوانب البرنامج ذكره أيضًا المؤسسون الأخرون للشركات الناشئة في برنامج “تقدم”. وأفاد: “قد يشعر مؤسسو الشركات الناشئة بالعزلة في بعض الأحيان. لذا، من الجيد تلقي الدعم العاطفي من شخص يعرف ما نحن بصدده، والأشخاص في برنامج “تقدم” يفهمون حقًا ما يمر به المؤسسون.”
ومن خلال إضافة خدمات إضافية، مثل الخدمات عبر الإنترنت ومجموعات الرعاية الصحية التكميلية، بالإضافة إلى العمل مع ملاجئ رعاية الحيوانات، فقد تمكن برنامج Vetwork بالتالي من المثابرة بوصفها شركة تجارية، ويستعد العزوني الآن لتحسين مستقبل الشركة كذلك. وذكر: “أنا طبيب بيطري، والمشكلة الأكبر بالنسبة لنا هي أن مرضانا لا يستطيعون الكلام. لذا، أريد أن أجعلهم يُعبرون عمّا بداخلهم. فهذا هو حلمي المجنون! أريد أن يتمكن الكلب من دخول العيادة، وإخبار الطبيب البيطري مباشرة أنه ليس على ما يرام – ليس بالمعنى الحرفي بالتأكيد! ولكن باستخدام جهاز يمكن ارتداؤه، يقرأ المقاييس المهمة في جسم الحيوان، فهذا الجهاز يُساعدنا في التدخل الطبي عن بُعد أيضًا. وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية تمتلك التقنية ولديها الأشخاص القادرين على تحقيق هذا الحلم!”