مترجم بتصرف: مقال لـ علياء مهران أحمد
كتبت هذه المقالة بالاشتراك مع منصة (in5) للشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا والإعلام والتصميم
نظراً إلى أن سرعة إيقاع الحياة وكثرة مشاغل الناس أصبحت هي القاعدة بالنسبة لكثير من الأسر في أنحاء الإمارات، يبدو مهماً إيجاد طرق للتواصل بشكل أفضل مع الجيران في الحي. وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات محددة لإثبات أن هناك تدنياً في مستوى التفاعل بين الناس داخل الأحياء، إلا أنه تغيير مجتمعي عام يعتبر ظاهراً بالنسبة للكثيرين منا الذين عاشوا في الدولة لفترة كافية.
ولمعالجة هذا الأمر، قام كريس دارنيل ورينيه مورغان في عام 2020 بإطلاق (حي)، وهي شبكة اجتماعية مجانية مخصصة للأحياء السكنية وتعتمد على التطبيقات الهاتفية،. وباعتبار أن دارنيل ومورغان قد ولدا ونشأ في دبي، فقد أدركا الحاجة إلى منصة توفر للناس اتصالاً آمناً وحصرياً مع جيرانهم ومجتمعاتهم المحلية. ويقول دارنيل: “أردنا حل مشكلة التواصل المتنامية داخل نظام الحي السكني حيث ينعدم التواصل بين الجيران، ويواجه مديرو المجتمعات المحلية صعوبة في تحديث بيانات السكان رقمياً، ولا تستطيع الشركات المحلية الاستفادة من التسويق المحلي”.
قد يتساءل المرؤ كيف لتطبيق مثل (حي) أن يختلف عن مجموعات (الواتساب) أو أي مجموعة في منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، ويكمن الاختلاف في من الذي لديه حق الوصول إلى المنصة والمحتوى المتوفر على التطبيق. يقدم التطبيق لوحة إشعارات لقاطني حي معين للحصول على توصيات ومشاركة المعلومات ذات الصلة. كما يوفر ميزات أخرى، مثل المراسلة الخاصة والبحث عن جيران تجمعهم اهتمامات مشتركة. ويتم ضمان سلامة وأمن الأشخاص المشاركين في التطبيق من خلال عملية تستخدم سياجاً جغرافياً، وهي خدمة تعتمد على الموقع الجغرافي حيث يمكن لتطبيق أو برنامج إنشاء حدود افتراضية قائمة على جغرافيا المكان، للتحقق من أن المقيمين في حي سكني معين فقط هم الموجودين على المنصة.
ربما يكون أكبر منافس لتطبيق (حي) في الوقت الحاضر، هو التطبيق العالمي (نكست دور) ومقره سان فرانسيسكو، والذي يعمل على نفس المنوال لتشجيع تفاعل اجتماعي أكبر بين قاطني الأحياء السكنية. لكن دارنيل يقول إن (حي) يلبي أكثر من مجرد الدفع نحو المزيد من التفاعل المجتمعي. ويضيف قائلا: “يهدف التطبيق إلى خطوة أبعد من ذلك من خلال ربط السكان أيضاً بإدارة مجتمعهم”. يمكن لمديري المجتمعات في جميع أنحاء المنطقة التسجيل مجاناً والوصول إلى شبكة اجتماعية من أجل إدارة مجتمعاتهم الرقمية. يمكنهم بعد ذلك مشاركة التحديثات والإشعارات ذات الصلة التي سيتلقاها أفراد المجتمع المحلي في وقتها”.
يربط التطبيق حالياً 6,000 جار تم التحقق منهم في 20 حي سكني داخل دبي وذلك ضمن الإطلاق التجريبي، ويعتقد دارنيل أن هذا التحول إلى فكرة الأحياء السكنية التي يرتبط قاطنيها مع بعضهم رقميا هو الطريق للمستقبل. “تهدف مقاربة المدينة الذكية هذه ليس فقط لرقمنة تجربة الحي السكني وانما كذلك توفير حل مجاني لتحسين طرق التواصل بين سكان الحي وإدارة المجتمع المحلي”. ولكن تحقيق هذا الانجاز ذلك لم يكن دون معوقات واجهته. يقول دارنيل ” كان التحدي الأكبر ولا يزال بناء فريق تكنولوجي قوي. ومع ذلك، وبفضل مسؤول التكنولوجيا الرئيسي بالشركة والذي عمل سابقاً في شركة سيارات الأجرة (كريم)، استطعنا تكوين فريق رائع من المطورين وذلك عبر شبكة علاقاته حيث انسجم أعضاء الفريق مع الشركة ورؤيتها”.
شكلت جائحة كورونا التي اجتاحت العالم أيضاً نصيباً من التحديات التي تواجه أي شركة ناشئة، لكن دارنيل يعتقد أن أزمة الوباء قد وفرت بعض المزايا أيضاً. ويوضح قائلاً: “بالنسبة لنا، أدت تدابير التباعد الاجتماعي إلى زيادة الحاجة إلى مجتمعات أقوى وأكثر ارتباطاً ضمن إمارات الدولة”. وأضاف: “إن وجود فريق مؤسس قوي يمكنك الوثوق به أمر أساسي في الانتقال عبر النجاحات والاخفاقات خلال مسيرة التأسيس وسوف يساعدك على التحرك بشكل أسرع من قيامك بالعمل لوحدك”. أيضاً يفسر ذلك سبب اختيار (حي) أن يكون جزءاً من مجتمع (in5) للشركات الناشئة في دبي، حيث ظلت مكاناً تنطلق منه الكثير من الشركات التكنولوجية الناشئة، ولذلك رغبنا في تأسيس قاعدة لنا في نفس بيئة العمل هذه”. وقال: “ساعدتنا in5 كذلك خلال عملية التأسيس بكاملها الأمر الذي قد يكون مرهقاً في حال القيام به بمفردنا. وقد وفرت لنا الدعم المستمر حيث كانت شبكة علاقاتها لا تقدر بثمن من حيث تكوين علاقات عمل جديدة أو إرساء علاقات تعاون أو أفكار جديدة”.
مع وجود خطط للتوسع خارج الإمارات والسعي لاستكشاف فرص في الكثير من الأحياء السكنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يشعر دارنيل بالتفاؤل إزاء مستقبل تطبيق (حي). وأضاف قائلاً: “بما أن المفهوم لا يزال جديداً في المنطقة، هنالك فرصة هائلة لضمان الحصول على حصة سوق مبكرة، وقد أصبح ذلك أمراً أكثر قيمة مع إعلان منافسنا العالمي (نكست دور) عن خطط لطرح اكتتاب بقيمة 4.3 مليار دولار. لقد جمعنا استثماراً مبدئياً ونسعى بنشاط للحصول على تمويل متابعة لمساعدتنا في توسيع تطوير المنتج وتسريع النمو عبر أول أسواقنا في الإمارات”.