تقدم الشركة حلاً شاملاً للحياة الصحية، حيث أن حديقة ناتوفيا الذكية في مطبخك توفر مزيجًا مثاليًا من الماء والإضاءة والعناصر الغذائية وحتى الموسيقى.
كتب بواسطة باميلا دي ليون
هل يمكنك تخيل زراعة مكونات طبق السلطة الخاص بك في مطبخك؟ هذا ما تسعى شركة ناتوفيا، ومقرها المملكة العربية السعودية، لتحقيقه. تأسست شركة ناتوفيا في عام 2015 من قبل جريجوري لو ونديم توبي، وهي عبارة عن معمل أبحاث حصد العديد من الجوائز ومجال عمله المتخصص في تطبيقات المطبخ القائمة على الزراعة المائية. وبفضل حديقتها الداخلية القائمة على تقنية الزراعة المائية الذكية والمتكاملة بالكامل، والمصممة خصيصًا للاستخدام في مطابخ المطاعم والأسر، تتيح شركة ناتوفيا للأشخاص زراعة مجموعة متنوعة من النباتات والخضروات والزهور والأعشاب الطازجة على مدار السنة بداخل مطبخهم.
تقدم هذه الحديقة الذكية التي تقع في مطبخك حلاً شاملاً لتنعم بالحياة الصحية، وتوفر مزيجًا مثاليًا من الماء والإضاءة والعناصر الغذائية وحتى الموسيقى (حيث توصل بحث الفريق إلى أنها تساعد على تحفيز المزيد من النمو). الجهاز متوفر بحجم الثلاجة، وهو سهل الاستخدام: حيث يتم وضع حبات البذور – التي يكون حجمها بحجم كبسولات نسبريسو – في درج الحضانة بحيث تنمو فيه لمدة 10 أيام تقريبًا، وبعد ذلك يتم نقل الكبسولة لتنمو في خزانة أخرى. وبعد 20-30 يومًا، يكون المنتج جاهزًا للحصاد، وكل 3-4 أشهر، تحتاج فقط إلى إعادة الملء بالعناصر الغذائية. جميع الخطوات الأخرى تتم أوتوماتيكيًا لأن حديقة مطبخ ناتوفيا الذكية توفر البيئة المثالية اللازمة لزراعة النباتات. يمكن أن تزرع 32 نوعًا مختلفًا من النباتات، مثل الريحان، والخس، والكزبرة، واللفت، والشبت، وطماطم الكرز، والنعناع، وأكثر من ذلك، في وقت واحد، وإنتاج نبات أو نباتين يوميًا.
وأضاف جريجوري لو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي، إن الشركة الناشئة تسعى لحل المشكلات الراسخة متعددة الأوجه في مجال صناعة الأغذية حاليًا. وذكر: “النباتات التي ستنمو في مطبخك خالية من المبيدات الحشرية والمواد الحافظة، ونظرًا لأنها طازجة، ستمنحك ما يصل إلى 400٪ من الفيتامينات. ونظرًا لأن عملية الزراعة تتم في نفس المكان الذي ستقوم باستهلاكها فيه، فإنك ستعيد اكتشاف التنوع البيولوجي على نطاق أوسع، والطعم الأصلي الفعليّ للخضروات، بينما يمكنك الحصول عليها من أي مكان وبالقرب من المطبخ.” تهدف الشركة الناشئة أيضًا إلى تقليل التأثير البيئي السائد من خلال تقليل هدر الطعام ومواد التعبئة والتغليف والتلوث والأميال التي يقطعها الطعام وصولاً إليك. كما يعالج ذلك فجوات الأمن الغذائي ويُنمي الوعي بإمكانية التتبع، وهي قضية منتشرة في قطاع الأمن الغذائي في المنطقة. وأضاف لو، موضحًا مهمة الشركة الناشئة: “نحن نعمل على تغيير الطريقة التي يتعامل بها الأفراد مع طعامهم ونعيد ابتكار الرحلة التي تقطعها وجبة المستهلك من خلال السماح للمجتمعات بالتحكم في منتجاتهم الغذائية في المكان الذي يستهلكونها فيه”. “باستخدام تقنية ناتوفيا، نشجع الأفراد على تغيير عاداتهم الغذائية من خلال اتباع نظام غذائي غني بالفيتامينات والخضروات والمنتجات الخضراء الغنية بالمواد المُغذية، وتحسين صحتهم ومساعدة كوكبنا.”
المصدر: ناتوفيا
بالنسبة إلى لو، كان خوض طريق ريادة الأعمال أمرًا لا مفر منه، بحسبما ذكر. “لطالما كنت رائد أعمال منذ نعومة أظافري، فهذا جزء من شخصيتي.” اكتسب رجل الأعمال هذا في بداية حياته المهنية في قطاع التطوير والاستثمار العقاري خبرة تمتد لأكثر من 25 عامًا في قطاع العقارات، وقرر تنويع أعماله من خلال الانخراط في صناعة المواد الغذائية. فعندما قام بشراء مزرعة زيتون في صقلية لإنتاج الزيتون وصلصة الطماطم، واجته المشكلات الشائعة مثل الحاجة إلى استخدام المبيدات الحشرية والأسمدة، وهو الأمر الذي تناقض مع معتقداته حول الغذاء الصحي وأوضح له أهمية صناعة الأغذية العضوية.
وأضاف لو: “شعرت أن الأشخاص بحاجة إلى تجربة ما جربته في تلال صقلية – الطعام الطازج، وأن تكون منخرطًا في زراعة طعامك ومدركًا لجودته. ودفعتني خلفيتي في مجال العقارات أيضًا إلى مواصلة العمل على هذه الفكرة. إذا تمكن الأشخاص من زراعة الطعام في منازلهم، أو مكاتبهم، أو مدارسهم، أو فنادقهم طوال العام، ومن ثم كان بمقدورهم الحصول على طعام طازج عالي الجودة يسهل الوصول إليه، فسيكون العالم مكانًا أفضل بكثير”. وانضم إلى لو في مهمته في شركة ناتوفيا المؤسس المشارك ومدير العمليات نديم توبي، الذي تشمل خبرته تقديم المشورة لشركات التكنولوجيا في شركة ديلويت وشركة LD&A، بالإضافة إلى تأسيس منصته الخاصة للتجارة الإلكترونية في إستونيا، Ooolala، والتي تم بيعها إلى شركة غير معلنة في عام 2016.
انطلق هذا المفهوم أساسًا في مدينة إستونيا، وقام المؤسسون المشاركون بطرح المفهوم وصنعوا نموذجًا أوليًا أساسيًا لعرضه في عدد قليل من المعارض الأوروبية وتقييم التقبل الأولي للفكرة. وبدأت المرحلة الأولى من مسيرتهم، والتي كان تركيزها على تطوير التقنية نفسها: “استغرق الأمر منا سنوات للقيام بذلك، لكننا جمعنا أكثر من 20 براءة اختراع.” وتبع ذلك إثبات للمفهوم ومرحلة الاختبار الميداني، حيث استثمر الثنائي في البحث والتطوير وطورا فريقهم. “لقد قمنا ببيع العشرات من منتج ناتوفيا إلى الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط لتلقي التعليقات ولتحليل كميات كبيرة من البيانات.”
ومع نمو الشركة، بحث المؤسسون عن شركاء استثماريين خارج إستونيا. وفي عام 2018، تم قبول الشركة الناشئة في برنامج مُسرع الأعمال Techstars بدبي، الذي أقيم بالشراكة مع GINCO للاستثمارات. وأثبت الأمر أن هذه الخطوة كانت مفيدة، حيث تمكنت الشركة الناشئة من جمع 1.2 مليون دولار أمريكي في جولة التمويل الأولية، بقيادة مؤسسة Butterfly Ventures وTechstars وGINCO للاستثمارات، بالإضافة إلى العديد من المستثمرين الملاك من الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط. وتم توفير رأس المال اللازم للخطط التوسعية لأوروبا والولايات المتحدة.
وذكر لو: “لقد أنفقنا الكثير في دبي مع مؤسسة Techstars، وأدركنا أن المنطقة تعد سوقًا رائعًا لشركة ناتوفيا”. وفي وقت لاحق، التقى الرئيس التنفيذي بممثلين من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (KAUST) في مؤتمر عُقد في لندن. بعد أشهر من المناقشات، أعلنت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أنها ستطرح استثمارًا بقيمة 3.5 مليون دولار في جولة التمويل A، على الرغم من أن أنها تستثمر كذلك في رأس المال الاستثماري لصندوق الابتكار التابع لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، بمشاركة Butterfly Ventures أيضًا في الجولة. وبذلك يصل إجمالي تمويل شركة ناتوفيا إلى 4.7 مليون دولارًا، مع بقاء المستثمرين السابقين Butterfly Ventures وTechstars وGINCO للاستثمار كمساهمين لهم أقلية الأسهم.
عناصر ذات صلة: بناء أنظمة بيئية جديدة: ثورة تكنولوجيا الغذاء هنا
كجزء من عملية ضخ رأس المال الجديد، تنتقل الشركة الناشئة أيضًا إلى المملكة العربية السعودية، بالانتفاع بمجمع الأبحاث والتكنولوجيا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KRTP) للمساعدة في تنمية قدرات البحث والتطوير الخاصة بها. يشرح لو قائلاً: “شعرنا أن ذلك سيكون فرصة كبيرة للتواجد في قلب المنطقة لتطوير السوق، لكن التواجد أيضًا في حرم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يمكن أن يمنحنا إمكانية مواصلة العمل على تقنيتنا لجعلها أفضل وأكثر تقدمًا.” كما أشاد لو بالبنية التحتية والأدوات المميزة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والتي يمكن أن تكون مفيدة بشكل كبير للحلول المبتكرة للشركة الناشئة.
وأوضح “سأعطيك مثالاً: بالنسبة لنا، من المهم جدًا اختبار جودة نباتاتنا – والفيتامينات، والعناصر الغذائية، والمعادن، إلخ. “لقد كانت عملية طويلة ومعقدة في إستونيا. حيث توجب علينا حجز الاختبار في وقت مبكر، ونقل النباتات، التي تستلزم إجراء الكثير من الأعمال الورقية، ودفع رسوم باهظة وأوقات انتظار طويلة، قبل الحصول على النتيجة دون التأكد من أنها ستكون دقيقة تمامًا … واليوم، في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، علينا ببساطة أن نعبر الطريق ونحصل على النتيجة في نفس اليوم. وهذا يعني أن بحثنا أكثر كفاءة. العامل الرئيسي الآخر هو المجتمع الذي نتفاعل معه بشكلٍ مستمر، ونتبادل الأفكار مع الأساتذة حول الموضوعات ذات الصلة مثل الحساسات، وعلم الأحياء، وعلم النبات، والتكنولوجيا، وما إلى ذلك – وهذا أمر غني للغاية للأفكار الجديدة والتطورات التكنولوجية. حتى أننا قد نستخدم تقنيات جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في تطوراتنا المستقبلية”.
معمل علم النبات ناتوفيا
إلى جانب تعزيز تطوير البحث والتطوير، يحرص لو أيضًا على المساعدة في خلق فرص عمل ومواءمة رؤيته مع رؤية المملكة 2030، والتي ترسخ حتمًا مكانة المملكة باعتبارها الخيار الأفضل للشركات في الشرق الأوسط. وبحسبما أفاد لو “نريد أن نكون جزءًا من هذه الرؤية”. في الوقت الحالي، يشير لو إلى أن الأمر كله يتعلق بإنتاج نموذج ذكي لحديقة مطبخ ناتوفيا الذي تم تحديثه مؤخرًا في المملكة العربية السعودية، وتوسيع نطاق التوزيع الخاص به محليًا ودوليًا. بعد ذلك، يأمل الفريق في التحرك نحو الإنتاج الضخم وتطوير نماذج جديدة من منتج ناتوفيا.
بعد الشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومجموعة جميرا، تتكون الشركة الناشئة اليوم من فريق مكون من 12 شخصًا وتركز على نموذجها الرئيسي، حديقة مطبخ ناتوفيا الذكية، والتي تباع بالتجزئة بسعر 7955 دولارًا ومتوفرة في جميع أنحاء العالم. مع وجود الموزعين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وأستراليا والمملكة العربية السعودية، يستعد الفريق بصورةٍ أكثر للعام المقبل – بطرح نموذج لأولئك الحريصين على تخصيص ميزانية أقل، ونموذج آخر لتلبية الاحتياجات التجارية. عند مواجهة العقبات، يعلق لو قائلاً: “أنا شخصيًا أعمل وأبني شركات في بلدان مختلفة وعلى عكس ما قد يعتقده الأشخاص، هناك الكثير من الأشياء على الإنترنت وتنجح بسلاسة. كان التحدي الأكبر هو إقامة الفريق الأساسي الذي لم يكن أفراده سعوديين وكذلك إنشاء بنك للشركة. يتطلب الأمر المثابرة والصبر”.
ومع ذلك، فإن الميزة الرئيسية التي توصل إليها المؤسسون المشاركون (“والتي كانت مفاجأة سارة”) كانت جودة المواهب المحلية التي وجدوها للعمل في ناتوفيا، “الجيل الشاب متعلم جيدًا ودرس في الخارج ومتشوق للعمل في نوع البيئة التي تُنشئها ناتوفيا – وهي تقنية عالية وسريعة الحركة وذات فرص نمو كبيرة “. وحتى مع انضمام الوافدين الجدد إلى مجال الصناعة، يركز لو على USP لشركته: “بالمقارنة مع منافسينا، فإننا نقدم تقنيات الأتمتة والجودة والتصميم. وتعمل تقنيتنا القوية على تشغيل العملية بالكامل بصورة أوتوماتيكية ويمكن دمج تصميمها المتطور في أي تصميم للمطبخ.”
وبالنسبة للمستقبل، ذكر لو أن ذلك مجرد بداية للتكنولوجيا الزراعية. “فجلّ ما فعلناه هو إثارة الأمر، لأنه في فترة الستينيات الماضية، كانت الصناعة تركز فقط على الكمية والسعر ومدة الصلاحية وقابلية النقل. ومنذ ظهور المنتجات العضوية على الساحة، بدأ الأشخاص في فهم أهمية جودة الطعام، ومن ثم، فقد فتحنا أفقًا جديدًا. طزاجة الطعام والمذاق وقيمة المغذيات أمر سيتبعه [الأفراد]”. وهو يحلم بوجود منتج ناتوفيا في كل مكان أيضًا. “نريد أن نرى منتجات ناتوفيا في كل منزل، وفي كل مدرسة، وفي كل مكتب، ومستشفى، ومطار. نريد أن يكون الأشخاص قادرين على تجربة المذاق الحقيقي للخضروات والمنتجات الخضراء والتواصل مع الطبيعة يوميًا من كل مكان”.
عناصر ذات صلة: العمل على المستقبل:العنود الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة Futurist
‘TREP TALK: نصائح طرحها مؤسس شركة ناتوفيا ومديرها التنفيذي غريغوري لو لرواد الأعمال
- لا يوجد وقت أفضل من اليوم “فهو الوقت المناسب دائمًا لمُباشرة تحقيق أحلامك. هناك دائمًا فرص للاستفادة منها في الأوقات السيئة وفي الأوقات الجيدة على حد سواء”.
- لن يكون الأمر سهلاً “كن مستعدًا للعمل بجد والمثابرة. فلن أخفي عليك، إذا لم تكن مستعدًا لتقديم كل شيء، فأنت لست مستعدًا”.
- احتضن الفشل “كن مستعدًا للفشل، لأنك ستفشل في مرحلة أو أخرى وهذا أمرٌ جيد، فالفشل هو مجرد خطوة أخرى لنجاحك. فكر في الأمر كطفل يتعلم المشي، فهو لن يتوقف عندما يسقط، بل سيستمر في فعل ذلك حتى يتعلم المشي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفشل السريع والجرأة في مواجهته وقبوله سيمنحك رؤى لا تقدر بثمن في تسريع أعمالك بصورةٍ أكثر، وهذا هو المكان الذي يحدث فيه النمو”.
- ابقَ شغوفًا “افعل ما تقوم به بشغف، فأنت بحاجة إلى أن تحب ما تفعله، وتحتاج إلى أن تحلم به ليلًا – وهو ما سيدفعك إلى العمل في كل مرة.”
عناصر ذات صلة: يهدف حصاد الأطعمة النقية إلى التغلب على تحديات المناخ المحلية وإتمام الزراعة بصورة عالية التقنية
تمت الكتابة من قِبل
باميلا دي ليون هي محررة قسم الشركات الناشئة في مجلة Entrepreneur في الشرق الأوسط. وهي حريصة على إبراز إمكانات ريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع اهتمام خاص بدعم الشركات والأفراد الذين يخلقون تأثيرًا.