بقلم: نيكولاس برايلانتس، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ “سي إن إن بي” الرائدة في حلول التجارة الإلكترونية.
يشهد عالم الموضة حالة تدفق وتغير مستمر منذ سنوات عديدة، مما جعل العلامات التجارية الحالية تراهن على بعض الأفكار التي من الممكن أن تقوي حصتها في السوق وتدفع بأعمالها إلى الأمام مع الحفاظ على توفير السلاسة والمرونة. ومنذ بداية عام 2016 تسعى العلامات التجارية على تلبية احتياجات جيل الألفية لاستقطاب الجماهير الصغر سنًا والإمتثال بتجارب العلامات التجارية الرقمية والإنتشار من خلال مبيعات التجارة الإلكترونية، حيث أظهرت نتائج الأبحاث الصادرة عن داتا فيد واتش Datafeedwatch عن تحقيق قطاع التجارة الإلكترونية للموضة والأزياء إيرادات عالمية بلغت 481 مليار دولارًا خلال عام 2018 وارتفع هذا الرقم بنسبة 11.7 % ليصل إلى 545 مليار دولار في عام 2019.
وتعد منطقة الشرق الأوسط واحدة من أسرع المناطق نموًا في سوق التجارة الإلكترونية للموضة، وسوف يستمر هذا النمو بمعدل سنوي إجمالي يبلغ 15.7 % خلال الفترة ما بين 2021 وحتى 2025، ومن المتوقع أن يدعم هذا النمو الوعي المتزايد بالتسوق من خلال التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت.
ويبقى الزبون ملكًا
ومع انتشار التجارة الإلكترونية مباشرةً إلى المستهلك وظهور العلامات التجارية الرقمية الأصلية، اكتشف المتسوقون بأن محتوى المنتج المناسب عبر الإنترنت يمكن أن يقدم تجارب تسوق تنافس تلك التي في المتاجر في مراكز التسوق والمولات ولا تقتصر على منافذ البيع بالتجزئة. وتعد الوسائط المتعددة مثل مقاطع فيديو المنتج بزاوية 360 درجة والنصوص والصور المتوفرة، فضلاً عن تعليقات العملاء والتجارب المحسّنة مثل الواقع الإفتراضي والمعزز والتصاميم الرقمية جعلت التسوق أكثر متعةً وملائمةً للمتسوقين.
تسليط الضوء على العلامة التجارية نايكي
في عام 2017، كشفت شركة “نايكي Nike” عن “هجوم المستهلك المباشر.” وبدأت بتنفيذها مما أدى إلى ارتفاع سعر السهم بأكثر من 73 % وكان تدفق ثلث المبيعات من خلال قنوات نايكي المباشرة وهذا يعني أن المستخدمون النشطون لتطبيقات أحذة الرياضة من نايكي و Nike + يشكلون ثلث عائدات الشركة. وفي نوفمبر من عام 2019، أعلن مارك باركر، الرئيس والمدير التنفيذي للشركة بأنه لن يبيع البضائع عبر شبكة أمازون بعد الآن، وعند تواصله بخصوص أرباح الشركة قال للمستثمرين بأن مسار العمل الجديدهو تقليل الاحتكاك وتعزيز االكثير من الاتصال المباشر مع العملاء.
إعادة التشغيل، إعادة الصياغة والإستئناف
خلال جائحة كورونا، تأثرت معظم القطاعات في العالم ومن بينها أيضًا قطاع الموضة، وفي الولايات المتحدة وحدها خلال العام الماضي أقدموا أكثر عن 20 من كبار تجار التجزئة مثل جي سي بيني ونيمان، وماركوس على الإفلاس. ووفقًا لمصدر يو بي أس للخدمات المالية وفي السنوات الخمس المقبلة سوف يتم إغلاق متجر واحد من بين 11 متجرًا. والأكثر خطورة من ذلك هو أن بحلول عام 2025 من المحتمل لـ 150.000 متجرًا في الولايات المتحدة أن تغلق أبوابها كليًا. وكتب المحللون بقيادة مايكل لاسر في التقرير الذي تم نشره.”يعد ارتفاع اختراق الإنترنت بشكل حاد من المخلفات الدائمة للوباء ونتوقع أن تستمر في الزيادة.”
ومن المتوقع أن يصل حجم سوق أزياء التجارة الإلكترونية إلى 1207.23 مليار دولار في عام 2025، أي أكثر من ضعف ما وصلت إليه في 2019، وبمعدل نمو سنوي إجمالي بنسبه 16 %. وعنونت شركة أبحاث الأعمال تقريرها كاتبًة: “سوق التجارة الإلكترونية للموضة 2021، كوفيد 19 النمو والتغيير لغاية 2030”.
تسليط الضوءعلى طفرة التجارة الإلكترونية مباشرًة إلى المستهلك في الهند
أدى تفشي جائحة كورونا إلى توجيه ضربةً قاضية في صميم قطاع التجزئة التقليدي في الهند، مما جعل العلامات التجارية تدرك أهمية التحول نحو نموذج رقمي، وبحلول عام 2025، من المتوقع أن يصل سوق الموضة والأزياء في الهند وعبر الإنترنت إلى 43.2 مليار دولار، كما من المحتمل أيضًا أن تُهيمن فئة الملابس والأحذية بمساهمة كبيرة تبلغ حوالي 77.1 %.
وبما أن قطاع الموضة والأزياء مباشرةً إلى المستهلك يعد قطاعًا رائدًا من حيث الإمكانات ونقطة جذب اهتمام المستثمرين لذا كان سباقًا في تحقيق أعلى تمويل بقيمة 756 مليون دولار ضمن جميع قطاعات التجارة الإلكترونية مباشرةً إلى المستهلك، وتلته السلع الاستهلاكية ومستلزمات الديكور المنزلي.
كيف يمكن المضي قدمًا
تُدرك العلامات التجارية في قطاع الموضة والأزياء والجمال والسلع الفاخرة في الشرق الأوسط أن مضاعفة التجارة الإلكترونية وحدها لن يمنحها ميزة تنافسية في سوق مزدحم بشكل متزايد. لذا يتوجب عليهم اغتنام الفرصة للاتصال مباشرة بعملائهم من خلال إنشاء قنوات التجارة الإلكترونية مباشرةً إلى المستهلك والتي توفر فوائد كبيرة مثل:
- القدرة على التعرف على العملاء، وامتلاك بياناتهم للتواصل والتفاعل معهم بشكل فعال.
- الاستفادة من بيانات العملاء لإضفاء الطابع الشخصي على المنتجات مما يساعد إلى بقاء واستمرارية العميل.
تمييز العلامة التجارية مقارنةً بالمنافسين من خلال معرفة أعمق لمتطلبات العميل لإعادة استهداف وزيادة معدلات تحويل العملات.
- زيادة الهوامش التي تؤدي إلى الربحية والقدرة على التَكَيُف مع متطلبات العملاء.