يُجري الجميع مقابلات إنهاء الخدمة، لكن اتباع استراتيجية أفضل للاحتفاظ بالموظفين يشمل سؤالهم عن سبب بقائهم.
بقلم ديب باتل
بصفتك رائدًا شابًا للأعمال، فأنت تُدرك الحاجة إلى إمداد عملك المتنامي بأحدث المواهب – هذا النوع من الموظفين الذين ستصقل ابتكاراتهم وخبراتهم مؤسستك وتعمل على تحسينها. ربما تكون قد فهمت بالفعل أهمية تعيين موظفين جدد، ولكن الأمر الذي قد لا تفكر فيه هو التحدي المتمثل في الاحتفاظ بالموظفين الموهوبين وتحمل النفقات الباهظة لتدريب الموظفين الجدد باستمرار.
جديرٌ بالذكر أن تطوير استراتيجية فعالة للاحتفاظ بالموظفين أمرٌ صعب حتى بالنسبة لقادة الأعمال الأكثر خبرة. ولكن إذا كنت قد بدأت عملك للتو، فمن الضروري أن تتعامل مع قضية التوظيف في وقت مبكر.
اتخذ ما يلزم للحيلولة دون اضطراب الموظفين المستمر من خلال هذه الإستراتيجيات الإحدى عشر، والتي أثبتت جدواها للاحتفاظ بالموظفين وزيادة رضاهم ومساعدتك على بناء فريق عمل من الدرجة الأولى يتطور وينمو مع عملك.
عناصر ذات صلة: 5 أخطاء كبيرة يرتكبها رواد الأعمال الشباب باستمرار
- يبدأ الاحتفاظ بالموظفين بالتوظيف.
الخطوة الأولى في بناء عملك التجاري – والاحتفاظ بالمواهب – تبدأ بالتوظيف. حيث تبدأ بعملية التقديم للعمل، ووضع أوصاف وظيفية محددة ومفصلة قدر الإمكان حتى يصل إليك المتقدمين المناسبين للوظيفة.
ضع في اعتبارك المعايير التي تستخدمها عند تصفية المتقدمين للمقابلة. لا يتعلق الأمر بالعثور على مرشحين مؤهلين تأهيلاً عالياً فحسب؛ بل يتعلق الأمر بإيجاد الأشخاص المناسبين حقًا لعملك.
- ركز على تكوين الفريق المناسب.
الدمج بين المزيج الصحيح من الأشخاص في فريق عمل هو أمرٌ بالغ الأهمية يعود بنفعه على الإنتاجية ويساهم في الاحتفاظ بالموظفين. وتشمل فرق العمل عالية الأداء الأشخاص الذين تكون مهاراتهم ومواهبهم ورغباتهم وأهدافهم متوازنة مع بعضهم البعض. ويمكن أن تدفع ديناميكيات الفريق الضعيفة الموظفين ذوي القيمة العالية إلى ترك عمل قد يُصبح عظيمًا في ظروفٍ أخرى.
بحسب إحدى الدراسات الاستقصائية، تواجه معظم الشركات مشكلة في العمل الجماعي، وثلث الموظفين فكروا في ترك عملهم بسبب بيئة الفريق السلبية. بقدر الإمكان، قم بالتنسيق بين فرق العمل بحسب تفضيلات الموظفين ومهاراتهم. تأكد من بناء فريق متماسك يمكن لأعضائه دعم بعضهم البعض ومؤازرة بعضهم البعض.
- التوظيف بحسب التوافق الثقافي.
عندما تقوم بتوظيف شخص ما، عليك أن تتطلع لمعرفة ما إذا كانت الوظيفة المعنية مناسبة للمُرشح – هل يمتلك المهارات والخبرات اللازمة للقيام بهذه المهمة؟ ولكن من المهم أيضًا التأكد مما إذا كانت مناسبة لثقافة العمل في مؤسستك. التوافق الثقافي هو احتمالية أن يكون الشخص قادرًا على الاندماج والتكيف مع القيم الأساسية والسلوكيات الجماعية التي تشكل مؤسستك.
وبصفتك رائدًا شابًا للأعمال، فمن المحتمل أن عملك بدأ للتو، وفي هذه الحالة يعود الأمر إليك لوضع الأساس لنوع الثقافة التي ستسود في شركتك. ما هي القيم والأعراف والعادات التي تريد أن تغرسها في عملك؟ ابحث عن الأشخاص الذين يفهمون ما تحاول بناءه ويكونون متحمسين ليصبحوا جزءًا منه.
عناصر ذات صلة: احترس: هل تتغاضى عن التوافق الثقافي لدى الخريجين الجدد؟
- خلق بيئة يشعر فيها الموظفون بأنهم مصدر قوة للشركة.
من منا لا يريد العمل في بيئة رائعة تجعل العمل ممتعًا وجذابًا؟ عندما يكون الأشخاص متحمسين للحضور إلى العمل، فلن يرغبوا في الاستقالة. اجعل لشركتك طابعًا شخصيًا من خلال وضع الموظفين في بؤرة الاهتمام، والتأكد من شعورهم بأنهم جزء من الشركة. التواصل مع الموظفين مباشرةً. دعهم يعرفون الاتجاه الاستراتيجي للشركة واسئلهم عن رأيهم.
أشركهم في حوار بشأن التغييرات التي تؤثر على الشركة. شجعهم على تحديد الأهداف ودعهم يتخذون قراراتهم بأنفسهم بقدر الإمكان. أولئك الذين يشعرون بالتقدير سيكونون أكثر سعادة في وظائفهم ومن المرجح أن يحققوا أفضل الأداءات. وبطبيعة الحال، سيكون من المحتمل أن يستمروا في العمل معك.
عناصر ذات صلة: وضع الموظفين في بؤرة الاهتمام هو أفضل خطوة في العمل في عام 2018
- وفر فرصًا للنمو والتعلم.
تحتاج المنظمات إلى أن توفر للموظفين فرصًا للنمو والتعلم والتفوق بما يتجاوز وقت بدء عملهم مع الشركة. يبحث الموظفون عن تدريب أثناء العمل للحفاظ على مهاراتهم بحيث تكون جديدة ومحدثة، أو الحصول على المساعدات الدراسية لفصول التعليم المستمر.
لا تدع الموظفين يشعرون بالملل. امنحهم عملًا مليئًا بالتحدي والتحفيز ومسارًا مهنيًا واضحًا للوصول إلى المناصب العليا داخل الشركة. عندما يكون ذلك متاحًا، اسمح لهم بالتركيز على المشاريع التي سيستمتعون بها كثيرًا لتحقيق الرضا الوظيفي العام والرغبة في البقاء.
- امنح الموظفين الحرية والمرونة (بالقدر الملائم).
ترك الحرية والمرونة للموظفين لتحديد جداول عملهم الخاصة هو مفتاح الاحتفاظ بهم. لا تجعل الموظفين قلقين بشأن تحديد موعد مع الطبيب أو الحاجة إلى المغادرة بسبب حالة عائلية طارئة أو أي التزام آخر. على الرغم من ذلك، بالطبع، يجب أن تتوقع منهم الوفاء بالمواعيد النهائية للمشروعات والوفاء بالتزامات العمل الخاصة بهم.
إذا وظفت أشخاصًا تثق بهم، فثق في أنهم يستطيعون إدارة جداول أعمالهم. امنحهم مساحة لإنجاز مهامهم، وتوقف عن جعل التواجد في مكاتبهم أمرًا إلزاميًا خلال ساعات العمل التقليدية، ما لم تكن هناك حاجة لذلك. الشركات التي تلتزم بمعايير الجدول الزمني الصارمة لديها احتمالية أقل للاحتفاظ بالموظفين.
عناصر ذات صلة: تساعد الجداول الزمنية المرنة في إنشاء بيئة عمل أكثر صحية. وإليك الطريقة.
- قم بإنشاء أنشطة ممتعة لبناء الفريق.
تعد أنشطة بناء الفريق، مثل، الفعاليات التي ترعاها الشركة والتي تركز فيها على التواصل أو حل المشكلات أو اتخاذ القرار أو بناء الثقة، طريقة رائعة لمساعدة الموظفين على كسر الحواجز والتعرف على بعضهم البعض.
فمن الممكن أن تمنح هذه الأنشطة موظفيك إحساسًا بالترابط، ويمكن أن تبني الروح المعنوية وتعزز الروابط بين الزملاء. فالفريق الذي يعمل بشكل جيد معًا سيكون أكثر فاعلية وإنتاجية، وسيحظى بمزيد من المرح على طول الطريق.
ويمكن أن تشجع هذه الأنشطة خلق بيئة عمل ودية اجتماعيًا حيث يهتم الأشخاص حقًا بالتعرف على بعضهم بعضًا. بينما يعتقد بعض القادة أن الصداقات في مكان العمل تشتت الانتباه، تظهر الأبحاث أنها تزيد من مشاركة الموظفين في العمل، وهو عامل مهم للاحتفاظ بالموظفين.
- الشكر والتقدير.
من السهل أن تنشغل بالأعمال الروتينية اليومية وتنسى الاعتراف بالعمل الجاد الذي يقوم به أعضاء فريقك. والأسوأ من ذلك أن تعترف بمجهودهم بطريقة مرتجلة أو سطحية لا يبدو الأمر نابعًا من داخلك. يتوق الموظفون إلى الثناء والتقدير الحقيقيين، وليس الإقرار التلقائي أو القسريّ.
فهم يريدوا أن يشعروا بالتقدير؛ لمعرفة أنهم جزء من شيء أكبر من أنفسهم، وأن عملهم الجاد محط انتباه وتقدير. حيث يريد الموظفون ردود فعل بناءة واعترافات إيجابية. وعند القيام بذلك بشكل صحيح، فإن الاعتراف بإنجازات الموظف تساهم في تحفيزه وشحذ طاقته، مما يزيد من فرص الاحتفاظ به على المدى الطويل.
- قدم المزايا الصحيحة.
بالنظر إلى أن 60 في المائة من الموظفين يذكرون أن المزايا “مهمة للغاية” في تحديد شعورهم حيال عملهم، فإن تقديم المزايا الصحيحة أمر بالغ الأهمية للاحتفاظ بالموظفين. غالبًا ما يتم تصنيف التأمين الصحي على أنه الميزة الأكثر تفضيلاً، في حين يتم أيضًا تصنيف المزايا الأخرى، مثل، برامج المساهمة في حساب التقاعد، وحتى برامج سداد تكاليف الأجهزة الإلكترونية الشخصية، لها مرتبة عالية.
يشعر ما يقرب من ثلث الموظفين أن مزايا التعليم “مهمة جدًا” لرضاهم الوظيفي. ومع ذلك، ولضمان زيادة رضا الموظفين، ستحتاج إلى تقديم مزايا توفر قيمة لمعظم الموظفين، والتي قد لا تكون لها نمط واحد يناسب الجميع.
إذا لم يكن عملك قادرًا على تقديم كل شيء، ففكر في تقديم مزايا مخصصة. يمكن أن تخصص شركة صغيرة مبلغًا معينًا من المال لكل موظف شهريًا، وتسمح للموظفين باستخدام هذه الأموال لاختيار الخدمات التي توفر لهم أكبر ميزة ودفع رسومها.
- خلق بيئة عمل منفتحة وصادقة.
خلق شعور بالانتماء للمجتمع والهدف المشترك يساعد الموظفين على الشعور بالمشاركة في العمل ويزيد من رغبتهم في البقاء. حيث يريد الموظفون الاستماع إلى مخاوفهم ويريدون العمل في مكان يُقدر أهميتهم. وبصفتك رائد أعمال، يجب أن تكون منفتحًا على الاستماع إلى الأفكار الجديدة وقبول الاقتراحات لحل المشكلات. ويجب أن تكون متاحًا عندما يطلب الموظفون منك التوجيه.
من المهم إبقاء أفضل المواهب لديك على اطلاع بأحداث الشركة – فهذا يمنع انتشار الشائعات. ومن المهم أن تتحدث عن مشاكل الشركة أو النكسات التي تتعرض لها. كن منفتحًا وتحلَّ بالشفافية بشأن ما يمكنك الالتزام به وما لا يمكنك الالتزام به. حتى إذا كنت لا تستطيع حاليًا معالجة المشكلات التي يطرحها الموظفون، فإن مجرد سماعهم سيجعلهم يشعرون بأهميتهم ويزيد من احتمال بقائهم في الشركة.
- لا تنس المكافئات.
يحب الجميع الهدايا أو المكافئات. قد تكون مخبوزات البيجل المجانية في أيام الجمعة أو تنظيف الملابس المجاني وتسليمها من المكافئات الصغيرة من حيث التكلفة، ولكن هذه الأشياء الصغيرة تزيد من رضا الموظفين بشكل عام ويمكن أن تزيد من فرص الاحتفاظ بهم.
ومن الخيارات الأخرى، إجراء مقابلات “البقاء في العمل”. إلى جانب إجراء مقابلات نهاية الخدمة لفهم سبب مغادرة الأشخاص بشكل أفضل، ضع في اعتبارك إجراء مقابلات مع الموظفين الذين بقوا معك لفترة زمنية طويلة. لماذا يبقون في العمل؟ ما الذي سيجعلهم يغادرون؟ ما هي التغييرات أو التحسينات التي من شأنها زيادة رضاهم الوظيفي؟ قد تكون هذه المعلومات مفيدة في تعزيز استراتيجيات الاحتفاظ بالموظفين.