تشرح العالمات والمؤسِّسات اللواتي أسسن شركة Wayakit كيف أدت أزمة كوفيد-19 إلى زيادة الاهتمام بأعمالهن، وهو ما فتح لهم في نهاية المطاف الباب لدخول قطاعات جديدة مثل صناعة الطيران.
كتب بواسطة علياء مهران أحمد سبتمبر 2021
الآراء التي عبر عنها المساهمون تعبر عن وجهة نظرهم الخاصة.
منذ إنشاء مُسرع عمليات بدء الشركات الناشئة “تقدم” في عام 2016، وهو برنامج مدعوم من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية (KAUST) بالتعاون مع بنك ساب ومقره في الرياض، فقد استطاع توفير بيئة رعاية للعديد من الشركات الناشئة الناجحة. وقصص برنامج “تقدم” هي سلسلة من قصص النجاح تستعرض ستة أعمال مماثلة، ومن خلال هذه الأعمال، يتضح جليًا أن سر نجاح برنامج “تقدم”، والذي يبدو أنه مزيج من أفضل وسائل الدعم التكنولوجية ووسائل الإرشاد، مع التركيز الشديد على بناء الحس المجتمعي داخل النظام البيئي لريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية.
لويزا خافير، وساندرا ميدينا، خريجات مشروع “تقدم” مجموعة عام 2018، قامتا بتأسيس شركتهم الناشئة في مجال التكنولوجيا البيولوجية Wayakit في عام 2019. بدأت شركة Wayakit عملها في من خلال تطوير رذاذ غسيل يمكن للمسافرين استخدامه أثناء سفرهم – وهو منتج تصفه ميدينا بإيجاز شديد كما لو كنت تحمل “غسالة في جيبك!” في الواقع، جائهما هذا الإلهام نظرًا لحوادث السفر التي مرت بها كلتا السيدتين قبل بضع سنوات. تتذكر ميدينا، والتي تشغل أيضًا منصب مديرة قسم التكنولوجيا في الشركة الناشئة: “جاءت فكرة إنشاء شركة Wayakit للوهلة الأولى عندما كنا نسافر لحضور مؤتمر، وأضاعت شركة الطيران أمتعتنا خلال تلك الرحلة. في هذه اللحظة، أدركنا التحدي المتمثل في غسل الملابس أثناء السفر وفكرنا في استخدام التقنيات والمعارف التي لدينا لمواجهة هذه المشكلة.”
في حين أن هذه الفكرة الأولية مرت بمراحل تطوير متعددة عندما التحقت كلتا المؤسستين بمشروع “تقدم”، إلا أن الخطوة الأكبر، وربما الخطوة الأكثر أهمية، في هذه الرحلة بأكملها هي تلك الخطوة التي حدثت خارج مختبر العلوم، بحسبما ذكرت ميدينا. وأضافت قائلة: “بوصفنا عالمات، فما أردنا القيام به عندما راودتنا فكرة جديدة هو التوجه إلى المختبر وبدء العمل على هذه الفكرة”. ولكن ما تعلمناه في مشروع “تقدم” هو أنك تحتاج في المقام الأول إلى فهم العميل والتحقق من السوق الذي ستطرح فيه فكرتك. ومن ثم، أجرينا أكثر من 120 مقابلة، وحددنا أكثر المصاعب التي تواجه المسافرين: الروائح الكريهة والبقع. ومن ثم، فقد طوّرنا رذاذ الغسيل الخاص بنا لاستهداف هاتين المشكلتين”.
كان لنهج مشروع “تقدم” في ريادة الأعمال أهمية خاصة للمديرة التنفيذية خافيير، التي ذكرت أن المشرع غيّر الطريقة التي نظرت بها إلى وظيفتها بالكامل، على الرغم من أنها خاضت مغامرت في بعض المساعي الريادية الأخرى في الماضي. وأضافت أن هذا التحول الإدراكي قد تأكد حصريًا من خلال المرشدين مثل أمل دخان، شريكة في مشروع 500 Startups MENA والتي كانت مُرشدةً لهن. وأضافت خافيير كذلك: “ما زلت أتذكر المحادثة الأولى التي أجريتها مع أمل دخان. حيث قالت: “هل أنتِ مستعدة لتنحية كافة معارفك حول ريادة الأعمال جانبًا؟ تخلي عنها، وتعلمي من البداية!” كان ذلك مُبهرًا بالنسبة لي، حيث كانت لديّ خبرات في ممارسة الأعمال التجارية، ولدي خلفية في ريادة الأعمال. أعتقد أنه كان هناك نقطة تحول!”
عناصر ذات صلة: الإبداع يتبلور:يدعوك برنامج “تقدم”، المدعوم من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وبنك ساب، إلى تقديم الطلبات لمجموعة خريف 2021 لويزا خافير وساندرا مدينا في مصنع الإنتاج
ولكن نظرًا لكون رذاذ الغسيل موجه في المقام الأول لقطاع السفر، وهو أحد أكثر الصناعات تضررًا خلال ذروة أزمة فيروس كورونا العالمية، فقد أصبح غير قابل للاستخدام تمامًا لفترة من الوقت. ومع ذلك، لم يوقف هذا المؤسستان – حيث سرعان ما اتجهتا نحو منتج جديد: مطهر عضوي. وأوضحت ميدينا “علمنا أن رذاذ الغسيل لدينا يحتوي على بعض الخصائص المضادة للبكتيريا، إلا أننا لم نختبره على الفيروسات من قبل. ومن ثمّ، فقد قمنا بتعديله لطرح منتجنا الثاني – مطهر يقتل فيروس كورونا في 30 ثانية. هذا المنتج لا يشبه أي منتج مشابه مطروح في الأسواق. حيث يعتمد منتجنا على مكونات طبيعية – ومكوننا النشط هو حمض الستريك – وهو فعال حقًا.”
وبطبيعة الحال، أصبح هذا التحول أكثر سهولةً عندما أتاحت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “KAUST” لرواد الأعمال استخدام مصنع إنتاج جديد، يقع في مجمع أبحاث الجامعة، والذي سمح بتصنيع ما يصل إلى 20 ألف لتر من المطهر الجديد يوميًا. ولكن على الرغم من أن هذا التحول كان مفاجئًا وغير متوقع، فقد فتح أيضًا أبواباً جديدة لشركة Wayakit. وأوضحت خافيير: “يُستخدم منتجنا في الوقت الراهن لتطهير كبائن الطائرات مثل Air France و KLM. حيث تحول اهتمامنا قليلاً من محلول الرذاذ، وانصب على حل يمكن أن يساعد في تطهير مناطق معاملات الشركات.”
والآن، مع عودة تشغيل صناعة السفر ببطء مرة أخرى، والتخطيط لإغلاق الجولة الأولى بقيمة 4 ملايين دولار أمريكي في وقت لاحق من هذا العام، يحرص هذا الثنائي من العالمات على الانتقال بمؤسستهما إلى المرحلة التالية. وأوضحت خافيير: “في الوقت الحالي، نحن في وضع يسمح لنا ببدء عمل تجاري في صناعة الطيران المعقدة، ولكنه أمر مثير. ومع ذلك، فإننا في الشرق الأوسط نرى إمكانيات كبيرة لإدخال هذا النوع من المطهرات في قطاع الأعمال الموجهة مُباشرة إلى المستهلكين أيضًا. نخطط للانتفاع من الجولة التالية من التمويل التي يستهدف زيادة طاقتنا الإنتاجية”.
عناصر ذات صلة: تصريح للحلم:جامعة الملك عبدالله “KAUST” تطلق برنامج مغامرات ريادة الأعمال، دورة عبر الإنترنت باللغة العربية لدعم الأفكار المبتكرة في المملكة العربية السعودية