مترجم بتصرف: مقال لعلياء مهران أحمد
بسبب الطبيعة القاحلة للأراضي وانخفاض معدلات الأمطار الذي يميز الغالبية العظمى من تضاريس الإمارات، كان على القطاع الزراعي في الدولة إيجاد طرق مبتكرة ومستدامة لزيادة إنتاج الغذاء على مر الزمن. ومن المعروف أن الإمارات تستورد نحو 85% من احتياجاتها الغذائية، حيث بلغت قيمة الواردات الغذائية 17.98 مليار درهم في الربع الأول من عام 2020 – وهي إحصائية تسلط الضوء أيضاً على اعتمادها على دول أخرى في هذا الخصوص. ما يشير إليه كل هذا هو حاجة الإمارات إلى تقنيات زراعية يمكن أن تساهم في زيادة المنتجات المحلية ، وبالتالي ضمان وجود سلسلة إمداد غذائية فعالة في الدولة. من الحلول التي يمكن تطبيقها تقنية الزراعة الرأسية وتتمثل في زراعة المحاصيل في أسطح مكدسة رأسياً، على عكس الطريقة التقليدية لزراعة المحاصيل في حقل واسع مفتوح. وتضمن الزراعة الرأسية أو العمودية أيضاً عدم وجود حد أدنى من استخدام المبيدات الحشرية أو الأسمدة، ويتم إجراؤها في مواقع داخلية مثل البيوت الزجاجية ــــ وهو بديل مفيد خاصة للزراعة في الظروف البيئية الصعبة مثل دولة الإمارات.
تأسست اليسكا لايف تكنولوجيز في دبي عام 2013 (لديها مكاتب ايضاً في طوكيو وبكين) وهي شركة تقنية زراعية تخصصت في الزراعة الرأسية. ويقول المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة ستيوارت اودا “تقوم اليسكا بتطوير حلول للزراعة الدقيقة والمزارع الرأسية الداخلية الجاهزة للتسليم لتحسين الإنتاجية والكفاءة والقدرة على التنبؤ وزيادة إنتاج الغذاء بما يصل إلى 10 مرات أكثر”. وطبقا لاودا، فإن إحدى القضايا الرئيسية التي تهدف شركته الناشئة إلى حلها هي الافتقار إلى المعايير الموحدة في سلسلة التوريد الغذائي. وأوضح قائلاً: ” إن إنتاج الغذاء منفصل بشكل كبير عن المستهلكين النهائيين ويفتقر إلى المعايير التشغيلية، وهذا يؤدي إلى مشكلات لوجستية وبيئية وسلامة وإمكانية الوصول “. وقال: “تعمل حلول الزراعة الدقيقة التي توفرها اليسكا على زيادة الإنتاجية والاتساق التشغيلي للمزارع بشكل كبير من خلال أتمتة جميع الوظائف الحيوية في المزرعة ، كما أن مزارعنا الرأسية الداخلية قادرة على إنتاج منتجات طازجة ذات قيمة غذائية عالية ومربحة للغاية ومنتجات بستنة على مدار العام في أي مكان لمعالجة مشاكل الأمن الغذائي”.
هناك بالفعل تركيز متزايد على ممارسات الصناعة المستدامة في الإمارات، وفي ظل وجود مبادرات مثل رؤية الإمارات 2021 واستراتيجية الإمارات للطاقة 2050 التي وضعت هدفاً بأن تصبح الطاقة النظيفة مصدراً لـ 50% من احتياجات الطاقة في الدولة. في ضوء ذلك، من المهم أيضًا تسليط الضوء على مساهمة شركة اليسكا في الحد من التلوث والنفايات. ويوضح اودا قائلاً: “تستخدم مزارع اليسكا الرأسية الداخلية مياه وأسمدة وأراضي أقل بنسبة تتراوح بين 90% إلى 99% مقارنة بالمزارع التقليدية ولا تتطلب أي مبيدات حشرية كيميائية أو بذور معدلة وراثياً”.
“يتم التحكم في جميع المدخلات الزراعية والظروف البيئية في المزرعة الرأسية الداخلية لضمان أن المنتجات التي تتم زراعتها في كل دورة محصول تتمتع بأعلى جودة.” في الوقت الحاضر، تمتلك اليسكا منشآت مزرعة داخلية تقع في جميع أنحاء الصين وسنغافورة والإمارات والسعودية. وتتفاوت هذه المشروعات من المزارع الصغيرة التي تلبي احتياجات المجموعات الفندقية، إلى مزارع الحاويات الكبيرة التي تُستخدم لفائدة الشركات متعددة الجنسيات ومطوري العقارات السكنية. واضاف اودا قائلاً: ” تعتبر التقنية الزراعية واحدة من أكثر المجالات متعددة النظم ولدى الشركة فريق يتمتع بالخبرة الفنية في كل شيئ من معرفة بالأجهزة وتطوير البرامج إلى علوم النبات وعمليات المزارع”.
وعن خطط المستقبل، يقول اودا أن شركته في طريقها للإعلان قريباً عن إطلاق عدة مشروعات. وأضاف: “سوف يقوم فريقنا بإطلاق مزارع داخلية كبيرة لعملاء من حكومات وشركات في آسيا والشرق الأوسط واوروبا على مدى الاثني عشر شهراً المقبلة لمساعدة المناطق التي تواجه تحديات ترتبط بالأمن الغذائي في توفير منتجات غذائية محلية وخالية من المبيدات الحشرية”. انتظرونا وسوف تشهدون ذلك!
ستيوارت اودا، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة اليسكا لايف تكنولوجيز
ماهي أكبر التحديات والفوائد التي حققتها في ممارسة الأعمال التجارية بدبي؟
بدأت المشاركة الرسمية لشركة اليسكا في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي في عام 2016 من خلال اختيارنا في المجموعة الافتتاحية لبرنامج مسرعات المستقبل في دبي. وكان للدعم والتعريف بنا الذي تلقيناه من مؤسسة دبي للمستقبل خلال البرنامج دوراً جوهرياً في نجاحنا المبكر، ونحن فخورون بأن نكون أول شركة عالمية في البرنامج أسست مشروعاً مشتركاً في دبي. لقد شاركنا بنشاط مع مجتمع مؤسسة دبي للمستقبل وبرنامج المسرعات على مر الأعوام، وقد ساعدنا ذلك في نشر رسالتنا في المنطقة وربطنا بشراكات استراتيجية رئيسية. وكان التواجد في الإمارات مفيداً لنا من منظور تطوير الأعمال. وأصبح لدينا عدد لا يحصى من الشركاء الحكوميين والشركات من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا يقومون بزيارة مناطق أنشطة الشركة في دبي، وقد تمكنا من إقامة شراكات تصنيع مهمة لخدمة عملائنا في مجلس التعاون الخليجي. لقد ساعدنا التواجد المحلي القوي في الإمارات على إقناع عملائنا وشركائنا بأن اليسكا ملتزمة بالعمل في المنطقة على المدى الطويل”.
أنت وشركتك الناشئة جزء من برنامج محمد بن راشد للابتكار – كيف تصف تجربتك مع البرنامج؟
انضمت اليسكا إلى البرنامج سعياً إلى إطلاق مشاريع تجريبية مع الوزارات الحكومية وشركاء من الشركات في قطاعي الزراعة والأمن الغذائي والتطوير العقاري وتجارة وتصنيع الأغذية ومجالات الفنادق والضيافة. ويتمتع البرنامج بامتلاكه علاقات واسعة في جميع دول مجلس التعاون وقدم شركتنا في المنطقة لدعم جهودنا في تطوير الأعمال الإقليمية. نتطلع إلى مواصلة مشاركتنا مع فريق البرنامج ضمن برنامج الرعاية اللاحقة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقيات المشروع التجريبي مع شركائهم من الحكومة والشركات”.