إذا كنت ترغب في جذب جيل الألفية، فعليك التحدث بلغتهم وتوفير ما يرغبون فيه.
بقلم أندريا ليشنر بيكر،
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
أنت تقرأ الآن لأحد كتاب شبكة رواد الأعمال في الولايات المتحدة، وهي حق امتياز دولي لشبكة رواد الأعمال على وسائل التواصل الاجتماعي.
تشير التقديرات إلى أنه، بحلول عام 2030، سيكون 75٪ من القوى العاملة من جيل الألفية.
يكفي القول، أننا سنكون في كل مكان.
لكن لا تخف! فالأشخاص الذين ولدوا بين عامي 1980 و1996، هم في الواقع يمثلون القوى العملة الموهوبة وعالية التأهيل. بصفتي فردًا من جيل الألفية، وقد وظفت الكثير منهم وعملوا تحت إدارتي، فأنا لدي رؤى فريدة حول ما تريده هذه المجموعة بالفعل في مقر العمل. لمساعدتك في اجتذاب جيل الألفية والحفاظ عليه ضمن فريق عملك، إليك أربع مزايا يجب أن توفرها لهم.
- فرص نمو واضحة
من السهل أن تذكر أنك تقدم فرص نمو مهني لموظفيك، ولكن هذه مجرد وعود واهية في الكثير من الشركات. وجديرٌ بالذكر أن جيل الألفية لا يريد أن يبقى في أدنى درجات السلم الوظيفي لفترة أطول مما ينبغي. يُنظر إلى هذا الموقف أحيانًا على أنه غرور، لكنني أرى أن له أسباب أكثر من مجرد الطموح والقيادة. فإذا كان الموظف الجديد لديك ماهرًا ولديه نهم لإحراز التقدم لشغل منصب قيادي، فلماذا لا تؤجج مثل هذه العزيمة وتسعى بدورك لتحقيق ذلك؟
إلى جانب ذلك، من الجدير بالذكر أن العديدين من جيل الألفية حريصون حقًا على التعلم. فهم لا يسعون فقط لجني ألقاب جديدة وجني المزيد من الأموال. بل أنهم مهتمون باكتساب مهارات جديدة والبحث عن فرص للقيام بذلك. لكي تُظهر لجيل الألفية أنك جاد في نيتك لمساعدتهم على تحقيق النمو، قم بإنشاء برنامج فعلي يمكنك مشاركته معهم. لكي تكون أكثر فاعلية، يجب أن يتضمن عملك مناقشات منتظمة حول الأهداف المهنية والفجوات في المهارات، إلى جانب وضع خطة للوصول إليها والتغلب على هذه الفجوات. يجب أن يكون واضحًا للموظفين ما يتطلبه الأمر للانتقال من المنصب “أ” إلى المنصب “ب”، وغالبًا ما يساعد تمتعهم بهذه المعارف إلى تحفيزهم والاحتفاظ بهم. حتى أن بعض الشركات تصبح أكثر إبداعًا من خلال تقديم برنامج التظليل الوظيفي، وهو متابعة موظف عن كثب أثناء يوم عمل. فمن الممكن أن يساعد هذا الشخص على اكتشاف ما إذا كان يريد حقًا تولي مهام الوظيفة التي يعتقد أنه يريدها قبل أن يستثمر كثيرًا للحصول عليها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكنك وضع خطة لتعاقب المناصب، بحيث يمكن للموظفين رؤية التقدم الطبيعي الذي ينتظرهم إذا التزموا بالعمل لدى شركتك. وإذا اخترت أن تجعل فرص النمو ملموسة وقابلة للتحقيق، تأكد من أنك تقدم أيضًا برامج التوجيه والتدريب (وأن تدفع رسومها، عند اللزوم). لن تندم أبدًا على تطوير مهارات أحد أعضاء فريقك، حتى لو تركك في نهاية المطاف. ولكن فرصة تركهم للعمل تصبح أقل بكثير إذا استثمرت في تنميتهم وأظهرت لهم أنك مهتم حقًا.
- التخطيط المالي
لقد سئم جيل الألفية من تعرضه للإفلاس. فمع ديون قروض الطلاب الساحقة وعدم تعليم الكثيرين عن إدارة الأموال، حتى مع تلقي الموظف لرواتب جيدة، قد يعيش حياته معتمدًا بالكامل على مرتبه الشهريّ. وبصفتك رب العمل، لا تمنحهم أموالهم فحسب، وتمنى تحقيق الأفضل لهم. اتخذ خطوة إضافية لمساعدتهم على إدارة شؤونهم المالية.
قدم ورش عمل مجانية ليتعلم أعضاء الفريق كيفية تقليل ديونهم وإدارة أصولهم المالية والادخار لحالات الطوارئ والمشتريات الكبيرة في المستقبل. ساعدهم على فهم نمط الحياة الذي يرغبون في تحقيقه، وما سيحتاجون (من المنظور المالي) للقيام به لتحقيق ذلك. أحضر خبراء بوصفهم متحدثين ضيوف، أو ادفع رسوم بضع الجلسات مع مُخطط للشؤون المالية، وقدمها لهم مجانًا لمساعدتهم على وضع خطة والبدء. كلما تعلم موظفوك كيف يتمتعون بحياة مالية جيدة في وقت مبكر، كلما زادت قدرتهم على زيادة أموالهم وتحقيق أهدافهم والاستمتاع بحياتهم. ويمكنك مساعدتهم على الاستعداد للنجاح بكل هذه الطرق.
- الممارسات العملية الواعية
يتطلع جيل الألفية إلى الإيمان بشيء أكبر من أنفسهم والانتماء إليه. فهذه المجموعة تهتم بعمق بالقضايا الاجتماعية والأسباب العالمية. لا تعتقد أن تغيير شعارك ليكون بألوان جذابة سيكون كافيًا؛ فهم يريدون أن يروا أرباب العمل المحتملين يظهرون الغرض من عملهم ليس فقط من خلال الكلمات، ولكن من خلال الأفعال.
ويكمن الغرض في العديد من الأشكال المختلفة، ولكن من وجهة نظري، فإن العنصر الأكثر أهمية في الغرض ينطوي على التواصل. فبدون قادة أقوياء (مدراء مباشرون خلال الأعمال التنفيذية) يؤكدون “سبب أهمية هذا لغرضنا”، فإن القضايا اليومية الجارفة أو الاجتماعات الشاملة لمراجعة أرقام المبيعات يمكن أن تضمحل سريعًا.
بالنسبة للنقطة الثانية في بياني الأول، فهم يتطلعون أيضًا إلى الانتماء. يريدون أن يكونوا مشاركين فعّالين في تحويل العالم لمكانٍ أفضل. لذا، اسألهم عن الأسباب التي تهمهم. يكون الغرض أقوى عندما تتحد المجموعة حوله، لذا شاركه مبكرًا وكثيرًا، وستجد أنه يساعد في التخلص من أولئك الذين لا يتفقون معه أو ببساطة لا يهتمون به. أولئك الذين يبقوا معك هم من تريدهم على أي حال.
- وضع جدول مرن
يتعرض جيل الألفية أحيانًا لسمعة سيئة من كونهم كسالى أو متواكلين، ومن المؤكد أن كل جيل لديه خصاله السيئة. ولكن، بالنسبة للجزء الأكبر منهم، أجد أن جيل الألفية يعمل بجد مثل الأشخاص من أي جيل آخر. إلا أن اختلافهم يكمن في مدى اهتمامهم بوقتهم. فهم لا يريدون التعرض للضغط على مدار الساعة في فترة الصباح، وإنهاء عملهم، والبقاء لآخر يوم العمل لا يفعلون شيئًا. ومن ثم فهم حريصون على تقديم القيمة وإنجاز عملهم، وبعد ذلك عند اكتماله، يتوقون بشدة إلى المغادرة والعودة للاهتمام بحياتهم الخاصة.
فبدلاً من النظر إلى هذا على أنه غير مريح، انظر إليه على أنه شيء إيجابي. إذا كنت تقدم جدولًا مرنًا للعمل (على سبيل المثال، العمل الجزئي عن بُعد، وأسبوع العمل المدمج، وساعات العمل غير المعتادة، وما إلى ذلك)، فربما تجد موظفيك أكثر تحفيزًا للقيام بوظائفهم بشكل جيد. فهم يعرفون أنهم يتقاضون رواتبهم مقابل قيمتها، وليس مقابل الوقت، لذلك سيبذلون قصارى جهدهم للمساهمة بأقصى قيمة وبأكبر قدر ممكن من الكفاءة. يمكنك أيضًا التفكير في توفير المزيد من المرونة، وإظهار المزيد من الاحترام لوقتهم من خلال إتاحة الفرصة للحصول على إجازة عمل طويلة أو إجازات غير محدودة. قد تندهش من كيفية جذب هذا النوع من البيئة لأفضل المواهب، وكيف تكافئ هذه المواهب أصحاب العمل المرنين بتقديم الأفضل لأعمالهم.